أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سفيان حميت - في نقد مركزية المسألة الوجدانية-السلسلة الكوميدية الفد tv2 أنموذجا-














المزيد.....

في نقد مركزية المسألة الوجدانية-السلسلة الكوميدية الفد tv2 أنموذجا-


سفيان حميت

الحوار المتمدن-العدد: 7140 - 2022 / 1 / 19 - 21:15
المحور: الادب والفن
    


بعيدا عن النقاش الفني والتقني...أرى من وجهة نظر جزئية،أن ما قدمه الممثل "حسن الفد" في سلسلته الكوميدية #الفد_tv2 في رمضان المنصرم،يرقى إلى أن يكون-أو هو بالفعل-أنتربولوجية تصويرية للعلاقة العاطفية بين المرأة والرجل البدويين؛

هذه العلاقة التي طالما نُظر إليها-حتى أكاديميا في بعض الأحيان و للأسف-عن بُعد وبشكل ضبابي يمتح في الغالب من القاموس التحقيري للإنسان البدوي باعتباره كائن خشن،عنيف، ومبني سيكولوجيا على قيم شبه عسكرية، وبالتالي لا مجال للحديث عن المرونة أو أي شكل من أشكال القرب الوجداني المُعلن من طرفه للمرأة؛

المرأة التي تم اعتبارها كذلك على أنها كائنا سلبيا منفعلا وليس فاعلا إلا في حدود ضيقة جدا، تزداد ضيقا كلما كان الفعل مخالفا للنسق الذكوري/الأبوي الذي تفرضه الثقافة البدوية المغلقة والغير متسامحة مع أي شكل من أشكال كسر القواعد والمعايير؛ خاصة تلك المتعلقة بالشرف والعذرية والعلاقات خارج إطار الزواج...إلخ

هذه صورة عن الرجل والمرأة وعن العلاقة بينهما في السياق البدوي بما تنطوي عليه من سلبية وخضوع ووصاية و سيادة لغة العنف من طرف الرجل طبعا، عوض لغة الوجدان والحميمية...ظلت مترسخة فى الأذهان سواء لدى الحس المشترك أو لدى بعض الأكاديميين أيضا...وأسست لفهم خاطئ و نمطي للعلاقة بين الرجل والمرأة في السياق المذكور.

وهنا تكمن في رأيي قيمة العمل الكوميدي الذي قدمته السلسلة، أي أنها حاولت تكسير هذا القالب النمطي و السلبي المُشبع بالتصورات الخاطئة حول المسألة الوجدانية في السياق البدوي؛

أولا: من حيث الإعتراف بوجود علاقات وجدانية في سياق طالما وُصف كما أشرنا سابقا بالعنيف والخشن والمتحيز وغير المحفز على إعلان مشاعر الحب والود...

ثانيا:انتشال صورة الرجل البدوي والمغربي عموما من شرنقة الهيمنة والتسلط والأبوية الدائمة و المطلقة...هذه الصفات التي دأب العامة على رسمها كحدود لحركية هذا الكائن الموجود حسب العمل الفني موضوع النقاش: "هنا"(مجال العنف والهيمنة...) و"هناك"(مجال الوجدان والحب...)أو بلغة الخطيبي الموجود"بين_بين" مما يحيل ضمنيا إلى نوع من الإنشطار الوجداني في شخصية المغربي عموما وليس الرجل البدوي لوحده وهذا ليس موضوع نقاشنا...

ثالثا: وهذا هو المهم في نظري يتعلق بتبديد الفهم السائد المُمركز للوجدان والرومانسية...في السياق الحضري فقط!

إذن العمل لا تكمن أهميته وقيمته الفنية في إعادة رسم صورة العلاقة العاطفية في السياق البدوي بشكل إيجابي ومغاير لما هو مُشاع وسائد فقط؛
بل يتعدى الأمر ذلك إلى نزع الهيمنة الرمزية من الكائن الذكوري البدوي-لحظة الإنجداب والوقوع في الحب-ونزع الطابع العنيف والخشن عن سلوكه؛وأكثر من ذلك التنازل عن موقعه كوصي والقَبول بالخضوع لمزاج وقرار المرأة التي يصبح الإنجذاب إليها سلاح وقوة لترويض خشونة وشراسة الطبع الذكوري كما يرى البعض؛ الأمر الذي يناقض من حيث المبدأ البراديغم المعاصر الذي يبني فهمه للعلاقة من منطلق الغلبة الذكورية(هذه الفكرة بشكل أو آخر أشارت إليها المرحومة فاطمة المرنيسي في أحد كتبها في سياق الحديث عن الحريم في الثقافة الإسلامية...).



#سفيان_حميت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مشكلة تخلف مجتمعنا سياسية أم ثقافية ذهنية؟


المزيد.....




- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...
- النجمات يتألقن في حفل جوائز -جوثام- السينمائية بنيويورك
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إب ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سفيان حميت - في نقد مركزية المسألة الوجدانية-السلسلة الكوميدية الفد tv2 أنموذجا-