أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسطيفان هرمز - قصة قصيرة بعنوان .... من مذكرات مراهق














المزيد.....

قصة قصيرة بعنوان .... من مذكرات مراهق


اسطيفان هرمز
كاتب

(Estivan Hermez)


الحوار المتمدن-العدد: 7142 - 2022 / 1 / 21 - 02:51
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة ....

( من مذكرات مراهق )

رشيقة جميلة ، بعينتان خضراوتان
وبشرة بيضاء وشعر خمري يتهادى على كتفيها ، لم تتجاوز ال 15 عاماً .
اما هم ، فجميعهم كانوا بعمر المراهَقة الجامِحة.

غالباً ما كانوا يتسابقون هو وبقية أقرانه في محلتهم الشعبية لنيل ودّها ولو بنظرة أو بابتسامة ، وإذا ما تفضلت عليهم بالكلام ، فذاك فضلٌ عليهم وعظيم .

كانت كالزهرة اليانعه ، وهم كالدبابير التي تتسابق لإمتصاص رحيقها ، والوقوف ولو على حافة اهدابها، للفوز بشهدها.

الأحلام والتمنيات لم تتجاوز أكثر مِنْ ، ... مَنْ سَيكْسُب حُبها اويحضى بصداقتها .؟

كانت تزيدهم شغباً وشقاوةً، باظهار مهاراتهم وشجاعتهم حين تطل من باب دارها ،في تلك الحارة الضيقة بأبتسامتها المعهودة والتي كانت كاطلاقة آذِنْ بدأ السِّباق في العاب الجري،
كأنها تعلم أن التسابق والتنافس يبدأ بظهورها ،
فاعجبتها اللعبة ......

بمحاولة منه للتقرب منها اكثر ،وثَّق علاقته بأخيها الأكبر فأصبح يدخل بيتهم ليتعلم لعبه الشطرنج منه، اجتهد حتى اتقن اللّعبة، واستطاع أن يهزم معلمه ، فزاد من تنافس اخوها معه لرد الأعتبار ، فكان بالنسبة له نصر عظيم.

هُم عائله جنوبية من احدى محافظات الجنوب ، لا يعلم ما سبب مجيئهم لمحافظته ، لم يجرؤ ان يسألها خوفاً من احراجها، لأنه كان يعتقد انه من غير العادي أن تنتقل عائلة من الجنوب إلى الشمال مباشرة دون اسباب مُلِحّة ، خاصة انهم من سكنة محافظتهم الجنوبية منذ ولادتها.
هذه كانت المعلومة ا الوحيدة التي جاءته دون عناء ، أو دون طلب منه ..

لم يكن له اي ميول سياسية، لكن بإندفاع غير مدروس ، حاول أن يكسب ثقة العائلة أكثر، لذا ا صبح يميل لأفكارهم السياسية فأخذ يحضر بعض الفعاليات الفنية ضمن منهاجهم السياسي ، حتى اشترك في أحد مسرحياتهم بدور قصير يؤدي فيه شخصية رجل أمن.
فقرّبوه منهم أكثر .
ولحسن حظِه وخطِه في آن واحد ، استطاع أن يقنعها بالكتابة في دفاترها بخطه الجميل عناوين المواضيع ويشكلها بزخارف جميلة ، وانتبهت اثناء كتابته ، انه يمتلك اظفر طويل في خنصر يده اليسرى فقط ، فسألته عن السبب فكان جوابه ، (لفتح علبة السكائر) ، لكني لم أراك تدخن ابداً ، قالت مستغربة . .. أجاب : نعم كي لا أُزعِجُكِ بدخان سجائري ..
أُعجِبت به والأظفر معاً ، مما دعاها فيما بعد للاعتناء باظفره بشكل خاص ، فتهتم بمداعبة خنصره كلّما جلسا لوحدهما ،
، لكنه أحتار بسر اهتمامها بخنصره بهذا الشكل الملفت ،حتى تجرأ وسألها عن السبب فقالت : طريقة اعتناءك باظفرك أعجبتني ، فإعامله كانه اظفري ، فأنا لا أملك أن اعتني باظافري رغم أنني بنت، بسبب قوانين المدرسة التي تمنع إطالة اضافرنا .

تلك كانت إحدى حِيَلِهِ التي ظن أنها ستميل بها إليه أكثر من البقية.
نجح في ذلك وتحقق ماكان يصبو له، فتوطدت العلاقة بينهما ، بعد ان ازدادت ثقة عائلتها به ، مما دعاهم لتركهما يذهبان معاً نهاية كل اسبوع سويةً لحضور الفعاليات الفنية المشاركه فيها دون أي رقابة.

رغم كل تلك الحرية التي جائته كهدية من اخوتيها، لكنه أحسَّ انه كحارس شخصي لها أكثر منه صديق أو حبيب.
ولكي يخرج من ذلك الطوق الذي طالما قيّده ، طلب منها أن يلتقيا معاً خارج قاعة الفعاليات الفنية ، فوافقت على الفور دون أي تردد ، ولكي تُطَمْئِنْ قلبه أكثر قالت: في الاسبوع القادم ، أنا من سيطرق الباب عليك لنتوجه كالعادة إلى موعدنا دون الذهاب الى قاعة الفعاليات .

قهقهته بصوت عالِ، شد انتباه جارته (ام سردار)، التي كانت تنشر غسيل الملابس على سطح منزلها ، ومن شدة فرحته كاد أن يحتضنها ويضع قبلة على خدها ، لولا (أم سردار ) التي اطلّت من سياج سطح دارها، تصيح باعلى صوتها ( ول سردار وين صرت ؟؟؟) كانها كانت بالمرصاد لكل حركاتهما ، فضبط نفسه قبل أن يخسر جوهرته وتذهب تضحيته هباءً منثورا .
ليلة موعدهما ظل حتى الصباح دون أن تغمض له عين.
كيف يغمض له جفن وهو على أول موعد غرام مع زهرته؟

لا يعلم كم كانت الساعة حين سمع طرقات على الباب وسمع صوتاَ جهوري وأجَش ينادي بإسمه ، كاد أن لاينتبه له بعد أن تداخل صوت الرجل المنادي باسمه ( سمير يوسف )مع صرير الباب الحديدي الثقيل
فجائته لكمة من صاحبه على فخذه وهو يصّك على أسنانه وكأن الجملة خرجت من بين أسنانه (ولَكْ هذا اسمك) ، لينتبه من غفلته
فأجاب بصوت عالِ: نعم
قال المنادي : تعال

وقف أمام باب مديرية الأمن العامة في بغداد حاملاً حقيبته الحمراء ، بعد أن كان ضيفاً على مدير الشعبة الأولى المتخصصة بمتابعة الشيوعيين ، ليستقل تكسي تقله حيث بيته وحارته الذان تركهما منذ ما يقارب الأربعة أشهر .
جلس في الخلف دون أن ينبس ببنت شفه ، فتح نافذة التاكسي سانداً ضهره بقوة على مقعد السيارة ، وأخذ شهيقاً عميقاً امتزج بالحسرة والولع .

اخي وين رايح..... قال سائق التكسي
أجاب : . ها.؟؟ ... كراج العلاوي..

ثم تناول علبة سكائره (السومر المُسلفنة ) ليفتحها ، ..... لكن بدون اظفر ، لا في خنصر يده اليُسرى ، ولا في اليُمنى ، بل خَلَتْ جميع أصابعه من الأظافر في كلتا يديهِ . .....



#اسطيفان_هرمز (هاشتاغ)       Estivan_Hermez#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امطري
- جذوة
- لحن الحب
- الحروب الخاسرة
- بابل
- الرغبة الاخيرة
- شجون من الماضي للحاضر ..
- التعصب القومي و المذهبي ...


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسطيفان هرمز - قصة قصيرة بعنوان .... من مذكرات مراهق