أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسطيفان هرمز - الرغبة الاخيرة














المزيد.....

الرغبة الاخيرة


اسطيفان هرمز
كاتب

(Estivan Hermez)


الحوار المتمدن-العدد: 6974 - 2021 / 7 / 30 - 06:27
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة بعنوان......... الرغبة الاخيرة



من شرفة غرفة نومها في الطابق العلوي التي تطل على بحيرة مترامية الاطراف ،وبفورتها وغضبها المعتاد ممسكه بكلتا يديها طرفي روب نومها الحريري وتضمه الى صدرها كأنها تداري لفحة الهواء البارده القادمة من البحيرة ،طلبت منه ان يتركها فورا بعد ضنونها انه لم يعد يحبها كما كان .

بحسرة عميقة غادر دون أن ينبس ببنت شفه نزولا عند رغبتها التي اضافها لرغباتها السابقة والتي لم يمتنع يوما عن تحقيق احداها.


ثم دارت الأيام ...


وهي مستلقية على ظهرها كأنها في سكراتها الأخيرة حاملة ثقل السماء على صدرها ، وتغوص في اعماق الأرض من تحتها ، وسواد بؤبؤعينيها يجول في ذلك الفضاء الشاسع الذي تزينه تلك السماء التي بدآ نجومها بالتلألأ بعد ان غادرت خيوط الشمس الذهبية تلك الأغصان ،حاملة سعادة العاشقين وهموم المنكوبين والمفجعين معا ،لتضيفه ليومهم القادم عند بزوغ فجر يوم جديد.


من خلال ذلك الصمت الرهيب لم تشأ ان تحول ناظرها صوب صوت اقدام تقترب منها بهدوء لما قد اثقل الجوع وا لعذاب كاهلها،ولم ا للوهن الذي اخذ منها كل تلك الفورة الجبارة التي كانت تهز بها اركام كل من يحاول ان ينال من كبريائها وجبروتها الذي تربت عليه منذ نعومة ضفائرها .


بقت ساكنة كسكون بحر بعد هيجان وهدوء ثورة بركان ،الى أن أحست بدفء نفس يقترب من جبينها وخصلات شعر بيضاء تداعب جفن عينيها وقبلة دافئة طبعت على جبهتها قبل أن تسمع همسة ناعمة


لماذا انت مستلقية بهذا الشكل في هذه الغابة ؟.

ارادت ان تدارك وهنها، لكنها عبثا تحاول بعد أن اصبحت حتى دقات قلبها المتباطئة تنبيء بتوقف قريب لكل نبضة حياة ،لذلك لم تشأان تحرك ساكنا .

تكرر الصوت بأكثر نعومة ..... أنت بحاجة لمساعدة ؟.

كانت الإجابة بإغماض عينيها مع شبه ابتسامة حاولت بجهد كبير أن ترسمها على وجهها ، بعد أن رأت ذلك الوجه الملاكي الذي اعتادت ان تراه كل يوم قبل أن يغادرها كل هذا الزمان

كانت تمني النفس لو استطاعت ان تظمه الى صدرها بقوة وتذرف ما تبقى من دموع قد تكون قادرة على مغادرة مقلتيها ليغتسلا كلاهما من ترسبات زمن اثقل حبهما بأوهام هدمت صرح حب كان كالجبل الأشم عاصي على عاتيات الزمن، لكنه تهاوى حطما بفعل الشكوك.

لكن هيهات .

حملها على ذراعيه محاولا شد عزمه واستجماع كامل قواه التي خارت بعد ان غادرها في ذلك اليوم التعيس ، وسار بها على ذلك الطريق المتعرج الكثيف باشجارة واحراشه متعثرا تارة وفي اخرى كادت ان تسقط منه ، وبجهد جهيد وصلا الى غرفة نومهما المعتادة في ذلك البيت الصيفي الذي اشتراه لها قب شهر بمناسبة ميلادها الحادي والخمسين ، على طرف تلك الغابة والمطل على تلك البحيرة المترامية الأطراف .

وفي اليوم الثاني كانت تتقدم الأقرباء والأصدقاء بكرسيها المتحرك في موكب نعشه المهيب بعد نظرة الوداع الأخير له في كاتدرائيةالمدينة ..



#اسطيفان_هرمز (هاشتاغ)       Estivan_Hermez#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجون من الماضي للحاضر ..
- التعصب القومي و المذهبي ...


المزيد.....




- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسطيفان هرمز - الرغبة الاخيرة