|
سنتان ِفي مندلي/ حلقة 3
احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 7139 - 2022 / 1 / 18 - 20:41
المحور:
سيرة ذاتية
# بقلم /الاستاذ حسين الهاشمي ،الدرس الاول في مندلي،الاول من شباط عام ١٩٧٠م،شارع مندلي الرئيسي ينعطف يمينا بعد بناية الثانوية بإتجاه السوق لتكون المستشفى على اليمين وفندق المختار ذي الطابقين - الذي يمتلكه الحاج غائب البزاز - على اليسار والذي كان مقابلا لبناية المستشفى وثانوية مندلي للبنات ومجاورا لبيت الحاكم ابي سعد ورعد طلابنا في الثانوية احدهما في الصف الثالث والاخر في الصف الثاني . كانت بناية الفندق تظهر للعيان شامخة امام الشخص الخارج من باب الثانوية ، يدير الفندق اسماعيل وهو رجل من قرية قره لوس القريبة من مندلي والتي كان ابناؤها يداومون في مدارس مندلي . الطابق الأسفل من بناية الفندق - الذي هو الأن مصرفا - كان مقهى كبير يديره رجل طيب هو ابو رفعت الطالب في الصف الثالث وسعد في الصف الأول المتوسط ثم محمد في المرحلة الأبتدائية وقد قيل ان بعضهم او جميعهم قد استشهدوا رحمهم الله . الطابق الثاني يؤدي اليه سلما مجاورا للمقهى وفي اعلى السلم يمتد ممران الأيسر فوق المقهى والأيمن فوق صف من المحلات في الطابق السفلي ، على جانبي كل ممر صفين من الغرف ويؤدي الممر الأيسر في نهايته الى ادارة الفندق حيث يجلس اسماعيل . صاحب الفندق هو الحاج غائب البزاز رجل كان في اواخر الثلاثينيات من عمره أنذاك طويل القامة مهيب الطلعة وسيما وذا شخصية جذابة طيب القلب حسن المعشر يحبه كل من عرفه يحترم الناس ويبادلونه الأحترام . تقع الغرفة التي استأجرناها أنا وزميلي الأستاذ غريب دوحي الناصر - من اهالي قضاء الزبير في البصرة والمبعد من هناك بسبب افكاره اليسارية- الى يمين الممر الأيسر من نهاية السلم ، وكنا نحن الإثنين معزولين تقريبا عن بقية الناس بعيدين عن الأختلاط مع رجال الدولة والحزب انذاك . في احد ايام شهر نيسان من عام ١٩٧١م لم يبق في الفندق احد الا ونزل الى مقهى ابي رفعت ليشاهد نزال المباراة (المهزلة) على شاشة التلفزيون بين المصارع عدنان القيسي واحد منافسيه ، كوريانكو ، فيريري ، جون ليز ، طرزان سفوبودا (لا اذكر من منهم) . بقينا في غرفتنا في الفندق انا والأستاذ غريب يَملأ قلوبنا الأسف على سذاجة وعفوية معظم افراد الشعب في عموم المجتمع العراقي وانسياقه خلف تلك الترهات والمهازل في ذلك الوقت الذي كان استهجان مثل تلك الممارسات يعد منافيا للروح الوطنية والشعور الوطني ، لكن وبمرور الأيام اتضح زيف تلك الفعاليات واهدافها الخفية والتلاعب بعقول الناس حتى الكبار منهم . من إخواننا اهالي مندلي الذين اذكرهم من غير المدرسين والطلاب والذين ذكرتهم سابقا الدكتور نوزاد الذي ذكرتني به صفاته الإنسانية النبيلة ونحن نراه من شرفة الفندق يخرج من داره منتصف الليل حين تأتيه حالات طارئة مستعجلة وهذه واحدة من مواقفه الأنسانية الكثيرة ، نوري المصور ذلك الأنسان الأجتماعي الطيب الذي انسجمنا معه واحببناه وارتحنا له ، القهوجية وعمال الفنادق والمقاهي امثال حامد الجايجي وشمسي وجمال بائع الكرزات و شاب لطيف مريض نفسيا اسمه مجيد كنت احبه واعطف عليه كان عندما يراني يبتسم ويسلم علي ويقف ليقول لي : - استاذ تره اني شخصية ابتسم له وأجيبه : - نعم مجيد أنت شخصية هؤلاء بعض ممن اتذكرهم واذكرهم بالخير . هكذا كانت يوميات مندلي في ذلك الزمن . رحم الله المتوفين وحفظ الباقين . الصورة وانا خارج سياج المدرسة الأمامي وخلفي يظهر جزء من جدار مستشفى مندلي وبناية فندق المختار .
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشاعر من الكلال
-
سنتان ِفي مندلي/ حلقة 2
-
سنتان ِفي مندلي/ حلقة 1
-
مثل القبان ...
-
كرميان توو..
-
تقاليم مندلاوية..
-
من جراح الذاكرة
-
كمر مندلي كمر..
-
# قول المرجئة ..
-
مذكرات من مندلي..
-
الملا باقوج قلندري /2
-
الملا باقوج قلندري /1
-
طبراني..66
-
حديث الكيا..
-
شفاهيات ..111
-
شفاهيات..112
-
شفاهيات ..113
-
مذكرات نبكة..
-
سيرة موسوعي ..lقزانية
-
جلماج ..
المزيد.....
-
باكستان تعيد فتح مجالها الجوي بعد إغلاقه إثر ضربات الهند
-
هل تستطيع إسرائيل تجاهل القانون الدولي والبقاء في غزة؟
-
البرلمان الأوروبي يحيي ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية ويح
...
-
نصيحة طبية بسيطة لنوم أفضل
-
أبرز مواصفات Galaxy Z Flip7 FE المنتظر من سامسونغ
-
جملة -سامة- واحدة قد تنهي علاقتك العاطفية إلى الأبد!
-
ترامب يعرف من الذي فجر -السيل الشمالي-
-
موسكو تعلن وقف إطلاق النار في أوكرانيا لثلاثة أيام وكييف تعت
...
-
هل ينجح برنامج دمج وتسريح مقاتلي تيغراي بعد شهور من التعثر؟
...
-
-فاجعة المطعم- في غزة.. 33 قتيلا بقصف إسرائيلي
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|