|
التقرير الاسبوعي
الحزب الشيوعي اللبناني
الحوار المتمدن-العدد: 1660 - 2006 / 9 / 1 - 10:29
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
التقرير الاسبوعي 29/8/2006 يشكل تنفيذ القرار الدولي 1701 محور النشاط السياسي في البلد خلال هذا الاسبوع وعلى قاعدة ذلك تحركت مواقف القوى السياسية المختلفة في الداخل والخارج، ويمكن تسجيل التالي:
1 – تبدل الموقف الفرنسي، بعد التردد الذي ظهر الاسبوع الماضي في المشاركة ب(اليونيفل)، حيث ظهرت الحماسة في تسجيل المواقف، وفي إرسال القوات وقيادتها، مع تحذير من عودة الحرب إن لم يتم الوصول الى الحل الدائم والشامل، وأحياء عملية السلام في المنطقة. ونعتقد ان هذا التبدل الفرنسي يعود للأسباب التالية: - قطع الطريق على ايطاليا (اليسار الآن) التي كانت متحمسة لقيادة القوات الدولية والتي ترغب في أن يكون لها دوراً في المنطقة وخصوصاً في الملف الايراني، ويبدو أن هذا الدور مغاير للموقف الفرنسي والاميركي.. وكذلك قطع الطريق على تركيا. - توضيح مهمة قوات الطوارئ كمساعدة الجيش اللبناني في انتشاره في جنوب الليطاني وفقاً للقرار 1701، وبالتالي فإن (اليونيفيل) لا علاقة لها بموضوع نزع سلاح المقاومة والمعابر، خاصة أن فرنسا كانت تخشى أن تتورط بالرمال اللبنانية (ربما بتوريط أميركي). - تعزيز دور فرنسا في المنطقة وفي لبنان على أعتاب عقد مؤتمر الدول المانحة في 31 آب الجاري.
2- يستمر الحصار الإسرائيلي جواً وبحراً على لبنان، لتحقيق مكاسب أضافية من خلال تنفيذ القرار 1701، وأبقاء التهديد بأعمال عسكرية، كسيف مسلط، تستخدمه اسرائيل ساعة تشاء، في محاولة لدفع الحكومة اللبنانية باتجاه نزع سلاح المقاومة، ومراقبة الحدود اللبنانية ـ السورية لمنع تدفق السلاح مجدداً. والمطالبة مجدداً بإطلاق الجنديين الاسيرين وتستفيد إسرائيل من المواقف المائعة للحكومة اللبنانية، ومن بعض الاصوات التي ترتفع في لبنان لايجاد منطقة منزوعة السلاح جنوب الليطانيي ومن المناخ الدولي المؤيد لها خصوصاً مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة الى المنطقة. من جهة ثانية، يزداد تفاقم الأزمة الداخلية في اسرائيل على ضوء الفشل العسكري الاخير، باستثناء قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية، وأقسى ما تتعرض له إسرائيل منذ نشوئها إهتزاز الثقة بالمؤسسة العسكرية، التي فشلت في القضاء على حزب الله وصواريخه، وإطلاق الجنود، لذلك بدأت تعيش مجدداً مرحلة الخوف على المستقبل (كما يقول الرئيس الفرنسي). إضافة الى هذه الأزمة يستمر ظهور الفضائح المختلفة في الطبقة السياسية الحاكمة أمام ذلك نعتقد أن اسرئيل بحاجة لمتسع من الوقت حتى تنجلي ملامح الخيارات التي ستعتمدها في المرحلة القادمة ولكي تتمكن من ترتيب الوضع الداخلي، وقد يكون التوجه نحو إنتخابات مبكرة أحد الخيارات، وعلى اساس ذلك نلاحظ بروز بعض المواقف تتناول ضرورة الوصول الى اتفاقات مع الدول العربية (لبنان وسوريا). هذا لا يعني إستبعاد خيارات عسكرية، مرجحة في لبنان، وضعيفة حتى الآن باتجاه الاقليم، وإن أخذت إسرائيل بعض التدابير التي توحي بذلك (تشكيل قيادة للجبهة الإيرانية).
3- شكلت زيارة أنان الى لبنان مناسبة للحكومة لتطرح مجموعة من القضايا حول الحصار والـ 1701، والانتهاكات الإسرائيلية ومزارع شبعا، وقد كانت ردود انان حذرة مع محاولة ربط حل هذه المسائل "بالحل الشامل"، وإلتزام لبنان بتطبيق الـ 1701 وإطلاق الجنديين، وايجاد منطقة منزوعة السلاح في مناطق انتشار الجيش واليونيفيل، باختصار: حمل انان الشروط الإسرائلية، وربط موقفه بانتهاء الجولة التي سيقوم بها الى دول المنطقة (سوريا، ايران، اسرائيل،....).
4- يشهد الوضع العربي تبدلات في الأدوار، انحسار الدور السعودي والمصري عن الاهتمام بقضايا المنطقة والقطري، وإنتقال سوريا الى الهجوم المباشر على الإطراف العربية، مستندة الى تحالفها مع ايران والى الانتصار الذي تحقق في لبنان، وهذا الوضع الجديد أدّى الى تراجع فرص عقد القمة العربية، وسيزداد الضعف العربي عموماً، يقابله تمدد أكبر للنفوذ الايراني، الذي يتعامل مع قضاياه وخصوصاً الملف النووي ببراغماتية عاليه وعبر الايحاء بانه يملك الكثير من الأوراق يمكن ان يستخدمها في صراعه مع الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة. في هذا المناخ كان التحرك القطري، بعد المواقف المتسرعة لكل من السعودية ومصر والاردن ابان العدوان والتي استندت الى فرضية أن إسرائيل ستوجه ضربة حاسمة لحزب الله وتالياً لسوريا وايران، ولكن حدث العكس، فهل الدور القطري هو بوابة خلفيه للولايات المتحدة ؟ ام انه استفادة من الوضعية لتوجيه رسالة للسعودية في ظل التنافس بينهما؟ نميل الى القول بالاحتمالين معاً...
5 ـ في لبنان لا زالت إرتدادات أحداث الشهر الماضي تتفاعل على أكثر من جبهة وموقع، والأشكالية الاساسية هي التالية: حصل تبدّل قوي في موازين القوى الداخلية، أحد افرقاء الصراع حقق نصراً كبيراً سيكون له اثاره المباشرة على الداخل وفي الاقليم، وأخر اعتقد، ان هذه الحرب ستكون المحطة الاخيرة التي تمكنه من الإمساك بكامل السلطة على قاعدة الهزيمة التي سيمنى بها الطرف الآخر، إذن النتائج لم تكن في الحسبان. وبالتالي يمكن ان نسأل: هل بدأنا في لبنان مرحلة إنتهاء "حكم أكثرية 14 آذار"؟ ماذا نلاحظ الآن؟ 1. حكومة ضعيفة، مرتبكة، عاجزة ومهددة دوماً في إستمرارها، وتحاول أن تعزز مواقعها بالاستناد الى متغيرات دولية وليس داخلية (اصدار قرار جديد من مجلس الأمن). وتلكؤ فاضح في عملية الاعمار وفي ادارتها، وسيتفاقم وضعها أكثر مع ظهور الاستحقاقات القادمة أو الناتجة عن العدوان. 2. فريق 14 أذار فقد تماسكه، وفقد القضية التي يعمل عليها الآن، وهناك مجموعة سياسات، لا سياسة واحدة توحد اطرافه، فالبعض إنكفأ خلف الدور السعودي، وأخر ينتظر التبدلات والكل يحاول جاهداً ان ينقل المعركة مجدداً، تحت الرعاية الاميركي، الى موضوعي نزع سلاح المقاومة وسوريا، والدفاع المستميت عن الحكومة المنهارة، واصبح عاجزاً عن تحقيق اي هدف جديد. (راجع تصريحات جنبلاط ـ حمادة ـ فرنجية ـ سعيد...) 3. لقد شكلت مقابلة السيد حسن نصرالله الأخيرة، وبيان عون وكتلته الأخير بداية في التحول نحو الوضع الداخلي للإستفادة، من النصر الذي تحقق، وبالتالي شعار "حكومة الوحدة الوطنية". سيشكل عنوان الهجوم واساسه وسيندفع الوضع الداخلي بأحد إتجاهين: إما تعطيل الحكومة الحالية ودفع البلد باتجاه أزمة حكومية لا يمكن الخروج منها الا بتنازلات تفرض على فريق 14 آذار، وإما القبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعكس موازين القوى الراهنة وبالتالي سيطير "قرار الحكومة" من يد الاكثرية الحالية، وكلا الاتجاهين مرّ بالنسبة لفريق 14 أذار. • نشير الى بداية هذه المرحلة، وهذا لا يعني ان حصول ذلك سيتم بين ليلة وضحاها، بل هي عملية صراعية حادة قد تطول نسبياً. وسيستخدم كل فريق كامل أسلحته، وستترافق حتماً مع ما يجري في المنطقة من تطورات، ستنعكس على لبنان حكماً. • ومجدداً نرى إمكانيه الخروج من هذا المأزق عبر مشروع الدولة الوطنية الديمقراطية والاصلاح السياسي الحقيقي، وهذا ما يجب ان يجند الحزب كل إمكاناته في هذا الاتجاه، ولتشكل نشاطات الحزب المتنوعة في ذكرى انطلاقة المقاومة الوطنية اللبنانية مناسبة لطرح مثل هذا الخيار على شعبنا.
بيروت 29/8/2006 اللجنة التنظيمية
التقرير الاسبوعي 22/8/2006
#الحزب_الشيوعي_اللبناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني
-
بيان صادر عن قيادة الحزب الشيوعي اللبناني في الجنوب
-
لقاء قيادة الحزب مع وفد من أحزاب وقوى من البحرين
-
رأي الحزب في التطورات الأخيرة
-
هل توقف العدوان الاسرائيلي الأميركي على لبنان، بعد صدور قرا
...
-
رأي الحزب في التطورات الأخيرة محصلات عامة أولية
-
تصريح الأمين العام للحزب خالد حدادة
-
رأي الحزب في التطوّرات الأخيرة
-
من التأسيس وحتى المؤتمر الثاني
-
الحزب والمنظمات الجماهيرية
-
مستويات النضال وأشكاله
-
محاضرة عن الطائفية
-
لبنان يجتاز مرحلة استعصاء بسبب قصور المعالجات التقليدية وتنا
...
-
مدخل الى علم الاقتصاد
-
مدخل الى العولمة الليبيرالية
-
الطبقات والصراع الطبقي
-
مدخل للتعريف بالمنهج الماركسي
-
جورج حاوي شيوعي ناصع مجدد - ملأ لبنان وشغل دنيا العرب
-
تصريح الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة
-
المجلس الوطني في تقرير عن تطورات الأحداث ومهمات الشيوعيين وا
...
المزيد.....
-
لن تصدق سبب ندم هذين الزوجين الأمريكيين بعد انتقالهما لإسبان
...
-
بعد ساعات على خطابه.. فيديو يظهر رئيس الوزراء السوري برفقة م
...
-
فيديو يظهر مسلحين من المعارضة يقتادون رئيس الوزراء السوري مح
...
-
رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي لوسائل الإعلام: اتفقنا على
...
-
ليبرمان بعد سقوط الأسد: علينا أن نتابع الأوضاع في الأردن عن
...
-
سقوط النظام في دمشق والأسد يغادر البلاد بعد دخول المسلحين ال
...
-
لابيد يدعو إلى تشكيل ائتلاف إقليمي مع السعودية ودول اتفاقيات
...
-
مصادر محلية في القنيطرة: دخول دوريات إسرائيلية إلى مدينة خان
...
-
سوريا.. الإدارة الذاتية الكردية ترفع مستوى استعدادها القتالي
...
-
مراسلنا: استمرار القصف الإسرائيلي لقطاع غزة لليوم الـ429
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|