أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رياض سعد - العدالة الغائبة والعقاب المؤجل














المزيد.....

العدالة الغائبة والعقاب المؤجل


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7131 - 2022 / 1 / 9 - 05:39
المحور: حقوق الانسان
    


لم تستقم حياة الشعوب الا بالعدل ولم تتطور الامم الا بسيادة القانون ولم تستقر البلدان الا باحترام حقوق الانسان , ولا يمكن حماية حقوق الإنسان في المجتمعات بدون أن تكون سيادة القانون قوية بحيث يحاسب المجرمون ويعاقب السفاحون .
ومن المعروف ان العراق اصبح وكرا للجلادين والمجرمين – من شذاذ الفئة الهجينة – ومعتقلا كبيرا لتعذيب وقتل العراقيين وسحق كرامة وحقوق المواطنين .
وعلى مدار العقود الثمانية العجاف ولاسيما سنوات البعث المجرم ، اثار موضوع التعذيب وانتهاك حقوق الانسان اهتماماً عراقيا وطنيا – من قبل احرار العراق - ومن ثم دولياً – فيما بعد ولو على صعيد الاعلام الحر - متزايداً، مع الكشف التدريجي عن الممارسات المسيئة والجرائم البشعة التي نفذتها اجهزة القمع الهجينة والبعثية والصدامية تحت مسمى مكافحة الرجعية ومعاداة الحزب والثورة .
ان القصاص العادل إذا أُقيم فهذا يعني وجود العدالة في المجتمع ، وإذا وجد هذا العدل قامت حياة الناس على احترام القانون وحقوق الانسان .
ثم أيضًا إذا وجد هذا القصاص : أن يُفعل به - المجرم- مثل ما فعل – بالضحية - ، فهذا يعني أن كل من حدثته نفسه بالقتل والجناية على المواطنين الابرياء ، فإنه يحسب ألف حساب، ويتذكر نفسه حينما يُقدم للقتل او العقاب قصاصًا، فيُفعل به كما فعل ؛ فيرعوي وينزجر ، فتسلم حياة الناس ، فلا يندفع الإنسان مع دواعي الغضب والطيش ، أو تحمله بواعث العداوة والكراهية والطائفية والعنصرية او العمالة للظالم الدخيل والاجنبي المحتل ، ونحو ذلك على التشفي بالانتقام بقتل النفوس واراقة الدماء وتعذيب الابرياء ، فتبقى نفوس الناس سالمة من العدوان .
ثم أيضًا لا تكون الحياة فوضى يحكمها شرع الغاب كما يُقال ،و كل من عنّ في رأسه شيء قام بتنفيذه ، فلا شرع يحكمهم، ولا اخلاق تمنعهم ولا مبادئ وطنية سامية تردعهم ، فمثل هذا الامر لا شك أنه مؤذن بخراب الوطن واهلاك المواطنين و زوال الدولة ، بحيث يؤدي في النهاية إلى حال لا يدري معها القاتل فيما قَتل، ولا المقتول فيما قُتل، ويُصبح القتل أمرًا شائعًا ذائعًا في الناس، فتهون الدماء، وإذا هانت الدماء هان كل شيء .
وبناءا على ما تقدم ؛ يجب على الحكومة العراقية ومنظمات حقوق الانسان , احصاء كافة الجرائم والمجازر التي قام بها جلاوزة وازلام النظام البائد واجراء التحقيقات مع كافة رجال النظام البائد وبلا استثناء , بشكل فوري ونزيه ومستفيض، مع ضمان انزال العقوبات العادلة بالمجرمين منهم وتعويض الضحايا وذويهم عما اصابهم ... وعلى الحكومة أيضاً أن تسن قوانين جديدة وعادلة لهذا الغرض , ومن الضرورة بمكان انشاء هيئات حكومية لمتابعة مجرمي النظام البائد ومحاسبتهم بما يحقق العدل , اينما وجدوا .
وبما اننا في بلد العجائب والخط المنكوس ؛ كانت ردة فعل البعض من المحسوبين على المؤسسة الدينية على جرائم البعث ومجازر صدام وجرائر وموبقات التكارتة السفاحين ؛ ان اصدر البعض فتوى تنص على : ((الحق فقط لولي الدم )) وكانت هذه الفتوى بمثابة صمام الامان لهؤلاء القتلة المجرمين والسفلة البعثيين ؛ بل ان بعض الاحزاب السياسية المحسوبة على الاغلبية العراقية كرمتهم من خلال تزويدهم بالرواتب والمكافأت المالية المجزية , فضلا عن تعيين البعض في دوائر الحكومة الجديدة ..!!

وليكن في علم الاغلبية العراقية الواعية ؛ إن لم يحاسب المجرمون اليوم لن يحاسبوا غدا , و هذا بالضبط ما حصل في العراق مع الجلادين الصداميين و المجرمين البعثيين الذين لم يحاسبوا , و ها هم اليوم اصبحوا في سدة السلطة والاعلام و يمارسون جرائمهم ومؤامرتهم بأشكال و صفات رسمية ، ومهما بدل هؤلاء المنكوسون والاوغاد المهجنون العناوين والشعارات والولاءات الا ان النفسية الحاقدة و المجرمة هي نفسها .
وبما ان الامريكان والبريطانيين لا هم لهم سوى مصالحهم القذرة , وهم يبحثون عنها في اي جماعة مشبوهة او عصابة منكوسة ؛ فليس من الغريب على الامريكان والبريطانيين ارجاع عقارب الساعة الى الوراء وعودة حزب البعث وزمر الفئة الهجينة بأسماء وعناوين مغايرة تسر الحمقى الغافلين ؛ لكي تفتك فيما بعد بالأحرار العراقيين والشرفاء الوطنيين .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة تمجيد المجرمين و الولاء للظالمين
- ذكرى هلاك المشنوق المجرم صدام
- المستهدف الوحيد من الإعلام المنكوس
- الرحمة المفقودة والعقوبة الموجودة
- ايام الزمن الاغبر /الحلقة الاولى / الفقير وخيارات الفقر المت ...
- الحركة الدينية المنكوسة في العراق الحلقة الاولى
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء الجنوب العراقيين الاصلاء / ...
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الثامنة / الحبس الانفرادي
- طيبة الاغلبية العراقية وخبث الفئة الهجينة
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة السابعة / ( الكنارة )
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة السادسة / ترويع الامهات والنساء ...
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الخامسة / دفن الابرياء وهم احياء
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء الجنوب العراقيين الاصلاء / ...
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الرابعة / التعذيب النفسي بواسطة ...
- الاحتلال وضياع الهوية والقرار الوطني
- ظاهرة الشماتة في مجتمعنا
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الثالثة / الفلقة
- طائفية متجددة وصحوة عراقية مرتقبة
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الثانية / الصندوق المعدني الصغير
- كتاب شمر بن ذي الجوشن الضبابي الكلابي العامري الهوازني النجد ...


المزيد.....




- اعتقال 3 أشخاص بعد اكتشاف مخبأ أسلحة في مرآب سيارات في شمال ...
- إصابات.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة والقدس
- شهداء وجرحى باستهدف خيام النازحين برفح ولجان توزيع المساعدات ...
- غزة: كابوس المجاعة لن يطرد إلا بالمساعدات
- الأمم المتحدة: مكافحة الإرهاب تتطلب القضاء على الفقر أولا
- غزة تحولت اليوم إلى معرض لجرائم الحرب الحديثة في العالم
- لماذا ترفض إسرائيل عودة النازحين إلى شمال القطاع؟
- تعذيب وترهيب وتمييز..الأمم المتحدة تكيل سلسلة من الاتهامات ل ...
- كابوس المجاعة في غزة -يناشد- وصول المساعدات جوا وبرا وبحرا
- فيديو خاص حول الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رياض سعد - العدالة الغائبة والعقاب المؤجل