أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الإنسان مشروع الألوهية














المزيد.....

الإنسان مشروع الألوهية


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7119 - 2021 / 12 / 27 - 10:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


شوبنهاور، الفيلسوف الكئيب، كان يعتقد أن قاعدة الإختيار الإنساني في الحياة لا تتعدى إختيارين " حيوان سعيد أو إله معذب " ولا مخرج للإنسان من هذا الفخ وليس له إمكانية تجاوز هذين الإحتمالين، وهو موقف متطرف يحصر الإنسان بين حدي المعادلة المستحيلة ويرفض الديالكتيك، الذي يفترض أن الإنسان يقف في منتصف الطريق بين الحيوان والإله. أما هايدغر، فبدوره أراد الخروج من عالم "الإنسان-الحيوان" أو الإنسان الطبيعي والملتصق بالتفاهات اليومية والإهتمامات التي ترسخه في عالم "الإنحطاط" والذي يسميه باللاأصالة inauthentique، للخروج من هذا العالم المزيف إلى الوجود الحقيقي الأصلي للإنسان، هناك إحتمالين كما هو الحال عند شوبنهاور. الإحتمال الأول هو إدراك الموت والوعي بإلتصاقه بالحياة، أي أن الإنسان يستطيع الهروب من الإنحطاطية لو أستطاع تنمية وتطوير عضو داخلي ينبئه ويذكره في كل لحظة عن موعد جنازته. أما الإحتمال الآخر فيقع في مملكة الشعر والفن والأدب، حيث الخيال الخلاق هو البديل لعالم التفاهات اليومية. ويبدو الأمر كما لو أن هايدغر قلب معادلة شوبنهاور، حيث أصبح الإختيار بين " حيوان معذب يترقب الموت وبين إله سعيد يعيش في السحاب". أما سارتر، فإنه فجر المعادلة أساسا ونفي فكرة الإحتمالات المتعددة، الإنسان حرية وملزم أن يكون حرا ليس له الخيار سوى بين الحرية والحرية، أي يستطيع أن يكون حيوانا أو إلها أوجنيا أو شيطانا، ولكنه يكون دائما حرا، وحريته تسمح له أن يكون حتى عبدا مكبلا بالأغلال. وهذا سيضع الإنسان في معادلة جديدة هي " الإنسان في العالم " فهو لا يوجد في فراغ سديمي بل يعيش في وسط مليء بالعوائق والمطبات والفخاخ من كل نوع، وعليه أن يشق طريقه وسط هذه الأهوال ويبني مشروعه خطوة خطوة. فالواقع الإنساني "وجود حر" بمقدار ما عليه أن يكون "عدما" لكينونته وتجاوزا لها بواسطة "الفعل". فـ"الفعل" يعني تغيير العالم، وذلك يستدعي "إمتلاك" الوسائل في سبيل تحقيق غاية مقصودة وواعية وهي المشروع الوجودي للكائن البشري.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقم الروحي أو QR code
- الفن والحشيش وضرورة الهلوسة
- الإبداع الفني والمخدرات
- تيك تاك
- شكيبير .. الشاعر المسطول
- بمناسبة الإنتخابات الليبية
- الشعر والألوهية
- اليوم العبوس
- إجراءات الدخول
- تعويذة ضد الإنتحار
- صالة الإنتظار
- عرق البحار
- تشققات البحر
- عالم المعجزات
- يوم الحشر
- بداية الإنفجار
- الإختيار المستحيل
- صور من تحت الأرض
- القبر الذهبي
- دراكولا


المزيد.....




- -بعد ما خربت-.. علاء مبارك يشعل تفاعلا بتدوينة عن -خضوع حماس ...
- -باربي المملة-... لماذا يثير ألبوم تايلور سويفت كل هذا الجدل ...
- نتنياهو أقر هجوما عسكريا على سفن لأسطول الصمود قبالة تونس
- تركت بصمة في عالم الموضة.. كيف تحوّلت ماري أنطوانيت إلى أيقو ...
- ترامب يدعو إسرائيل لوقف قصف غزة بعد رد حماس على خطته.. هل نق ...
- الصين تحتفل بتأسيس شينجيانغ… والأويغور المنفيون يردون بالانت ...
- أنباء عن توجيهات للجيش الإسرائيلي بتقليص عملياته الهجومية بغ ...
- ألمانيا تغلق مطار ميونخ لليلة الثانية بعد رصد مسيّرات مجهولة ...
- تعرف على آليات وإجراءات انتخابات مجلس الشعب السوري
- راسيل فوت.. رجل أغلق الحكومة الفدرالية الأميركية


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الإنسان مشروع الألوهية