عبدالرحمان الصوفي
الحوار المتمدن-العدد: 7118 - 2021 / 12 / 26 - 00:15
المحور:
الادب والفن
رسالة أدبية
تحية احترام وتقدير لكم صديقي " الناقد " الأدبي ( ع.ن.ب) الذي علق على قصيدة ... نشرت على صفحة مجموعة أدبية فيسبوكية ، وتعليقه كالتالي :
( قصيدة الغموض سيد المضمون فيها ، تحتاج لفكفكة بعض الجمل المبهمة .... )
صديقي الناقد ...
قرأت تعليقك على النص أكثر من مرة ، ما تبين لي أنك لم تمنح النص فرصة التعرف عليك ومخاطبتك باللغة التي لا تكلفك عناء لفهمها .....
النص كائن حي لغوي ...القراءة الأولى فقط من باب التعارف ، وتلزمك قراءات كثيرة ( لنفس النص ) كي يستأنس بك (النص ) ويقبل بك
- قارئا
- أو متذوقا
- أو متأملا
- أو ناقدا ...
أما إن كنت تقصد ب ( فكفكة ) النظرية التفكيكية ، فهذه النظرية صارت إلى العدم وماتت مع الحداثة ...
صديقي " الناقد " للغموض والشعر حكاية لها بداية وليست لها نهاية....أتمنى أن تكون قرأت أشعار " محمد عفيفي مطر " الذي يمثل قمة الغموض في الإنتاج الشعري العربي...
- رأيي الخاص - لأني أعتقد أن الغموض بالنسبة للشعر ، أشبهه بغموض الشعر بالنسبة للغة .
الغموض لا يقتصر على الشعر ، فالكثير من النصوص الفلسفية الصوفية والنصوص المقدسة تتسم بالغموض ، ونحن لا نبعدها جانبا ، ولا نسقطها من حياتنا ، لأنها غامضة .
فالغموض يكاد يكون سمة النصوص الباقية لا الزائلة . وليس الغموض معظلة تأويلية جديدة . فكل مفسر مثلا لنص ديني أو دنيوي عليه أن يتعامل مع تعدد المعاني أو تضاربها أو غيابها ...
اسمح لي بأن أخبرك صديقي " الناقد " أن الكثير من النقاد المفسرين قاموا بدراسات تطبيقية على ظاهرة الغموض باختيارهم لنصوص صعبة جدا ، وحللوها تحليلا دقيقا ، بحيث أقنعوا القراء المحافظين والمتحفظين بالثراء الدلالي لهذه النصوص ، ووجهوا المتلقين إلى احتمالات المعنى فيها .
صديقي الناقد
لن أطيل عليك بذكر أسماء هؤلاء النقاد " . وأقدم لك اسما واحدا للاستئناس ، الناقد " وليم إمبسن " وله كتاب ( سبعة أنواع من الغموض ) ....
كانت رسالتي إليك إشارة فقط للبحث في المواضيع التالية :
- اللغة والغموض
الكلام والتفسير
التفسير والغموض
التأويل والغموض
وحين تنتهي مبحثك هذا تأكد أنك لازلت بعيدا جدا عن علم النقد ، فهذا الأخير ليس هو التفسير وليس هو التأويل .....
تقبل تحيات صديقك عبدالرحمان الصوفي / المغرب
#عبدالرحمان_الصوفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟