أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسان عاكف - هل هناك أساس واقعي لتشكيل حكومة أغلبية…؟














المزيد.....

هل هناك أساس واقعي لتشكيل حكومة أغلبية…؟


حسان عاكف

الحوار المتمدن-العدد: 7114 - 2021 / 12 / 22 - 22:09
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بدءاً وبعيداً عن أي إلتباس بودي الاشارة الى أن أية حكومة سيجري تشكيلها بعد المخاض العسير المتوقع دخولنا في دوامته وأوجاعه، بعد ظهور النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية في إكتوبر الماضي ستكون محكومة أساسا وقبل كل شيء بتلك النتائج، بعيدا عن الرغبات والامنيات والأوهام.
ولن تكون النتائج النهائية بعيدة عن النتائج الاولية، التي تم الاعلان عنها، والتي تخبرنا انه مهما كان شكل الحكومة القادمة ومهما كانت طبيعة الطبخة التي ستنتج عنها والاسم الذي سيطلق على المحروسة؛ حكومة أغلبية أم حكومة توافق وطني، فالامر سيان بالنسبة لطبيعة المصالح والجهات التي ستمثلها هذه الحكومة، بمعنى آخر ان الحكومة العتيدة،، إسم الله على إسمها، ستكون ممثلة لمصالح وامتيازات الاحزاب والقوى التي ستشكلها، اي ستكون حكومة لا ناقة للشعب فيها ولا جمل.
وإذا تذكرنا ان النتائج مرتبطة بالمقدمات فان الكثير منا، وفي المقدمة الاطراف والجهات التي قاطعت الانتخابات البرلمانية الاخيرة، بررت مقاطعتها بضعف اوغياب الظروف والمستلزمات الضرورية لاجراء انتخابات عادلة ونزيهة من قبيل القانون الانتخابي الجائر والمال السياسي السائب والسلاح المنفلت والفساد المستشري وغيرها، مثل هذه الاوضاع لن تسمح بالوصول الى نتائج تقود الى تغيير في موازين القوى وإن بالحد الادنى، باعتباره، اي التغيير، الشرط الضروري للمراهنة على إمكانية تشكيل حكومة وطنية حقيقة قادرة على تلبية مطالب ثورة تشرين سواء كانت حكومة أغلبية وطنية او حكومة توافق وطني.
دعونا نعود الى حكومة الاغلبية؛ يخبرنا واقع العراق بان الشارع السياسي موزع بين عدد غير قليل من القوى والاحزاب والتنظيمات السياسية المتناثرة، وتؤكد لنا نتائج الانتخابات ان جميع الاحزاب والقوائم الفائزة، بما فيها التيار الصدري الذي حصل على اعلى الاصوات (73 مقعدا)، هي بعيدة عن العدد المطلوب من النواب كي يصبح حزبا او كتلة للاغلبية ويتم تكليفه بتشكيل حكومة باسم هذه الاغلبية.
وهذا يعني ان على التيار الصدري الذهاب للبحث عن حلفاء للاتفاق والائتلاف معهم (وهذا ما يقوم به اليوم) لتشكيل الكتلة الاكبر كي تكلف، ليس فقط، بتشكيل الحكومة التي ستكون حكومة ائتلافية في كل الاحوال، وإنما وهو الاهم لتمريرها عبر التصويت عليها باغلبية النصف زائد واحد.
تلك هي العضلة الاولى امام حكومة الاغلبية.
المعضلة الثانية التي تحول دون امكانية تشكيل حكومة اغلبية هي الطبيعة القومية-الاثنية والدينية-الطائفية للمجتمع العراقي وتاثير ذلك على بناء وتشكيل اغلب الاحزاب العراقية الراهنة، وارتباط ذلك برغبة جميع هذه الاحزاب ان تكون لها حصة في التشكيلات الحكومية القادمة باعتبارها ممثلة عن مكوناتها. والمتوقع ان الامر سيجري كما جرى في الحكومات السابقة، ومن غير المستبعد ان أغلب ألوان قوس قزح هذا ستمثل في الحكومة القادمة.
في ضوء ما تقدم فان التيار الصدري صاحب القائمة الفائزة في الانتخابات اذا قدر له ان يكون صاحب العدد الاكبر من النواب في الجلسة الاولى للبرلمان القادم وتم تكليفه بتشكيل الوزارة فانه، اي التيار، وحتى ان اراد استبعاد خصومه من آطراف في ”الاطار التنسيقي الشيعي“، سيكون مضطرا، بحكم المعطيات المشار اليها في أعلاه، للبحث عن شركاء له للحصول على اكثر من نصف عدد النواب لضمان التصويت على التشكيلة الوزارية وتمريرها، لذا سيتوجه الى القوائم الكردية والسنية (كلها أو الرئيسية منها)، كذلك ليس مستبعدا انه سيبحث عمن يمثل المسيحيين والتركمان بين النواب.
وأخيرا ينبغي الا يفوتنا أن الاحزاب الكردية والسنية الفائزة رمت الكرة في ”باحة“ البيت الشيعي بجناحيه حين اعلنت انها لن تدخل في اي حوار او تفاوض حول تشكيل الحكومة مع اي طرف من هذا البيت منفردا، واشترطت اتفاق طرفي البيت الشيعي اولا، باعتباره المعني باختيار رئيس الوزراء، قبل دخولها في اي حوار جدي بهذا الشأن.
أخيرا لابد ان أجيب على سؤالي فيما اذا كان هناك أساس واقعي لتشكيل حكومة أغلبية ؟، وأقول كلا ليس هناك اي أساس لذلك، ومن يتصور غير ذلك فهو واهم، وكل الطرق تقود الى حكومة محاصصة توافقية.



#حسان_عاكف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن أمام «عركة گصاصيب»…؟
- العراق نموذج ينبغي الا يُحتذى به…
- الشيوعيون وانتفاضة تشرين
- لم يعد الصمت ممكنا، بل بات مشاركة في الجريمة
- مهمة الطبيب ومهمة عضو البرلمان
- لكل مَنْ يقلل مِنْ وضع العراقيين المقيمين في الخارج… دعونا ن ...
- بين زمنين: رسالة التيار الصدري للآخرين .. ودرس الانتفاضة الر ...
- نسائم الربيع العربي تنعش خريف العراقيين.. تغيير النظام السيا ...
- مَأسَسَة تحالف الاصلاح والأعمار…!.
- بدلا عن اعادة تأهيل منشآت الدولة، المنهاج الوزاري يدعو لخصخص ...
- عادل عبد المهدي والنهج الاقتصادي ل“الليبرالية الجديدة“
- ” خط آب ٦٤ “ وإزدواجية المعايير والمواقف التنظيم ...
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ...
- جوانب من المسار من “تقدم” الى “سائرون”…
- منار اكتوبر يضيئ الدرب نحو السلام والحرية والاشتراكية
- مساهمة الحزب الشيوعي العراقي في السيمنار النقابي لليسار في ا ...
- حسان عاكف -عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي- في حوار ...
- - عقوبات ذكية وعلاقات ... عصية


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسان عاكف - هل هناك أساس واقعي لتشكيل حكومة أغلبية…؟