أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابتسام الحاج زكي - ولذاكرتي حنينها














المزيد.....

ولذاكرتي حنينها


ابتسام الحاج زكي

الحوار المتمدن-العدد: 7114 - 2021 / 12 / 22 - 20:39
المحور: سيرة ذاتية
    


لكل منّا ذكرياته بعضها نذهب إليها طواعية وشوقا، وبعضها تأتينا بغتة لتجثم على صدورنا ولا فكاك منها إلّا وقد أنهكتنا أسى ولوعة، وأخرى نقشت بصمتها في خريطة للتوِّ يُراد رسمها، وهنا تقودني الذكرى إلى مرحلة دراستي الابتدائية، ومواقف لا تنسى فماذا لو جمعتني الأيام بهن ؟! اللواتي تركن أثرا نفسيا وتربويا وسواء كان ذلك التأثير بالإيجاب أم السلب ما انعكس لاحقا على تشكيل شخصيتي المهنية والإنسانية وسأبدأ:

الست سهام
أجواء الشتاء أعادتني إلى تلك المرحلة القصّية من ذاكرتي، إذ ما كنّا لنتأخر قليلا حتى يأخذنا الخوف والرهبة من العقوبة، فهيأة المديرة وهي تمسك العصا وصيحات التهديد والترهيب كانت كفيلة أن تجعلنا نرتجف هلعا، ولسوء حظي كنت ذات مرة إحدى بطلات هذا المشهد المتكرر في صباحات الشتاء القارسة وكنت ارتعد بردا وخوفا واجهش بكاءً، لكنها اللحظة الإنسانية التي لا ولن تجحدها ذاكرتي المنهكة حين نادت عليّ مشفقة الست سهام وسحبتني من بين مجموعة من التلاميذ وكنّا ننتظر عقوبة الضرب والتوبيخ، كانت معلمتي للصف الثاني الابتدائي وكانت تعدني من التلاميذ المتفوقين.

الست ياسمين
‌ لا يمكن بأي حال نكران عطفها وإنسانيتها في تعاملها معنا، ولا يمكن نسيان وصاياها لنا وتوجيهاتها حتى أن من بين وصاياها التي لا زلت أواظب عليها بين الحين والآخر هي ضرورة غسل أسناننا وتنظيفها بملح الطعام للحفاظ عليها من التسوس والتلف، ولنحظى فيما بعد بأسنان بيضاء جميلة، إضافة إلى أسلوبها الساحر وهي تسرد لنا الحكايات والقصص الجميلة في أوقات فراغها، وقد احتفظت ذاكرتي بواحدة منها لطالما قصصتها على الأطفال اعترف أن بصمتها كانت ولا تزال راسخة في وجداني التربوي والتعليمي، لتنتهج كسلوك في التعامل مع من أدرّسهم.

الست ليلى
لم تستطع كل تلك السنين الطويلة ان تنتزع عفوا منّي لتلك المعلمة، ففي كل مرة أحاول الصفح والتناسي حتى أجد ذلك المشهد يشخص أمام ناظريّ ليحول بيني وبين قرار الصفح، فإلى الأن أشعر بحرارة صفعاتها على وجهي الصغير وأنا في الصف الثالث الابتدائي لقد استباحت طفولتي بمنتهى القسوة والشراسة وكالتني ضربا مبرحا، لا لذنب يتعلق بالمستوى الدراسي ولا السلوكي إذ كنت أعدّ من التلميذات المتفوقات والهادئات جدا، كان الجرم الذي ارتكبته وقتذاك بحسب اعتقادها هو جرأتي على التبسّم مع زميلة لي لموقف يدعو إلى التبسّم هذه المعلمة كان اسمها الست ليلى وكانت تدرسنا مادة الدين!، لكنني اليوم أعلنه صفحا جميلا فقسوتها معي أتت ثمارها حين جعلتني أنفر كل النفور وبقدر المستطاع عن الانفعال والعصبية في المواقف التعليمية مع من أدرسهم، ولا سيما وأنا اليوم معلّمة.



#ابتسام_الحاج_زكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي أعادني لتلك القراءة؟!
- جدتي وتنور الطين
- سيرتي المشذّبة
- نفوسنا حين تتناجى!
- أين الفرار؟!
- العلوة
- ولا يزال
- عصرة أنفاس
- صفحة من دون الصفحات
- ما أشقاها من ذاكرة!
- إلامَ الحنين؟
- ومضة باهتة
- أقنعة خانقة
- بين المطرقة والسندان
- إلامَ تُشير بوصلتي؟!
- متاهة
- وتمضى
- وريقات صفراء ونقش مزعوم
- حروف يضاهي بزغ الفجر بياضها
- نلوذ وأنّى اللواذ؟


المزيد.....




- ترامب أمام تحدي اختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس بين أنصاره الم ...
- البيت الأبيض يُعلق على تقرير CNN حول انتهاكات مزعومة في أحد ...
- -القسام- تنشر فيديو لإطلاقها الصواريخ نحو مدينة بئر السبع بر ...
- السعودية.. ما حقيقة -القلعة- التي ظهرت بعد سيول وادي فاطمة ب ...
- بايدن يوجه بإرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون د ...
- واشنطن تؤكد أنها ستعارض مجددا في مجلس الأمن الدولي طلب فلسطي ...
- -العقرب العراقي-، أحد أكبر مهربي البشر المطلوبين للعدالة في ...
- رفضا الخدمة العسكرية فكان السجن بانتظارهما.. سجينان إسرائيلي ...
- شاهد: جرفت كل شيء في طريقها.. فيضانات مُفاجئة تضرب شمال أفغا ...
- النازية.. من أخرجها من القبور؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابتسام الحاج زكي - ولذاكرتي حنينها