أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسيب شحادة - -لغة الأمّ- باختصار شديد














المزيد.....

-لغة الأمّ- باختصار شديد


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 7111 - 2021 / 12 / 19 - 20:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لغةُ الأمّ“ بٱختصار شديد”
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

تعقيبًا على المقالات التي نُشرت في السابع عشر من الشهر الحاليّ، بمناسبة يوم اللغة العربيّة في صحيفة القدس العربيّ الإلكترونيّة https://www.alquds.co.uk/في-اليوم-العالمي-للغة-الضّاد-أكاديميّ/ اِرتأيت أن أقول:

أُثيرت في هذه المقالات القصيرة، حولَ واقع العربيّة المعياريّة (MSA) ومستقبلها، نقاط عديدةٌ ذات بال، يعرفها المختصّ، وفيها ما هو نابع منَ العاطفة والتمنّي وفيها الكثير من النواحي الموضوعيّة بصدد أسباب تردّي معرفة العربيّة المعياريّة (لا بدّ من التفريق بين مستويات العربيّة، المكتوبة والمحكيّة على حدّ سواء) ونفور العرب الجليّ منها وإقبالهم على تعلّم لغات أجنبيّة كالإنجليزيّة والفرنسيّة وفي الأراضي المقدّسة، اللغة العبرية الحديثة. إنّ لغةَ أمّ أيّ شعب لهي لسان هويّته وعنوان اِنتمائه، إذ أنّها شأن وطنيّْ وقوميّ من الدرجة الأولى، كما أنّها مسألةٌ إستراتيجيّة وسياسيّة. وتعدّ هذه العربية حجر الرَّحى في الذود عن أمن العرب الثقافي.

ذُكرت بعض الصعوبات والمنغّصات في قواعد العربيّة وكلّها في النحو وبقي عِلم الصرف، رغم أهميّته الكبيرة مغموطًا حقّه، وبُعد الكثير منها، إن لم نقلْ معظمَها، عن الجانب الوظيفي للغة. القواعد في أيّة لغة بشرية طبيعبة، يجب أن تكون وسيلةً وليست هدفًا بحدّ ذاته، وسيلة لكتابة سليمة وقراءة صحيحة وتحدّث مُرضٍ. أرى أنّ أهمَّ سبب موضوعيّ لحالة العربيّة المعياريّة المتضعضعة لدى العرب، هو أنّها ليست لغةَ أُمّ أيّ عربيّ في العالم بحسب التعريف العلميّ اللغويّ المعاصر لعبارة "لغة الأم"(mother tongue).
وهذه العربيّة، لا يمكن وصفُها بأنّها لغة حيّة بنحو كامل، بمعنى أنّها مستعملةٌ لدى الجميع في كلّ مناحي الحياة وظروفها. إنها ليست لغة مخاطبة عادية. لغة كلّ واحد من العرب هي لغته/لهجته العامّيّة، وشتّان ما بينها وبين المعياريّة. للغة الأم مجالها وللغة القوميّة مقامها الرفيع، ومن المعروف أنّ البون بينهما، الازدواج اللغوي (diglossia) ما زال عميقًا وواسعًا رغم أنّه يتقلّص طرديًّا مع تقدّم مشروع مَحْو الأمّيّة في العالم العربيّ ولا أحد يعرف متى ستكون نهايتها وبداية أمّية من نوع آخر أشدّ وطأة.
لا ريبَ في أنّ أحد العوامل الأساسيّة لغرس مبادىء قواعد العربيّة المعيارية لدى الطفل الغضّ بالفطرة، هو الاستماع إليها واِستخدامها مبكّرًا، في روضة الأطفال، فهذا الجيل، السنوات الخمس- الستّ الأولى من حياة الطفل، هو الأمثل والأسرع والأنجع لاكتساب ما يسمّى بقواعد اللغة، أية لغة في العالم. هذه الجزئيّة غدت ثابتةً في العلوم اللغوية والنفسيّة المعاصرة.
قيل ”والمغلوب مولعٌ أبدًا بالاقتداء بالغالب“ (مقدمة ابن خلدون الفصل الثالث والعشرون).
أمّا كيف يُمكن تحبيبُ العربية المعياريّة، صرفها ونحوها، على قلب التلميذ العربيّ وعقله، فلا جوابَ شافيًا في جُعبتي في خضّم هذه الأوضاع الرديئة السائدة في شتّّى المجالات في العالم العربيّ الراهن!
مع هذا، يبقى إعلاء شأن هذه العربية المعياريّة منوطًا بأبنائها الغيورين، إذ لا أحدَ يستطيع امتطاءَ الآخر إلا إذا حنى رأسَه وظهرَه!



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إطلالة على المِنْدائيّين ( القسم ث)
- إطلالة على المِنْدائيّين (ت ١)
- إطلالة على المِنْدائيّين (ب)
- إطلالة على المِنْدائيّين (أ)
- نظرات مقارنة بين لهجة لبنانيّة ولهجة فلسطينيّة، بِكفيا -كفري ...
- بعض الأفكار اللغوية عند محمود تيمور
- ليرحمِ الربُّ الصديقة دوريس ليون أغازريان
- بِناء مظلّة من لا شيء
- معجم لهجات فلسطين
- لمحة عن الملفان عبد المسيح قره باشي
- الأعجوبة في المظلّة
- تتمة لمقال: كتاب عن اللهجة الفلسطينية
- إصدار جديد عن العربية الفلسطينية
- كتاب جديد عن العربية الفلسطينية
- ما زال ٱنتهاك قواعد اللغة الأساسية والاستخفاف بها يسرحا ...
- الكافر من حَسْپين
- المستوى الصوتيّ للهجة كفرياسيف
- لأنّ اللهَ أخذه
- كتاب جدير بالقراءة
- أمر مرسل في حلم رسول


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسيب شحادة - -لغة الأمّ- باختصار شديد