أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احمد الحمد المندلاوي - زقاق الجوّل...حسين المندلاوي















المزيد.....

زقاق الجوّل...حسين المندلاوي


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7099 - 2021 / 12 / 7 - 02:25
المحور: الصحافة والاعلام
    


السبعون عنوان كتاب جميل لميخائيل نعيمة فيه سرد لذكريات طفولته ، وها أنا اشرف على السبعين احاول ان اعود الى سنوات طفولتى في مندلي و التي لا زال الق صباحاتها الشتوية متوهجا فى ذاكرتى. الق الصباحات المشمسة واسراب النوارس وهى تحلق فى تلك السموات البعيدة كانت تذهلنى بروعتها فاتابع بشغف بريق الشمس المنكسر على رفيف اجنحتها البيضاء ..كنت اعشق تلك الطبيعة الثرة.. زرقة السماء وكانها زرقة بحر معلق فى الفضاء ورفيف اجنحة النوارس واللون المطرى لبيوتنا الطينية والزقاق الطويل المزدحم دوما بأناس يصخبون وهم ياتون ويذهبون..يصخبون وهم يهرولون يريدون اللحاق بدوابهم الراكضة . ايرانيون يشدون احمالهم على ظهورهم باحكام ..يتسللون بين بيوتنا الطينية نحو الجبال المكللة بالثلوج بذقون نامية وعيون مرعوبة ..يخافون كمائن الشرطة التى تترصدهم لتصادر احمالهم الثمينة وتلقيهم فى سجونها البلا ردة.. فوالون يكتبون ادعية لنساء حزانى باقلام خشبية يغمسونها فى حبر من الزعفران الاصفر و دراويش بلحى سوداء ..تخيفني غرز عيونهم اللاهبة..كانوا يحملون صورا للامام بالوان صارخة..يمسكونها من مقابضها الخشبية..ينشدون القصائد الحزينة بعيون باكية امام الابواب الموصدة حتى اذا امتدت يد نسائية بأناء من الطحين يدلون الطحين بصمت فى كيس من الخام الاسمر معلق الى رقابهم ثم يرحلون . كانوا لا يقيمون فى مكان الا يوما كأنهم لا جذر لهم يربطهم باى مكان ..هم يرحلون دوما ..تعودوا ان يروا وجوها مختلفة كل يوم ..لا يتحدثون الا لماما..كلماتهم كالالغاز ..يتحاشون الناس ويأوون الى التكايا على اطراف المدينة وكان فى الزقاق فتية لا ينامون الليل يقضون هزيعا منه فى المقاهي ثم يكملون ليلهم فى البساتين حتى اذا جاعوا لا يجدون طعاما الا فى قدر الدراويش .. قال احدهم مرة :
اذا اردت ان تعرف ما تطبخ المدينة مد يدك فى قدر الدراويش ستجد الاحمر والاصفر والحامض والحلو واليابس واللين فهم يلقون ما يتسولونه من اطعمة فى قدر واحد كأنهم لا يريدون ان يعرفوا للطعام مذاقا . الفتية عندما يجوعون لا يكترثون للاجساد المحشورة فى فناء " بابا حافظ " فاين ما يضعون قدما ثمة جسد يصرخ من وطء اقدامهم..مع آهات الدراويش المسحوقة أجسادهم تمتد ايدى الفتية الجياع فى الظلام الى طعام مختلف الوانه وسط ضحك ومجون. تعاقبت السنون وانغمس الناس فى السياسة وغاب الدراويش عن تكايا المدينة ثم شاخ زقاق الجول وغامت زرقة السماء فى غبار الجفاف والتصحر وفقدت البيوت الطينية لونها المطري ولم تعد اجنحة النوارس ترف فى سماء المدينة ربما ما حدث كان قدرا او لعنة ومهما كان انا مقتنع ان للمدن اعمارا وانها مثل البشر تشيخ ثم تموت . وبدوره ادلى الاستاذ جعفر سيد اكبر الهاشمي بدلوه حول الزقاق بصفته احد ابناءه وقضى طفولته وشبابه فيه ، فيقول تعليقا على ما كتبه الاستاذ حسين المندلاوي :لهذا الزقاق الطويل الضارب في العمق تاريخ ﻻ يسعه كاتب واحد وﻻ كتاب واحد اﻻ أن اﻻديب حسين المندﻻوي المغدق بثماره الفكرية اليانعة وكدأبه بين فينة وأخرى يطل علينا ، فيمتعنا ويثري أفكارنا ويحرك ذاكرتنا الراكدة وهذه المرة يطل علينا من بوابة (الجوّل ) وهو يشرف على السبعين ، خرج من حيز الزقاق وتاريخه الى لقطة فنية سلط فيها الضوء على جزء من تاريخ مندلي ايام خيرها وخصبها ابان العهد الملكي . وبما أن المدينة تعد آخر التخوم العراقية شرقا وتقبع على مقتربات الهضبة الشرقية التي تؤول الى جبال حمرين الفاصلة بين ايران والعراق في هذه المنطقة فالتجار والمهربون والزوار و الدراويش يمرون بها . لوحة الدراويش هي اﻷجمل في هذا المشهد من تاريخ المدينة فنحن ابناء مندلي من ذلك الجيل عشنا ايام الدراويش وهم يجوبون المدينة يتلون بعض اﻻيات او يترنمون باﻻدعية واﻻذكار وهم يحملون صورا لائمة اهل بيت النبوة مزججة ومؤطرة بإتقان عليها غلالة من قماش اخضر غالبا ويطرقون ابواب بيوت المدينة قانعين بما تجود به ايدي ساكنيها ويزيحون الستارة عن الصورة ليراها الخارج من البيت استدرارا لعطفه ومهابة لمقام صاحب الصورة ، و المهربون لهم قصص اخرى طويلة قد ياتي او سواه على سردها يوم ما . ..أهنئ أخي وصديقي وزميلي وابن مدينتي ومحلتي وسجين هذا الزقاق الطويل المغلق المعزول عن باقي المحلة الكبرى والمدينة تماما ..اهنئ حسين المندﻻوي ﻹبداعه اﻷدبي والفني في رسم هذه اللوحة اﻷخاذة بريشة قلمه السحري متمنيا له العمر المديد ليرفدنا من خزينه الفكري والفني ما يثري ويمتع القراء والمهتمين بالشان المندﻻوي خاصة وبالمجتمع العراقي عامة .لك منى ابا علي باقات الزهور واكاليل الورود .( جعفر الهاشمي ). في البدء شكرا جزيلا للاخ والصديق المبدع الاستاذ حسين المندلاوي الذي ارجعنا 50 سنة الى الوراء واستذكرنا بايام الطفولة والصبا في ربوع هذه الازقة وتفرعاتها ,ولا اريد ان ازيد اكثر مما قال الاستاذ جعفر الهاشمي بحقه فقد اجزل القول والشكر موصول له . وبخصوص " الجوّل " الذي تناوله الاستاذ حسين المندلاوي في موضوعه الشيق ، فانه زقاق ضيق له تسمية اخرى هي الزقاق العثماني و يمتد من وسط محلة قلعة جميل بيك (كبرى محلات مدينة مندلي ايام مجدها في خمسينيات و ستينيات القرن الماضي ) ، وتُسمى بداية الزقاق ب (نعل بندها ) حيث منزل عمي الاكبر المرحوم خورشيد مجيد الحجية وصهره المرحوم البزاز حاج عارف وتي وابناءه الاربعة محمد واحمد ومصطفى ومحسن ، وينحدر الزقاق جنوبا باتجاه محلة قلعة بالي ، و ينتهي زقاق " الجوّل " بمنزل المرحوم ملا فتاح والد مقرئ القرأن المرحوم يحيى ملا فتاح (على ما اتذكر ، وان اخطأت ارجو التصحيح من الاساتذة الافاضل ابناء المحلة ). وقد عاصرت الزقاق شخصيا ، زقاقا مغلقا منعزلا نوعما عن بقية ازقة محلة قلعة جميل بيك الاخرى ، و تتفرع منه اكثر من زقاق فرعي على جانبيه (درابين مغلقة هي الاخرى ) قبيل جرف بعض البيوت وافتتاح ما نسميه اليوم بشارع 60 في مطلع السبيعينات باسلوب العمل الشعبي . ويعتبر زقاق الجوّل ( واسمه المحلي المتداول بين الناس هو : جوّل ها ) من اكثر ازقة قلعة جميل من حيث عدد العوائل القاطنة فيه وبالتالي عدد النفوس من بقية الازقة التي ارى من الضرورة الاشارة الى اهمها :هني مني ، النجارين ، سر آسياو ، شيخ مندلي ، ونفط جياها، وسواها من الازقة الاصغر ) . وكان بيتي جدي مجيد المهدي الحجية واخيه الحاج حميد في اواخر بيوتات الزقاق الفرعي الاخير من زقاق الجول قبل ان يعود الى بيته (حويش بيرين ) في زقاق هني مني ويتوزع ابناؤه على الازقة الاخرى بعد زواجهم ، ومن جملة البيوتات التي اتذكرها في زقاق الجول بيت المرحومين عميد الزقاق محمد سايه ي الجول (ابو الياس ) الذي اخذ الزقاق اسمه من اسمهم بدلا من اسمه القديم الزقاق العثماني ، و ستار شوكي ورحمن شوكي (والد صديقنا الاستاذ مسلم عبد الرحمن) ، والحاج رحيم وكريم عبود ، والحاج حسن ، والحاج السركال محمود (والد الشاعر والحقوقي كمال محمود المندلاوي ، وطاهر خضر ، والحاج شكر (والد المضمد سلمان شكر ) وجعفر خميسه وعشرات البيوتات الاخرى التي لا تسعفني الذاكرة اسماءهم في هذه العجالة وعسانا ان نعود اليها في بحث مستقل بمعاونة ومساعدة ابناء قلعة جميل بيك .
إنهاء الدردشة 1070 كلمة
اكتب رسالة...



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مندلي في شفق
- قاسم المندلاوي -نيوزال
- صورة عائلية
- خذوني معهاهم..
- لمحات اجتماعية /1
- أسماء النساء في المجتمع /قسم3
- أسماء النساء في المجتمع /قسم2
- أسماء النساء في المجتمع /قسم1
- أفول نجم موسوعي ..
- الأوائل من البندنيجين -28
- نجمة خان يونس
- نفثات روحٍ هائمة..
- الأوائل من البندنيجين -27
- وا قدساه
- الطبقجلي في مندلي
- آبسن ..1
- حكم و أمثال للأولاد و الرجال
- بلا مزادات..
- لي فؤاد يغني
- التواءات في مندلي


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احمد الحمد المندلاوي - زقاق الجوّل...حسين المندلاوي