أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدليمي - هل نظر العرب للذرائعية؟















المزيد.....

هل نظر العرب للذرائعية؟


كامل الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 7079 - 2021 / 11 / 16 - 12:54
المحور: الادب والفن
    


هل نظر العرب للذرائعية ؟
وضع العرب نظريات غاية في الأهمية للنقد الأدبي ألا أن الاهتمام بهذه النظريات وتهذيبها وتطبيقها ظل معطلا إلى وقت بعيد، حتى قرأ علماء الغرب هذه النظريات وحللوها واستلوا منها وغيروا مسمياتها ونسبوها كاكتشاف جديد لهم، في الوقت الذي نتلمس أسسها العربية بوضوح مع الاعتراف أن هناك مراحل تطورية قد مرت بها هذه النظريات على أيدي منظري الغرب ، والجهود واضحة ولا يمكن إنكارها، بيد أن ما يؤسف إليه أن معظم نقاد عصرنا الحديث قد اعتمدوا تلك النظريات واقتبسوها دون أدنى جهد وطبقوها على المتون الأدبية العربية مع علمهم بأن النص العربي له خصوصية اكتسبها من سعة وشمولية وحيوية اللغة العربية حتى أننا بالإمكان تشبيه ذلك باستيراد السلع والبضائع التي ينتجها الغرب دون التفكير في التأسيس لمصنع عربي لتلك السلع وهنا يجدر طرح تساؤل مفاده : هل هو قصور في العقل العربي أم أن عوامل خارجية تريد للعرب أن يستمروا أسواقا مستهلكة لما يصنعه الغرب ؟ والجواب واضح وفقا لمعطيات الواقع بأن العقل العربي خلاق ولا يختلف عن العقل الغربي ألا بمساحة الحرية الفكرية وتوفر عوامل الإنتاج للغربي بينما يصر السلطان العربي على تضييق الخناق على العقل بغية الهيمنة عليه ودليلنا أن من العقول العربية ما أحدثت تغيرات في كل العالم وحين خرجت من محيطها الضيق أبدعت واخترعت وطورت والأمثلة على هذا كثيرة ولا يمكن إحصاءها.
ولو تخلص العقل العربي من المهيمنات الفكرية والضغوط الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لما اختلف مطلقا عن العقل الغربي في شيء وثمة أمر آخر هو الاتكال على ما يحققه الغرب وتناول ما يصدر عنه بانبهار واحتفاء بل يقوم البعض بالتهليل للمنجز الغربي وينظر له كمنقذ لتطوير حياته وهنا يتشكل وهن آخر وينمو محبط جديد من خلاله يتخيل العربي انه عاجز عن ابتكار ما جاء به الإنسان الغربي وكأن الله خصه بما منعه عن العربي من عقل ، وذلك وهم كبير ، فلو دققنا بنظرية لوجدنا أنها من صنع العقل الذي يملكه اي إنسان بصرف النظر على تقسيمات الجغرافية ولابد من القناعة التامة بما جاء في متون البحوث العلمية المتخصصة بأن لا غباء فطري ولا مناطقي والعقل الإنساني مكفول بما تعلم والعملية لا تعدو إعداد مناهج لتطوير العقل مع النظر لمن وهبه الله قدرات استثنائية على التفكير .
وعلى هذا فأن نظريات تحليل الخطاب الأدبي هي من متبنيات العرب وقت ازدهار أوضاعهم السياسية والاقتصادية أيام تشجيع العلوم وتبجيل العلماء ولتدعيم ما ذهبنا اليه نستعرض إسهامات العرب في النقد الأدبي منذ العصر العباسي صعودا لنؤكد على ضرورة العودة للموروث وإحيائه بما يؤمن لنا حلا محليا لمعضلة النقد الأدبي التي مازالت قائمة وان حاول بعض النقاد ابتكار الجديد فانه يهرع مسرعا لنظريات غربية منها المتوافق ومنها المختلف مع ثقافة العرب جملة وتفصيلا بل أن بعض عشاق الغرب يحاول الإبقاء على الألفاظ الأجنبية في متن رسالته ليزيد من تغريب المتلقي أما طريقة عرض النظرية فحدث ولا حرج كأنه بصدد كلمات متقاطعة .
ومن ابرز النظريات النقدية ما وضعه الجاحظ وأبو هلال العسكري، وابن قتيبة، وحازم القرطاجني بصدد تحليل الخطاب الأدبي والشعري على وجه الخصوص ، ومن أجل تتيع مناهجهم في النقد أن النظرية التي وضعها الجاحظ لم تكن تحت مسمى الذرائعية ولكن ملخصها قد أشار له بوضوح بقوله : "المعاني القائمة في صدور الناس، المتصورة في أذهانهم، والمتغلغلة في نفوسهم... مستورة خفية، وبعيدة وحسية، ومحجوبة مكبوتة... لا يعرف الإنسان ضمير صاحبه، ولا حاجة أخيه وخليطه.. إلا بغيره، وإنما يحيي تلك المعاني ذكرهم لها، وإخبارهم عنها، واستعمالهم إياها، وهذه الخصال هي التي تعود بها إلى الفهم وتجليها للعقل... وتجعل المهمل معبداً، والمقيد مطلقاً... وكلما كانت الدلالة أوضح وأفصح، وكانت الإشارة أبين وأنور، كان أنفع وأنجح..."(1).‏
وبين الجاحظ في نظريته أن هناك ثلاثة وظائف للقول و التي أطلق عليها لاحقا " التداولية" فقال أن للبيان ثلاثة وظائف أساسية هي :
1 ـ الوظيفة الإخبارية المعرفية التعليمية (حالة حياد، إظهار الأمر على وجه الإخبار قصد الإفهام).‏
2 ـ الوظيفة التأثيرية (حالة الاختلاف) تقديم الأمر على وجه الاستمالة وجلب القلوب.‏
3 ـ الوظيفة الحجاجية: (حالة الخصام) إظهار الأمر على وجه الاحتجاج والاضطرار"(2)
والذي يقارب الذرائعي الأساس ألحجاجي الذي يبين مستوى إظهار قيمة الاحتجاج ومداه وما يحيط به أما الأساسين أولا وثانيا فالأول (سلامة الجملة واستهدافها المعنى وبيانه) والثاني (الأثر الذي يتركه القول على المتلقي واستمالته وجلب اهتمامه).
وباجتماع الأسس الثلاثة يتشكل مستوى التأثير على القارئ خصوصا في النص الأدبي أيا كان صنفه وهذا ما ذهب إليه من قوله (الأثر ، الاستمالة) بمعنى بالتواصل في الدرجة الأولى، والإقناع، والتأثير، وإيصال المعنى، وتقديم الفائدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام محمد هارون، مكتبة الجاحظ، مصر، ط4، م2، 1395هـ ـ 1975، ج1، ص75.‏
2- المصدر نفسه، الصفحة نفسها.
فكل هذه الوظائف تشكل جوهر النظرية التداولية في الدراسات المعاصرة باعتبارها مقاربة تهتم بالتواصل في الدرجة الأولى، والإقناع، والتأثير، وإيصال المعنى، وتقديم الفائدة بالدرجة الثانية، ومنه فإن غايتها تحقيق المنفعة.‏
ولو ذهبنا إلى قراءة النظرية من حازم القرطاجني فالأمر يكون أكثر جلاء:
فعنده الكلام الذي لا يدل على معنى ليس كلاما ، بمعنى أن أساس الكلام هو القصد وهي فكرة ضمان القصد من الكلام ، يقول: "حازم القرطاجني": "لما كان الكلام أولى الأشياء، بأن يجعل دليلاً على المعاني التي احتاج الناس إلى تفاهمها..."(1)
من هذا القول يصبح الكلام الذي يدخل الدرس اللساني هو الكلام مكتمل المعنى وهذا النوع من الكلام يحقق التواصل وتنطبق عليه معايير العلم اللساني أي جملة مكتملة المعنى تؤدي وظيفتها اللغوية كاملة وهذا ما أطلق عليه بـ " التداولية التواصلية " التي تستوجب ( القصد ، المعنى ، الفائدة " وهي ما ينبغي على المتكلم الإتيان بها في كلامه .
ويركز القرطاجني على القيمة المعنوية للكلام وما ينفع به المتلقي وهو ما أكد عليه في قوله "
فحازم هنا يركز على المنفعة، والخطاب الذي لا يحقق منفعة، فإنه لا يحقق أي تواصل انطلاقاً من قولـه: "... المعاني التي احتاج الناس إلى تفاهمها أي احتياجهم إلى تحصيل المنفعة".(2)‏
"فحازم هنا يتفطن للبعد ألذرائعي أو التداولي في العملية التواصلية، إن هذا التصور النقدي للتواصل الشعري نظرة متطورة للشعر وتقدم كبير في نقد الشعر ، وهو من مبتكرات العرب في النقد قبل اكتشاف البراغماتية بزمن طويل ، ويؤكد المعنى ذاته القرطاجني باعتباره الكلام" تجربة لغوية نفسية يكتنفها إطار اجتماعي ومقام خارجي تؤثر فيه وتتأثر به..."(3)
وبعد تحقق الافهام والمنفعة من القول هناك أمر آخر بذات الأهمية هو التأثير بين المتكلم والمتلقي، ويرى أنه ضروري في العملية التواصلية لقوله: "وجب أن يكون المتكلم يبتغي إما إفادة المخاطب أو الاستفادة منه أو بعضها بالقول"(4)
وهناك تقسيمات بين المتكلم والمخاطب في ردود الفعل من الكلام العادي بينهما : عملية، نفسية وسلوكية، ووجدانية.‏ وهنا يظهر البعد التداولي في أي نص من النصوص وتعمل الذرائعية ضمن حدود الكلام بمعنى ان مبدأ المنفعة من الكلام لابد أن يتضمنه الكلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-محمد أديوان ، نظرية المقاصد بين حازم ونظرية الأفعال اللغوية المعاصرة،مجلة الوصل، معهد اللغة والأدب العربي، جامعة تلمسان، العدد الأول، 1994، ، جامعة الرباط، كلية الآداب، ص25.‏
2 ـ المصدر نفسه، ص26.‏
3 ـ المصدر نفسه، ص26.‏
4- المصدر نفسه، ص26
ومن خلال الحديث عن ضرورة استعمال المعاني، فالإخبار عن المعنى هو الذي يضمن تقريبه إلى الفهم، حيث يركز على ضرورة إفهام المخاطب، وإبلاغه محتوى الرسالة الأدبية، ووجه التشابه بين الجاحظ وحازم القرطاجي هو اشتراط الافهام وابلاغ المعنى للمتلقي اذ يشترط الجاحظ ‏ أن يكون استعمال المعاني مفيداً ومحققاً لقصد المتكلم أي فيه منفعة.‏
هذا هو روح المنهج التداولي بالدراسات اللغوية خاصة "حيث تتلاقى فيه على وجه معين جملة ميادين من المعرفة المختلفة أهمها: علم اللغة الخالص، والبلاغة، والمنطق، وفلسفة اللغة، وكذلك علم الاجتماع، وغيرها من العلوم المهتمة بالجزء الدلالي من اللغة"(1).‏
وبعدها وفي مراحل متطورة جداً تجاوزت التداولية حدود اللغة لتنتقل إلى مجال الأدب وتتحول إلى ما يسمى بالذرائعية الأدبية.‏
وقد ذهب "محمد العمري" في كتابه "البلاغة العربية" إلى أن الذرائعية الحديثة ذات بعد "جاحظي" في أصله لاهتمام الجاحظ وتركيزه على هذا المستوى في كتابه "البيان والتبيين" وعلى عملية التأثير في المتلقي، والإقناع، وقد سميت هذه النظرية عنده، والتي تعرف اليوم بـ"التداولية" بـ نظرية "التأثير والمقام"(2).‏
يقول "محمد العمري": "إن هذا البعد هو أحد الأبعاد الأساسية في البلاغة العربية، وهو بعد جاحظي في أساسه، وإن تخلي البديعيين عنه في مرحلة لاحقة أدى إلى اختزال البلاغة العربية وتضيق مجالها، وتحظى نظرية التأثير والمقام حالياً بعناية كبيرة في الدراسات السيميائية، ومن ثم الشروع في إعادة الاعتبار إلى البلاغة العربية تحت عنوان جديد هو "التداولية(3).‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ فرانسواز أرمينكو، المقاربة التداولية، تر: سعيد علوش، مركز الإنماء القومي، ص95.‏
2- عبد القاهر الجرجاني الذي أبدع نظرية النظم، وأوضح أنّ السياق هو ترتيب الألفاظ في الجملة ،وتأليفها بحيث تأتلف مع ترتيب هذه الألفاظ ومعانيها في النفس والذهن والعقل ،وقد تناثرت أقواله في كتابيه : (دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة ) فعبّر عن توافق اللفظ مع المعنى ، وعبر عن مدى الارتباط بين الكلمات بعضها ببعض ،ومناسبتها للسياق والمقام الذي تذكر فيه بقوله :"النظم هو توخي معاني النحو في معاني الكلم ..." ينظر: استيتية ، سمير شريف ، اللسانيات (المجال ، الوظيفة ، والمنهج ) ،2005م، عالم الكتب الحديث.
، ترجمة : صبري إبراهيم السيد ، 1992م ،دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية . .
3- هي التداولية" فيعرفونها في سنة 1938م أنها "جزء من السيميائية التي تعالج العلاقات بين العلامات ومستعملي هذه العلامات" أو هي "دراسة استعمال اللغة في الخطاب، شاهدة في ذلك على مقدرتها الخطابية" ينظر: سعيد حسين بحيري، مواقف خاصة بالنظرية اللغوية في القرن العشرين، مكتبة زهراء الشرق، سنة2011.
ولا نريد إطلاق التنظيرات بعيدا عن التطبيقات العملية لبيان التأثير والمقام
ولا تنكر جهود ابن قتيبة الدينوري في مفهوم التداولية في الأدب أو الذرائعية يقول ابن قتيبة في كتابه: "الشعر والشعراء"، من خلال حديثه عن "تهيئة المخاطب نفسياً ليتقبل ما يقصده الخطاب، والانفعال به انفعالاً ظاهراً"(1).‏
حيث انتهى هذا الناقد إلى حقيقة مفادها أن على الشاعر أن يسير في قصيدته وفق خطة مرسومة سلفاً يبدأ فيها بالنسيب ثم يردفه بذكر مشاق السفر، ثم يعرج على وصف ناقته، فيبثها أشجانه، ثم ينتقل إلى مدح صاحبه بعد أن يكون قد أثار انتباهه، وهيأه نفسياً إلى شعره..
كما لا يجب أن نشير إلى "عبد القاهر الجرجاني" الذي أشار إلى عملية التواصل في أكثر من موضع، غير أنه يركز على دراسة وضعية المخاطب اتجاه النص الشعري، ويتحدث عن عمق المعنى ووضوحه ويرى أن التواصل الذي يكون نتيجة لتعب وكد وإعمال للفكر هو التواصل الذي يعجب فيه المتلقي بالخطاب الشعري.‏
أما إذا تطرقنا إلى كتاب "سر الفصاحة" لصاحبه "ابن سنان الخفاجي"، فإننا نجده يقول: "والكلام يتعلق بالمعاني والفوائد بالمواضعة، لا لشيء من أحواله..."(2).‏
نلاحظ أن "ابن سنان الخفاجي" يشير ضمنياً إلى التداولية الحديثة، إثر حديثه عن الفائدة التي نرجوها من الكلام، فهو يشترط في الكلام الصحيح الانتظام والفائدة، وإلا فلا يمكن عدّه كلاماً. إلا إذا حقق الفائدة المرجوة منه، أي أن الكلام عنده لـه وظيفة نفعية. إضافة إلى هذا، يتحدث "ابن سنان" أيضاً عن المواضعة والقصد واستعمال المتكلم له، أي استعمال اللغة في قصد.‏
من خلال ما تقدم ذكره حول جذور التداولية في التراث العربي القديم، نلاحظ أن التداولية لها حضور قوي، وقديم جداً في التراث العربي، لا يقل عنه في التراث الغربي.‏وتحولت التداولية من اللغة إلى الأدب، وأصبحت تداولية أدبية، أو ما أصبح يعرف اليوم بالذرائعية الأدبية، التي تمثل مقاربة لدراسة النصوص وتحليلها، وفي هذا المجال تكون "التداوليات نظرية استعماليه، حيث تدرس اللغة في استعمال الناطقين بها، ونظرية تخاطبية تعالج شروط التبليغ والتواصل الذي يقصد إليه الناطقون من وراء الاستعمال للغة"(3).‏
فلقد تطورت التداولية من المجال اللغوي والمنطقي والفلسفي إلى الذرائعية الأدبية، التي تنقل النص من المستوى النحوي والدلالي إلى المستوى التداولي، حيث تركز الآراء في النقد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلي، سر الفصاحة، دار الكتاب العلمية، بيروت، ط1، 1976، ص43.‏
2 ـ المرجع نفسه، ص33.‏
3 ـ دراسات سيميائية لسانية أدبية، العدد الثاني، 1987 ـ 1988، المغرب، تكامل المعارف: اللسانيات والمنطق، حوار مع الدكتور طه عبد الرحمن.‏
المعاصر على مفهوم التواصل الذي يقوم على عملية الفهم والتأويل.‏ وتعد عملية القراءة في النقد المعاصر "تواصلاً يتحقق بين القارئ وموضوع القراءة، فالوصفية النقدية في إطار عملية القراءة وظيفة تقوم على أساس السعي إلى تحقيق تواصل فعال بين القارئ وموضوع القراءة، وكأي تواصل إذ تحتاج عملية القراءة إلى أسباب لعناصر الموضوع المقروء، وإحاطة بالعوامل الفاعلة فيه، مثل السياق، ومقاصد المتكلم"(1).‏
وتؤكد الدراسات النقدية الحديثة على الجانب اللغوي وتعتبره نظاماً معقداً للاتصال، يجاوز مستويات الصياغة اللفظية والنصية إلى دراسة الحدث الأدبي انطلاقاً من دائرة الاتصال الاجتماعي، أي الانتقال باللغة الأدبية من مستوى النص كنظام إلى مستوى التواصل. وهذا فيه إشارة إلى نظريات القراءة أو الاستجابة المعاصرة.‏
وعملية التأسيس لفهم وتصور مشترك بين الادب والمتلقي عملية معقدة ، وتتحدد نوع العلاقة بقدرة منشيء النص على اختراق الحجب بين النص والقاري ودور الكاتب في هذا السياق في إنتاجه للنص. فمن خلال إيهامه بالواقع، يتركز عند القارئ إمكان الإحالة على الواقع. و من ثمة، يصبح يرى في العمل / الإنتاج الأدبي ، انعكاسا للواقع، و تركيزا عليه. وبعبارة أخرى هل يرى المتلقي جزء من ذاته في النص ؟ وهذا يتوقف على نوع الخطاب الادبي وفاعليته ومؤهلات الكاتب.
هنا وجدنا أن الأمر يتطلب التعريف بمفردتين مهمتين كمدخل لتحليل النص الشعري وفقا للنظريات العربية الخالصة دون الاستعانة بأي نظرية أجنبية قدر تعلق الأمر بالاستشهادات التوضيحية ( الخطاب وماهيته ، والسياق وماهيته 9 فالسياق وفق المفهوم العربي يعد المدخل الأول وهو بحاجة لإيضاح من الدراسات العربية الرصينة التي تناولتها ثم نحاول إيراد تطبيقات عملية على المصطلحين من نصوص عربية رصينة ومن ثم نتحول لمقاصد المتكلم ( المعنى) بذات المنهج .



#كامل_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الذرائعية والعملانية
- الذرائعية تقاطع مع الموروث
- مدخل الى البراغماتية ( الذرائعية)
- الذرائعية وتعدد المصطلحات
- دينامية الصورة في شعر رائد قديح
- جيهانه سبيتي رشاقة التركيب وغزارة المعنى


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدليمي - هل نظر العرب للذرائعية؟