أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدليمي - الذرائعية وتعدد المصطلحات















المزيد.....

الذرائعية وتعدد المصطلحات


كامل الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 7072 - 2021 / 11 / 9 - 17:38
المحور: الادب والفن
    


مهما بلغت التنظيرات من رقي تظل معطلة مالم يتم تفعيلها عمليا في أي حقل من الحقول العلمية، ولا تقف عند التطبيق فقط ، بل جدوى ذلك التطبيق ومدى خدمته لقضايا الأدب، وكل نظرية واجبها تقريب الظواهر الحياتية للفهم ومساعدة الإنسان على فك شفرات الكون من حوله ، ولا تصمد نظرية مهما تضمنت من جوانب ايجابية حتى تأخذ بنظر الاعتبار حجم النفع الذي تقدمه للإنسان بإتباع المنهج الأخلاقي والقيمي للوصول إلى تلك الفوائد .
ولو تتبعنا القاموس المصطلحي للفلسفة لوجدنا أن( الذرائعية ، والبراغماتية ، العملانية ،والفعلانية ) هي مصطلحات اطلقت على تنظيرات أجنبية وفقا لمكتشفيها مبينين الحاجة لها على ارض الواقع ،بل ومجالات تطبيقها ،وهنا لابد اولا من التعريف بالمصطلح وتاريخه ومكتشفه وتطبيقاته ليتسنى لنا الحديث عن إمكانية توظيفه وإخضاعه للعمل في حقل غير الحقل الذي اكتشف من أجله وهنا نقول :
" الذرائعية مذهب فلسفي اجتماعي يقول أن الحقيقة توجد في جملة التجربة الإنسانية: لا في الفكر النظري البعيد عن الواقع. وأن المعرفة آلة أو وظيفة في خدمة مطالب الحياة، وأن صدق قضية ما : هو في كونها مفيدة للناس، وأن الفكر في طبيعته غائي(1).
هذا ما صرحت به الذرائعية الغربية فهل هناك ذرائعية عربية عبر امتدادات تاريخية معينة ؟ وما وجه الشبه والاختلاف بين ذرائعية الغرب والعرب إذا كان الادعاء أن الذرائعية غربية؟ وهل ثمة خلط في ترجمة مفردة " براغماتية و ذرائعية " حصل فيما بعد حتى توهم البعض أن الغرب صاحب الفضل في اكتشاف الفكر الذرائعي ، كل هذه الأسئلة سيتم توضيحها من خلال رحلة بحثية مسندة ومعززة برؤى وأفكار الباحثين في هذا المجال .
ولا ننكر ان الذرائعية اصبحت طابعاً مميزاً للسياسة الأمريكية وفلسفة الأعمال الأمريكية كذلك، لأنها تجعل الفائدة العملية معياراً للتقدم بغض النظر عن المحتوى الفكري أو الأخلاقي أو العقائدي. وهنا فان الذرائعية وبهذا المفهوم قد حددت حقلها وأعربت عن هويتها وبررت وجودها من خلال التعريف فهي تؤمن بتحقيق الهدف دون النظر إلى الوسيلة المؤدية إليه فلا أخلاق ولا قيم ولا عقائد أمام هذا المنهج . وهنا يجدر طرح التساؤلات التالي :
إذا كانت الذرائعية البراغماتية مذهباً فلسفياً ظهر بداية القرن العشرين ليطبق منهجه في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ينظر : الموسوعة الفلسفية المختصرة، ترجمة فؤاد كامل ورفاقه – دار القلم – بيروت.، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، د. أحمد زكي بدوي – مكتبة لبنان – بيروت –1982م.، تاريخ الفلسفة الحديث، يوسف كرم – دار المعارف – القاهرة.
الحقل السياسي ويوصل بشكل مجرد عن القيم والأخلاق إلى الأهداف المراد تحقيقها فهل من الضرورة ان يطبق في الحقل الأدبي ؟ وهل ان فك شفرات النص الأدبي تتطلب التخلي عن القيم والأخلاق وصولا الى تأويلات النص ؟ وأي قرابة علمية بين النظريات الفلسفية التي تعمل في المنطقي والعقلاني والعقلي وبين المنتج الأدبي الذي يعمل أصلا في ما وراء المعقول والخيالي ويتعلق بالأحاسيس التي تشكل قيما إنسانية عليا ؟
نتوجه بهذه الأسئلة الملحة لمن تبنى الفكر الذرائعي في تحليل النص الأدبي واتكأ على نظريات نقدية الأجنبية رغم وجود البدائل التي تتناسب وطبيعة النصوص العربية ومحدداتها لكن هناك أمر يستوجب التنويه والإشارة هو " اذا كانت الذرائعية نظرية فلسفية سياسية غربية اشتغلت في الحقل السياسي مطلع القرن العشرين فكيف بالإمكان ان نؤسس بها لنظرية نقدية عربية تلاحق النص الأدبي العربي وتحلله براغماتيا وهي من النظريات التي توجهت بالسؤال الى اللغة مؤخرا أي انها ولجت علم اللسانيات بحدود الربع الاول من القرن العشرين، ثم هل يصح أن نهرب من الغربي لنعود إليه من باب آخر كالعجزة المستهلكين لكل ما يصدر لهم من افكار بصرف النظر عن صلاحه ؟ وهذا التساؤل بحاجة لإجابة وافية تضعنا على جادة الفهم الحقيقي لمحتوى النظرية ،ونأتي هنا الى التركيز على توضيح المصطلح ومكتشفه وتاريخه مع أخذ جانب الحياد في عرض الحقائق العلمية والتاريخية كي لا أتهم بالتخلف ومعاداة التجديد في مجال النقد ونظرياته الوافدة .
أ- تاريخ الذرائعية البراغماتية :
مكتشف الذرائعية هو جون ديوي 1856 – 1952م فيلسوف أمريكي تأثر بالفلسفة الذرائعية (1)، وكان له تأثير واسع في المجتمع الأمريكي وغيره من المجتمعات الغربية، إذ كان يعتقد أن الفلسفة مهمة إنسانية قلباً وقالباً وعلينا أن نحكم عليها في ضوء تأثرها الاجتماعي أو الثقافي.
نشأت الذرائعية (البرجماتية) كمذهب عملي في الولايات المتحدة الأمريكية مع بداية القرن العشرين: وقد وجدت في النظام الرأسمالي الحر الذي يقوم على المنافسة الفردية، خير تربة للنمو الازدهار(2)
هذا الأمر يحيل المتلقي للشك في صلاح تطبيقها في الحقل الأدبي بل والإعلامي، وإذا نجحت في الحقل السياسي والاقتصادي فهل ستحقق النجاح في التحليل الأدبي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- قصة الفلسفة الحديثة، أحمد أمين وزكي نجيب محمود – مطبعة لجنة التأليف والنشر – القاهرة.
2- ينظر : الموسوعة الفلسفية المختصرة، ترجمة فؤاد كامل ورفاقه – دار القلم – بيروت
وقد وجدنا من الضرورة بيان معنى اللفظ واللغة التي ينتمي اليها فنقول :
البراغماتية اسم مشتق من اللفظ اليوناني ( PRAGMATISM ) ومعناه العمل ويترجم هذا المصطلح الى العربية بمصطلح الذرائعية ، ولكن هذا المصطلح لا يغطي معنى البراغماتية ولا يعطي فكرة شاملة عنه ولا يعكس جوهر الكلمة الأجنبية أما المصطلح العربي الأقرب إليها هو " النفعية "(1) .
والحقيقة أن الاصل اللغوي للمصطلح يرجع إلى الكلمة اليونانيةrogma وتعني (عمل) أو (مسألة علمية), ولقد استعار الرومان المصطلح واستخدموا عبارةrogmaticus فقصدوا بها "المتمرس" وخاصة المتمرس في المسائل القانونية.‏
أما من ناحية تاريخ الفكر فالمصطلح يشير إلى تلك الحركة الفلسفية التي ظهرت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وارتبطت بأسماء الفلاسفة الأمريكيين وهم ( بيرس ووليام جيمس وجون ديوي) والتي تتمركز فلسفتها حول مقولة مؤداها:‏
"لا يمكن التوصل إلى معاني الأفكار, ومن ثم لا يجب تفسيرها, إلا بالنظر إلى النتائج المترتبة عليها, كما أنه لا يمكن تحديد المعتقدات أو تبرير التمسك بها إلا بالأخذ في الاعتبار النتائج العملية المترتبة على الإيمان بهذه المعتقدات"(2) ,‏فالحقيقة إذن ثانوية إذا ما قورنت بالممارسة العملية, ذلك أن الحقيقة وفقاً للنظرية البراغماتية ما هي إلا الحل العملي والممكن لمشكلة ما, كما أن المبرر الوحيد للإيمان بأي شيء هو أن التمسك به والعمل وفقاً له يجعل الفرد في وضع أفضل مما لو كان إذا لم يتمسك به.‏
وعلى هذا نقول : النظرية أساسا تسعى إلى التوصل إلى الأفكار ومن ثم تفسيرها وهنا تصدم مفردة "تفسير"بجدار الخلط في المفاهيم مع لغتنا العربية فمفهوم "تفسير" تعني إيراد معنى المفردة القاموسي ولا علاقة لها بادراك الحدود الدنيا والعليا لأي مفردة أو جملة وكان الأجدى " تأويل" والتأويل ملاحقة المقاصد المضمرة للنص المكون من مجموعة مفردات ويحتمل هذا التأويل البعد والقرب من المعنى الحقيقي ليكون التأويل مجرد اضاءات للنص المؤول تقترب أو تبتعد عن حقيقة النص ومقاصده ، بمعنى أن مقاصد النص هي غير معاني المفردات الداخلة في تركيبه فمن الطبيعي أن نطلق على المفردة الواحدة "تفسير" حينما نعطي معناها المعجمي ونتلمس التأويل في الجملة لأدراك المقاصد المحتملة من ورائها ،ولو آمنا بالذرائعية كحل من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المعجم الفلسفي ، مجمع اللغة العربية، القاهرة، جمهورية مصر العربية: الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، 1983م - 1403 هـ، ص 5
2- المصدر نفسه ، ص6
الحلول الموصلة لمقاصد النص الأدبي فما الدليل العلمي على ذلك ؟وللإجابة نقول مجرد التفكير في الحل هو عملية تعقيد وتعميه واضحة وفي بعض الأحيان تشويه للنص والدليل إن الذرائعية البراغماتية لا تستند إلى قيم ولا مبادئ ولا معتقد ولا تعترف بالموروث ، وهذا ما ورد في تعريفها . بقي أن نعرف برموز هذا المذهب وهل يمكن الركون لفلسفات منظريه للتأسيس لنظرية نقدية نخضع النص الأدبي العربي لها ونلبسها حلة عربية ولا أحد من الفلاسفة العرب قد أسهم في التأسيس لها ؟والإجابة هي النفي لان اللغة العربية تستطيع ان تحتوي معانيها كل لغات العالم ولا تستطيع لغات العالم مجتمعة احتواء اللغة العربية وهذا الأمر لايحتاج لعناء في البرهنة عليه فالمجازات والاستعارات والكنايات ومجموعة المحسنات اللفظية فقط في اللغة العربية وهذا دليل علمي واضح على عجز بقية اللغات على مجارات اللغة العربية في كل ما لها من جماليات تكسب الكلام العربي خصوصيته . ولو تساءلنا من هم ابرز من نظّر للذرائعية البراغماتية لوجدنا أن " تشارلز بيرس 1839 – 1914م(1) يعد مبتكر كلمة البرجماتية في الفلسفة المعاصرة،عمل محاضراً في جامعة هارفارد الأمريكية، وكان متأثراً بدارون ووصل إلى مثل آرائه.. وكان أثره عميقاً في الفلاسفة الأمريكيين وهم: وليم جيمس 1842 – 1910م العالم النفسي والفيلسوف ألامريكي من أصل سويدي بنى مذهب الذرائعية البرجماتية على أصول أفكار بيرس ويؤكد أن العمل والمنفعة هما مقياس صحة الفكرة ودليل صدقها، أصدر كتابه البكر: مبادئ علم النفس 1890م الذي أكسبه شهرة واسعة ثم توالت مؤلفاته منها : موجز علم النفس 1892م ، وإرادة الاعتقاد 1897م ، وأنواع التجربة الدينية 1902م ، والبراجماتية 1907م (2).
ب- تشارلز 1839-1914م والذرائعية :
يعتبر تشارلز ساندرس بيرس " 1839 ـ 1914 " م هو مؤسس الذرائعية، وأول من ابتكر كلمة البراجماتية في الفلسفة المعاصرة، وأول من استخدم هذا اللفظ عام 1878 من خلال مقال له نشره - في عدد ايلول من تلك السنة- بإحدى المجلات العلمية تحت عنوان (كيف نوضح أفكارنا ؟)(3) في هذا المقال: يذهب بيرس إلى أن( نحدد السلوك الذي يمكن أن ينتج عنها، فليس السلوك بالنسبة لنا سوى المعنى الوحيد الذي يمكن أن يكون لها) هو صاحب فكرة وضع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-المعجم الفلسفي ،الموقع : جميل صيليبيا،دار الكتاب اللبناني ،1988، ص87
2- الموسوعة الفلسفية - تأليف م.روزنتال، ب.يودين - ص 14
3- معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، د. أحمد زكي بدوي – مكتبة لبنان – بيروت –1982م.
(العمل) مبدأ مطلقًا ؛ في مثل قوله : (إن تصورنا لموضوع ما هو إلا تصورنا لما قد ينتج عن هذا الموضوع من آثار عملية لا أكثر)(1).
تدرج في اهتماماته العلمية والفلسفية التي تلقاها في معاهد وجامعات أوربية وأمريكية حتى حصل على درجة " الدكتوراه " في الطب من جامعة هارفارد سنة 1870، وعين أستاذاً للفسيولوجيا والتشريح بها، ثم أستاذاً لعلم النفس فبرز فيه وهو أول من أدخل لفظ البراجماتية في الفلسفة في مقال له بعنوان: (كيف نجعل أفكارنا واضحة) حيث ذكر فيه أنه لكي نبلغ الوضوح التام في أفكارنا من موضوع ما ، فإننا لا نحتاج إلا إلى اعتبار ما قد يترتب من آثار يمكن تصورها ذات طابع عملي، قد يتضمنها الشيء أو الموضوع،أما عن لفظ pragmatism فإن بيرس يعترف أنه قد توصل إليه بعد دراسته للفيلسوف الألماني إيمانويل كانط مما ينفي ماذهب إليه بعضهم من تصور أمريكي خالص.
أما جون ديوي فقد وصف البراجماتية بأنها (فلسفة معاكسة للفلسفة القديمة التي تبدأ بالتصورات، وبقدر صدق هذه التصورات تكون النتائج، فهي تدعُ الواقع يفرض على البشر معنى الحقيقة، وليس هناك حق أو حقيقة ابتدائية تفرض نفسها على الواقع).
وكما يؤكد جيمس الذي طور هذا الفكر ونظّر له في كتابه " البراجماتية " Pragmatism ،بأنها لا تعتقد بوجود حقيقة. فالحقيقة هي مجرد منهج للتفكير، كما أن الخير هو منهج للعمل والسلوك ؛ فحقيقة اليوم قد تصبح خطأ الغد والمنطق والثوابت التي ظلت حقائق لقرون ماضية ليست حقائق مطلقه، بل ربما أمكننا أن نقول : إنها خاطئة(2).
وبهذا القول فأن البراغماتية نفي لكل الثوابت باعتبار ان حركة الزمن كفيلة بالتغيير وهذا تعارض مع واقع الحياة لما فيها من ثوابت لايمكن التشكيك بثبوتها وديمومة ذلك الثبوت ،على أن الرأي جاء مطلقا لا تقييد فيه .
إن العمل عند جيمس مقياس الحقيقة (فالفكرة صادقة عندما تكون مفيدة. ومعنى ذلك أن النفع والضرر هما اللذان يحددان الأخذ بفكرة ما أو رفضها).
وقد نبتت فلسفته منذ بداية اهتماماته بها من حاجاته الشخصية، إذ عندما أصيب في فترة من عمره بمرض خطير، استطاع بجهوده أن يرد نفسه إلى الصحة، فاعتقد أن خلاص الإنسان رهن بإرادته، وكان الموحي إليه بالفكرة المفكر الفرنسي " رنوفيير " الذي عرف الإرادة الحرة بأنها " تأييد فكرة لأن المرء يختار تأييدها بإرادته حين يستطيع أن تكون له أفكار أخرى ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- د. أشرف حافظ ،الرأسمالية وأزمة الفكر العربي،عمان – 2010،ص80
2- د. زكريا إبراهيم ، فلسفة الفن في الفكر المعاصر،القاهرة – 2000،ص187
وكانت تجربة شفائه من المرض قد هدته إلى أهمية العمل ورجحت عنده الاجتهاد في العمل بدلاً من الاستغراق في التأمل لأن العمل (و الإرادة البشرية استحالت حياة)(1).
وتلون هذه الفلسفة نظرة أتباعها إلى العالم. فإن العالم الذي نعيش فيه ليس نظرية من النظريات، بل هو شيء كائن، وهو في الحق مجموعة من أشياء كثيرة، وليس من شيء يقال له الحق دون سواه ! إن الذي ندعوه بالحق إنما هو فرض عملي ـ أي أداة مؤقتة نستطيع بها أن نحيل قطعه
من الخامات الأولية إلى قطعة من النظام. ويلزم من هذا التعريف للعالم، أنه خاضع للتحولات والتغيرات الدائمة ولا يستقر على حال (فما كان حقاً بالأمس ـ أي ما كان أداة صالحة أمس ـ قد لا يكون اليوم حقاً ) وهنا تكمن علة النظرية وتتقاطع مع الفكر العربي الاسلامي تماما ولا تتفق معه بأي حال من الأحوال فخصوصية الثقافة العربية تفرض وجود ثوابت لا يمكن ان تتغير كالايمانات والعقائد والثوابت الأخلاقية وغير ذلك .
ثم تواصل النظرية تكريسها لمنهج مغاير لمتبنيات الفكر العربي تقول النظرية ( ذلك بأن الحقائق القديمة، كالأسلحة القديمة ـ تتعرض للصدأ وتغدو عديمة النفع).وهنا يجدر طرح تساؤل : هل كل الأفكار القديمة عديمة النفع ؟ والإجابة واضحة بالنفي بالنسبة لنا كعرب وكمسلمين
ثم تعارض البراغماتية الرأي القائل بأن المبادئ الإنسانية والفكر وحدهما يمثلان الحقيقة بدقة، معارضة مدرستي الشكلية والعقلانية من مدارس الفلسفة أو لنقل بمعنى أصح الاتجاه التقليدي. ذلك أن الفلسفة العلمية إنما هي بدورها فلسفة تجريبية أيضاً ولقد كان وليم جيمس عالما تجريبياً قبل أن يكون فيلسوفاً تجريبياً ومن ثم فإن هذا الفيلسوف يحدد لنا، في كتابه البراغماتيه الموقف البراغماتي فيقول عنه الموقف الذي يصرف النظر عن الأشياء الأولى والمبادئ، والمقولات، والضرورات المفترضة ويتجه إلى الأشياء الأخيرة، والآثار والنتائج والوقائع(2)
والبراغماتيون لا يعترفون بوجود أنظمة ديمقراطية مثالية إلا أنهم في الواقع ينادون بأيديولوجية مثالية مستترة قائمة على الحرية المطلقة ، ومعاداة كل النظريات الشمولية وأولها الماركسية .
والحقيقة أن المجتمع الأمريكي على الخصوص يتبنى البراغماتية في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية . الاان المبادئ الأولى للبراغماتية والتي تدعو الى اسبقية الواقع العملي على الافكار, اخذت منحنيات أخرى ، جعلتها تلبس لبوسات ميكيافلية وتؤكد على أهمية الفرد دون الجماعة في تحقيق المنفعة ولا شئ غير المنفعة الفردية .



#كامل_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دينامية الصورة في شعر رائد قديح
- جيهانه سبيتي رشاقة التركيب وغزارة المعنى


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدليمي - الذرائعية وتعدد المصطلحات