أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف عبدالله الضباعين - اللحم ومشاهده المؤثرة














المزيد.....

اللحم ومشاهده المؤثرة


أشرف عبدالله الضباعين
كاتب وروائي أردني

(Ashraf Dabain)


الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يظهر اللحم في الكثير من المشاهد الجميلة، واللذيذة، والمثيرة، وحتى في مشاهد محبطة، ومؤلمة، ومحزنة.
في مشهدٍ ما يكون البطل فقيرًا معدمًا يشهتي ما لذ وطاب وعلى رأس هذه المشتهيات اللحم، وفي ضربة حظ يُصبح البطل الفقير رجلا غنيًا ولكن مصاب بمرضٍ خطير. يُشخص الأطباء مرضه بالشديد، وعليه أن يمتنع عن قائمة طويلة من الأطعمة، وعلى رأس هذه القائمة اللحوم بأنواعها. وأمام هذه الغنى الكثير والمرض الشديد يقف البطل في موقفٍ لا يُحسد عليه، فيأخذ يبحث عن فقراء يشتهون اللحم، فيختار كل مرة فقير ما ويضع أمامه طبق ضخم فيه كتف خروفٍ مشوي، بينما يكتفي البطل المريض بطبقٍ من طعامٍ لا يشتهيه، ثم يأخذ الفقير تعليمات الأكل من الغني، كيف يأكل ومن أين يأكل والغني ينظر للفقير بعين الحسد والغيرة.
في مشهدٍ آخر يكون البطل كومبارس، يلعب دور " المسلم" في مشهدٍ من الجاهلية، حيث يجتمع الكفار حول مائدة من الشراب، وما لذ من الطعام بينها طبق كبير من فخذة خروفٍ مشوي، ويتداول فيه الكفار ماذا يفعلون بهذا الدين الجديد. وإذ كان البطل الكومبارس يتفرس في قطعة اللحم أثناء التصوير فينسى الكلام الذي يفترض به قوله، يُجن جنون المخرج ويعمل على وقف التصوير، فيستغلها البطل الكومبارس فيذهب إلى مساعد المخرج ليطلب منه أن يمثل دور الكافر في الفلم لا دور المسلم، متحججًا أنه حفظ دور الكافر، ويستخدم هذا الرجل كل أساليب التوسل والإستجداء بأن يكون " كافرًا" لنصف ساعة فقط، فيحن قلب مساعد المخرج، ويتوسط عند المخرج الذي يقبل على مضض هذا التعديل على الأدوار، فيجلس الرجل أمام الطبق وأمامه قطعة اللحم الضخمة الشهية، ليصبح كافرًا كما حلم، وما أن يصرخ المخرج أكشن حتى يهجم الكافر على قطعة اللحم ويفترسها أمام صدمة "الكفار" و "المسلمين" و"المخرج" وطاقم الفلم كله! ناسيًا حتى دور الكافر! ليُطرد بعدها من التمثيل، مُعبرًا لصديقه مساعد المخرج عن امتنانه، بينما يأسف صديقه لفصله من العمل.
اللحم في كلا المشهدين يُشير بوضوح لمدى تأثير الدم على البشر، فاللحم قد يكون أي إشارة أو رغبة أو احتياج يجعل الإنسان بلا عقل فيبدل فكره، سلوكه، كلامه، عاداته، تقاليده، لا بل قد يتنازل عن احترامه لنفسه واحترام الآخرين له.
اللحم وما أدراك ما اللحم، فهو سبب ما نشب من صراع منذ نشوء الكون حتى تاريخه، واللحم كان سببًا في الكثير من مشاهد الدم سواء في الحقيقة أو في الأفلام أو الروايات ونشوب حروبٍ وصراعات وخلافات، وحتى في كتابة هذا النص ذاته.
اللحم قد لا يكون لحمًا بالضرورة، فليس كل اللحم لحم.



#أشرف_عبدالله_الضباعين (هاشتاغ)       Ashraf_Dabain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المجيدة
- كش مسؤول
- فِتَن بالجملة - بيان أمانة عمان المأزوم
- نصٌ قصيرٌ ٢
- نصٌ قصير (1)
- السخرية وعدم المبالاة
- بالشقلوب
- في اليوم العالمي للمتاحف – التجربة العربية- الجزء الرابع وال ...
- في اليوم العالمي للمتاحف – التجربة الأردنية/ الجزء الثالث
- في اليوم العالمي للمتاحف - الجزء الثاني
- في اليوم العالمي للمتاحف - الجزء الأول
- التنوير... مهنة لا مهنة له
- التراث اليهودي في القدس حقيقة أم وهم
- جائزة الموظف المثالي في القطاع العام الأردني: الفجوة والتطلع ...
- اليهود والأوروبيون
- الهيكلة وإعادة الهيكلة في المؤسسات
- أهمية مجالس الأدب
- حين تقف في وجه نفسك
- قراءة جديدة في لقب عشيرة عُزيزات ونسبه للرسول العربي.
- حوار الطرشان الديني


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف عبدالله الضباعين - اللحم ومشاهده المؤثرة