أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدليمي - الذرائعية تقاطع مع الموروث















المزيد.....

الذرائعية تقاطع مع الموروث


كامل الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 13:55
المحور: الادب والفن
    


الراغماتية تقاطع مع الموروث:/
من ابرزا لأسس التي يقوم عليها المنهج البراغماتي، القطيعة التامة مع الماضي، فهو يبدأ من نقطة مفترضة نحو المستقبل ، ثم يرفض البحث في المبادئ الأولية وفي أشكال المطلق لا يسأل عن كيفية نشوء الأفكار ولا عن مصدرها .
ولنستعرض قول وليم جيمس (إن البراغماتي يدير ظهره بكل قوة إلى العادات والتقاليد الراسخة ... وعن المبادئ الثابتة وعن ضروب المطلق ... ) ص304 .
وهذا المبدأ يشكل انتهاكا واضحا للموروث الثقافي والفكري العربي لأنه يطيح بكل المبادئ والقيم التي تشكل امتدادا مع الحاضر، وبمعنى آخر فالمبدأ يقوم على أساس الغائي لأي فكرة قديمة ، ويمنع التواصل معها، لذا نجد بعض المؤمنين بالبراغماتية لمجرد أن تحاجّه بما هو من الموروث الثقافي يزعق بوجهك ويوصمك بالتخلف، وهنا يجدر طرح تساؤل مشروع : الانسلاخ عن الموروث الفكري والثقافي هل يعني البناء أم الهدم ؟ وهذا السؤال انتظر إجابته من المتحاملين على كل المتمسكين بموروث الأمة، أليس من مكملات صقل الموهبة الشعرية قراءة تجارب الآخرين عبر العصور الأدبية والاطلاع على ما أبدعوا في كل صنوف الأدب ( شعرا ،قصة ، رواية ، سيرة خطبا ...) حتى يتزود الموهوب بمخزون لفظي ومعرفي يشكل المعين في مسيرته الأدبية ، فما بالك لو كفرت وأطحت بكل الماضي وما يحمله من تراكمات جمالية تعزز من قدراته فهل بالإمكان قطع الشاعر عن الموروث الشعري للأمة ؟.والإجابة واضحة.
يقول: جيمس (الحق ليس صورة لشيء قد كان أو شيء هو كائن وإنما شيء يؤمن بما سيكون...)ص305.
والسؤال هنا هل يمكن الانطلاق لمعرفة الحقيقة من المجهول دون النظر إلى حيثياتها بالشكل الذي يؤسس لقاعدة تصور ذهني عنها؟
هذه الأسئلة المشروعة تفرض على البراغماتيين ردا علميا مدعما بالدليل وهي ليست منطلقة من رؤية عدائية للتجديد في الأساليب والنظريات النقدية كما يدعي المتحاملون على المنهج العلمي المخالف لقناعاتهم الذاتية .
لا نعني بالتمسك بالماضي الوقوف عنده بل للاعتبار والإفادة من الجوانب الايجابية والنظر للمستقبل مطلقا لا يعني إلغاء الموروث الثقافي والفكري ألا يعني ذلك التخلي عن الكثير من القيم العليا باعتبار ان مجرد ربط الحاضر بالماضي عند البراغماتيين هو تخلف.
وجه التناقض :
إذا كان مبدأ البراغماتية القطيعة التامة مع الماضي وعدم الالتفات إليه، فكيف تم الاعتماد على نظريات سابقة لبناء الفكر البراغماتي ،وماذا يعني العود إلى بروتوجوراس (481-411ق م ) والأخذ عنه ، أليست هذه مغالطة وتناقض واضح؟!
والبراغماتية مذهب يحبذ إلغاء دور العقل في الإفادة من معطيات النقل أو الوحي كذلك يرفض التعاطي مع الموروث الفكري. وقد رأينا في واقعنا المعاصر كيف أفلست الذرائعية كما أفلست سواها من الفلسفات المادية ولم تحقق السعادة للإنسان على أدنى مستوى فكيف بها تحقق النجاح في مجال تحليل الخطاب الأدبي وخصوصا العربي الإسلامي الذي يتمتع بخصوصية اعتبارية تميزه عن بقية الخطابات الأدبية لبقية الأمم لما يحمله من قيم ومبادئ وأعراف ؟.
حين نقول : شخصية براغماتية، فالقصد هو التحرر من أية ايديلوجيا أو موقف مسبق، والبراغماتي يتصرف وفقا لما تفرضه اللحظة ، مستهدياً بما ينفعه ويضره شخصيا دون الالتفات لمضار ومنافع الآخرين. وبذلك يكون منهج البراغماتية منهجا يتسم بالفردية، أي تجمع هذه المنطلقات عددياً دون أن تصبح ذات مصدر جمعي واحد، لتعبر عن مصالح مشتركة بين أفراد توجد بينهم اختلافات وتناقضات جوهرية وثانوية كثيرة ، مما يوسع الهوة بينها وبين بقية الفلسفات الأخرى القائمة على أساس التعاون المشترك المفضي لتعميم الفائدة .
والمشكلة أن من يتبنى المنهج البراغماتي سرعان ما يقع في دائرة التناقض الواضح دون أن يعي ذلك فبالوقت الذي يرفض الماضي هو أول من يعود إليه ويتواصل معه .
يقول المؤلف في مقاييس نقد المعنى مثلا :
( مقياس الصحة والخطأ/ مقياس الجدة والابتكار / مقياس العمق والسطحية ...) ص148-149. وهنا نسأل كيف عرف ذلك دون العود للموروث والنهل من جهود من سبقه ليكسب الفكرة طابع المعقولية؟ لقد عاد المؤلف إلى عدد كبير من المصادر التراثية واستعان بآراء الاخرين ليدعم فكرته فقد عاد في هذا المقام إلى :
1- موقع شبكة دور اللغة العربية على الغوغل.
2- موقع سيف الحكمة على شبكة الغوغل .
3- كتاب النقد الأدبي القديم للدكتور مرتضى با بكر ص12-25
4- الموسوعة العربية : موقع الكتروني.
5- جميل حمداوي ، إشكالية الجنس الأدبي ، ومصادر أخرى جاءت في نهاية المطبوع ص365 -366، فضلا عن مصادر أجنبية أفاد منها المؤلف بحكم درايته باللغة الانكليزية ، لا نريد مناقشة هذه المصادر على وجه الدقة ولكن استوجبت الإشارة إليها بهدف التوسع في الاطلاع على الأفكار التي وردت في متونها حول البراغماتية، اليس هذا تناقضا واضحا مع متبنيات النظرية ؟
و- بماذا تؤمن البراغماتية :
البراغماتية نتجت عن معضلة الفلسفة على يد تشارلز بيرس الأمريكي ، وبعد ذلك جاء وليم جيمس الأمريكي أيضا ليطور المصطلح ويتوسع في معطياته الفلسفية ، ومن ثم جون ديوي وقد حلت محل الفلسفة القديمة التي شكلت عائق في طريق البحث الفلسفي وللتوسع بهذه التفصيلات يمكن مراجعة كتاب مصطفى النشار في كتابه "مدخل جديد إلى الفلسفة " من صفحة (164) وما بعدها .
كذلك كتاب زكي نجيب من زاوية فلسفية من صفحة 222 وما بعدها ومحمد الكحلاوي فلسفة التقدم ومصادر عديدة أخرى يحصل عليها الباحث بجهد يسير وهي ناطقة باللغة العربية والانكليزية ، وضحت الايمانات الأساسية للمذهب البراغماتي ، ولعل أول إيمان لها المنفعة حيث ورد ان :(المنفعة معيار الصدق والحقيقة)
الأمر الذي يحول المجتمع إلى التوحش ويشيع الممارسات الغابوية بمعنى أنها التحلل عن أي من القيم الفاضلة في المجتمع أيا كان ذلك المجتمع ،ولا نريد الابتعاد كثيرا عن مضمون المطبوع الذي بين أيدينا والذي حاول تجميل وجه البراغماتية والابتعاد عن كل النقودات الموجهة إليها واجتزاء الشروحات التي تتطرق لتفصيل المذهب البراغماتي وتبين علله والذي
يتعامل مع المتون بشكل عام على أساس ما ينتج عنها من منفعة ملموسة انطلاقا من مبدأ " الحق يساوي المنفعة" وعداها فهو لا يمثل الحق وهذا المنهج يتعارض تماما مع كل الموروث كما سنأتي على شرح ذلك مفصلا في موضعه .



#كامل_الدليمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل الى البراغماتية ( الذرائعية)
- الذرائعية وتعدد المصطلحات
- دينامية الصورة في شعر رائد قديح
- جيهانه سبيتي رشاقة التركيب وغزارة المعنى


المزيد.....




- موغلا التركية.. انتشال -كنوز- أثرية من حطام سفينة عثمانية
- مريم أبو دقة.. مناضلة المخيمات التي جعلت من المسرح سلاحا للم ...
- هوليود تكتشف كنز أفلام ألعاب الفيديو.. لماذا يعشقها الجيل -ز ...
- الموسيقي نبيل قسيس يعلم السويديين والعرب آلة القانون
- صانعو الأدب ورافضو الأوسمة.. حين يصبح رفض الجائزة موقفا
- -الديفا تحلّق على المسرح-..أكثر من 80 ساعة عمل لإطلالة هيفاء ...
- الممثل الأمريكي -روفالو- يناشد ترامب وأوروبا التدخل لوقف إبا ...
- ما سر تضامن الفنانين الإيرلنديين مع فلسطين؟.. ومن سيخلف المل ...
- التوحيدي وأسئلة الاغتراب: قراءة في جماليات -الإشارات الإلهية ...
- الموسيقى الكونغولية.. من نبض الأرض إلى التراث الإنساني


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدليمي - الذرائعية تقاطع مع الموروث