أشرف عبدالله الضباعين
كاتب وروائي أردني
(Ashraf Dabain)
الحوار المتمدن-العدد: 7068 - 2021 / 11 / 5 - 20:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استخدم قلماً وذات الدفتر منذ مدة طويلة جداً، أوراق الدفتر أصبحت صفراء، وبعض الكتابة مسحت بفعل عوامل الذكريات وأثار ملمسٍ غير بريء مني... أُقَلّب بعض الأوراق يومياً... أكتب قليلاً
لكن لمن أكتب؟ ولا أحد يقرأ هذه الأوراق الصفراء!
كم مرة قررت أن أمزقك يا دفتر ولم أفعل! أشعر أنني اذا فعلت ذلك فإنني أمزق تاريخاً مجيداً من تاريخ الأمة!
على هذا الدفتر تاريخاً مسجلاً من أفعال صبيانية، أفعالٍ لمراهق، أفعال لرجل... وأفعال لثورة ...
الثورة... الأبرياء حلموا بها، والجنود نفذوها، والأعداء كانوا ينظرون من بعيد، ونحن الثوريون كنا نحتسي الخمر ونخطط ماذا نفعل لكي لا يعدم بعضنا بعضاً بعد أيام!
ثورة! لا أحد صنعها... صنعتها الصدفة فقط.
بعد أيام انتهت زجاجات الخمر... صحونا من سكرتنا وقد أصبح ملايين الناس يهتفون باسماء وألقاب لنا لا نعرفها، صورنا في كل مكان... حتى في المرحاض العام.
قرأت على الصفحة الأولى لصحيفة لم أقرأها يوماً " أننا ننقذ الأمة"
قرأت ما يسمى بالبيان رقم 1... لقد سرقه أحدهم من أول رسالة سرية بعثتها لحبيبتي أيام المراهقة وعدّل بعض الشيء فيها...
تقبيل خدود فلسطين
الوقوف على جبال القدس
الإنتصاب من شيم الرجال
فتح فلسطين...
قرأت بعدها خبراً بأن الثورة تنظف نفسها... تلعق نفسها!!
فصدرت قرارات محكمة الثورة بالقضاء على الخونة... فمات الثوريون جميعاً إلا أنا
وما زال العدو ينتظر منا حركة... والشعب يهتف يومياً عاشت الثورة... عاشت الثورة... عاشت الثورة.
وأنا في كل عيد أقتبس من دفتري العتيق قصصاً عن فتوحاتي واحتسائي لدم الأعداء وما فعلته من أمجاد وفي نهاية الخطاب أجد نفسي أفتح على هذا النص "لا تجعلونا نكره الكتابة لأنكم لا تفهمون"... " ويلاً لأعداء الثورة"
#أشرف_عبدالله_الضباعين (هاشتاغ)
Ashraf_Dabain#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟