عم شكري... الطيب

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7068 - 2021 / 11 / 5 - 18:14
المحور: الادب والفن
    

كلما مررت بشارعي الذي اقطن فيه صادفتني يافطة مكتوبة بخط جميل عم شكري للتجارة وكون الاسم يشبه اسمي فكنت مسرور برؤيته صباح ومساء كل يوم وكان ذلك منذ مجيئي الى هنا ولم اعرف فيما اذا كان هذا العم مصريا" او من جنسية اخرى واحيانا" أدخل الى محله لابتاع بعض الاغراض المطلوبة للمنزل فكان سروري وانبساطي يتضاعف كلما تكلمت مع عم شكري فيخاطبني بلهجة قريبة للهجة المصرية وهي لهجته السورية المحببة بو بشوش مبتسم على الدوام بوجه الكبير والصغير وكان يتمتع بطاقة ايجابية خلاقة اضافة الى معنويات عالية عرفت ذلك بعد ان توطدت العلاقات اكثر كوننا من بلد واحد وهي سوريا الحبيبة.. ولفت نظري مقدار محبته لمصر والمصريين عندما قرأت على اليافطة عبارة
(( تحية حب وتقدير لكل المصريين )) وكان بذلك يوجه رسالة الى كل المصريين بطاقة تعريف باسلوب هادىء ولبق بعيد عن التعريف المتداول في الاسواق وهو ملحمة السوري او شاورما الشام ومشويات المطعم السوري وانا بصراحة اخالف من يميز نفسه بهذه الطريقة لان التمييز يخلق مع الابداع والاتقان والاخلاص فيقال هذا مثلا" سوري لانه مبدع وليس لانه كتب على واجهة المحل انني سوري..وهكذا وهذا التفسير فهتمه منخ شخصيا" اثناء جلوسي اليه احيانا" وهو يصنع لي الشاي بكل محبة وتقدير.. ولمست عنده ايضا" السرور عندما علم باسمي الشبيه باسمه ولمحات اخرى كنت الاحظها وانا معه بأنه ذو شعبية جميلة جدا" بين المصريين جيرانه و في الوسط الذي يعيشه وهو بالطبع له في قلوب من يتعرف عليه كل الاحترام والتقدير عند غالبية من يقف عنده للشراء او حتى للسلام واثناء شرب الشاي المعتق عنده اسمع كلمات الترحيب به من قبل الوسط المصري الطيب بكلمة جميلة كنت اسمعها باستمرار وهي (( منورنا ياعم شكري )).. وللحقيقة فان الشعب المصري يتمتع بطيبة واخلاق ومحبة لكل غريب وخصوصا" ابناء الدول العربية ومن ضمنهم السوري.. طبعا" ليس اي سوري ..بل السوري المحترم والذي يعمل والذي يتمتع باخلاق راقية ويفرض احترامه على الكبير والصغير.. لنه كما قال لي عم شكري بأن الغريب يجب ان يكون اديب وهو سفير لبلاده فان كان سيئا" سيقال مثلا" هذا السوري سىء ووحش وان كان طيب خلوق ومحترم سيقال انظروا لهذا السوري فانه صاحب اخلاق ومحترم.. نعم يقال السوري وليس فلان او ابو فلان.. فهم يتحدثون عن الدولة بكاملها .. وهذا ينطبق على كل الجاليات التي تعيش خارج اوطانها

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل