أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام المهندس - الحلم المستحيل من تحت أنقاض الوطن














المزيد.....

الحلم المستحيل من تحت أنقاض الوطن


سلام المهندس
كاتب وشاعر وناشط في حقوق الإنسان

(Salam Almohands)


الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 19:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميعنا نحلم بوطن لا ينام فيه الفقير بالشارع لأنه لا يملك المال، وينام الفاسدين والسارقين والمرتزقة في قصور لأنها تملك المال، فأصبح حلم الوطن مستحيل في ظل هذا الانهيار الثقافي والأخلاقي والجهل الذي تفشى بين مفاصل المجتمع، العراق الحضارة والشجاعة والكرم أصبحت من الماضي وانت ترى هذا التصادم بين قبيلتين او بين منطقتين متجاورتين مختلفات في الطائفة، اصبح السلاح هو الصوت الاعلى والسلام والتسامح تم سحقه تحت اقدام المتخلفين الذين يتشوقون بشغف لمص دم اخيهم الإنسان. وفخورين لهدر دم الاطفال على صوت أزير الرصاص، فجميع احلامنا أصبحت سراب وحلمنا لإعلان ثورة الفقراء باءت بالفشل، وأحلامنا لإنقاذ الإنسان من حاله الفقر في بلد الثالث عالمياً من نسبة الثروة والخيرات ذهبت ادراج الرياح، فأصبح همنا إيقاف مسلسل الدم الذي اجتاح البلاد تحت سلطة احزاب إسلاميه إرهابيه زرعت الكره بين اطياف المجتمع العراقي.

الحقيقة مؤلمة هُناك من يسمعها ويحاول يضع الحلول من هذا الانهيار، والآخر يغلق آذانه لا يحب يسمعها لكون يعشق التطرف ويتمتع برؤية الدماء تسيل في بلده وولاءه لغير وطنه اكثر من ولاءه لوطنه، النقاش الجاد هو سيد المواقف وليس النقاش بالتهجم والقذف وكيل التهم، هذه ليس ثقافة بل خروج عن اخلاق ومبادئ المناقش الذي تعلم ثقافة العنف اكثر من ايمانه بثقافة السلام، في احدى المنشورات لأحد الاخوان النشطاء الذي يتحدث عن احداث ديالى مع نشر صور اطفال ذهبوا ضحية الجهل والتخلف وموت الإنسانية، وإذا اتفاجأ بأحد الردود يقول بلهجته العراقية " اقتلوهم جميعاً هؤلاء ارهابيين" انصدمت من هول الرد الشاذ والتطرف في نفسية بعض البشر هل هؤلاء الاطفال ارهابيين حتى في كتاب الرب ايضاً قال الفتنة اشد من القتل، كيف ستصنع شعب يتشوق للسلام اكثر من العنف؟ وانت تشاهد ثقافة التطرف والعنف تعمقت في الفكر الإنساني للإنسان العراقي.

يا أخوان نحن ليس ضد الدين بحيث يتم نعتنا بالملحد، نحن اول من يحترم حرية الاديان والالتزام بمبادئ حقوق الإنسان، نحن اول من يلتزم بمبادئ الدستور العراقي، وكلاهما مكفوله حرية الرأي إن كان في قانون حقوق الإنسان العالمي وإن كان في الدستور العراقي، نحن ضد الدخلاء الذي تسعى لتحريف الدين وثقافة العنف وجميع الأديان تدعوا للسلام والتسامح والاخاء بين المجتمع، اي دين او داعي بأسم الدين للعنف والقتل يخرجه من قيمته الإنسانية ولا يكون له اي قيمة روحيه، العنف والقتل تصرف المجرمين والارهابين، اي رجل دين يدعوا للعنف او اي مواطن او اي سياسي فهو مجرم وارهابي كائن من يكون، وفي نفس الوقت جميع الاديان وحتى الذي لا يؤمن باي ديانة دعت للسلام والتسامح بين البشر، وتجد صفة الإنسانية للذي لا يؤمن بأي ديانة اكثر من المتباهي بديانته، نحن نريد وطن لا يوجد به فقراء ولا اراقة دماء، نريد وطن محب متسامح عطوف يعيش مترف حال جميع الدول الغنية.

رجال الدين في العراق خارج نطاق وحدود الإنسانية ولو كانوا يملكون ذرة إنسانية لكان الآن لم نجد فقراء في العراق، وعلماً لم نرى ثورة يقودها رجال الدين ضد الحكومة لنصرة الفقراء لكون العمامة هي الحاكم في بلاد تعيش اسوء ازمة جهل وتخلف، وإذا كان الإسلاميين يتشدقون بأنهم هم منبع الإنسانية فهم في خطأ كبير، وإلا كان لم نرى القديسة الأم تريزا مسيحية رومانية كاثوليكية تنذر نفسها للفقراء وتنال جائزة نوبل عام 1979 ، وايضاً لولا دا الذي لقب ببطل الفقراء خلال حكمه للبرازيل الذي انقذ اكثر من 20 مليون وانقذهم من براثين الفقر، هنري دونان الذي اسس حركة الاغاثة والذي اصبحت بعدها الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر، ونراها تطعم وتنقذ ملايين الارواح في جميع انحاء العالم، وكثير من نساء ورجال كانوا مصدر الهام للعطاء الإنساني، لماذا لا نؤمن ان التاريخ يخلد الإنسانيون اكثر من المجرمين؟ لماذا لا نؤمن ان الشعوب تحب السلام والتسامح؟ لماذا لا نؤمن ان الإنسان يحب الفرح اكثر من الحزن؟ لماذا لا نؤمن ان اقرب شيء للرب الانسان الذي يطعم الفقير اكثر من الذي يحمل سلاح لقتل اخيه الإنسان؟ ولكن ما يحدث في العراق سببها فتنة الاحزاب بين الشعب العراقي، هل سنستطيع انقاذ الفقير من فقره؟ هل سوف نستطيع إعادة إنسانيتنا المهدورة؟ الايام حبلى بالمفاجآت ننتظر ما يؤوله تاريخ العراق الدموي.



#سلام_المهندس (هاشتاغ)       Salam_Almohands#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بابل ستبقى قِبلة للعاشقين وليس قِبلة للمصلين
- لماذا طريق الله مُلَطخ بالدماء؟
- بين الأمس واليوم حكاية وطن
- تساؤلات بين الفلاسفة والمفكرين حول الديمقراطية
- الديمقراطية الزائفة في عراق الميليشيات
- حلم الفقراء في ارض سماءها سوداء
- المأساة الكبرى


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام المهندس - الحلم المستحيل من تحت أنقاض الوطن