أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - لماذا بقي الاقتصاد العراقي اقتصادا ريعيا وحيد الجانب منذ 2003 وحتى اليوم ؟














المزيد.....

لماذا بقي الاقتصاد العراقي اقتصادا ريعيا وحيد الجانب منذ 2003 وحتى اليوم ؟


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 22:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تسع كل الحكومات العراقية المتعاقبة بعد 2003 الى تحقيق التنمية الاقتصادية – الاجتماعية للعراق وانما كان همها الأول هو جمع الأموال والاستفادة من مغانم السلطة , ولذلك بقي اقتصادنا اقتصادا ريعيا وحيد الجانب يعتمد كليا على تصدير النفط الخام دون تصنيعه مع اهمال وتهميش القطاعات الانتاجية الاخرى كالزراعة والصناعة والتعدين والسياحة وغيرها . وبقيت البنية الاقتصادية للاقتصاد العراقي هشة معتمدة كليا على تصدير النفط الخام , مما يدلل على فشل السياسات الاقتصادية المتبعة منذ 2003 وحتى اليوم في تحقيق التنمية الاقتصادية – الاجتماعية المطلوبة , وفي توظيف الموارد المالية والبشرية لمصلحة التنمية . وفي السنوات الماضية وخاصة في فترة احتلال داعش الارهابي لثلث الأراضي العراقية وغياب الأمن والمستويات المرتفعة للعنف تأثيرها في توجيه نسبة عالية من موارد الدولة لتمويل بناء القدرات العسكرية والأمنية على حساب الانفاق لأغراض التنمية والذي توقف عمليا , اضافة الى دور تفشي الفساد المالي والاداري والاقتصادي في قضم جزء كبير من موارد البلاد دون الاستفادة منها في عملية التنمية . الى جانب غياب الرؤى الاستراتيجية وسوء الادارة والتخطيط واتباع نهج المحاصصة الطائفية ودوره في البعاد وتهميش العناصر الوطنية الكفؤة والمؤهلة علميا . غير انه حتى عندما كانت اسعار النفط الخام مرتفعة لم تنعكس الموارد المالية الكبيرة للعراق على الوضع الاقتصادي للبلاد وعى حياة الشعب العراقي . وقد تضاعفت ايرادات العراق النفطية السنوية اكثر من اربع مرات بين 2005 و2013 ولم يعد القيد المالي قائما بالشدة ذاتها ومع ذلك لم تتحقق التنمية ويتطور الاقتصاد العراقي فبقي اقتصادا ريعيا استهلاكيا استيراديا غير منتج بامتياز . كما ان استقرار الوضع الأمني نسبيا في معظم المحافظات مما يسمح بإقامة المشاريع الانتاجية ما اسقط الذرائع لتبرير غياب الانجاز . فماذا يعني ذلك ؟
ان التنمية لا يمكن ان تتحقق في غياب الرؤى والاستراتيجيات والسياسات الموحدة للدولة في المجال الاجتماعي – الاقتصادي , وفي ظل تردي البنى التحتية اللازمة ولا سيما الطاقة الكهربائية وشبكات الماء والموارد البشرية المتخصصة والكفؤة وفي غياب مستوى مناسب من الاستقرار السياسي والأمني .
ان التطور الذي حصل في القطاع النفطي العراقي حصل وفق تصور حصري له بإعتباره قطاعا للتكثير المالي من دون الاهتمام بإنشاء روابط له بالقطاعات الاقتصادية الاخرى . ولم تحظ لغاية اليوم عمليات تصنيع النفط والغاز بالاهتمام المطلوب . فالعراق البلد النفطي الذي يحتل المركز الثاني عالميا في احتياطي النفط قد بلغت استيراداته من المنتجات النفطية عام 2019 (77, 2) مليار دولار اي ما يعادل ( 3,88 ) تريليون دينار عراقي , دون ان يسعى الى تصنيع النفط الخام .وهذه الأمور قد قلصت من التأثيرات الايجابية للنفط على اقتصادنا الوطني وقطاعاته المختلفة . كما ان هناك عامل اساسي آخر يعيق انطلاق الجهد التنموي في العراق وهو يخص دور الدولة الاقتصادي وعلاقتها بالسوق , فالنظرة السائدة في مراكز القرار الاقتصادي تنطلق من الفكر الليبرالي الداعي الى سوق حرة وشبه سائبة في ظل دولة تقوم بدور الحارس المجرد مع انحسار دورها التنظيمي . لذلك عجز الاقتصاد العراقي عن تنمية اي امور غير النفط وحتى النفط لم يتم تصنيعه وتحويله الى منتجات نفطية مفضلا استيرادها من دول الجوار النفطية بمبالغ طائلة تكلف خزينة الدولة . كما اطلق العنان لنمو الاستهلاك العام والخاص والذي هو في معظمه ترفي الطابع تتم تغذيته بالاستيراد من الأسواق العالمية , وتحول العراق الى بلد مستهلك ومستورد لكل شيء بامتياز دون ان ينتج ويصدر , حتى بلغ حجم الاستيرادات من المواد السلعية والمنتجات النفطية خلال عام 2019 بحسب الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط العراقية بلغ نحو ( 21 ) مليار دولار حيث تحتل الصين المرتبة الاولى في قائمة اهم الشركاء التجاريين للعراق . فماذا يعني ان بلدا نفطيا كالعراق يحتل المرتبة الثانية عالميا يستورد الوقود والمنتجات النفطية من البلدان النفطية الاخرى ؟
ان الاقتصاد العراقي الريعي الاستيرادي الاستهلاكي غير المنتج هو احوج ما يكون لدور اقتصادي فاعل للدولة ليس على المستوى التنظيمي والتحفيزي وحسب وانما على الصعيد الانتاجي ايضا . ومن الصيغ القابلة للتحقيق في ظروف العراق , تأهيل الشركات المملوكة للدولة وايجاد شراكات ناضجة وفاعلة مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي وفق اسس سليمة واطر قانونية مناسبة . كما ورد ذلك في برنامج الحزب الشيوعي العراقي ...



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحتاج العراق اليوم الى اتباع سياسة التقشف ؟
- هل تعاني صناعة النفط في العراق من مشاكل ومعوقات؟
- الى اين ستقود الخصخصة العراق ؟
- هل ساهمت التنمية الاقتصادية في العراق منذ 2003 في تحسين المس ...
- ما الأسباب التي ادت الى ارتفاع أسعار النفط الخام لتتخطى ال 8 ...
- ماذا يعني اقتصاد السوق ؟
- هل يواجه الاقتصاد العراقي تحديات خطيرة ؟
- هل ستقلص الحكومة العراقية المقبلة بعد الانتخابات الفجوة الوا ...
- موقف الحزب الشيوعي العراقي من دعوات تشكيل الأقاليم في ضوء بر ...
- حماية حقوق الانسان احد التحديات التي تواجه الحكومة العراقية ...
- هل حققت السياسات الاقتصادية المعتمدة في العراق نجاحا ملموسا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للمدن في 31 تشرين الأول / اكتوبر ( مدي ...
- منظمات المجتمع المدني في ضوء برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- هل ستغير الحكومة الجديدة التي ستنبثق بعد فرز الانتخابات من ا ...
- الثقافة وسيلة لارتقاء الانسان روحيا وشرطا لأنسنة المجتمع وتح ...
- هل يعاني العراق من ازمة سكن حادة ؟
- هل يعاني العراق من وجود تفاوت مكاني في التنمية بين المحافظات ...
- أزمة السكن في العراق في ظل عجز الحكومات المتعاقبة
- موقف الحزب الشيوعي العراقي من السياسة الاقتصادية – الاجتماعي ...
- ازمات السودان الاقتصادية والاجتماعية بحاجة ماسة لمعالجات مار ...


المزيد.....




- حكومة السوداني.. جهود حثيثة لإبقاء العراق بمنأى عن الحرب
- ترامب يحظى على تأجيل آخر في قضية -شراء الصمت-، هل سيُحكم علي ...
- أحداث -ليلة الانتخابات- الأمريكية بعدسة حفيدة ترامب (فيديو) ...
- روسيا لأوروبا.. الصواريخ لأوكرانيا تؤجج الحرب
- البنتاغون: لا إصابات بين العسكريين في الهجمات على قاعدة أمري ...
- المشاهد الأولى لتدمير القوات الأوكرانية سد بلدة كوراخوفو في ...
- بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
- الكويت.. الشيخ فهد اليوسف يحيل -عقيدا ومقدما- و6 أفراد أمن إ ...
- -حليف المستوطنين-.. ترامب يختار سفيره إلى إسرائيل؟
- قيل له إن جسمه -غير مناسب- لبعض الأدوار.. هذا ما يرويه تيموث ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - لماذا بقي الاقتصاد العراقي اقتصادا ريعيا وحيد الجانب منذ 2003 وحتى اليوم ؟