أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - عصام الخفاجي -اليساري !!-















المزيد.....

عصام الخفاجي -اليساري !!-


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 19:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عصام الخفاجي"اليساري!!"

حمدت من السيد عصام الخفاجي ترحيبه بكل نفد لأقكاره التي أعلنها في لقائه على شاشة الحوار المتمدن شرط ألا ينحدر النقد إلى السباب والشتائم .
ما أود أن أؤكده للسيد عصام مقدماً في هذا السياق هو أنني أحاذر جداً في الإبتعاد عن السباب والشتائم لأنها حجة المفلس وأنا كماركسي مليء وحقيقي لا يأتي حصانتي الماركسية الإفلاس من مخنلف جوانبها . لكن أن أسمي الأشياء بأسمائها كأن أقول عصام من أحفاد المرتد كاوتسكي أو عصام من مجندي البورجوازية الوضيعة (Petty Bourgeoisie) التي انقلبت على الإشتراكية في الاتحاد السوفياتي في العام 53، فواقع الحال هو أنني لا أسب ولا أشتم بل أسمي الأشياء بأسمائها .

أحسب أنني تعرفت جيداً على عصام الخفاجي من متابعتي الدقيقة لتفوهاته في اللقاء المذكور أعلاه كأحد شيوعيي البورجوازية الوضيعة وهي بمختلف أشتاتها العدو الأخير للشيوعية وتتجسد اليوم ياليسار المزعوم، اليسار الذي انقلب إليه عصام الخفاجي بكل عدائه للشيوعية .
في صيف العام 1963 بعد أن لم يفلح الخبير الألماني في النيل مني خلال تعذيب ممنهج استمر لعامين فكان إعادتي إلى معتقل الجفر الصحراوي حيث تيسر لي دراسة التقرير المطول لخروشتشوف في مؤتمر الحزب العام الثاني والعشرون في العام 1961 وأعلنت إثرها للرفاق في المعتقل أن الإتحاد السوفياتي بقيادة طغمة خروشتشوف سينهار في العام 1990، وكتبت إذاك مذكرة لقيادة الحزب في الخارج أحذرهم من الإنسياق وراء طغمة خروشتشوف الخونة في قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي .
بعد العفو العام وخروج الشيوعيين من السجن في العام 65 طلب إلي الحزب الإلتحاق بالحزب فرحبت بذلك شرط احنفاظي بحرية النقد لانحراف الحزب الشيوعي السوفياتي عن النهج اللينيني الإشتراكي وهو ما رفضه الحزب بصورة قاطعة ولذلك أعلنت للأمين العام للحزب أن حزبهم، الحزب الشيوعي الأردني، بات حزباً معادياً للشيوعية باصطفافه وراء طغمة خروشتشوف الخائنة . وهكذا تركت الحزب وبت في مواجهة عدوين متقابلين، الدولة من جهة والحزب الشيوعي من جهة أخرى وتجرعت إثر ذلك كؤوس ذل الجوع والمهانة والعودة إلى السجن مرة أخرى .
وهكذا فإن خلافي مع الدكتور عصام الخفاجي هو أنني رأيت مبكراً في العام 63 أن الإتحاد السوفياتي سينهار في العام 90 لأنه تخلى عن النهج اللينيني الإشتراكي بينما رأى الدكتور عصام متأبخرا أن الإتحاد السوفياتي انهار بسبب تمسكه بالإشتراكية ووصول مشروع لينين إلى حدوده الأخيرة .
كيف يستوي هذا الرأي مع إجتماع اللجنة المركزية في سبتمبر 53 لتقرر يصورة غير شرعية إلغاء الخطة الخمسية التي كان المؤتمر العام للحزب قد أقرها في أكتوبر 52 . لو علم الدكتور الخفاجي حدود الخطة الخمسية الخامسة لما تحدث عن حدود للمشروع اللينيني بالثورة الإشتراكية العالمية .

اللعية القذرة التي لعبها شيوعيو البورجوازية الوضيعة وما زال مجندوها يلعبونها حتى اليوم وهي إنكارهم الإنقلاب الذي قاموا به على الإشتراكية في الإتحاد السوفياتي في العام 53 . فحال أن تمكن قادة المكتب السياسي للحزب من اغتيال ستالين بالسم وهو من كان قد توعدهم بالإحالة على التقاعد لأنهم لم يعودوا في مستوى تلك المرحلة الدقيقة والخطرة، تقدم الجيش الذي بات بسبب الحرب أقوى من الحزب بدون ستالين ليمسك بقبضته الحديدية على مقدرات البلاد ويجعل من الحزب بقيادة خروشتشوف كراكوزاً يحركه بخيوط من وراء الستار، ويدفعه لاتخاذ قرار يلغي كافة قرارات المؤتمر العام التاسع عشر للحزب ومنها الخطة الخمسية الخامسة التي كان من المقرر لها أن تنقل البلاد إلى عتبة الشيوعية وتجعل من الاتحاد السوفياتي أغنى دولة في الأرض وشعوبه تتمتع برفاه لم تعرف البشرية مثيلاً له عبر التاريخ، كما تشير كامل أرقام الخطة المتوافرة لدي . ليس أدل على صحة ما أقول من أن قرار الإلغاء الذي اتخذته اللجنة المركزية للحزب في اجتماعها في سبتمبر 53 يشير كما استمعت إليه من راديو موسكو إلى أن إلغاء الخطة الخمسية قد تقرر لأنها "توهن وسائل الدفاع عن الوطن"، أي من أجل الإنصراف إلى العسكرة، وهي التي لم يكن الإتحاد السوفياتي بحاجة إليها حينذاك والمعادية للإشتراكية كما هو معلوم . وهكذا فالإتحاد السوفياتي هو من فرض سباق التسلح على الولايات المتحدة وليس العكس كما يسود الإعتقاد حيث التسلح لا يعود على النظام الرأسمالي بأية فوائد بغير الإستعداد للحرب . لم يعد الإتحاد السوفيتي دولة اشتراكية منذ العام 53 . واستكمل الإنقلاب بانقلاب عسكري آخر في حزيران يونيو 57 إنتهى إلى طرد أعضاء المكتب السياسي من الحزب ؛ وفي المؤتمر الثاني والعشرون للحزب تقرر دون حياء أو خجل إلغاء دولة دكتاتورية البروليتاريا والاستعاضة عنها بـ "دولة الشعب كله" وهو ما يعني مباشرة ودون لبس أو إبهام الإلغاء القاطع المانع للإشتراكية طالما أن "دولة الشعب كله" تنفي جذرياً كل صراع طبقي وهو المحرك الوحيد لعبور مرحلة الإشتراكية نحو الشيوعية .

اللعبة القذرة للبورجوازية الوضيعة وهي آخر أعداء الشيوعية وأكثرهم مكراً ودهاءً، وتتمثل بالإنكار الكلي للإنقلاب على الإشتراكية السوفياتية في حمسينيات القرن الماضي، ويلعبها اليوم السيد عصام الخفاجي، دون علم منه كما يبدو، معتبراً الدولة السوفياتية فيما بعد خمسينيات القرن الماضي هي دولة الشيوعية بينما هي في حقيقة الأمر ليست شيوعية بل معادية للشيوعية . الدولة الشيوعية كما علمنا ماركس هي قصراً دولة دكتاتورية البروليتاريا التي ألغاها السوفييت في العام 1961 .
كنت مبكراً في العام 63 قد رأيت انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 90 أمراً يستجيب لمقتضيات الماركسية وليس أمراً صحياً إقتضته "أخطاء" ماركس برأي الخفاجي .

من المستهجن حقاً أن ياحثاً فكرياً بقامة عصام الخفاجي يجهل مع ذلك مبادئ أولية في علم الإقتصاد وهو الرحم الذي تتخلق فيه مختلف الأفكار . تحول عصام من الشيوعية إلى اليساروية على الرعم من أن اليساروية لا تمتلك بنية فكرية ثابتة ومحددة كما اعترف . وعليه لم يجد عصام منجاة من الشيوعية "الهدامة" سوى الديموقراطية واقتصاد السوق .
يبدو أن عصام الخفاجي قد استقر على قرار فرانسيس فوكوياما "نهاية التاريخ" المتمثلة بالثنائي إقتصاد السوق والديموثراطية رغم أنه لا بدّ وأن علم أن فوكوياما نفسه قد تراجع عن مقولته بنهاية التاريخ .
قضى كارل ماركس كل عمره يبحث في علم الإقتصاد بمختلف أشكاله وفروعه ولم يقل يوما بـ "اقتصاد السوق" . تعبير اقتصاد السوق يعني أن السوق هو الطرف الثابت والإقتصاد الطرف المتحرك يتمحور حول السوق، إلا أن العكس هو الصحيح في علم الإقتصاد ؛ فكلما توسع الإقتصاد الرأسمالي لزمه توسعة السوق وهو ما يقود بالتالي للإمبريالية العدو الأول لمختلف أشتات اليسار ومنهم السيد عصام الخفاجي كما أعلن . ويالمناسبة فإني ههنا أتحدى الخفاجي ومختلف منتقدي مشروع لينين في الثورة الإشتراكية العالمية بأن يُسمّوا جنس النظام الدولي الماثل اليوم في العالم . قصورهم في التعرّف على النظام الدولي الماثل اليوم إنما هو تأكيد على أن الثورة البلشفية لم تمت وما زالت في الأرض تنتظر ربيعها القادم بعد وقت قصير .

أما الديموقراطية فذات أنساب وأحساب يلزم التعرف عليها قبل كل حديث عن الديموقراطية . فأول ظهور لسياسة الديموقراطية كان في المجنمع العبودي في أثينا، ثم في المجتمع العبودي في روما . وكان للنظام الإقطاعي ديموقراطيته الخاصة به كما تمثلت في الماغنا كارتا (Magna Carta) في العام 1215 . ثم كانت الديموقراطية البورجوازية مع قيام الثورة الفرنسية 1789 والتي ظلت الإطار السياسي الذي تطور ضمنه النظام الرأسمالي . مثل هذه الأجناس الثلاث من الديموقراطية لم تلغِ استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ؛ كل جنس من هذه الأجناس الثلاثة يعكس درجة الإستغلال الذي يقوم عليه المجتمع .
في العام 1921 تحديداً إنتقل الإتحاد السوفياتي إلى النظام الإشتراكي حيث ينعدم الإستغلال الأمر الذي استوجب إنتهاج
ديموقراطية جديدة مختلفة وهي الديموقراطية الإشتراكية . إحدى حركات اللعبة القذرة التي يلعبها أعداء الشيوعية واليساريون أولهم وهي إدانة الإشتراكية لانعدام الديموقراطية البورجوازية فيها . الحقيقة التي يحرص أعداء الشيوعية على عدم الإعتراف بها التي تحكم بإدانة الإشتراكية لو تواجدت الديموقراطية البورجوازية فيها . الإستغلال الرأسمالي يستلزم الديموقراطية البورجوازية ؛ أما الإشتراكية فلها ديموقراطيتها الخاصة بها وهي الديموقرطية الإشتراكية . بذات النسبة التي بموجبها يتم توزيع الثروة يتم كذلك توزيع السلطة . في الإشتراكية تنعدم الملكية الفردية وتبعاً لذلك تنعدم السلطة الفردية ولا يعود المجتمع بحاجة للديموقراطية بمفهومها الكلاسيكي . ولذلك قال ماركس بدكتانورية البروليتاريا في مرحلة الإشتراكية القصيرة نسبياً وبانعدام كل السلطات في الحياة الشيوعية حبث تغدو الديموقراطية من سياسات المجتمعات المتوحشة .

• وأخيراً ما قاله الدكتور الباحث عصام الخفاجي بغير رويّة أن "الشيوعية بشكلها الكلاسيكي ماتتب-" ؛ يقول هذا وكأنه يعرف شكلاً آخر للشيوعية لم يعرفه أحد فيره . أما أن تموت الشيوعية قبل أن تولد فذلك يعني بالقطع أن قوى الإنتاج فد ماتت وإلى الأبد وهي القوى التي عوّل عليها ماركس للوصول إلى الشيوعية ؟ فهل كلف خاطره الدكتور عصام وشرح لنا كبيف ستموت قوى الإنتاج إلى الأيد !!



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصي الصافي -الشيوعي- !!
- العهدة الماركسية Marxs Covenant)
- اليسار هو العدو الأخير للشيوعية (2/2)
- اليسار هو العدو الأخير للشيوعية (1/2)
- آفة التخلف السياسي
- إنتفاء الدولة في عالم اليوم (2/2)
- إنتفاء الدولة في عالم اليوم (2/1)
- مفكرو -الهشّك فشّك-
- تقادم الماركسية !!
- الحزب -الشيوعي- اللبناني الفاشستي
- خفايا الإنقلاب على الإشتراكية السوفياتية (4)
- خفايا الإنقلاب على الإشتراكية السوفياتية (3)
- خفايا الإنقلاب على الإشتراكية السوفياتية (2)
- كريم الزكي لا يحسن الكتابة
- خفايا الإنقلاب على الإشتراكية السوفياتية (1)
- نداء إلى مصطفى علوش نائب سعد الحريري
- الإيديولوجيا السوقية
- حقيقة الأحزاب الشيوعية
- اليسار عدو الشيوعية الرئيسي
- جلبير الأشقر يسيء الفهم


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - عصام الخفاجي -اليساري !!-