أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمزى حلمى لوقا - تجربة/قصة قصيرة














المزيد.....

تجربة/قصة قصيرة


رمزى حلمى لوقا

الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 15:43
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
؛؛؛؛؛
تَجرُبة
؛؛؛؛
أردتُ أن أخوضَ تلك التجربة الروحية، لعلِّى أقف على مقربةٍ من إحدى تجلياتِه الملموسة، أتت الفكرة مِصادفةً، كانت فرصةً للتأملِ؛ والإقترابِ من المجهول.

قال الرجل في برودٍ: أحتاجُ أحدَهم

تطوع شابٌ للمساعدة.

عندها قفزت الفكرة.
: ألا تريد آخر.
: نعم؛ ربما أحتاج آخر.

نظرتُ إلى الداخلِ، كانت الحجرةُ كئيبةً فارغةً، تبعثُ صمتاً عميقاً؛ يمتدُ مسافاتٍ اكثرَ عمقاً من مساحتِها، إلا من همهماتٍ تكادُ تكون حزينةً، كان البابُ صغيرًا؛ يرتفعُ عن الأرضِ كثيراً، و لم يكن هناكَ سُلمًا للصُّعودِ، وضعنا حجرًا كبيرًا، و من فوقهِ تسللنا للداخلِ، الأرضُ رمليةٌ، مُنداةٌ بالرطوبةِ، و الغُرفةُ صغيرةٌ، بها ما يشبه الحوضَ الخرسانيَّ الصغيرَ إلى جانبِ البَاب.
وفي منتصفِ المسافةِ بين الأرضِ و السَّقفِ، يوجد ما يشبه الصَّندَرَةَ الخرسانيةَ.
المكان ُجديدٌ، فارغٌ إلا من هذه الوحشةِ و الترقبِ والنفور.
أدرتُ نظرى؛ أحاولُ أن أستجمعَ كلَّ مفرداتِ المكانِ، فالوقتُ لم يكن مناسبًا للتفكيرِ والتأملِ.
الأصواتُ في الخارجِ همهماتٌ خافتةٌ، وزفرةٌ مكتومةٌ، ودعاءٌ مبهمٌ،
إقتربت السَّيارةُ بتمهلٍ شديدٍ في الحارةِ الضَْيقةِ الطويلةِ، ممرٌ ترابيٌّ بين عشراتٍ من الغرفِ المُغلقةِ المتشابهة، إقتربت السَّيارةُ نحوَ الجمعِ المنتظرِ، فَازدادت الحركةُ، وتحولت الهَمهَمَاتُ إلى صوتٍ واضحٍ مسموعٍ.
كان الصُّندوقُ لامعًا قويًا، حُمِل على الأعناق برفقٍ وحرصٍ شَدِيدَين،
تناولناه في الداخلِ برفقٍ، كان ثقيلاً،كاد أن يفلتَ منّا، قفز آخرون للداخل لمساعدتنا.

وضعنا الصُّندوقَ برفقٍ إلى الجانبِ المُقابلِ لبابِ الحجرة، فتح الرجل قفله؛ زحزحَ الغطاءَ قليلاً، إنحنيتُ لأساعدَ في تحريكِ الغطاء، ،قفزت من جيبِ قميصِى عملةٌ معدنِيَةٌ أو أكثر إلى داخل الصُّندوقِ،شَعرتُ بالحرجِ، اعتدلت حائرًا.
إنتطرنا قليلاً؛ ثم قفزنا للخارج.
أُغلِقَ بابُ الحجرةِ، فبدا الصليبُ الكبير ُ؛ بلونه الذَّهبيّ على البابِ الأسودِ الصغيرِ، وفوقه لوحةٌ رخاميةٌ محفورٌ على سطحِها إسم العائلة.
وضع الرجلُ قفلاً على البابِ، ولفَّ عليه خِرقةً باليةً.
نَفضتُ عن ملابسى ما علق بها من رِمالٍ، وعن رُوحِى أثرَ التَّجربة
تلَونا صلاةً قصيرةً، وانصرفنا لحياتنا.
؛؛؛؛
بقلم
رمزي حلمي لوقا
أكتوبر ٢٠٢١



#رمزى_حلمى_لوقا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون عمل/قصة قصيرة
- نساء
- نائحات
- رطب
- عَطَشٌ و قَهر
- السابق ١
- قراءة في نص السائرون للخلف بقلم الشاعر عادل عبد الموجود
- السَّائِرُونَ لِلخَلف
- يُوجِينيَا
- زومبي
- محض خيال
- المقهي
- انثى
- مع يسوع
- مجرد قصة
- فركة كعب
- بنت الجيران
- ذباب
- إبنة النهر
- حفرة


المزيد.....




- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمزى حلمى لوقا - تجربة/قصة قصيرة