نظام الحكم بين المصلح والإصلاحي

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المصلح تختلف طريقة عمله وسلوكه السياسي عن الإصلاحي حيث أن كل واحد منهما يأخذ ويسلك طريق مغاير عن الآخر حيث أن المصلح تعتبر أفكاره ثورية ومتطورة وتقدمية ومحرضة على الانفتاح للعقل والتفكير النقدي ومحفزة على الإبداع والابتكار في التجديد نحو التقدم والتطور .. أما الإصلاحي فيقدم لشعبه ويعطيه نصائح عن الخطيئة والتهذيب النفس والعمل بالمعروف والنهي عن المنكر والإرشاد إلى الابتعاد والتجاذب عن الرذائل والفساد الإداري ويكتفي بالوعظ والإرشاد والنصائح ويتبع في سياسته بينه وبين الخصوم والآخرين قاعدة التوافقية (أرضيك وارضيني أسكت عنك واسكت عني) ويمد يده اليمنى للشعب والأخرى لخصوم الشعب أما المصلح تكون سياسته تسير وتنحاز إلى جانب الشعب ولا يخاف في الحق لومة لائم ... لأن الإصلاح في المجتمع يمثل ثورة وتفرق المجتمع إلى قسمين المجتمع القديم الذي كان يعيش في نظام سياسي واقتصادي واجتماعي يمثل فئة معينة من الشعب كانت تعيش على استغلال المظلومين والجياع والفقر والبطالة والبؤس والحرمان يتفشى فيها الجهل والأمية والمرض وحينما يأتي المصلح يقلب معايير نظام الحكم وينحاز إلى جانب المظلومين والفقراء والجياع والبطالة ويحمل معوله في يده ويهدم النظام القديم ليبني ويشيد نظام سياسي واقتصادي واجتماعي جديد يؤدي إلى تناقض بين المجتمع الجديد والمجتمع القديم .. المجتمع الجديد يريد السير إلى أمام نحو التقدم والتطور والمستقبل الأفضل بينما المجتمع القديم يريد الثبات والبقاء على الماضي ومكاسب للنظام القديم ويصبح حسب قاعدة (إن فاقد الشيء لا يعطيه) ولذلك سوف تعمل القوى السياسية والعناصر المؤيدة لها القديمة وضع العراقيل والمطبات أمام حركة وتقدم المجتمع الجديد وهنا يأتي دور الوعي الفكري والثقافي الذي يخلق لدى جماهير الشعب روح التصدي لجميع أساليب ومماطلات النظام القديم وإفشالها كما يكون الدور والفعل للدولة في إحباط جميع المشاريع المخربة والمندسة والعناصر المستفيدة من النظام القديم والتسلل إلى صفوف جماهير الشعب من خلال استغلالها أخطاء وسلبيات الدولة في تعاملها مع الشعب ولذلك يتطلب من الدولة أن تبني وتشيد نظام من علاقات الثقة والمصداقية والاحترام بينها وبين الشعب من خلال عملها وحذرها ويقظتها وإنجازاتها الإيجابية التي تصب في مصلحة الشعب.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل