أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دنيا الأمل إسماعيل - أنتظر جنوني














المزيد.....

أنتظر جنوني


دنيا الأمل إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 09:27
المحور: الادب والفن
    


الموت الذي يشاركنا لقمة الصباح والمساء ونزهة الشاطيء وخروج الأبناء الصباحي، أمات فينا خوفنا الإنساني، وأحيا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب عدو.
أنتظر جنوني، فأحبل بالبحر لعل ثورة تنبع من بين اليدين، لكنّي أفيق على صمت أخضع له وبه، في انتظار هدايا الاعتذار المخفورة باستعراض ريفي.
سيمر الليل بخمسة عشر غارة جوية، وما يزيد من فائض الموت، سيمر الليل عامراً بالأخبار، مما لا يسرّ نزهة المشتاق، وقطفة للحبيبة على غير انتظار0
يرتفع الآذان والطائرات لم تتهيب، إذ لا صلاة إلاّ للواصلين، وأنا لم أصل بعد، لا إلى صلاة ولا إلى غيرها، لكنّ قلبي ذائب من هيبة الآذان، مشرّعة أبوابه على دفقة الكتابة والعروج، فأيٌّ الطريقين أقرب وصلاًً0
أنا المنسيّة تحت أجنحة الليل، وعصافيري مهاجرة مع وليها، ولا وليّ لي سوى ألم الكتابة وعسرّ سريانها، فأبوابها لا تفتح بغير ألم ودمعٍ ودمٍ وصراخ000 الأبواب مغلقة على خوفها من قلة الخوف والبصيرة ووفرة الأبم0
لمرة مكررة، تضيق مسافاتها، فتحكم حضورها في ارتجاج المنزل - لم يعد بيتاً- تحول منزلاً، مؤقتاً ربما، ثابتاً ربما، عابراً غالباً، وإن طال بقاؤه0
تبكي صغيرتي بغير دموع، وهي ممددة على سريرها، تحوش السمع عن أذنيها فلا تقدر، فيهوي الصوت مزعزعاً ترتيب حلمها، فلا تعرف عودة إليه سوى صحوها المضطرب وهي تساند جسمها الصغير بجسدي الواهن0 من يسند من يا طفلتي الصغيرة، أولا تدرين أنني أخاف موتي خوفاً عليكنّ، إنه كلام الأمهات000 أجزم الآن أنّ درويش كان نسوياً صادقاً في قصيدته "أحن إلى خبز أمي"، أنا أيضاً أحنّ إلى خبز أمي، غير أنني في الوطن وأمي خارجه، لا تقدر هي على الدخول، ولا أقدر أنا على الخروج0
بان الصباح0 لي مساحة مسيّجة من الفضاء بحجم باب شرفتي، أكره السياج وأكره الفضاء الضيق وأحنّ إلى صباح بالنعنع طالع من دفتر الطفولة، أردّه إلى طفولتكنّ يا بناتي الصغيرات0

بان الصباح ولم تبن لي طريق للأمل، فأراود عمري بالانتظار مرات كثيرة، وبالتمرد أحياناً، فأتمنى الجنون في غير محله0 حالة هروب من العجز وقلة الحيلة وتقييد المصير0
الزنّانة تعود ترشق نغماتها على صباح الحصار المائتين وواحد وعشرين0 كم مئة أخرى ستحتاجها لتثبت تفوقها وقلة حيلتنا0
عابراً من جنونه إلى جنوني هذا البيت، هادراً في ألاعيب الجنوسة، واقفاً على قسمة ضيمى، مسنوداً على حدّ الانتظار وسوء التأويل، موبوءاً بوعي الذات وخرافة التحرر. أنتظر جنوني لحل أمثل لوقف الاستيطان وانتهاك الخصوصية وقلة الرومانسية وانعدام الفهم وازدواجية اللغة وقهر المعرفة0
أنتظر جنوني كي أهرب من قهر الأمومة وحلم الكتابة وعزلة العينين وضيق الأمل وما لايحصى من أشياء صغيرة لا تغتفر0
لم أعد بحاجة إلى فهمٍ ما، لقد تأقلمتُ جيداً جداً، أكثر مما توقعت حواسي وهي تركض نحو سباتها العميق.
لا أنتظر000
فعلياً قد جننتُ في بهاء كلمةٍ كلما اقتربت تباعدت0



#دنيا_الأمل_إسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد المجتمع المدني
- أجراه مركز معلومات وإعلام المرأة الفلسطينية استطلاع حول تأثي ...
- ليل لا يفيق
- حصة المرأة الفلسطينية من التشغيل: المؤشرات والدلالات والمستق ...
- أمي خلف الحدود
- عن حال المرأة والصحافة
- خطة الانفصال/ الانسحاب/ فك الارتباط/ إخلاء المستوطنات تعددت ...
- مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية
- المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يؤكد استمرار الانتهاكات الإسر ...
- المرأة والانتخابات المحلية في قطاع غزة
- قصائد قصيرة القامة
- في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية: التجاوزات لم تؤثر على نزا ...
- المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يصدر تقريره حول الانتهاكات ال ...
- المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يعقد ندوة بعنوان: - الانتخابا ...
- ديموقراطية على الحائط
- ساعة حائط،..... ونشرة أخبار، وحياة لاتأتي
- ماما... طيّارة... طخ
- تلّمس أصابع القصيدة
- خارج البيت/خارج العالم
- الحاجة أم عصام: لا نبكي المنازل، ولكن نبكي العمر الذي قضيناه ...


المزيد.....




- خريطة أدب مصغرة للعالم.. من يفوز بنوبل الآداب 2025 غدا؟
- لقاءان للشعر العربي والمغربي في تطوان ومراكش
- فن المقامة في الثّقافة العربيّة.. مقامات الهمذاني أنموذجا
- استدعاء فنانين ومشاهير أتراك على خلفية تحقيقات مرتبطة بالمخد ...
- -ترحب بالفوضى-.. تايلور سويفت غير منزعجة من ردود الفعل المتب ...
- هيفاء وهبي بإطلالة جريئة على الطراز الكوري في ألبومها الجديد ...
- هل ألغت هامبورغ الألمانية دروس الموسيقى بالمدارس بسبب المسلم ...
- -معجم الدوحة التاريخي- يعيد رسم الأنساق اللغوية برؤية ثقافية ...
- عامان على حرب الإبادة في غزة: 67 ألف شهيد.. وانهيار منظومتي ...
- حكم نهائي بسجن المؤرخ محمد الأمين بلغيث بعد تصريحاته عن الثق ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دنيا الأمل إسماعيل - أنتظر جنوني