أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعمت شريف - بين مؤتمر التطبيع مع أسرائيل والانتخابات العراقية















المزيد.....

بين مؤتمر التطبيع مع أسرائيل والانتخابات العراقية


نعمت شريف

الحوار المتمدن-العدد: 7038 - 2021 / 10 / 5 - 00:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين مؤتمر التطبيع مع أسرائيل
والانتخابات العراقية
عقد مركز اتصالات السلام (ومقره في نيويورك) في فندق ديوان الفخم باربيل مؤتمرا حضره ما يربو على الثلاثمائة من الشخصيات العراقية السياسية والشعبية ورؤساء العشائر. دعا المؤتمر الى الانضمام الى دول الاتفاقيات الابراهيمية للتطبيع مع اسرائيل كدولة قوية يمكن ان تساهم في توازن القوى بين ايران وتركيا من جهة واسرائيل ودول الاتفاقيات الابراهيمية من جهة اخرى، وكذلك الاعتراف بمظالم "فرهود اليهود" حين تم ترحيلهم الى اسرائيل اكثر من نصف قرن وهؤلاء اليهود من اصول عراقية قد يصل عددهم الان الى اكثر من نصف مليون نسمة في اسرائيل ويرغب البعض في العودة الى العراق وآخرون يرغبون في التعويض عما فقدوه في الفرهود.

بعد انتهاء المؤتمر اقامت الحكومة العراقية الدنيا ولم تقعدها حيث شجبت رئاسة الجمهورية المؤتمر وشرع البرلمان العراقي قانونا لالقاء القبض ومصادرة اموال عدد من المشاركين في المؤتمر بينهم وسام الحردان رئيس منظمة ابناء العراق وهو سني من محافظة الانبار. أن هذه الزوبعة التي اثارتها الحكومة العراقية احرجت الى حد كبير حكومة اقليم كردستان حتى اصدرت بيانا تقول فيه بانها لا علم لها بانعقاد المؤتمر في اربيل باعتبار ان التقاليد الديموقراطية لا تقتضي التضيق على حقوق التجمع والتعبير. سواءا علمت حكومة الاقليم بالمؤتمر ام لم تعلم، السؤال المحرج هنا للحكومة العراقية، وهو كيف لم تعلم وكردستان لا تزال جزءا من العراق وتتواجد المخابرات والاجهزة الاخرى في اربيل. هل يصدق ان تتواجد المخابرات الدولية ومنها دول الجوار (كما يدعي العراق بين الحين والاخر)، ولا توجد للعراق عيون واذان تنصت وتراقب الاحداث في كردستان على مدار الساعة؟ عدم العلم بالمؤتمر ان كان صحيحا فشل مخابراتي على اقل تقدير للحكومتين في بغداد اولا واربيل ثانيا.

لماذا هذه الزوبعة الان بالذات ولم يبق للانتخابات الا اياما قلائل؟ لوعدنا بالذاكرة قليلا الى ايام الاستفتاء الشعبي في كردستان عام 2017 وتداعياتها من التحرك العراقي لاستعادة سيطرتها على كركوك وغيرها من المناطق الكردستانية خارج الاقليم والتي لا تزال تنتظرالتطبيع والاحصاء لتقرير مصيرها. بالاضافة الى ان العمليات العسكرية في التون كوبري وسحيلا بعد سيطرة الحكومة على كركوك قطعت الشك باليقين ان الهدف كان تقويض النظام الحالي في كردستان. ولقد صرح رئيسا الوزراء حيدر العبادي ونور المالكي بدور ايران وبشكل خاص الجنرال السليماني في العملية برمتها. ولا زالت العلاقات بين الاقليم وايران لم تعد الى سابق عهدها او على الاقل الى ماقبل الاستفتاء العام في كردستان.

لا يزال سيل المقالات والاجراءات الحكومية تتوالى فيما يتعلق بمؤتمر التطبيع، وستستمر تداعيات هذا المؤتمرحتى الانتخابات وربما بعدها. وعلى هذه الخلفية، نرى ان هذه الانتخابات مصيرية وربما حاسمة لبعض التوجهات السياسية، وخاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار تحذير المرجعية الموقرة "من أن يتمكن أشخاص متورطون في الفساد أو غير أكفاء او اطرافا لا يؤمنون بثوابت الشعب العراقي الكريم او تعمل خارج إطار الدستور من شغل مقاعد في مجلس النواب" وبما ان وضع البيشمركة دستوري وجزء من القوات المسلحة العراقية، لذلك لم يبق امامنا الا خيار واحد وهو الحشد الشعبي الذي تأسس بالفتوى الكفائي للسيد السيستاني ونعتقد انهم المعنيون في هذه الخطبة. واذا اخذنا بنظر الاعتبار ان هناك جناح موال لايران، وخلافات عقائدية واهمها موضوع "ولاية الفقية" لذلك يتوضح لنا ان المقصود هو الحشد الشعبي والجناح الموالي لايران بالذات .

واذا اضفنا قائمة مشعان الجبوري الذي يضم تواقيع 87 من قادة المعارضة ومن بينهم نوري المالكي وابراهيم الجعفري واكرم الحكيم –عن المجلس العلى – ومن الاقليم جلال الطالباني ومسعود البارزاني. كان ذلك في مؤتمر المعارضة في لندن عام 2002، ولم نر اي رد عليه لحد الان، ويسبق هذا الحدث الاتفاقات الابراهيمية بسنوات، نرى انه لا يوجد اي مبرر للزوبعة التي اثارتها الحكومة العراقية حول مؤتمر التطبيع، الا ان تكون ايران الدافع الرئيسي لها وليس الضغط الجماهيري على الاطلاق حيث انها لم تعلم الى حد كبير بما جرى في المؤتمر اولا وان تواقيع ممثلي المعارضة آنذاك هم الان في السلطة او على الاقل معظمهم.

من هذا المنطلق نعتقد ان الانتخابات القادمة ان لم تكن حاسمة لحكومة الاقليم فانها ستزيد الصراع شدة مع الحشد الشعبي وخاصة في المناطق المحاذية لحدود الاقليم الجنوبية. تراهن ايران على نجاحات كبيرة للحشد في هذه الانتخابات، واذا تحقق هذا فسيكون حاسما لمستقبل الاقليم لان ايران ستعمل على تقويض حكومة الاقليم قانونيا من خلال نفوذه على ممثلي الحشد في البرلمان العراقي، وقد حاولت كما بينا سابقا تقويض حكومة الاقليم عسكريا وفشلت، واذا لم يتسنى لها ذلك، فان الصراعات الداخلية ستكون على درجة من الحدة تنذر بالخطر، وهذا ما اشارت المرجيعة الحكيمة اليه بقولها " لما في ذلك من مخاطر كبيرة على مستقبل البلد."

اما بالنسبة لقيادات الحشد الشعبي فأنها ستواجه المزيد من الضغط لمواجهة معارضيها في الحكومة العراقية من جهة والتضييق على الاقليم والمناطق الكردستانية خارجه وستكون في وضع لا يحسد عليه من الضغط الايراني من جهة والقوى الداخلية العراقية من جهة ثانية. لا يزال الاقتصاد الايراني يزداد سوءا يوما بعد يوم وسيكون ضغطها السياسي المتزايدعلى العراق تغطية لمشاكلها الاقتصادية والسياسية في الداخل الايراني.


1 بيان مكتب سماحة السيستاني (دام ظلّه) حول الانتخابات النيابية القادمة في العراق في29سبتمبر 2021
https://www.sistani.org/arabic/statement/26536/


2 للمزيد عن خلافات الشيعة والحشد وتوجهاتهم، انظر سجاد تقي كاظم : " العزوف عن الانتخابات..(يقي شيعة العراق الاضطرابات .. بعد الانتخابات)، صوت العراق، 4 اكتوبر 2021. ..

3 مشعان الجبوري "87 شخصية عراقية وقعت على التطبيع مع إسرائيل بمؤتمر لندن عام 2002، صوت العراق، 29 سبتمبر 2021.

4 بيان مكتب سماحته (دام ظلّه) حول الانتخابات النيابية القادمة في العراق في29سبتمبر 2021
https://www.sistani.org/arabic/statement/26536/



#نعمت_شريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية الهجرة*
- التل الذي نتسلقه
- اصوات من زمن الحب والحرب
- بطاقة حب
- لا زلت احلم
- لقاء
- قراءة في كتاب -في ظلال الجبل- من ذكريات الثورة والمقاومة
- للتاريخ.... (عرض كتاب)
- نجم الدين كريم: المحافظ والموقف
- رسالة مفتوحة الى سماحة السيد مقتدى الصدر
- من تجارب الصحافة الكردية في المهجر - جريدة زاكروس -
- حول الانتخابات الامريكية الاخيرة
- الحزبان الشيوعيان العراقي والكردستاني ....
- قراءة في رواية هرزنتان للروائي يحيى باجلان
- يا قمر بني قاسم - النهوض
- يا قمر بني قاسم - تأملات
- يا قمر بني قاسم -الغضب
- بين ايزدستان وشبكستان: ومضة امل
- تأصيلا للغضب الكردي على الدواعش
- محنة الشبك في نينوى


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعمت شريف - بين مؤتمر التطبيع مع أسرائيل والانتخابات العراقية