أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد يوسف - حرب أكتوبر والحرب السادسة - العرب بين الحربين -















المزيد.....

حرب أكتوبر والحرب السادسة - العرب بين الحربين -


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1649 - 2006 / 8 / 21 - 10:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لاشك بأن الحرب الأخيرة على لبنان شكلت مفصلاً هاماً في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ويبدو أن تبعاتها ستقارب بأهميتها نتائج حرب 6 أكتوبر عام 1973،برغم الفروق الهائلة بين الحربين، ففي حرب تشرين تآلف العرب جميعاً وتضامنوا مستخدمين الكثير من أدوات الصراع، فعملوا على استخدام النفط وكان سلاحاً ناجحاً أدى إلى نتائج مبهرة، كما شارك الكثير من الدول العربية في الجيوش التي تحارب على جبهات القتال، ناهيك عن التضامن المعنوي والسياسي والدبلوماسي المطلق الذي أظهره العرب في ذلك الزمن، مما جعل من حرب تشرين حرباً تحمل التوصيف الحقيقي لكلمة حرب، والتي من المعروف أنها تقوم من أجل إلغاء أو تغيير واقع ما بين طرفي نزاع، بينما أتت حرب حزب الله مع إسرائيل قاسية في وحشيتها الصهيونية، مثقلة كاهل حزب الله بوقوفه وحيداً في الساحة وعلى جبهة واحدة، وليس هذا فحسب، فقد افتقد حزب الله في حربه التي خاضها ببسالة قلّ مثيلها في تاريخ الشعوب، افتقد ألف باء التضامن العربي والدولي، ولولا بعض الحياء ربما، لأفتقد حتى التضامن في الشارع اللبناني من بعض الأفرقاء والتيارات السياسية التي تمثله..؟
حققت حرب تشرين ما لم يكن الكثير من العرب يتخيل أنها ستحققه، فالنظرية القائلة بأن هذا الكيان الإسرائيلي هو قوة شيطانية لا يمكن دحرها، وقفت عائقاً أمام العرب في الكثير من سنوات النزاع التي تبعت حرب 1948، لتجعلهم يسلّموا بهذه النظرية وخاصة بعد نكسة الخامس من حزيران 1967، التي احتلت فيها إسرائيل في غضون أيام قليلة أراض لثلاثة دول عربية، فاحتلت آنذاك هضبةالجولان السورية، وصحراء سيناء المصرية، والقدس والضفة الغربية، ولذلك شكلت حرب تشرين التي أتت بعد ست سنوات من نكسة حزيران تحولاً استراتيجياً هاماً في إدارة دفّة الصراع وفي قدرة العرب على التحول إلى موقع المواجهة (*)، وعلى قلب الأدوار من موقع المتلقي الدائم لضربات واعتداءات إسرائيل المتكررة، إلى أصحاب البادرة في الضرب وإعلان الحرب على هذا الكيان السرطاني الذي ’وجدَ نتيجة لتجاذبات وإرضاءات عالمية للحركة الصهيونية على خلفية وعد بلفور الذي قطعته بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى لبن غوريون في العام1917 ؟ وقد مثل التضامن العربي الذي حصل في تلك الحرب دليلاً قاطعاً على بداية العرب بالشعور ولأول مرّة في تاريخهم المعاصر بالخطر على أمنهم القومي والاستراتيجي، والذي إندثر لاحقاً ليحلّ محلّه التماهي مع مصالح الدول الكبرى والقطب العالمي الواحد، وإنسجامهم الكامل مع مشاريع المنطقة التي تطرحها هذه القوى، بدأت تباشير ذلك في اتفاقية أوسلو 1993 مع عرفات، التي باركها غالبية العرب، ثم مع الأردن في عام 1994 ممثلة باتفاقية وادي عرفة، وحتى 9 نيسان( أبريل) 2003 تاريخ سقوط بغداد والتي انطلقت جحافل الجيوش فيها من أراضٍ عربية مجاورة، وصولاً إلى القرار 1559 وإنتهاءً بالقرار 1701 ؟! وهذا ما لم يحصل لدى العرب بعيد اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979 التي أخرجت مصر من حلبة الصراع العربي الإسرائيلي، ولم يبارك العرب حينها هذه الاتفاقيات، بل على العكس من ذلك وجدوا فيها خطراً حقيقياً على الأمن القومي العربي ووقفوا وقفة واحدة ضدّها ...؟!
هذا القطع التاريخي، شكل ركوداً عسكرياً وسياسياً على جبهات النزاع، والذي أوحى في بعض الحالات بوجود توافق على هذا الاستقرار على أمل الوصول إلى السلام العادل والشامل في المنطقة، لكن المعادلات الدولية وانعدام توازن القوى، وغياب الأقطاب العالمية الذي ترافق مع سيطرة الولايات المتحدة على القرار الدولي وظهور النظام العالمي الجديد وارهاصات العولمة وتبعاتها، كل هذه العوامل وغيرها من انحسارللمدّ القومي في الشارع العربي وفشل هذه المشاريع القومية في تحقيق ما صبت إليه أدى إلى تكريس حالة الركود التي عاشتها جبهات الصراع خلال ما يتجاوز الثلاثين عاماً من تاريخ آخر حرب حقيقية خاضها العرب ضد إسرائيل، حتى جاء حزب الله بمشروعه الذاتي والأحادي " إذا استثنينا الدعم الذي يتلقاه من بعض الدول في المنطقة"، ليواجه إسرائيل مواجهة شرسة ومستبسلة فيعيد بذلك تدفق الدم إلى العروق لهذا الصراع الذي لا يشبه أمثاله من الصراعات العالمية في شيء، وليعيد إلى الحياة أيضاً الفكرة الجوهرية والأساسية والتي تتجلى بأن هناك حقيقة أمناً قومياً عربياً مهدداً، ليس لدولة بذاتها فحسب، بل للمنطقة برّمتها أيضاً، إن لم يكن للأمة العربية قاطبة والتي ترزح تحت ثقل هائل من غضب الشارع العربي على ما يحصل لإخوتهم في لبنان كعرب أولاً ومسلمين ثانياً، وهذا ما حدا بالدول العربية إلى تلّمس الرؤوس والذهاب بعيداً في مراكز القرار الدولي لدعم وقف الحرب، وبالتالي البحث عن صيغ سلام دائمة وشاملة في المنطقة ..
من هنا، تأتي الأهمية الأكبر لحرب حزب الله ضدّ إسرائيل، مع العلم بأن الحرب كانت قراراً إسرائيلياً محضاً، ولم يكن حزب الله يتوقع الدخول بهذه القسوة والشراسة في حرب فجائية، همجية، وحشية بهذا الشكل بين ليلة وضحاها، ولكن هذا لم يؤثر على أدائه البطولي، ولم يثنٍ عزيمة رجاله عن تسطير أسمى آيات النضال المبني على الإيمان الراسخ بفكرة الحق، هذا الإيمان الذي تزينه ثقافة الشهادة في سبيل هذا الحق الذي لايساوم عليه، لقد كانوا عظماء حقاً، ولكن الاستفهام الذي يطرح نفسه في أتون هذا الصراع المرير هو التالي؛ هل يمكن أن يشكّل حزب الله بمقاومته الإسلامية ذات اللون الواحد والخط الأحادي الجانب مشروعاً بديلاً لنقلة نوعية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ؟!
قد تكون الحرب السادسة التي خاضتها إسرائيل ضد لبنان ممثلاً بحزب الله طرفاً وحيداً ضدها، هي حرب قد حرّكت اللواعج العربية على مستوى الشارع وربما بعض الحكومات، وهي حرب أثبتت كما حرب تشرين 6 أكتوبر1973 أن هناك الكثير من الشعب العربي مازال يحتفظ برصيد لا يستهان به يدفعه في وجه التحديات التي تهدد كيانه وإنتماءه الوطني والقومي، وأن هذه الحرب ستحرك بالتأكيد مسارات سياسية، وتسويات كانت راكدة أو متعثرة، وأبواب لعلاقات مع إسرائيل من بعض الدول العربية، وتغير من معالم كثيرة على الخارطة السياسية الإقليمية وربما العربية أيضاً ! ولكن هل يفي ذلك بالحاجة للوقوف في وجه التحديات الأخرى، وهل يعتبر الإنتصار على إسرائيل عسكرياً أو حتى سياسياً كافياً لوضع حد لأزمة صراع تمتد عميقاً في تاريخ المنطقة، أم أننا بحاجة لأكثر من النصر العسكري على إسرائيل؟ كأن ننتصر بإزدهار أوطاننا وتقدمها العلمي، وأن ننتصر بتجاوز مكوناتنا الماقبل وطنية إلى مكونات وطنية تكرّس النهج الديمقراطي وثقافة قبول الآخر، والاعتراف به بكافة أشكاله وصوره سواء كانت حسنة بالنسبة إلينا أم قبيحة، ألسنا بحاجة لأن ننتصر قبل كل ذلك على أنفسنا لنجد لنا موطىء قدم في حضارة تجاوزتنا مئات السنين، ولندرك لاحقاً إلى أي المشاريع ننتمي، المشروع القومي أو الديني أو الليبرالي أو الاشتراكي ؟ حتى تكون الأجيال القادمة على بيّنة من أمرها، ولكي تكون هناك قانا مختلفة لهم، مليئة بالورود والحدائق بدلاً من القنابل والدم ...؟؟!


(*) - وصلت معلومات إستخباراتية لغولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني قبل حرب أكتوبر تقول لها بأن العرب يتحضرون للحرب على إسرائيل، فإستهزأت بالمعلومات ولم تصدق واعتبرتها ترّهات لا تستحق الإنتباه ..؟!



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العالمي يولد من جديد ...؟!
- هل يمكن التعايش مع إسرائيل حقاً ؟!
- بعيداً عن ما يسمى بالإنتماء الوطني والقومي...!
- آن الأوان لإزاحة الأقنعة عن الوجوه..
- الإخوان المسلمين والشرط المجتمعي السوري
- العالم يتجه إلى الدمار تحت راية الأصولية الدينية
- عندما تخطىء السياسة الأمريكية في قراءة الشرق الأوسط
- عندما تقوم بعض أطراف المعارضة السورية بتعرية ذاتها
- تحرير الأرض أم تحرير العقل - قطاع غزة بين الصحوة والحلم ..!
- صراع أمريكا وسوريا في الشرق الأوسط - من يحارب من - ؟
- هكذا تموت الإبتسامة في وطني - إلى منتدى جمال الأتاسي -
- إلى محمد الحاج ابراهيم- ما هكذا تورد’ الإبل يا سعد’
- النزعة الإقصائية عند الليبراليين السوريين الجدد ..؟
- هكـــذا يــذهــب الكبــار ....!
- من أجـل عــراق الغد - مهداً قديماً جديدأ للحضارات -،
- قراءة في الحياة السياسية السورية بعد مؤتمر حزب البعث العاشر ...
- شروخات المعـارضة السورية
- حزب الشعب الديمقراطي السوري و- الحلقة المفقودة-
- لقاء دير الزور في سوريا- بدون إذن التجمع الوطني الديمقراطي-
- الطبقة العاملة وإرهاصات العولمة- من البروليتارية إلى الأنتلج ...


المزيد.....




- شاهد كيف بدت خوذة جندي روماني عمرها 2000 عام بعد ترميمها
- بكل هدوء.. كاميرا توثق لحظة انتحار رجل أعمال باكستاني (فيديو ...
- -حماس- ترد على اتهامات بلينكن بتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار
- اشتباكات بين الطلاب المؤيدين لفلسطين والمؤيدين لإسرائيل في ج ...
- من مصر إلى غزة.. قافلة بيت الزكاة والصدقات السابعة تدخل معبر ...
- أكاديمية علوم روسية تعد برنامجا لاستصلاح القمر
- وزيرة إسرائيلية: صفقة الرهائن تلقي بأهداف الحرب في -سلة المه ...
- لابيد: لا أعذار سياسية لنتنياهو تبرر رفضه صفقة الرهائن
- أوكرانيا.. محاكمة 10 أطباء زوروا مصدّقات طبية لأشخاص للتهرب ...
- جنرال إسرائيلي: مصر ضاعفت قوتها المدرعة وتسعى لتقزيم قدرات إ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد يوسف - حرب أكتوبر والحرب السادسة - العرب بين الحربين -