أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - رسالة إلى العقلاء من النخبة الجزائرية















المزيد.....

رسالة إلى العقلاء من النخبة الجزائرية


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 1 - 23:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد سبق لي، أيها الإخوة، أنا المواطن المغربي محمد إنفي (أستاذ باحث متقاعد وفاعل سياسي)، أن خاطبت، ولعدة مرات، النظام الجزائري، تارة في شخص رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، وأخرى في شخص جنرالات النظام ووزرائه وإعلامه؛ كما خاطبت الشعب الجزائري الشقيق تضامنا وتقديرا لحراكه الشعبي، مُنوِّها بسلميته ومُثمِّنا إصراره على إسقاط دولة العسكر وبناء دولة مدنية ديمقراطية تعيد هؤلاء إلى ثكناتهم.
وما دفعني اليوم، أيها الإخوة العقلاء، إلى تخصيصكم بهذه الرسالة، هو المستوى الرديء (والمتدني، حتى لا أقول الدنيء) لمستوى الخطاب الرسمي للماسكين بمقاليد الأمور في دولتكم؛ ويتساوى في هذا الأمر الرئيس والجنرالات والوزراء ورئيس البرلمان وأحزاب "الأغلبية" الحكومية (إن جاز قول هذا في نظام يتحكم فيه العسكر). وهذا التردي في الخطاب لا يليق لا بالمراكز التي يحتلونها في هرم هذه الدولة، ولا بالشعب الجزائري الشقيق الذي يعاني الأمرَّين في المكابدة من أجل الحصول على ما يسد به رمقه، بينما الطغمة العسكرية تتمادى في التضييق على حريته وفي نهب ثرواته وتبِديدها فيما لا يعود عليه بأي نفع.
"خاوتي"، أنتم أعلم بما يحدث في بلادكم وبما يعيشه شعبكم من قهر وفقر، مقرون بالتضليل الذي يمارسه النظام على هذا الشعب من أجل إيهامه بأن "المرُّوك" يعادي بلادكم، بينما العكس هو الصحيح؛ وأنتم تعلمون هذا جيدا.
لن أحدثكم عن خطاب شنقريحة، ولا عما يروجه الإعلام الموالي للنظام الفاقد لكل شرعية (فليس له لا شرعية تاريخية ولا شرعية ديمقراطية)؛ بل سأكتفي ببعض ما جاء في خطاب عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، أمام الولاة الذين صفقوا له طويلا، مرارا وتكرارا.
لقد أبان الرجل عن غباء كبير وعن جهل أكبر بالسياسة وبأعرافها. لقد تحدث كأي رجل سياسي مبتدئ - يخاطب المنخرطين في حزبه، فيركب تارة المزايدة، وتارة دغدغة العواطف، وأخرى إطلاق الوعود الكاذبة، الخ - وليس كرئيس دولة، خطابه لا يعني فقط الحاضرين في اللقاء، بل يعني أيضا الشعب برمته، ويهم، بشكل كبير، كل التمثيليات الديبلوماسية بالبلاد، التي تنجز تقارير عما يقوله وما يفعله رئيس الدولة، وتبعث بهذه التقارير إلى حكومات بلدانها.
فمن يستمع، ولو بدون تركيز، إلى التسجيل الكامل لخطاب تبون أمام الولاة، لا يمكن إلا أن يسجل ما به من تناقضات صارخة وأكاذيب طافحة وعنتريات فارغة لن تنطلي على الشعب الجزائري الشقيق الذي يعيش واقعا مريرا وأوضاعا اجتماعية قاسية، بل مأساوية، تعكسها الطوابير الطويلة التي تشهدها البلاد طولا وعرضا، ومنذ الصباح الباكر، لعل المواطن الجزائري يحصل على حصة من بعض المواد الغذائية الأساسية، إن استطاع إلى ذلك سبيلا؛ مما يدل على عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها البلاد، والنظام مستمر في الكذب على الشعب والاجتهاد في تضليله.
"خاوتي"، لست أنا من سيعرفكم على ما تزخر به بلاد المليون شهيد من ثروات طبيعية، وفي مقدمتها البترول والغاز. ولكم أن تتساءلوا أين ذهبت مئات المليارات، بل آلاف المليارات من الدولار حتى أصبحت بلادكم في الوضع الذي هي عليه (الفقر المدقع)، بينما هي من أغنى دول شمال إفريقيا.
ومع هذا، فلا يخجل تبون من القول بأن الجزائر قوة ضاربة، قوة جهوية، قوة تجلب السلام للمنطقة، قوة يعترف بها العالم كله، ما عدا بعض الجزائريين الذين يُبخِّسون مجهودات دولتهم، وغير ذلك من الكلام الذي لن يصدر أبدا عن عاقل أو عن رجل سياسة حقيقي (وليس مجرد دمية) أو رجل دولة يحترم نفسه ويحترم مخاطبيه المباشرين، ومن خلالهم، يحترم باقي أفراد الشعب الذي ينتمي إليه.
"خاوتي" العقلاء، أريد أن أختم هذه الرسالة المقتضبة بسؤال قد يحتاج، في قراءته، إلى شيء من التركيز لطوله ولتداخل عناصره؛ والسؤال هو كالتالي: هل يعقل أن يغضب مواطن جزائري- يؤمن بشعار "خاوة، خاوة"، ويعرف شيئا، ولو يسيرا، عما يعانيه المغرب مع نظام بلادكم منذ 1975، تاريخ استرجاع بلادي لأقاليمه الجنوبية من المستعمر الإسباني (وكان، قبل ذلك، قد استرد منه إقليمي سيدي إفني وطرفابة اللذين ينتميان إلى الجهة الثالثة من أقاليمنا الصحراوية؛ وهي جهة كلميم واد نون)- هل يعقل أن يغضب هذا المواطن من رد فعل الدبلوماسي المغربي عمر هلال في اجتماع أممي – وقد سئم هذا الديبلوماسي من سماع نفس الخطاب منذ 1975 من قبل الدبلوماسية الجزائرية (أي منذ أكثر من 46 سنة) حول تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية وتقرير مصير الشعب الصحراوي، والعالم يشهد على أن هذا الشعب ينعم ببلاده المغرب بالأمن والأمان، منخرطا في مؤسساته الديمقراطية ويساهم في تنميتها؛ بينما يشهد هذا العالم نفسه على ما يعيشه المحتجزون في مخيمات تندوف من مآس تفوق الوصف بسبب النظام الجزائري المسؤول عن هذه المآسي وعن تلك التي يعيشها الشعب الجزائري الشقيق - فكان رد الديبلوماسي المغربي على رمطان لعمامرة، في نفس الاجتماع بالقول: "إن كان هناك شعب يستحق تقرير المصير، فهو الشعب القبائلي الأمازيغي الذي وُجد على أرضه قبل أن توجد دولة الجزائر بقرون"؟
أسئلة فرعية: هل تساؤل عمر هلال ليس مستندا على التاريخ وعلى الجغرافيا وعلى "المنطق" السياسي الذي تتذرع به الجزائر لمعاكسة مصالح المغرب؟ فمن يستحق تقرير المصير؟ هل الشعب الجزائري ومن ضمنه الشعب القبائلي أم سكان مخيمات تندوف الذين تأويهم الجزائر على أرضها (للإشارة فقط، فتندوف أرض مغربية في الأصل، حسب المصادر التاريخية، ضمها الاستعمار الفرنسي إلى الأرض التي كان يحتلها، إذ كان يعتبر الجزائر أرضا فرنسية وتشكل إداريا وسياسيا أحد أقاليمها) وتمولهم وتسلحهم منذ منتصف السبعينات على حساب الشعب الجزائري؟ وبعد ردة فعل عمر هلال، هل سمعتم أو قرأتم عن قرار رسمي للدولة المغربية يتعلق بالقبايل؟ ألا يحق للمغرب أن يمارس سيادته في التعامل بالمثل مع الجيران وغير الجيران؟ هل بعد كل هذا الصبر الطويل الذي أبان عنه المغرب، يمكن أن يُلام على ردة فعل على تهور ووقاحة وصلافة رئيس الديبلوماسية الجزائرية؟ وإذا عيل صبر المغرب، فقرر يوما أن يعامل جيرانه بالمثل، أفليس هذا من حقه الطبيعي؟ هل تقبلون بالثنائية ("حلال علي وحرام عليك") التي يمارسها نظام بلادكم وإعلامه، فينجرُّ بعض المغفلين مع ما يروجه هذا النظام حول اعتداء المغرب على الجزائر؟...أسئلة كثيرة يمكن أن تطرح في هذا المضمار، وسوف أكتفي بهذا القدر، مع الإشارة إلى أن المغرب ظل وفيا لليد الممدودة ومتمسكا بموقفه الهادئ تجاه التصديد الجزائري الأخرق (وقد يعتقد أغبياء نظام بلادكم، وما أثرهم، أن ذلك ضعفا؛ لذلك أنصحهم بقراءة تاريخ المغرب قبل الإقدام على أي قرار متهور سيندمون عليه، حيث لا ينفع الندم).
محمد إنفي، مكناس (المغرب) بتاريخ 1 أكتوبر 2021



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخواتي الجزائريات، إخواني الجزائريين، مصدر مشاكلكم في غباء ن ...
- السيد عبد المجيد تبون، لا عزاء للأغبياء !!!
- الحاجة إلى حماية نظافة الانتخابات المقبلة ماسة لتحقيق شفافيت ...
- في محاربة الغش وقاية وحماية للدولة والمجتمع وخدمة للمصالح ال ...
- من المواطن المغربي محمد إنفي إلى عبد المجيد كذبون، الرئيس ال ...
- الاهتمام الأكاديمي في غياب الموضوعية وانعدام النزاهة الفكرية ...
- المديرية الإقليمية للتعليم بسطات تعود بنا إلى عصر محاكم التف ...
- ماذا يعني الطعن في قرار المحكمة الدستورية؟
- قراءة سريعة ومقتضبة لمداخلة حسن نجمي في ندوة عن بعد
- رسالة تضامن مع الحراك الشعبي الجزائري مشفوعة بالتقدير والإعج ...
- السيد عبد المجيد تبون، أليس من الأولى والأجدر أن تهتم بمطالب ...
- -فيروس كورونا عقاب للظالمين وعبرة للناجين وابتلاء للذين يموت ...
- أليس الوضع الحالي ل-لاسامير- امتحانا للحكومة في وطنيتها وفي ...
- الديبلوماسية الملكية والتوفيق بين المصالح الوطنية والقضايا ا ...
- في محاربة الرشوة الانتخابية، القوانين وحدها لا تكفي
- سؤال آخر إلى حكام الجزائر: ما ذا يحجُب عنكم الرؤية إلى هذا ا ...
- ما ذا بقي لكم من عزة نفس وأنفة أهل الصحراء بعد هذه الإهانة ا ...
- رسالة محبة وإخاء موجهة للشعب الجزائري الشقيق من المواطن المغ ...
- أحمد الريسوني والحلم بالخلافة الرشيدة بقيادة تركية
- رسالة مفتوحة من المواطن المغربي محمد إنفي إلى حكام الجمهورية ...


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - رسالة إلى العقلاء من النخبة الجزائرية