أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الحاجة إلى حماية نظافة الانتخابات المقبلة ماسة لتحقيق شفافيتها ومصداقيتها















المزيد.....

الحاجة إلى حماية نظافة الانتخابات المقبلة ماسة لتحقيق شفافيتها ومصداقيتها


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 6988 - 2021 / 8 / 14 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كمواطن مغربي وفاعل سياسي، لا يمكن لي إلا أن أصفق لما جاء في الحوار الذي أجرته جريدة "الاتحاد الاشتراكي" (عدد يوم السبت 31 يوليوز/الأحد 1 غشت 2021) مع الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، من كون هذه الأخيرة وقضاتها سيقفون "في الصف الأمامي لمواجهة ومحاربة كل الأشكال التي تمس بنزاهة العملية الانتخابية".
لكن بقدر ما أنا مسرور بموقف رئاسة النيابة العامة وقرارها، بقدر ما أنا متوجس من حيل سماسرة الانتخابات وممارسات مفسدي الاستشارات الشعبية؛ تلك الحيل والممارسات التي تتكيف مع كل ظرف ومع كل جديد، سواء كان هذا الجديد تنظيميا أو قانونيا أو سياسيا، حيث يجتهد المفسدون في البحث عن أساليب جديدة قمينة بتضليل كل مراقبة محتملة، سواء كانت هذه المراقبة من طرف أجهزة رسمية (المراقبة القضائية، على سبيل المثال) أو من طرف منظمات مدنية (جمعيات حقوق الإنسان كمثال) أو غيرها من وسائل المراقبة.
وكما يقول المثل المغربي: "للِّي عضُّو الحنْشْ من الْحْبَلْ إِخافْ" ("من لدغه ثعبان، من الحبل يخاف"). وياما لدغتْ تجربتَنا الديمقراطية الفتية ثعابينُ على مر الاستشارات الشعبية! لقد سمعنا، في مناسبات عدة، خطابا رسميا يبعث على الاطمئنان ويُبشِّر بنظافة العملية الانتخابية؛ لكن المفسدين يقولون كلمتهم دائما؛ ذلك أن لهم أساليبهم الخاصة التي تُصعِّب مهمة المراقبين، سواء تعلق الأمر بالمراقبة الرسمية أو المراقبة الحزبية؛ والمخزي في الأمر أن ممثلي بعض الأحزاب الذين يلقون خطابات وردية في الاجتماعات الخاصة باللجان الإقليمية المكلفة بتتبع الانتخابات، يعرفون أن بعض مرشحي أحزابهم لهم باع طويل في الفساد والإفساد الانتخابي الذي يضرب في الصميم مبدأ تكافأ الفرص.
وفي مثل هذا الوضع، لا يمكن للمتشبعين بالمبادئ الديمقراطية إلا أن يشعروا بنوع من العجز في مواجهة آفة الفساد الانتخابي، سواء المتمثل في الرشوة الانتخابية، أو المتمثل في استغلال النفوذ (بعض رجال وأعوان السلطة، مثلا، قد يُدعِّمون هذا أو ذاك، سرا أو علنا، على حساب باقي المرشحين لأسباب قد لا يغيب بعضها عن الأذهان)؛ ومهما حاول المراقبون العاديون ومهما اجتهدوا في مراقبة المفسدين، فلن يستطيعوا كشف ألاعيبهم؛ وما لم يتدخل جهاز الشرطة القضائية بشكل تلقائي واستباقي من أجل حماية نظافة ونزاهة العملية الانتخابية، فلن تسلم هذه الانتخابات من الإفساد.
ذلك أن المراقبة العادية، حسب رأيي المتواضع، لن تجدي نفعا في كبح جماح المفسدين؛ فلا اللجان الوطنية ولا الجهوية ولا الإقليمية قادرة على كشف ألاعيبهم التي تتكيف مع كل ظرف ومع كل وضع. فجريمة الرشوة الانتخابية لها أوجه متعددة وتتلون كالحرباء؛ إذ، في الشرط الحالي، يمكن الاستغناء عن الرشوة التي كانت تقدم "بالعلالي" يوم التصويت، والاكتفاء بالرشوة القبلية بالاعتماد على سماسرة متمرسين، تقدم لهم مبالغ مالية هامة، وقد تكون خيالية حسب الوضع المادي للراشي ورهانه؛ ويتكلف السمسار (أو السماسرة حسب الحالة) بشراء الأصوات على مستوى الدائرة الانتخابية أو الحي السكني أو الدوار أو غيره؛ وقد يقوم بذلك قبل انطلاق الحملة الانتخابية؛ بل وحتى قبل انطلاق عملية الترشيح؛ ودليلي في ذلك ما يقع على مستوى الجماعات القروية، حسب ما يصل إلى سمعي، من تخلي بعض المترشحين عن ترشيحهم مع حزب ما والانتقال إلى حزب آخر، إما بسبب الإغراء المادي أو التهديد أو التخويف؛ إذ يخشى بعض المترشحين على دوائرهم من الانتقام، سواء في حالة الفوز أو في حالة الخسران؛ وذلك، بحرمانها من خدمات الجماعة (الطرق، النقل، الماء والكهرباء، الخ...)، إذا لم يرضخوا لإرادة "الإمبراطور" المتحكم في الجماعة.
ويكفي أن أشير إلى أن بعض الأصناف المهنية (الفلاحة كمثال) لم تسلم من هذه الألاعيب والممارسات التي أثرت بشكل سلبي على الترشيحات في الانتخابات الجماعية (ولي أمثلة ملموسة على ذلك)، رغم أن انتخابات يوم 6 غشت مرت في جو عادي.
إن بلادنا مقبلة على انتخابات نوعية ومصيرية؛ فلأول مرة، سيصوت المغاربة، في يوم واحد (8 شتنبر 2021)، على ممثليهم في الجماعات الترابية (مجالس الجماعات ومجالس الجهات) وممثليهم في مجلس النواب (المجلس التشريعي)؛ إنها انتخابات برهان ديمقراطي كبير، وفي سياق وطني وإقليمي ودولي خاص يتميز، من جهة بجائحة كورونا وأضرارها المدمرة، اقتصاديا واجتماعيا؛ ومن جهة أخرى، فإن بلادنا، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، تخوض معارك على عدة واجهات؛ من القضية الوطنية الأولى (الوحدة الترابية)، إلى التغطية الصحية والاجتماعية، إلى النموذج التنموي الجديد المحتاج إلى نخبة قوية قادرة على تفعيله بشكل أمثل، مرورا بمواجهة دسائس بعض الدول الأوربية (بسياسييها وإعلامها) التي تسعى إلى النيل من بلادنا ومؤسساتها، وغيرها من المعارك السيادية؛ لذلك، فإن بلادنا محتاجة إلى مؤسسات تمثيلية قوية؛ مما يجعل حماية هذه المؤسسات من الإفساد من أوجب الواجبات وأولى الأولويات، حتى لا تتعرض للإضعاف بفعل الفساد والإفساد.
لقد سبق لي أن أثرت موضوع الغش في مقال بعنوان "في محاربة الغش وقاية وحماية للدولة والمجتمع وخدمة للمصالح العليا للوطن" ("العمق المغربي" بتاريخ 24 يوليوز 2021). والغش، في ديننا الحنيف، من الكبائر كما نعلم؛ لكنه، للأسف، قد استشري في مجتمعنا بشكل تطبَّع معه الناس، وأصبح في حكم السلوك العادي لدي البعض، سواء في التجارة أو الإدارة أو الامتحانات أو المعاملات بمختلف أصنافها.
وأعتبر الغش الانتخابي من أكبر الكبائر لأنه يُضعف المناعة الديمقراطية لبلادنا، وينتج مؤسسات تمثيلية هشة لا تخدم مصلحة المواطن ولا تساهم في تمنيع بنائنا الديمقراطي، لكون "نخبها" لا تضع نصب عينيها مصلحة الوطن، بل لا تهتم إلا بالمصلحة الشخصية الضيقة.
خلاصة القول، محاربة الرشوة الانتخابية (الغش الانتخابي) تحتاج إلى جهاز مراقبة قوي يعتمد أساليب خاصة لكشف المتلاعبين لإعطاء المثال بهم من أجل ردع المفسدين الفعليين والمحتملين. فالأجهزة التي تفكك خلايا الإرهاب والتهريب، لن تعدم عناصر قادرة على كشف خلايا الفساد الانتخابي؛ خاصة وأن بعض أباطرة هذا الفساد يشار إليهم بالبنان في بعض المناطق، لكن المراقبة العادية لن تصل أبدا إلى الدليل المادي بشأنهم، مهما اجتهدت.
مكناس في 13 غشت 2021



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في محاربة الغش وقاية وحماية للدولة والمجتمع وخدمة للمصالح ال ...
- من المواطن المغربي محمد إنفي إلى عبد المجيد كذبون، الرئيس ال ...
- الاهتمام الأكاديمي في غياب الموضوعية وانعدام النزاهة الفكرية ...
- المديرية الإقليمية للتعليم بسطات تعود بنا إلى عصر محاكم التف ...
- ماذا يعني الطعن في قرار المحكمة الدستورية؟
- قراءة سريعة ومقتضبة لمداخلة حسن نجمي في ندوة عن بعد
- رسالة تضامن مع الحراك الشعبي الجزائري مشفوعة بالتقدير والإعج ...
- السيد عبد المجيد تبون، أليس من الأولى والأجدر أن تهتم بمطالب ...
- -فيروس كورونا عقاب للظالمين وعبرة للناجين وابتلاء للذين يموت ...
- أليس الوضع الحالي ل-لاسامير- امتحانا للحكومة في وطنيتها وفي ...
- الديبلوماسية الملكية والتوفيق بين المصالح الوطنية والقضايا ا ...
- في محاربة الرشوة الانتخابية، القوانين وحدها لا تكفي
- سؤال آخر إلى حكام الجزائر: ما ذا يحجُب عنكم الرؤية إلى هذا ا ...
- ما ذا بقي لكم من عزة نفس وأنفة أهل الصحراء بعد هذه الإهانة ا ...
- رسالة محبة وإخاء موجهة للشعب الجزائري الشقيق من المواطن المغ ...
- أحمد الريسوني والحلم بالخلافة الرشيدة بقيادة تركية
- رسالة مفتوحة من المواطن المغربي محمد إنفي إلى حكام الجمهورية ...
- تنبؤات القرآن والسنة: إعجاز أم عجز؟
- وأد النزاهة الفكرية والشجاعة الأدبية في بلاغ الأمانة العامة ...
- عبد الرحمان اليوسفي والإصلاح السياسي بالمغرب


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الحاجة إلى حماية نظافة الانتخابات المقبلة ماسة لتحقيق شفافيتها ومصداقيتها