أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عبد الحسين شعبان - الإرهاب الدولي : قراءة مغايرة














المزيد.....

الإرهاب الدولي : قراءة مغايرة


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 1 - 18:17
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


هل غيّرت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 العالم؟ اعتقاد يكاد يقترب من الإجماع بعد تلك "الجريمة ضد الإنسانية" كما تم وصفها،وهي جريمة بحق تستوجب عملاً دولياً مشتركاً لملاحقة مرتكبيها وسوقهم إلى العدالة؛ فقد خلّفت تداعيات كبرى على الصعيد العالمي، ومن أبرزها إحياء الرئيس جورج دبليو بوش "حرب ريغان على الإرهاب" كما يذهب إلى ذلك المفكر الأمريكي نعّوم تشومسكي، في كتابه "من يحكم العالم؟" وهو ما نجم عنه غزو أفغانستان في العام 2001 ومن ثم إحتلال العراق العام 2003، إضافة إلى التهديدات المتواصلة التي تم إطلاقها بالهجوم على "محور الشر".
بعد عقدين من الزمن على جريمة 11 سبتمبر/أيلول،هل حققت الولايات المتحدة أهدافها من استراتيجية مكافحة الإرهاب الدولي؟ وهل أصبح العالم أكثر أمنأ وأماناً بعد تشكيل "التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب"؟ وهل بات العالم العربي والإسلامي أقل تعصّباً وتطرّفاً وبالتالي أقل عنفاً وإرهاباً ؟ ويمكن إعادة السؤال على نحو معاكس، هل إستدرج أسامة بن لادنالولايات المتحدةلإلحاق هزيمة بها في بلاد المسلمين عبر حروب صغيرة إلاّ أنها مكلفة وستؤدي في نهاية المطاف إلى إفلاسها كما كان يعبّر عن ذلك؟
وحسب تقديرات معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة التابع لجامعة براون، فإن الفاتورة النهائية ستصل إلى حدود 3.2- 4 ترليون دولار، وربما زادت عن هذا الحدّ في السنوات الأخيرة بعد إحتلال داعش للموصل وتمدّدها في ثلث أراضي كل من العراق وسوريا.
باندفاع واشنطن باستراتيجيتها في العالمين العربي والإسلامي زادت وتيرة التعصّب والتطرّف، وهذان أنتجا عنفاً وإرهاباً دولياً، خصوصاً حين استهدف إضعاف ثقة الدولة بنفسها وثقة المجتمع والمواطن بالدولة، لاسيّما إذا كان عابراً للحدود؛ ولعلّ ذلك ما أراده بن لادن وهو ما قصدته أو لم تقصده واشنطن بشأن " الفوضى الخلّاقة"، فقد أصبح الأمر واقعاً حتى وإن لم يخطر على بال أصحاب القرار في البيت الأبيض من الرؤساء المتعاقبين، بوش وأوباما وترامب وآخرهم بايدن.
فهل هناك من يتصوّر أنه بعد عقدين من الزمن ستستلم طالبان مقاليد الأمور في كابول، وستخرج القوات الأمريكية مهزومة في جنح الظلام، بعد أن بشّرت بحلول ربيع الديمقراطية في أفغانستان والعراق، بل وعموم دول المنطقة.
والشيئ بالشيئ يذكر كما يُقال، فالإنقلاب الذي نظّمته وكالة الإستخبارات الأمريكية CIA في سانتياغو (تشيلي) في 11 سبتمبر/أيلول 1973 للإطاحة بحكومة سلفادور أليندي اليسارية المنتخبة وقاده الجنرال أوغوستو بينوشيه أوقع البلاد في لُجة القمع والإرهاب والتعذيب، بدلاً من التطور الديمقراطي المنشود، وقد وصف الرئيس نيكسون هدف عملية تشيلي بالقضاءعلى"الفيروس" الذي قد يعمّ أمريكا اللاتينية، الأمر الذي قد يعرّض صدقيّة واشنطن للتصدّع وفقاً لكيسنجر.
وكان من تداعيات 11 سبتمبر الأزمة المالية والإقتصادية التي ضربت العالم، وخصوصاً الولايات المتحدة في العام 2008 ومن نتائجهاٍ الإنسحاب من العراق ( نهاية العام 2011 ) ومؤخراً الإنسحاب من أفغانستان (صيف العام 2021 ) فهل سيؤدّي ذلك إلى أفول العصر الأمريكي الذي روّج له المفكّرفرانسيس فوكوياما ونظريته حول "نهاية التاريخ"وظفرالليبرالية على المستوى الكوني حسب صموئيل هنتنغتون صاحب نظرية "صدام الحضارات" ، بعد انهيار الكتلة الإشتراكية وتفكّك الإتحاد السوفييتي السابق كدولة عظمى ذات ترسانة نووية منافسة للولايات المتحدة حينها.
لقد باتت "اللحظة الأمريكية" أمام إمتحان جديد بعد الإنتصارات التي حققتها منذ الحرب العالمية الثانية، وخصوصاً بعد انتهاء عهد الحرب الباردة في نهاية الثمانينيات وإقامة نظام دولي جديد بقيادتها وهيمنتها الكونية، وذلك بصعود قوى جديدة في مواجهتها تقف الصين في آسيا منافساً قوياً لها، بحيث تشير التقديرات إلى أن الإقتصاد الصيني سيكون الأول في العالم عام 2030، في ظل نظام عالمي يميل إلى التنوّع والتعدّدية بعد أن أصبح أحادياً وبسيادة أمريكية.
فهل انتهى العصر الذهبي الذي عاشته واشنطن بعد إنتهاء الصراع الإيديولوجي مع النظام الإشتراكي العالمي، أم أن قوّتها مستمرة دون أن يعني إمكانيتها على فرض إرادتها بالكامل؟
والأمر له علاقة بالداخل الأمريكي أيضاً، ونظام الصحة والتعليم والخدمات والحريات مثلما له علاقة عالمياً، حيث كانت واشنطن تتفرّد بالزعامة، إلا أن انخراطها في حروب صغيرة ولكنها ذات تكلفة عالية عمّق من أزمتها البنيوية، بحيث أصبح مجرّد الشعور بوجود " خطر وشيك الوقوع" أو "محتمل" مبرراً كافياً لشن " الحرب الوقائية" أو "الإستباقية" ضد عدو غير محدّد أو حتى موهوم، وفي ذلك عودة للقانون الدولي التقليدي الذي كان يجيز" الحق في الغزو"و " الحق في شنّ الحرب" لتحقيق مآرب "الدولة القومية" ومصالحها وتأمين "مجالها الحيوي"، كما كانت التبريرات تساق حينها، وهو الأمر الذي حاولت واشنطن العودة إليه والتعكّز عليه بالقرار1373 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 28 سبتمبر/أيلول 2001 ، بلحاظ مكافحة "الإرهاب الدولي" وذلك بعد أسبوعين من تفجير برجي التجارة العالميين.

نشر في جريدة الخليج (الإماراتية) في 29 أيلول/سبتمبر 2021



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دروس التجربة المغربية
- الإختفاء القسري
- صالون 15 في بيروت... لماذا؟
- الملك فيصل الأول والهويات القاتلة
- ايران وشط العرب: صاعق التفجير (5)
- تونس ومفترق الطرق
- تركيا: مشروع الغاب.. للتحكم بمياه سوريا والعراق (4)
- رسائل روسية إلى طالبان
- البارومتر الساخر والمحرّض
- في -مملكة- الجواهري
- السودان: الطريق إلى المصالحة
- العدالة الإنتقالية الدولية
- اليسار أخطأ في نظرته إلى الدين
- الشاعر حسن عبد الحميد ومجموعته الشعرية -حين تنكَرّ الموج ... ...
- أثيوبيا تقفز فوق الحواجز.. فهل تُشعل حرب مياه مع مصر؟(3)
- “إسرائيل” من “الأسلحة في الحرب إلى المياه في السلام”! (2)
- شفرة مقتدى الصدر
- الانتخابات العراقية والخريطة السياسية
- دمينو الشرق الأوسط: حرب المياه متى تنفجر؟
- سعدي يوسف: شاعر الدهشة الأولى والحداثة الثانية


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عبد الحسين شعبان - الإرهاب الدولي : قراءة مغايرة