أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - إلى أين يسير العالم؟















المزيد.....

إلى أين يسير العالم؟


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 7033 - 2021 / 9 / 29 - 15:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم استيفان والت
استاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد
ترجمة عادل حبه

في الخامس عشر من أيلول، كشفت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا عن شراكة أمنية جديدة تسمى AUKUS. الدول الثلاث هي حليفة منذ فترة طويلة، لكن عنوان الشراكة الجديدة هو جهد مشترك لتزويد أستراليا بأسطول من الغواصات النووية المتقدمة. كما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن خطط لتعاون أوسع في مجال الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكونتومية. إن الحقائق الأساسية حول هذه الشراكة بسيطة. لكن الدوافع لها وما تعنيه هي أكثر تعقيداً وتكشف المزيد عن حال عالمنا المتحرك.
أولاً وقبل كل شيء، تعتبر هذه الخطوة صورة كلاسيكية لسياسة "توازن القوى/ توازن التهديد" في موقع التنفيذ. وعلى الرغم من عدم ذكر الصين في أي مكان في الإعلان، إلا أن الأمر لا يتطلب الكثير من العبقرية لادراك أن هذه المبادرة قد اتخذت استجابة لشعور متزايد بالتهديد الصيني على حد رأيهم. وتستند هذه التصورات جزئياً إلى قدرات الصين المتزايدة، بما في ذلك قدرتها على التنبؤ بالقدرات البحرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولكن أيضاً على أساس إعادة النظر بالأهداف في مناطق محددة. إن تجهيز أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية بعيدة المدى وهادئة للغاية سيمكن "كانبيرا" من لعب دور أكثر نشاطاً في المنطقة، إلى جانب أعضاء آخرين في الرباعي (الولايات المتحدة والهند واليابان).
ثانياً، على الرغم من أن ما يحدث هنا هو مجرد إجراء هيكلي بحت (أي مؤشر على التغيرات في ميزان القدرات العامة)، ولكن من نواحٍ أخرى لا تلوم بكين أي طرف سوى نفسها. حتى وقت قريب، كانت وجهات نظر أستراليا حول عواقب صعود الصين غامضة: كان أرباب التجارة يأملون في الحفاظ على علاقات تجارية مربحة مع الصين، وحذر الاستراتيجيون البارزون من أن معارضة قوة الصين المتنامية ليست في مصلحة أستراليا. لكن سلوك الصين العدائي، وخاصة قرارها غير المعقول بفرض عقوبات تجارية رداً على اقتراح أستراليا بإجراء تحقيق دولي مستقل حول أصول فيروس كورونا – أدى إلى تشديد المواقف الأسترالية تجاه الصين. ويضاف إلى ذلك، إعلان الصين غير البناء بأن الولايات المتحدة ليست القوة العظمى الوحيدة القادرة على إتباع السلوك الدبلوماسي السيء.
ثالثاً ، يعد الإعلان خطوة دقيقة إستغرقت عدة سنوات حتى تثمر، فهذا الترتيب الجديد لا يهدد حكومة الحزب الشيوعي في الصين ولا ينوي مواجهة معضلات الاقتصاد الصيني، بحيث يستطيع أن يؤدي إلى فشلها. لكن الإجراءات المعلنة في الخامس عشر من أيلول تعقد جهود الصين للتقدم بإقتدار في البحر والسيطرة على خطوط الاتصالات الرئيسية. وبهذه الطريقة، فإنها تعرقل مساعي الصين المستقبلية لمراقبة الدول المجاورة وتقنعها تدريجياً باتخاذ مواقف أكثر ميلاً للتسوية.
خلاصة القول، إنها خطوة تهدف إلى إحباط أو شل أية جهود صينية مستقبلية لبسط هيمنتها على المنطقة. وعلى هذا النحو، تشير هذه الخطوة أيضاً إلى أن أحد مخاوفي السابقة بشأن احتمالية وجود تحالف متوازن فعال في آسيا ربما لا يكن جدياً كما اعتقدت.
لقد أشرت سابقاً إلى أن مشاكل العمل الجماعي التي تؤثر على معظم التحالفات، خاصة في آسيا، قد تجبر بعض الدول على حل النزاعات بعيداً عن سواحلها ويرجع ذلك جزئياً إلى المسافة البعيدة التي تفصلها. ومع ذلك، في هذه الحالة، لدينا ثلاثة بلدان، واحدة منها فقط تقع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والتي تتخذ خطوات لتسهيل العمليات المتعلقة بالقضايا الإقليمية الهامة. وليس هناك شك في أن مشاكل العمل الجماعي ستستمر، لكن الخطوط العامة لتحالف متوازن أضحت بادية للعيان بشكل متزايد.
رابعاً ، ستكون ردود أفعال اللاعب الثالث حاسمة؛ وليس فقط في الإستعراض في آسيا والمحيط الهادئ. ويقال إن الحكومة الفرنسية "غاضبة" من الصفقة بسبب التزام أستراليا السابق بشراء 12 غواصة تقليدية من فرنسا. في الواقع، لقد ذهبت باريس إلى حد إلغاء حدث كبير في واشنطن للاحتفال بالذكرى الـ 240 للشراكة الفرنسية الأمريكية. كن حذراً عندما يقرر الفرنسيون عدم إستقبال الضيف. ففرنسا طرف قوي لحماية الوضع الأمني الأوروبي (وهو ما تريده إدارة بايدن أيضاً) ، وقد يكون لباريس دور محتمل تلعبه في أجزاء من المحيط الهادي.
ومع ذلك، ستكون ردود الفعل في الداخل أكثر أهمية. السؤال الرئيسي هنا هو هل أن هذا الإجراء يفسر على أنه إجراء متعمد سواء بنعم أم لا، و في الوقت المناسب لأغراض الدفاع الجماعي أو أنه مجرد إستفزاز غير ضروري. وكما ذكرت سابقًا ، فإن القضية الرئيسية في السياسة الإقليمية هي النظر إلى الولايات المتحدة أو الصين على أنهما "يعرقلان السلام" من قبل الدول الآسيوية التي تتوق إلى الحفاظ عليه. إنني أعتقد بأن معظم دول المنطقة ستنظر إلى هذه الخطوة بحسن نية، بالنظر إلى الطبيعة المحدودة نسبياً للمبادرة الجديدة جراء السلوك المتشدد للصين في السنوات الأخيرة.
القضية الأخيرة تتعلق بالبعد النووي. لقد شدد القادة الثلاثة على أن الصفقة تقتصر على نقل تكنولوجيا المحرك النووي (مثل المفاعلات لتأمين حركة الطواقم البحرية)، وليس نقل تكنولوجيا الأسلحة النووية، وأن الغواصات الجديدة لن تكون مجهزة بمثل هذه الأسلحة النووية. ولطالما عرضت أستراليا بقوة الانتشار النووي ودافعت عن استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وقد أكد موريسون على ذلك في تصريحاته.
عد ذاك يبدو أن كل شيء على ما يرام. لكن من الممكن، لاحظ من الممكن، أن يحدث شيء أكثر إثارة هنا. فالمفاعلات المستخدمة في الغواصات النووية الأمريكية تحتاج إلى الكثير من اليورانيوم المخصب، وهذا ما يوفر لأستراليا إمكانية الوصول إلى هذه التكنولوجيا بالتوازي مع جهودها لتوسيع أسطولها. وفيما يتعلق بانتشار الأسلحة النووية، فإنها تعتبر خطوة نحو بنية تحتية نووية أوسع. وهي تعكس الرغبة لدى الولايات المتحدة (وإلى حد ما بريطانيا) في نقل تقنيات شديدة الحساسية إلى الحلفاء المقربين. لذلك نرى في هذه الخطوة مؤشر على أن الولايات المتحدة قد تقلل تدريجياً من معارضتها التقليدية لانتشار الأسلحة النووية إذا لزم الأمر. وهي في موقفها تتطابق مع الاتفاقية النووية المدنية التي عقدتها الولايات المتحدة مع الهند في عام 2005، ومن الممكن أن نرى ترتيب جديد مع أستراليا في هذا الصدد. لكن كيف ستنظر دول أخرى، مثل كوريا الجنوبية واليابان، إلى القرار، وكيف تفسره بكين؟



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جنى الأموال من الحرب في أفغانستان؟
- من ثورة نيسان الى الاحتلال الامريكي لافغانستان
- هيكل التملق في العالم الثالث
- هل ستنجو دولة المخدرات في افغانستان
- أمريكا و -الهزيمة- في أفغانستان
- ايران وافغانستان في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمري ...
- افغانستان والمشروع الامبراطوري الأمريكي
- طالبان في أسئلة وأجوبة
- أفغانستان: مسيرة انتصار طالبان ولغز لعبة الصين الكبرى
- ظام جديد في أفغانستان. لماذا استولت حركة طالبان على أفغانستا ...
- لماذا تقدم الطالبان بسرعة؟
- دور -الخداع والتدليس- في تشكيل نظام ولاية الفقيه!
- -الثوار الملتحون يغادرون الميدان -. هل تبتعد أمريكا اللاتيني ...
- سياسة الولايات المتحدة الخارجية في الشرق الأوسط
- ثورة 14 تموز، ثورة وطية سياسية اجتماعية بحق
- النساء اليهوديات في الحزب الشيوعي العراقي
- الانتخابات الايرانية: مؤشر على تقلص القاعدة الاجتماعية للنظا ...
- تنبأ ألبرت نشتاين يالسقوط -النهائي- لإسرائيل
- فشل بايدن في الشرق الأوسط
- الحكم الاسلامي و -الانتخابات- في ايران


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - إلى أين يسير العالم؟