أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس آل سلمان - الحرب الامريكية - الصينية القادمة ....لكن بحروب الوكالة مع وضع الاصبع على الزناد ...















المزيد.....



الحرب الامريكية - الصينية القادمة ....لكن بحروب الوكالة مع وضع الاصبع على الزناد ...


فارس آل سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7031 - 2021 / 9 / 27 - 17:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكد البنتاغون أن هدف الولايات المتحدة يتمثل في عدم الدخول في حرب مع روسيا والصين، لأن مثل هذه الحرب ستكون مدمرة للعالم بأسره. وقال نائب قائد هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية الجنرال جون هايتن خلال ندوة نظمها معهد بروكينغز، إنه "من الناحية المبدئية نحن لم نحارب الاتحاد السوفيتي أبدا. وبشأن الدول العظمى، فإن هدفنا عدم الدخول في حرب مع الصين وروسيا، لأن ذلك اليوم سيكون رهيبا لبلداننا".
وتابع: "هذا سيدمر العالم والاقتصاد العالمي. وسيكون سيئا للجميع، وعلينا أن نضمن أننا لن نسير في هذا الطريق".
وقال: "حققنا نجاحا لا بأس به في السابق مع الاتحاد السوفيتي، والآن مع روسيا، ونجري مفاوضات معها حول الاستقرار الاستراتيجي للتأكد من أننا نفهم الوضع الراهن. وهذا ليس متعلقا بالمجال النووي فحسب، بل وبالفضاء أيضا".
وخلص إلى القول: "مهما كانت الاختلافات بيننا، لدينا هدف أساسي مشترك، وهو عدم الصدام أبدا، لأن الحرب مع دولة نووية أمر سيء".

ما قاله الجنرال جون هايتن صحيح، فالحرب المباشرة مدمرة و الاطراف الثلاثة يتجنبونها...لكن ماذا بشأن حروب الوكالة؟ و حروب القوة الناعمة ...
ان التحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة الامريكية اليوم لم يسبق ان واجهته خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي. فهي تواجه قوتين عسكريتين نوويتين في آن واحد. كما ان الصين فعلت ما عجز عن فعله الاتحاد السوفياتي، لا سيما باستخدام القوة الناعمة و التسلل الصامت الاقتصادي و التجاري.

لقد نجحت الصين ببسط هيمنتها على بحر الصين الجنوبي من خلال استحداث جزر صناعية و حولتها لقواعد و مطارات عسكرية بما يتماشى مع تأمين مجالها الحيوي و مرتكزات امنها القومي، فضلا عن تطويرها لانواع عديدة من الصواريخ الضاربة البالستية و الكروز و الغواصات غير المأهولة، كما ان تسارع برامجها لبناء حاملات طائرات حديثة و سفن متنوعة مقاتلة و غواصات نووية جعلت من اسطولها الاكبر في العالم عدديا.

بالمقابل هناك حديث عن اعادة الولايات المتحدة تفعيل الاسطول الاول الامريكي ليساعد الاسطول السابع الامريكي العامل في بحار آسيا، فضلا عن تسارع تسليح دول الطوق من اليابان حتى الهند واستراليا لمواجهة التهديد الصيني المتنامي في آسيا.

وهناك مخاوف غربية تفيد ان الصين يمكن ان تحول ميناء غوادر الباكستاني و الذي تستثمر فيه الصين الى قاعدة بحرية متقدمة في المحيط الهندي و بحر العرب. كما سيطرت الصين من خلال الاستثمار على ميناء هامبانتوتا السريلانكي الستراتيجي و القريب من خطوط التجارة الدولية و الذي يتخوف الغرب من ان تحول جزء منه الصين الى قاعدة عسكرية بحرية. وأعرب في حينها بنس نائب الرئيس الامريكي عن قلقه من أن تصبح هامبانتوتا "قاعدة عسكرية متقدمة" للصين. ناهيك عن اعتبار الغرب ان الانقلاب العسكري في (ماينمار) مواليا للصين الامر الذي يربط الصين بطريق بري مع المحيط الهندي.

اما بنغلاديش فوضعها اسوأ، فمع تراكم الديون على الحكومة لتصل لعشرات المليارات من الدولارات، وضعت الصين يدها على أكبر وأهم ميناء بحري فيها وهو مرفأ شيتاغونع.

وشكل التواجد الصيني في سري لانكا ازعاجا للهند المجاورة فضلا عن القلق الذي يشكله تواجد الصين في ميناء غوادر الباكستاني. ويشعر العسكريون والستراتيجيون في الهند بالقلق بشأن أي موانئ جديدة للصين في آسيا ويشتبهون في أن الصين تريد استخدام كل هذه البنى التحتية لأغراض عسكرية ضد الهند في المستقبل.
لذلك باشرت الهند بالتقرب من الولايات المتحدة الامريكية و شرعت ببرامج تطوير اسلحة مشتركة و اجراء مناورات عسكرية مشتركة.
حيث حصلت شركة Dynamatic Technologies of India على عقد لتصنيع أحدث مقاتلة تكتيكية من طراز F-15EX Eagle II
و هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيع هياكل الطائرات لأحدث طراز وأكثرها تقدمًا في الهند. وسيعطي هذا العقد دفعة قوية لبرنامج صنع في الهند (Aatmanirbhar) ويعزز التعاون بين الولايات المتحدة والهند في مجال صناعة الطيران والدفاع. حيث ستقوم Dynamatic بتصنيع هياكل الطائرة هذه من منشآتها التصنيعية في بنغالورو ، كارناتاكا.

ويقول خبراء أن الهدف الأمريكي من تقوية الجيش الهندي هو حصار الصين بقوى كبيرة، و ردم الفجوة التقنية بين الهند و الصين.



بالمقابل و امام هذا التطور الجيوسياسي و العسكري قرّرت الولايات المتحدة الامريكية إدخال جيل جديد حاملات الطائرات من طراز جيرالد فورد ليحل محل حاملات الطائرات من طراز نيميتز تدريجيًا على مدى العقود المقبلة (سيتم بناء 10 حاملات). وسيكلف بناء كل حاملة جديدة 13 مليار دولار، ما يعني أن الولايات المتحدة ستنفق ما يقرب من 130 مليار دولار للحصول على أسطول من هذه الحاملات.

و ضغطت الولايات المتحدة الامريكية على استراليا لالغاء عقد تجهيز 12 غواصة تعمل بالديزل و الكهرباء من فرنسا و استبدلتها بغواصات نووية امريكية ، كما ستزود الولايات المتحدة استراليا بصواريخ كروز أميركية من طراز توماهوك.
و اعلنت اميركا و بريطانيا و استراليا توا اتفاقية امنية تسمى AUKUS
و ستنظر لها الصين على انها محاولة لمواجهة نفوذها الاقليمي المتزايد في بحر الصين الجنوبي و المحيط الهندي و على الاغلب سيكون مقر الغواصات النووية الاسترالية في غرب استراليا او شمالها.

و شجبت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، التي تديرها الدولة الصينية الاتفاقية الثلاثية، وحذرت من الهزيمة المميتة للجيش الأسترالي في مقال افتتاحي نُشر في اليوم الثاني من اعلان الصفقة.
وقالت الصحيفة، المعروفة بهجومها بعبارات عدائية على منتقدي الصين، إن القوات الأسترالية ستكون على الأرجح أولى القتلى. و في الحقيقة ان
الولايات المتحدة الامريكية دعمت استراليا بهذه الغواصات بهدف زيادة قوة الردع النووي فيما لو حاولت الصين احتلال تايوان لا سيما وان هناك دولا في الطوق الامريكي في آسيا قد تحولت الى سياسة متعددة النواقل مثل الفلبين و تايلند و تنامي التأثير الصيني عليهما.

استمر إنفاق الصين الدفاعي في الازدياد خلال 26 سنة خلت، الامر الذي حول جيشها (جيش التحرير الشعبي) إلى قوة قتالية حديثة. تنفق بكين حاليا على دفاعها نحو 252 مليار دولار سنويا، بارتفاع بنسبة 76 بالمئة منذ 2011، ما يتيح لها إبراز قوتها في أنحاء المنطقة وتحدي التفوق الأمريكي بشكل مباشر.
لكن الإنفاق الدفاعي يتزايد أيضا في أستراليا والهند واليابان وكوريا الجنوبية وأماكن أخرى. و يقول مايكل شوبريدج، المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية الأسترالية، ويعمل الآن لدى "المعهد الأسترالي للسياسات الإستراتيجية" إن الإنفاق هو رد فعل مباشر على الصين.

كما يقول إن "التنافس العسكري الحقيقي هو بين الصين وشركاء آخرين يريدون ردع الصين عن استخدام القوة". ثم يتابع "رد الفعل هذا تزايد وخصوصا منذ تولي شي (جينبينع) الرئاسة. من الواضح أنه مهتم باستخدام جميع القوة التي تكتسبها الصين بطريقة قسرية وعدوانية".
قرابة 20 بالمئة من الإنفاق الدفاعي للمنطقة حاليا هو على المشتريات، وخصوصا شراء أصول بحرية وأسلحة ردع بعيدة المدى مصممة لإقناع بكين، أو أي خصم آخر، بأن تكلفة الهجوم باهظة جدا.

ويشير شوبريدرج إلى قرار أستراليا امتلاك ما لا يقل عن 8 غواصات أمريكية تعمل بالدفع النووي وعدد غير محدد من صواريخ كروز طراز توماهوك. ويعتبر أن "الجميع يركز على رفع تكاليف الانخراط في نزاع عسكري بالنسبة للصين". ويضيف أن حتى ما تنفقه كوريا الجنوبية "يجري بدافع من الصين و من كوريا الشمالية... لا يوجد تفسير لقرار (سيول بناء) حاملة طائرات بمعزل عن كوريا الشمالية". وعلى غرار ذلك فإن تحديث الهند لجيشها يدفعه بوضوح تنامي القوة العسكرية للصين.
أما الصين، المولعة بوصف علاقتها بالولايات المتحدة بأنها "تنافس بين قوى عظمى"، فإنها تتهم الولايات المتحدة بتأجيج سباق التسلح. 

وإذا ما كانت الخشية من الصين هي القوة المحركة للإنفاق الدفاعي الإقليمي، فإن الولايات المتحدة تبدو سعيدة في تسريع العملية ومساعدة حلفائها الإقليميين في تعزيز قوتهم.

وهناك ساحة مواجهه ثانية في افريقيا اذ يلاحظ زيادة النشاط الروسي ضد المصالح الفرنسية في افريقيا الوسطى و مالي و نيجريا و غيرها،
بالمقابل يزداد النشاط الامريكي في القارة من خلال القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا التي تتخذ من قاعدة شتوتغارت في ألمانيا مقرا مؤقتا لها.
و قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إن الولايات المتحدة ستواصل تقديم الدعم للعمليات الفرنسية لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، مثنيا على الدور الذي تلعبه باريس في هذه المنطقة، مضيفا أنه تم في السابق دعم جزء من العمليات في تلك البقعة، ويجري البحث عن طرق لجعل هذا الدعم أكثر فعالية.
بمعنى آخر تطييب خاطر و اعادة نصح وللتذكير بان فرنسا مازالت بحاجة للحليف الامريكي في افريقيا للدفاع عن نفوذها في مستعمراتها السابقة امام الزحف الروسي في مالي وافريقيا الوسطى وغيرها.

وبرز التحدي الصيني في افريقيا في اول قاعدة عسكرية صينية في الخارج في جيبوتي و التي تتحكم بمضيق باب المندب و البحر الاحمر. فضلا عن تزايد النفوذ الاقتصادي و العسكري الصيني في شرق و ووسط و غرب القارة الافريقية. وهذا دفع الولايات المتحدة الامريكية للقلق من الأنشطة الصينية في الموانئ البحرية للدول المتحافة مع اميركا، بسبب التهديدات و المخاطر التي تشكلها على قوتها البحرية.


وفي عام 2015 أصدرت الصين قانونًا يسمح بنشر قوات «جيش التحرير الشعبي (PLA)» وقوات الأمن الأخرى في الصين، بما في ذلك الشرط الشعبية المسلحة، إلى ما وراء البحار. 
بعدها بعامين، فتحت بكين أول قاعدة بحرية خارجية في جيبوتي. وفي يوليو 2018، شيد جيش التحرير الشعبي الصيني مرافق إضافية في القاعدة. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) أجرى الجيش الصيني مناورات حربية حية هناك، باستخدام مركبات قتال مدرعة ومدفعية ثقيلة، وهي المرة الأولى التي تجري فيها بكين مناورات على هذا النطاق على أرض أجنبية. وفي الشهر ذاته، أجرت طائرات الهليكوبتر التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني تدريبات ضخمة لإجلاء ضحايا الحرب من فرقاطة قبالة ساحل جيبوتي، وهو ما يسلط الضوء على قدرات الصين الجوية والبرية المتطورة في المنطقة، بالإضافة إلى أصولها البحرية.

وتشغل الكيانات الصينية الحكومية 11 من أصل 46 ميناء، هي موانئ أفريقيا جنوب الصحراء، تقع 7 منها على الساحل الغربي، و 4 على الساحل الشرقي. 
وعلى سبيل المثال لا الحصر، تجمع القوات البحرية الناميبية والصينية علاقة عسكرية خاصة ترجع إلى دعم الصين لحرب استقلال ناميبيا ضد جنوب أفريقيا. وبعض الأصول البحرية الأكثر تطوراً في ناميبيا تحمل البصمة الصينية، بما في ذلك طائرتا دورية بحريتان تسلمتهما في أكتوبر (تشرين الأول) 2017.
و يعد خليج (والفيس) في ناميبيا مركزًا إستراتيجيًا على طول طريق الحرير البحري، شهد العديد من زيارات الجيش الصيني والتدريبات البحرية في السنوات الأخيرة. وتكهنت الصحافة الناميبية بأن الصين تسعى إلى تدشين منشآت بحرية في خليج (والفيس) على غرار جيبوتي، مشيرة إلى أوجه التشابه مع الطريقة التي استخدمتها الصين للحصول على قاعدة في جيبوتي.
كما تشاركت الصين وصندوق الاحتياطي العام للدولة في سلطنة عمان في تمويل إنشاء ميناء (باجامويو ومنطقة اقتصادية خاصة بتكلفة 10 مليارات دولار) في تنزانيا. و سيكون أكبر ميناء للحاويات في أفريقيا خلال السنوات العشر القادمة. 
هذه الشبكة من الموانئ والبنية التحتية صينية الصنع، على طول سواحل أفريقيا الشرقية والغربية والجنوبية، جعلت بكين لاعبًا رئيسيًا في افريقيا و تسمح ملكية أو تشغيل الموانئ للصين بجمع المعلومات الاستخباراتية، ومنع الخصوم الدوليين (خاصة الولايات المتحدة) من الوصول إلى الأراضي أو الخدمات (مثل ميناء جيبوتي)، ونشر السفن العسكرية.
وتوفر المعرفة الفنية والخبرة في تشغيل الموانئ المنتشرة في أنحاء المنطقة عمقًا إستراتيجيًا للصين يمكنها من نشر أسطولها البحري وتزويده بالوقود والدعم اللوجستي خلال فترات النزاع. 

و ضمنت الصين حق إرساء السفن العسكرية في سيشيل من خلال اتفاقية عسكرية ثنائية منفصلة. ذلك أن حقوق التشغيل التقليدية لا تجبر أي حكومة أفريقية على السماح للسفن العسكرية الصينية بالرسو في مياهها.

و تحاول الصين السيطرة على ميناء مومباسا في كينيا في ظل تعثر الحكومة الكينية عن سداد ديونها المتراكمة بالمليارات لبنك صيني. وتصنف كينيا من بين البلدان الأكثر تعرضًا لخطر فقدان الأصول الإستراتيجية لصالح الصين، فضلا عن امكانية سيطرة الصين على ميناء (دوراليه) متعدد الأغراض الأكثر أهمية في المنطقة، نظرًا لقربه من نقطة تفتيش بحرية وقاعدة عسكرية أمريكية.
و دخلت الشركتان الفرنسيتان Bolloré وCMA-CGM في شراكة مع (تشاينا ميرشانتس – China Merchants) و(مجموعة ميناء الصين – China Harbour Group) في تطوير الموانئ في نيجيريا والكاميرون وأماكن أخرى (مقابل سماح فرنسا للصين بالعمل في جيبوتي المستعمرة الفرنسية السابقة) وهذا عزز موقف فرنسا التي ضاعت في تنافس مع دول الاتحاد الاوربي، و قبلت ان تحصل شركاتها على عقود كمقاول ثانوي من الشركات الصينية كما حصلت على عقود من ايران، و اصبحت فرنسا اقرب الى الصين وايران في العراق محاولة الحصول على عقود كبيرة لدعم اقتصادها بعد ان خسرت معظم اسواقها في العالم الثالث.

تزامن ذلك مع محاولات تجريد فرنسا من مستعمراتها في افريقيا مما دفع روسيا الى المشاركة في الحصول على جزء من تركة فرنسا في افريقيا في مالي و نيجريا و افريقيا الوسطى و غيرها (حسب الاتهامات الفرنسية لروسيا).

الساحة الثالثة هي اوربا.... حيث كانت اليونان بين فكي كماشة أزمة الديون السيادية الأوروبية، لذا باعت اليونان إشرافها الكامل على ميناء بيرايوس الى شركة مملوكة للحكومة الصينية، بموجب الصفقة حصلت الصين على الميناء مقابل 430 مليون دولار. و جعلته الصين سابع أكثر موانئ الحاويات ازدحاما في أوروبا بعد ان كان تسلسله 15. و حولته الى بوابة التصدير الرئيسية الصينية إلى الاتحاد الأوروبي وتديره شركة كوسكو شيبينغ الصينية المملوكة للدولة الصينية.
و تحاول الصين السيطرة على ميناء ترييستي في ايطاليا المهم ستراتيجيا للصين اذ سيربط البحر الأبيض المتوسط ​​بالدول غير الساحلية، مثل النمسا والمجر وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وصربيا، وكلها أسواق تأمل الصين الوصول إليها من خلال برنامج الحزام والطريق.
كما تحاول الصين السيطرة على ميناء(بار) في جمهورية الجبل الاسود
و الذي سيسهل لها نقل بضائعها إلى صربيا عبر الطريق السريع الذي تم بناؤه بقروض صينية ثم تدخل سوق الاتحاد الأوروبي.
فضلا عن محاولات الصين للسيطرة على مواني اوربا الغربية الرئيسية رغم تحذيرات الولايات المتحدة للحكومات الاوربية.
و ردا على ذلك قررت البحرية الأمريكية اعادة تشكيل الأسطول الثاني لمواجهة النفوذ الروسي الذي أصبح قويا مؤخرا في بحر الشمال و النفوذ الصيني في موانيء اوربا الغربية (تم تفكيك الاسطول الثاني عام 2011 للاقتصاد بالنفقات). و سيكون مسؤولا عن الدفاع عن الساحل الشرقي الأمريكي وشمال الأطلسي للضغط على روسيا في بحر الشمال و المحيط المنجمد الشمالي الذي اصبح ممرا ملاحيا تجاريا بسبب ذوبان الثلوج نتيجة الاحتباس الحراري فضلا عن مواجهة سيطرة الصين على بعض موانيء اوربا الغربية.


اما الساحة الرابعة فهي منطقة الخليج و الشرق الاوسط و التي تتحكم بمفاتيح اوربا جيوسياسيا.
حيث استحوذت الصين على ميناء كومبورت، في بحر مرمرة شمال غرب تركيا، الذي يعد ثالث أكبر ميناء فيها مقابل مليار دولار، وذلك لتقديم خدمات ملاحية ولوجيستية للسفن المارة، كما استحوذت أيضاً على ميناء أمبارلي في إسطنبول. و بذات الوقت نجحت روسيا بالسيطرة على ميناء طرطوس السوري، و القرم في البحر الاسود.

كما نجحت الصين بالتسلل باستخدام القوة الناعمة و لا سيما استثمارها لميناء حيفا الذي يعد اهم ميناء شرق المتوسط للدعم اللوجستي للاسطول السادس الامريكي حيث استثمرت الصين 1.750 مليار دولار في ميناء حيفا في فلسطين المحتلة الامر الذي احرج الجانب الامريكي كثيرا.
لقد اثار استيلاء الصين على ميناء حيفا، أكبر الموانئ الإسرائيلية وأكثرها ازدحاماً، القلق على المستوى الداخلي، و زاد الاهتمام الدولي بأهداف الصين من مبادرة الطريق والحزام التي قد تتجاوز كونها مجرد مبادرة تجارية بل هي غطاء لتعزيز سيادتها عسكرياً وتكنولوجياً. اذ يعد ميناء حيفا اهم موقع بحري ستراتيجي في اسرائيل، حيث يضم قاعدة الأسطول البحري الإسرائيلي الرئيسية، وقاعدة لوجستية للاسطول البحري الأمريكي السادس. وقد اعرب العديد من القادة الامنيين الإسرائيلين (رفضوا الكشف عن هوياتهم للصحافة) عن قلقهم من سيطرة شركة حكومية صينية على الميناء الامر الذي يوفر امكانية الرصد و التجسس طويل الأمد على الاسطولين الإسرائيلي والأمريكي.

وكان الرئيس الصيني قد قال في مؤتمر قمة الإبداع بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بكين منذ عامين "إسرائيل هي شريكة الصين في الإبداع والابتكار".
اما نتنياهو فقد أكد ذلك مرة أخرى في مؤتمر قمة الإبداع اللاحقة في تل أبيب مع نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان حيث صرح فيها بأن "السلام لا ينفصل عن الإبداع والابتكار".

لقد اعتبرت الصين إسرائيلَ بؤرةً للابتكار التكنولوجي في الشرق الأوسط، وهو ما حفّز استثمارها ملايين الدولارات في مشروعات البنية التحتية فيها، وعلى الرغم من الترحيب الإسرائيلي الرسمي باستيلاء شركات صينية على مشاريع البنية التحتية الأكثر ستراتيجية في إسرائيل، كانت هناك تخوفات من انتقال المعرفة التكنولوجية know-how من اسرائيل إلى الصين، وعلى وجه الخصوص تقنيات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي. ولقد حذرت واشنطن بشكل غير رسمي من احتمالية استغلال الصين سيطرتها على مشاريع البنية التحتية الإستراتيجية، من بينها ميناء حيفا، لكي تُجبر الشركات الاسرائيلية فيما بعد على نقل المعرفة التكنولوجية لها أو على الأقل للعاملين في تلك المشاريع.

جاء الرد الامريكي على سيطرة الصين على ميناء حيفا و على ميناء بيرايوس اليوناني بتوقيع اتفاقية التعاون الدفاعي المتبادل الجديدة (MDCA) بين أثينا وواشنطن،
حيث سيتم إنشاء قاعدة بحرية في سودا في جزيرة كريت تكون بديلة عن ميناء حيفا كميناء دعم لوجستي في شرق المتوسط للاسطول السادس الامريكي وبذلك سيمتلك القدرة على خنق بحر ايجه و سواحل ليبيا وكل منطقة شرق المتوسط. كما ان هناك مفاوضات بين الجانبين لدمج المرافق الجوية والبحرية في جزيرة سكيروس، والتي ستكون القوات المسلحة الأمريكية قادرة على استخدامها بالتناوب أو على أساس ثابت. و تعتبر سكيروس Skiros أولوية لأثينا نظرًا للموقع الستراتيجي الذي تحتله في قلب الدفاع اليوناني. اذ تقع شمال بحر ايجه مقابل ميناء ازمير التركي. و سيتم الانتهاء من الفصل الأخير من المفاوضات في 14 تشرين 1/أكتوبر، عندما يتوجه وزير الخارجية نيكوس ديندياس إلى واشنطن للتوقيع على اتفاقية MDCA. وستتزامن زيارة دندياس إلى واشنطن ، من بين أمور أخرى ، مع الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة واليونان.

اما في بقية اصقاع العالم فقد وقعت شركة صينية عقد إيجار مدته 99 عاما لميناء داروين الأسترالي في عام 2015، ويذكر أن 2500 من مشاة البحرية الأمريكية يتمركزون في داروين. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015 وقعت الصين عقدا لاستئجار ميناء دارفين الذي يقع في شمال أستراليا ويعتبر "بوابة آسيا".
وتتطلع إحدى الشركات الصينية إلى تشييد مستودع الحاويات في ميناء سيدني الكندي ( ليس سدني الاسترالية).

يلاحظ انه في الوقت الذي تستخدم اميركا القوة العسكرية لفرض نفوذها وهيمنتها فان الصين تستخدم القوة الناعمة لغزو البلدان الأخرى حيث تستخدم المال كاداة سواءا بتمويل المشاريع كديون أو استخدامه مباشرة للحصول على أسلحة. و تحقق هذه الموانيء عوائد مالية و جيوسياسية كبيرة للصين فضلا عن انها خطوات مهمة لتنفيذ مبادرة "الحزام والطريق". لقد انفقت الصين في مشروعها الضخم "مبادرة الحزام والطريق" 1 تريليون دولار فى مساعدات البناء والاستثمارات فى أكثر من 100 دولة حول العالم. وكان الاستثمار الاكبر في باكستان ونيجيريا، بهدف توسيع قوة بكين الجيوسياسية والوصول إلى الموارد الطبيعية مثل المعادن والنفط.

و اكد “الكتاب الأبيض”، لعام 2019، على دور الجيش في حماية مصالح ما وراء البحار Overseas Interests للصين، باعتبارها جزءاً لا يتجزّأ من مصالح البلاد الحيوية والاستراتيجية.
وهنا اصبح للجيش الصيني مهام وواجبات لتطوير آليات تدخله الأمني والعسكري و تنويع و تطوير أدواته لحماية “الحقوق والمصالح المشروعة للشعب الصيني في الخارج”، في مسرح العمليات من جنوب شرق آسيا، مروراً بالخليج العربي والمحيط الهندي (عبر ميناء غوادر)، والبحر الأحمر (عبر قاعدتها العسكرية في جيبوتي) وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط وميناء حيفا.
هذا الموضوع أثار المخاوف بشأن إمكانية استخدام بكين لتلك الموانئ، التي تديرها أو تملكها في الخليج العربي شرق البحر الأبيض المتوسط، من أجل خدمة مصالحها الاقتصادية والتجارية، وكذلك مصالحها العسكرية.

كانت الصين تلتزم سياسة خارجية مهادنة في السابق، واتبعت ما هو معروف بـ"نظرية دينغ شياو بينغ" أو نظرية "دينغ" التي تنص على الآتي، "لا تُظهر قوتك، واكسب الوقت"، لكن كان هذا الهدف مرحليا، اذ تعتبر الصين اليوم نفسها قد اصبحت قوة اقتصادية و عسكرية كبرى تبحث عن مجالها الحيوي و طورت ستراتيجيتها لمحاكاة واقع يفرض وجوده على الساحة السياسية ويغيّر الأعراف الدولية. تزامن ذلك مع السماح بولادة الطفل الثالث في الصين بهدف تجديد شباب المجتمع و توفير قوة قتالية بشرية شابة متنامية تتماشى مع الخطط الصينية الهادفة الى قوة عالمية ضاربة في المجال الاقتصادي و العسكري و البشري.

نظرية دينغ وضعت ستراتيجية مرحليه للوصول الى الهدف الاكبر و هو سيطرة الصين الاقتصادية والسياسية على العالم بعد نصف قرن من الزمان، النبوءة التي تنبأ بها دينغ شياو بينغ، قائد جمهورية الصين الشعبية، منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، حيث ينتهي نصف القرن المذكور عام 2028.

نجحت الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق خلال السنوات الماضية في تعزيز وجودها الستراتيجي حول العالم، لتهيمن على البحار والمحيطات لأغراض مختلفة، وهو ما أثار القلق حول نية الصين تحويل تلك الموانئ المُسيطر عليها إلى قواعد عسكرية.

بالمقابل هناك دول تحسست من المشاريع والخطط الصينية وعلى سبيل المثال الغت سيراليون مشروعًا بتمويل صيني بقيمة 400 مليون دولار لبناء مطار في البلد الواقع غربي أفريقيا، ونقلت وسائل الإعلام المحلية أن وزير الطيران كابيني كالون قال إن الرئيس الحالي جوليوس مادا بيو يرى أنه "لا حاجة لبناء المطار".
جوليوس لم يكن الوحيد الذي استشعر خطر "فخ الديون الصيني" فقد حذّر خبراء أفارقة بارزون أيضا من أن الصين قد توقع الدول الأفريقية في فخ الديون، من خلال منحها قروضاً ثقيلة قد لا تتمكن من سدادها، وأن بكين إذا ما استمرت على هذا النهج قد تبدأ التأثير على القرارات الاقتصادية والسياسية لبعض الدول الأفريقية.

كما ان استبعاد الاخوان من حكم مصر ودعم نظام الرئيس السيسي و مساعدته بصورة غير مباشرة لخلق تنمية مستدامة في مصر، هدفه الحد من النفوذ الصيني الزاحف تجاه قناة السويس و تحرير مصر من فخ الديون و تعزيز نفوذها الاقليمي حتى على حساب اسرائيل و منحها عقود بقيمة تتجاوز 33 مليار في اعادة اعمار ليبيا. فضلا عن دعم اعادة مهاتير محمد للسلطة في ماليزيا ووقوفه ضد النفوذ الصيني، اذ الغى الكثير من المشاريع التي منحها سلفه للصين.

تقدر ديون الصين لجزر المالديف بمبلغ 1.3 مليار دولار (أي أكثر من ربع إجمالي الناتج المحلي السنوي) وقد استأجرت بكين إحدى جزرها لمدة 50 عاما وبعد استلام إبراهيم صلح الرئاسة أخذ على عاتقه مراجعة الإتفاقيات مع الجانب الصيني، ووصفها بأنها مشروع للـ"استيلاء على أراضي الدولة".

لذا من متطلبات الامن القومي الامريكي ان تنشيء خطوط صد قوية في آسيا و الشرق الاوسط لاعاقة المشروع الصيني الزاحف بعدة اذرع برا و بحرا.
خط الصد الاول هو دول الطوق البحري القديم الممتد من اليابان مرورا بكوريا الجنوبية، تايوان، تايلند، الفلبين، اندونيسيا، ماليزيا وتم ضم فيتنام له موخرا. وقد نجحت الصين في استقطاب من يحكم تايلند و الفلبين حاليا، و هذا يلزم واشنطن لاعادة الحكم لشخصيات تخدم مشروعها في تايلند و الفلبين و حتى في ماينمار.
و قبل ايام قامت الولايات المتحدة الامريكية بدعم استراليا بغواصات نووية و صواريخ كروز امريكية متطورة (تم الغاء عقد مع فرنسا لتجهيز غواصات تعمل بالديزل و الكهرباء) لتكون خط الدفاع الثاني المساند لخط الصد الاول وخط الصد الثاني الذي سنذكره في ادناه.
واستضافت واشنطن قمة رباعية مع زعماء أستراليا والهند واليابان. وهي تأتي ضمن والحوار الأمني الرباعي المعروف بـ"كواد"
وسلطت المجموعة الضوء على دورها في حماية منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ.

ويقول المراقبون إن القمة خطوة جديدة في محاولة لدعم الوجود الأمريكي في آسيا، ومواجهة تنامي النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري الصيني.

 و قال شا زوكانغ سفير الصين السابق لدى الأمم المتحدة لشؤون قضايا نزع السلاح، أنه يجب على بلاده التخلي عن التزامها بسياسة رفض توجيه الضربة النووية الاولى التي التزمت بها منذ عام 1968. لترد بهذا الشكل على ظهور التحالفات الإقليمية المناهضة للصين، وعلى الحشد العسكري الأمريكي في الشرق.
وأضاف الدبلوماسي الصيني السابق، أنه يجب على بكين وواشنطن الاتفاق على عدم استخدام الطرفين للأسلحة النووية، أو يجب أن تتوقف الولايات المتحدة عن تنفيذ تدابير خاملة لتقويض فعالية القوات الاستراتيجية الصينية، و"حتى حدوث ذلك، يجب التخلي عن الالتزام بعدم توجيه الضربة الأولى من جانبنا".
وتابع شا زوكانغ: " يتزايد الضغط الاستراتيجي على الصين - وشكلت الولايات المتحدة تحالفات عسكرية جديدة، وهي تعمل في نفس الوقت على تعزيز وجودها العسكري بالقرب من الصين، ولا شك في أن التخلي عن الالتزام بعدم توجيه الضربة الأولى، سيجعل الصين تشغل مكانة التفوق الأخلاقي في الساحة الدولية ".


خط الصد الثاني هو الهند لما يمكن ان تلعبه في توازن الثقل البشري مع الصين لكنها متخلفة تقنيا عن الصين في العديد من الخطوات، لذا شرعت الولايات المتحدة الامريكية بتنفيذ برامج تطوير تسليحية مشتركة مع الهند لنقل سر المعرفة و نقل التكنولوجيا بهدف ردم الهوة مع الصين.


و سيكون العراق خط الصد الامريكي الثالث في المنطقة ليوقف الزحف الصيني بعد ان اخترقت الصين دول الخليج العربي و تتطلع للسيطرة على ميناء الفاو العراقي و على شبكة سكك حديد العراق وصولا الى البحر الابيض المتوسط.
وكانت الصين قد وقعت اتفاقا مع امير الكويت الراحل صباح احمد جابر الصباح منح الصين هيمنة اقتصادية و (عسكرية غير مباشرة على شمال الكويت و جزرها) و تم تجميد الاتفاق بضغوط امريكية و تم اجبار الكويت عن التخلي عن اكمال ميناء مبارك المقابل و المنافس لميناء الفاو العراقي. و تعيد الصين اليوم المحاولة مع الكويت من خلال عرض الصين على الكويت قرضا بـ16 مليار دولار لتمويل مشروع مدينة الشقايا الاقتصادية مقابل إقرار الحكومة الكويتية بعض التشريعات أو التعديلات القانونية التي تضمن استقرار المشروع بعيدا عن التعثر سياسيا و ضمان استقلالية وعمل المستثمر الأجنبي فضلا عن منح الممول الصيني الحصرية في بعض الصناعات التي سيسعى إلى توطينها في الكويت.


تعاني الولايات المتحدة الامريكية من تحديات كبرى في منطقة الشرق الاوسط حيث انخرط اليمين المتطرف الاسرائيلي بسلوكيات اضرت بمصالح الامن القومي الامريكي خصوصا بعد ان انتهت الحرب الباردة بهزيمة الاتحاد السوفياتي و انتهى دور اسرائيل كحليف ستراتيجي حيث اصبحت مجرد حليف اقليمي لا سيما بعد ان احتلت الولايات المتحدة العراق الذي يعد مفتاح التحكم جيوسياسيا بالمنطقة فضلا عن توفر العديد من الموارد فيه منها قوته البشرية و ثرواته التي تؤهله ليكون شريكا اقتصاديا وعسكريا قويا للولايات المتحدة الامر الذي لا يتوفر في اسرائيل التي مارست سياسة الابتزاز مع اميركا منذ مقتل رابين و فضيحة لونسكي مع الرئيس كلنتون. فردت اميركا بغض النظر عن حزب الله في لبنان كي تروض اليمين المتطرف الاسرائيلي. و مؤخرا منحت اسرائيل ميناء حيفا للصين الامر الذي اجبر اميركا على اتخاذ ميناء بديل لاسطولها في شرق المتوسط في جزيرة كريت اليونانية.
و جاء الرد الامريكي غير المباشر بغض الطرف لتسلح حماس و التي حطمت اسطورة الدفاع الاسرائيلية و منظوماتها الصاروخيه.
كما قامت الولايات المتحدة بدعم مصر بشكل غير مباشر لتصبح اقوى قوة اقليمية في البحر الابيض المتوسط بعد تركيا متخطية اسرائيل بمراحل (تركيا11عالميا، مصر 13، ايران 14، السعودية 17، و اسرائيل 20 حسب موقع غلوبال فاير باور - تسلح تقليدي) . وهذا انعكس على الانتخابات الاسرائيلية وتم ازاحة نتنياهو و يحاول رئيس الوزراء الجديد ووزير دفاعه غانتس اصلاح العلاقات مع اميركا حيث شدد الاخير على متانة العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة، عقب مصادقة مجلس النواب الأمريكي على تخصيص مليار دولار إلى تل أبيب لتمويل منظومة "القبة الحديدية".

وقال غانتس بأن التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة مبني على روابط عميقة بين الأجهزة الأمنية استنادا إلى المصالح الأمنية والقيم المشتركة، مضيفا: "هذا ما كان وسيظل إلى الأبد".
وأعرب الوزير عن قناعته بأنه "ليس بإمكان أي شيء تقويض العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة".
وشدد غانتس في الوقت نفسه، على ضرورة أن يحافظ الجيش الإسرائيلي على مكانته كأقوى جيش في المنطقة.

كما تواجه الولايات المتحدة خيانة الحلفاء (من وجهة نظرها) فبعد خيانة اسرائيل جاءت خيانة فرنسا التي تتقرب من الصين وايران محاولة تكريس نفوذها السياسي في شرق البحر الابيض المتوسط وشمال افريقيا
و صرحت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي: "ان هدف الناتو الاساسي هو حماية اوربا وليس مواجهة الصين" و صرح ايضا المستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر ان المانيا لا تشارك في حرب تجارية مع الصين باي شكل من الاشكال او فرض قيود ضد الصين. و يضاف الى ذلك موقف المانيا المؤيد و المتحدي لواشنطن بخصوص مشروع السيل الشمالي 2 مع روسيا. كل ذلك اجبر واشنطن للاعتماد على الذات حيث تخطط لاقامة نظلم دفاعي جديد في القطب الشمالي لضمان وجود امريكي شامل في المنطقة.

منحت الولايات المتحدة الضوء الاخضر لدول اقليمية كي تلعب دورا اكبر في المنطقة مثل تركيا و السعودية، لكن ايران نجحت في نقل المعركة الى خارج ارضها(و ترى بعض الدول الاوربية ان هذا من حق ايران في حال كونها تدافع عن نفسها) و نجحت ايران ايضا ببسط نفوذها وهيمنها في الاقليم خصوصا بعد التدخل الروسي في سوريا. فهي تسيطر على مضيق هرمز، و بسطت نفوذها على مضيق باب المندب، و احرجت الاميركان في العراق و لبنان بل و تحاول طردهم. كما منحت ايران عقودا بمئات المليارات للشركات الاوربية بهدف ربط مصالح هذه الدول بمصالحها الستراتيجية وبذات الوقت ترتبط ايران بعلاقات قوية مع روسيا والصين. وتحاول ايران لعب دور الشرطي او الحارس لمشروع الحزام والطريق الصيني خصوصا بعد ان انضمت الى محور الدفاع الاسيوي الذي تقوده روسيا و الصين كما انضمت ايران الى التحالفات التجارية و الاقتصادية التي تقودها روسيا والصين ومنها اتفاقية شنغهاي للتعاون. وجاء انضمام ايران ليدعم الاتفاق الستراتيجي الصيني -الإيراني، الذي تمَّ التوقيع في 27 آذار/مارس الماضي و هي اتفاقية مدتها 25 عاماً بين البلدين، تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والصناعية و غطت ايران والعراق.
وتخدم هذه الاتفاقية البلدين، إذ تضمن للعملاق للصين مزيداً من النفوذ و ترسيخ وجوده في الخليج و العراق والشرق الاوسط وهذا يدعم دور الصين و نفوذها على الساحة الدولية.
كما أنها تضمن لإيران التحرر من العقوبات الامريكيه، وتضمن سوقا لانتاج ايران النفطي الذي منعت اميركا دول العالم من شرائه وستقوم الصين بمساعدة ايران لتحديث بنيتها التحتية و مرافئها بما يتيح للصين استخدامها براً وبحراً لتصدير منتجاتها نحو شرق المتوسط، ثم إلى اوربا و افريقيا. وتسعى اميركا لقطع طريق صادرات الصين البري والبحري نحو الغرب، وتهديد أمنه بإشعال الحروب والاضطرابات الأمنية. 
و قد صرّح الرئيس الإيراني "إيران يمكن أن تكون حلقة وصل لأوراسيا عبر ممر يربط الشمال بالجنوب".

لحد الان نجحت ايران في المحافظة على هذا التوازن و هو مغازلة اوربا و بذات الوقت توقع اتفاقا يسمح للصين من خلال ايران بالهيمنة على العراق اقتصاديا وعلى منطقة الخليج والبحر الاحمر و شرق المتوسط.

اي ان الصين تتحرك باتجاه العراق مباشرة و عندما تم صدها عن ميناء الفاو ، استخدمت ورقة الكويت، و عندما جمدت هذه الورقة ناورت الصين عبر ايران.
تحتاج الصين لنفوذ قوي في العراق لحماية استثماراتها في حقول النفط العراقية فضلا عن كون العراق عقدة المواصلات التي تربط الخليج العربي باوربا و افريقيا.
لذا اصبح العراق حجر الزاوية الذي يجب ان تدافع عنه الولايات المتحدة الامريكية (من وجهة النظر الامريكية) و الذي اذا فقدته سيتم اقتلاعها من سوريا و لبنان و الاردن و من دول الخليج العربي بالكامل لا سيما وانها لم تعد تثق باسرائيل رغم محاولات رئيس وزراء اسرائيل الجديد اعادة بناء ما خربه سلوك نتنياهو المتطرف.
وهذه الحقيقة لا تغيب عن انظار المخططين الستراتيجيين الاميركان و لكن حسابات الحقل غير حسابات البيدر.

و تستمر لعبة لي الاذرع بين اميركا و الصين وروسيا، في حين يرزح العراق تحت صراع الهيمنة الايرانية و الامريكية و يعاني شعبه من برامج التجهيل و التهميش و الفساد المالي و الاداري من منظومة احزاب فشلت في ادارة واحد من اغنى عشرة بلدان في العالم و هذا يجعلنا نصب اللوم على الادارة الامريكية لانها بدلا من ان تغير نظام حكم كما ادعت، قامت بهدم كيان الدولة و مرتكزاتها و سمحت نتيجة اخطائها للدول الاقليمية بما فيهم حلفائها ان يحاربوا مشروعها في العراق لتكون الخاسر الاكبر بعد الشعب العراقي.

العراق هو الجائزة الكبرى في المنطقة جيوسياسيا و عسكريا و اقتصاديا
لكنه لقمة صعبة البلع و ان قمت بقضمها.
من يريد الاحتفاظ بالعراق عليه ان يتحالف معه لا ان يحتله، ان يتخذ منه حليفا ستراتيجيا، لا ان يجعله تابعا او مستعمرة او ضرعا يدر نفطا.
فشلت اميركا في احتواء العراق و فشلت ايران ايضا لانها اتخذت من العراق مستعمرة و دجاجة تبيض ذهبا، و خسرت شيعة العراق قبل سنته.
وهذا فشل ستراتيجي لدولة مؤسسات اتخذت من الدين و الشعارات المذهبية برقعاً لتسويق نفسها و تحقيق اهدافها القومية في الاقليم رغم نجاحها الباهر تكتيكيا.

لننتظر و نرى نتائج لعبة ليّ الايدي و عض الاصابع بين القوى الكبرى ...



#فارس_آل_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة تصفية الشركات العراقية المملوكة للدولة
- صناعة التفاهه و النفايات الفكرية
- الصراع النفطي الخليجي و اتفاقية اقامة منطقة تجارة حرة بين حك ...
- الصناديق السيادية و دورها في التنمية الوطنية
- تقييم الاطار العام لخطة التنمية الوطنية العراقية 2018-2022
- الثورة الصناعية الرابعة ... و تحديات الوجود
- التنافسية.....و دور الحكومات
- الحوكمة ... الطريق لتحقيق النجاح
- ترامب ... الهيمنة و الحرب الاميركية المنسية
- البعد الاقتصادي و الامن الوطني
- تاريخ العراق يعيد نفسه
- افكار حول تحديد هوية الاقتصاد العراقي


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس آل سلمان - الحرب الامريكية - الصينية القادمة ....لكن بحروب الوكالة مع وضع الاصبع على الزناد ...