أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - حنان الزريعي - الشاعر صالح قادربوه أنت متهم















المزيد.....

الشاعر صالح قادربوه أنت متهم


حنان الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 10:44
المحور: مقابلات و حوارات
    


احــــــتــــــمـــــــال الــــــحـــــلـــــم *

ذائبٌ
في الخضم الذي اختلقته الرؤى
مُشرعٌ كالخطيئة
في وجه مَنْ لا يَعُونْ
مثلما صنعتني الأماسيُّ
ــ من دمِها ــ شعلةً
ثم قالت : إذا شئتَ كُنْ
سأكونْ
مفرداً لا شبيهَ لنقصانِهِ
هكذا عكستني المرايا
وعاكستُهَا
في مزاج الجنونْ
أفْرغُ كأسيِن من وَجَعٍ
في فراغِ النهاياتِ
مستوحشاً باللواتي تعشَّقْنني
في الزمانِ الذي لا يجيء
ومبتعداً ـ قَدْرَ ما لا أطيقُ ــ
عن العالمينْ
ليس يبدو سوايَ
بهذا المدى القرمزيّ
كأن النوارس ما عاد يحملها ظِلُّها
والبحار ارتَدَتْ رَمْلَهَا
حينما خانها الملْحُ
وفّى لها .. ثم وافى المنونْ
ليس يبدو سوايَ
ورُوحُ القصيدةِ فيَّ
تَُلمْلِمُ أشلاءَها
نطفةً من أناشيدَ
خبأها الحزنُ في بئرِهِ
مِنْ قرونْ
ليس يبدو سوايَ
وثغركِ يا ضَجّة الهاربينَ _ إلى ذاتهم
يستحثُّ على مَضَضٍ
مفرداتِ السكونْ
ذائب في الخِضَمّ الذي اختَلَقته الرؤى
هاجساً أبديَْ الغموض
يباغتُ حلمي الذي أكلَتْهُ الرياحُ
ويزرعني وردةً
في صحارى العيون
**********
• قصيدة للشاعر الليبي صالح قادربوه .
*********************************************
صالح قادربوه شاعر يشعل الورق دهشة ؛ فيذيب كحل الليل زارعاً زنبقات الحلم في حضن السماء .. أعذرني أيها الشاعر .. لأنني سأوجه تهمي إليك في بداية حواري معك ، علني أمتلك قوة الصمود أمام حرفك اللامعقول .

1. أنتَ متهم باحتكار أحرف من النوع الفاخر .. ( الفلسفي ) ؟

أعتقد أنه ليس هناك حرف فاخر وآخر رخيص ، السر يكمن في الخلطة .. في الوصفة الشخصية للشاعر ، والفلسفة ليست بالنسبة للشاعر إلا احتمالاً للاستلقاء ما قبل المغامرة . أعتز بكوني متهماً ، لكن هناك أكثر من فرصة للنقض ، أنا أحب المرح ، وأحب النصوص المرنة ، التي تشبه أجساد الرياضيين ، أما فعل الاحتكار فهو قرين بالاحتراف ؛ ولعلني مازلت في بداية هذا الدرب الصعب . يعجبني أن أدهش الناس ، لكن يعجبني أكثر أن أدهشهم بما لا ينتبهون إليه في أنفسهم رغم وضوحه .

2. أنتَ متهم باستفزاز هدوء السطر .. بقصائدك ؟

بالطبع أنا ضد الهدوء الذي يعني الاستسلام لما هو قائم وحتمي ، ويعلو صوتى بالرفض أكثر حين يكون الهدوء أرضية فعل الكتابة .. لكنني أيضا أعتبر الهدوء مفيداً في كثير من الأحوال ، بالأخص عند تركيب عناصر الخلطة ، التنفس البطيء مفيد جداً عند ضبط النسب .

3. أنتَ متهم بإخراج ملح البحر تائباً دائخاً .. بعد كل تعويذة شعرية ، هل تدوخ القصيدة مع الشاعر صالح أم أنك الذي تدوخ ؟

جلدي كله ملطخ بالملح ، بمذاق البحر الميت .. ليس في بطن الشاعر أسماك ، الأسماك تقبع فقط في بطن الماء ، وليس ثمة تعاويذ للشاعر ، ثمة فقط رهانات هي في الغالب خاسرة ، ولا تدوخ القصيدة طبعاً ، الشاعر هو الذي يدوخ ويسقط ، أما النص فهو السلطة التي لا تسقط .

4. أين يجد الشاعر صالح لحظة جنونه الشعري ؟

في صنع لعبة جديدة ، وفي مساحة المرح والجذل في النص ، بعيداً عن القداسات ، لحظة الجنون - بحسب تعبيرك - لا تكتمل إلا بالتلقي ، وبرضى المتلقى عن المكر بمكر مساو .

5. بعيداً عن الانتصارات هل هزمتك قصيدة ؟

تهزمني الرواية أكثر ، ونصوص شعرية كتبها آخرون ، أما نصوصي فهي جزء من هزيمتي أو انتصاري ، على صعيد اللعب ، والتمكن من استيعاب جموح التقنية وانضباطها معاً .

6. متى تموت القصيدة .. وهل تنتظر المزيد من الموت للحرف كي لا يشي بالأنا العليا ؟

تموت النصوص التي قامت على الدعاوى ، وارتهنت بأفكار عامة ، وقضايا وجودية أو سياسية ، الحروف في ظني لا تموت لكن تموت قائمة تأويلاتها ، أما الأنا العليا فهي شيء لا أعرفه في حقل الشعر .

7. يشتعل الحرف تمرداً بين يديك ، فهل لأنك تخشى من صمت القصيدة ؟

الكتابة لعبة صعبة ، صعبة جداً ، والتدريبات القاسية هي ما يلزم أصحاب المواهب ، لا نجاح ولا طموح بعيداً عن التمرين المتوالي والقراءة الواسعة ، عندها ليس ثمة مجال ولو ضيق لأن تصمت القصيدة أو غيرها .

8. متى تشتهي عثرة الورق ؟

العثرة لازمة في الرحلة ، لكن تعجبني عثرة البناء أكثر ، ويعجبني التحايل الماكر .

9. هل يصل الشاعر إلى المطلق في كتاباته أم أنك تخاف من تجاوز أسوار باطنك ؟

لا مطلق في لعبة الشعر ، إذ لا تابوهات ولا ممنوعات ، ولا مقدس ، فقط إن كانت مخيلتي منتجة فيجب أن أثق بها وحينها لن يكون هناك فاصل بين الخارجي والباطني .

10. للجسد قراءة الأسطورة بعيدا عن الخلود ، متى يكتب صالح الحرف الطفل عن ثقافة الجسد المنهك ؟

النص يعتمد كثيراً على رصد خط الرغبات ، الجسد أرض بكر للاشتغال ، رغم كم النصوص الهائل الذي كتب عنه وحوله ، الجسد هو الملموس والنص كذلك ، والباقي كله يمكن وضعه على الطاولة والجدال الطويل حوله .


11. هل الحرف أداة تجلد الكاتب أولاًَ ؛ ومتى يكون ذلك ؟ وهل احترقتَ بعود ثقاب حرفك ؟

لست مازوشياً ، علي أنا أن أعذب السياق بالانسلال بين ثغراته وتحطيمه من الداخل ، الكاتب سادي في اعتقادي ، ومتعال ، لا يمكن أن أحترق بعود ثقاب ، يلزم انفجار بركاني لتنجح الخطة .

12. ما القصيدة التي لا ترغب أن تنهيها وقد تمتد لسنوات ؟

قصيدة التخصيب ، تخصيب المشروع قدر الإمكان بمواد سامة ومدمرة لكنها تصلح سماداً للآتي ، وأتمنى بعد كل ذلك أن لا أتهم بالإرهاب الكتابي .

13. هل تخشى من كتابة قصيدة ما ، أو قراءة قصيدة جهراً فتحتفظ بها للموسم المنسي ؟

القراءة جهراً مازالت فعلاً مغرياً ، لأن الشاعر متبجح بطبعه ، أما الخشية فهي ملازمة لكل تفاصيل المشروع ، ولا أؤمن بالنصوص الموسمية لكننى أحب ثمار المواسم .

14. " لكل نصيبه من العتمة والتمني لن أخونك فيهن " ، سأشعل عود ثقاب هنا لتخرج لنا ألوان الوفاء من النصيبين ، أي قطب طغى على الأنا العليا لدى الشاعر بداخلك ؟

كل الأقطاب هي فوق هذه العليا ، لا علو إلا للمرح واللعب واللهو ، الطفل هو الذي يجب أن يحكم كل شيء .. والطفل ليس وفياً تماماً ونزق ، لكنه محبوب دوماً .

15. تنازع الماء والنار بتعاقبه كاللعنة المتفشية .. وتساؤلٌ .. كيف تجيئين .. حين تجيئين في ذروة الموت .. في ازدحام الانكسارات ، لماذا يصعب البوح بما تشتهي ؟

عدم مجيئها في اعتقادي أفضل للطرفين وللنص أيضاً ، البوح بالأشياء المرغوبة لا يمكن في مناخ من الضبط القضائي ، هنالك اشتراطات للعيش وللكتابة معاً ، ليس منها بلا شك سيطرة الأحكام العرفية في الحياة والفن .

16. نجد تراكمات القرون وغبار الخرافة القديمة في قصائدك كيف يتهجى صالح قادربوه أنفاسه بعد افتراس الورق لجميع اللغات ؟

لا أظن أنه تبقى كبير أثر في نصوصي الأخيرة لسطوة التقليد الأسطوري ، لقد رميت تلك العباءة القبيحة بعيدا ، ومن حقي أن أكتب أسطورتي الشخصية ، وأن أرمي بها أوهام العالم ، لتصبح فيما بعد وهماً هي الأخرى .. وينتهي كل شيء على ما يرام .

17. لكل شاعر مدينته الفاضلة ؛ بعد طرد أفلاطون للشعراء من مدينته ، هل تختلف مدينتك عن مدينة أفلاطون ؟

مدينتي قائمة على الفوضى والكسل ، لكن الألوان فيها منسقة بطريقة مثيرة للإعجاب ، ومساحة الراحة فيها هي مساحة اللعب ، مدينتي بها ابتسامات واسعة لنساء مختلفات ، لا يمكثن طويلاً فيصبن العالم بالسأم ، الأطفال هم الملوك في مدينتي ، والعصمة بيد الطفلات .

*********************************************
أخيراً أدرك أن أرضية اللقاء كانت حافلة بأسطورة جسدها صالح قادربوه من خلال أجوبته .. الحمد لله أن علامات الاستفهام صمدت أمامك سيدي الشاعر .



#حنان_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفء ثلجك
- جنين الحرف
- طُرُقاتٌ مثقلةٌ .. خجِلة
- يمتشق الألم أملاً
- تمرّد السكون


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - حنان الزريعي - الشاعر صالح قادربوه أنت متهم