أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - أكثر من شيوعية ، و أقل من ليبرالية














المزيد.....

أكثر من شيوعية ، و أقل من ليبرالية


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 7026 - 2021 / 9 / 21 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما بدأت ثقافة " الشيوعية " الحماسية تنتشر في المجتمع كان الشيوعيون يحاولون فهم أسباب انهيارها بعقلانية ، وتغيّر الموقف فأصبح العامّة يتغنون ببطولات الشيوعيين كغيفارا ، ويقرؤون كتب الأدب الروسي ، أو يجتزئون منها القليل، و أقصد بالعامّة هنا القوميين العرب الذين هم على رأس السلطة سواء كانوا بعثيين ، أو لهم اسم آخر .
أن تكون قومياً عربياً تعني بشكل غير مباشر أنك تكن العداء للقوميات الأخرى المتواجدة على مقياس الكراهية من 50 حتى 100، ومع هذا فقد بدأت تجربة الثقافة الشيوعية لدى أفراد المنظومات المتنفذة تماماً بعد بدء انهيار الاتحاد السوفياتي ، و أنقل من ذاكرتي ، وربما بشكل غير دقيق القصة التالية: " كان لدى أحد الفلاحين الأكراد قضية خلاف حول أرض وضع يده عليها، و أراد أن يسير في طريق كسب القضية فدعا ربما رئيس الفرع في تلك الأيام إلى غداء ، و أقول ربما لأنّ الحديث من الذاكرة، وكنا من بين المدعويين لأن أخو رئيس الفرع الشيوعي طلب من الفلاح ذلك -رئيس الفرع و أخوه ينتميان للطائفة الحاكمة تم استيرادهما من أجل الحكم و التنوع- كنت في ذلك الوقت شيوعية ، خلال الجلسة تباهت زوجة رئيس الفرع بخادمتها الشابة الصغيرة " المسيحية" ، ثم بدأ الزعيم في حديث مطوّل عن الشيوعية وقيمتها ، وتحدث عن الثورات ، مروراً بحقوق العمال الفلاحين. شعرت بضعف في شيوعيتي، وهزيمة في أفكاري فقد زاد عليها ، وبطريقة لم يعد بإمكاني الحديث فلمت نفسي لأنني افقت زوجي على الذهاب إلى الدّعوة لأنها كانت محبطة لي ، جعلتني أشعر بالقرف من الأفكار، وربما يومها فكّر عقلي الباطن بمغادرة الحزب" .
لم تهزم الشيوعية في الاتحاد السوفياتي فقط و إنما في الوطن العربي حيث اندمج أكثرها مع المنظومة الحاكمة كونها يسارية، تحارب الامبريالية، أو في التنظيمات القومية ، حتى أن الكثير من السجناء السياسيين اليوم ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي يحاولون إرضاء القوميين و الإسلاميين.
غادر الكثير من الشيوعيين أحزابهم ليبحثوا عن الخطأ في ثقافتهم ، وعرفوا الجانب السلبي من حكم لينين ، و الجانب الدموي من فكر كاسترو وغيفارا ، لكن من لبسوا الثقافة الماركسية لا زالوا يؤمنون بأفكار لم يناقشوها بل اعتبروها مسلّمات ، وترى أنهم وضعوا صورة كيفارا على صفحاتهم ، وليس هو فقط بل اعتبروا أوشو أيضاً ماركسياً، وكل من كان يبحث عن الشّهرة بقصيدة حماسية تعجب ولي نعمته كي يستمر.
ذهب الشيوعيون الذين غادروا الحزب في اتجاهات مختلفة ، أهمها اتجاه جلد النفس ولومها على عدم الاشتراك في مكاسب المنظومات الفاسدة فانضموا لها علّهم يتقاسمون الكعكة، أصبح للكعكة من يشرف على توزيعها، و القسم الثاني اعتنق القومية، وما تبقى أصبح " ليبرالياً مزيّفاً" يمتدح أمريكا بشخص ترامب ، أو أوباما ، وينتظر الفرصة ليعبّر عن فشل الشيوعية.
الموضوع ليس مؤامرة . الموضوع يتلخص في ذاكرتنا العميقة التي تبحث عن المنفعة المادية دون أن تعي الطريقة، فهؤلاء الثوريون اليساريون ، و الليبراليون يبحثون عن راعي للقبيلة يقمع خصومهم بينما بعض" المعتدلين" فهموا اللعبة لأنهم استطاعوا جمع المال عن طريق الإسلاميين ثم قدموا أنفسهم كليبراليين ، وأحدهم استقبلته رئيسة وزراء أستراليا ، و أقام سلسلة فنادق فيها، وكتبت عنه صحف الإمارات بفخر بأنه أتى اإمارات ومعه 70 دولار فقط، وصدقنا نحن الخبر .
قد يكون من المفيد أن نعود لنصنع ثورة ، لا أعرف ماذا سوف يكون اسمها . ثورة معرفية تقدّر الإنسان لإنه إنسان ، و تزيح ثقافة الموت الثورية، لم يخلق الشباب ليموتوا من أجل أية قضية ، ولن تذهب الدتكاتورية بالموت وهذا واضح في الثورة السورية التي أصبحت إسلامية. لو ألغينا من أذهاننا مفهوم المؤامرة، و الماسونية، و الإمبريالية، ووضعنا بدلاً منها جاجات الإنسان الأساسية قد نكون بدأنا ثورة وعي جديدة تترسّخ مع الزمن .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترويض الألم
- نساء أمل -2-
- نساء أمل -1-
- اشتعال -الجزء الأخير -
- اشتعال-10-
- اشتعال -9-
- اشتعال -8-
- اشتعال -7-
- اشتعال -6-
- اشتعال-5-
- اشتعال -4-
- اشتعال -3-
- اشتعال -2-
- اشتعال
- من مذكرات أمل -حياة شخصية
- لا تدبك إن كان قربك ميّت
- تشبه الكوابيس
- حول الرفاه و المال
- من مذكرات أمل
- ماذا حملنا في حقائبنا إلى الغرب


المزيد.....




- بالفيديو.. لحظة انبثاق النار المقدسة في كنيسة القيامة
- شاهد: إنقاذ 87 مهاجراً من الغرق قبالة سواحل ليبيا ونقلهم إلى ...
- الفطور أم العشاء؟ .. التوقيت الأمثل لتناول الكالسيوم لدرء خط ...
- صحيفة ألمانية: الحريق في مصنع -ديهل- لأنظمة الدفاع الجوي في ...
- مسؤول إسرائيلي: لن ننهي حرب غزة كجزء من صفقة الرهائن
- قناة ألمانية: الجيش الأوكراني يعاني من نقص حاد في قطع غيار ا ...
- تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل ...
- الطعام ليس المتهم الوحيد.. التوتر يسبب تراكم الدهون في البطن ...
- قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين
- -اللعب الخشن-.. نشاط صحي يضمن تطوير مهارات طفلك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - أكثر من شيوعية ، و أقل من ليبرالية