أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد الحمد المندلاوي - فيروز و الأسد














المزيد.....

فيروز و الأسد


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7026 - 2021 / 9 / 21 - 00:31
المحور: حقوق الانسان
    


# من روائع القصص الإجتماعية التي جادت بها كتب التاريخ قصة فيروز والأسد الملك؛حكي أن ملكاً طلع يوماً إلى أعلى قصره يتفرج ..
فلاحت منه إلتفاتة فرأى إمرأة على سطح دار إلى جانب قصره لم ير الراؤون أحسن منها.
فإلتفت إلى إحدى جواريه فقال لها :
لمن هذه ؟فقالت : يا مولاي هذه زوجة غلامك فيروز ..
فنزل الملك وقد خامره حبها وشغف بها.فإستدعى فيروز .. وقال له :
يا فيروز
قال : لبيك يا مولاي ..
قال : خذ هذا الكتاب وامضِ به إلى البلاد الفلانية وائتني بالجواب ؟؟
فأخذ فيروز الكتاب وتوجه إلى منزله فوضع الكتاب تحت رأسه.. وجهز أمره وبات ليلته ..
فلما أصبح ودع أهله وسار طالبا لحاجة الملك ولم يعلم بما قد دبره الملك ..
وأما الملك فإنه لما توجه فيروز قام مسرعاً وتوجه متخفيا إلى دار فيروز فقرع الباب قرعا خفيفا ..
فقالت إمرأة فيروز : من بالباب ؟
قال : أنا الملك سيد زوجك .. ففتحت له .. فدخل وجلس ..
فقالت له : أرى مولانا اليوم عندنا !!
فقال : زائر ..
فقالت : أعوذ بالله من هذه الزيارة وما أظن فيها خيراً ..
فقال لها : ويحك إنني الملك سيد زوجك وما أظنك عرفتيني ..
فقالت : بل عرفتك يا مولاي ولقد علمت أنك الملك ولكن سبقتك الأوائل في قولهم :

سأترك ماءكم من غير ورد
وذاك لكثرة الوراد فيه

إذا سقط الذباب على طعام
رفعت يدي ونفسي تشتهيه

وتجتنب الأسود ورود ماء
إذا كان الكلاب ولغن فيه

ويرتجع الكريم خميص بطن
ولا يرضى مساهمة السفيه

وما أحسن يا مولاي قول الشاعر :

قل للذي شفه الغرام بنا
وصاحب الغدر غير مصحوب

والله لا قال قائل أبــــداً
قد أكل الليث فضلة الذيب

ثم قالت : أيها الملك تأتي إلى موضع شرب كلبك تشرب منه ..
فاستحيا الملك من كلامها وخرج وتركها؛ فنسي نعله في الدار،
هذا ما كان من الملك ..
وأما ما كان من فيروز ..
فإنه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه في رأسه،فتذكر أنه نسيه تحت فراشه،فرجع إلى داره فوافق وصوله عقب خروج الملك من داره فوجد نعل الملك في الدار .
فطاش عقله وعلم أن الملك لم يرسله في هذه السفرة إلا لأمر يفعله ..
فسكت ولم يبـدِ كلاماً؛ وأخذ الكتاب وسار إلى حاجة الملك فقضاها ثم عاد إليه فأنعم عليه بمائة دينار،فمضى فيروز إلى السوق وإشترى ما يليق بالنساء،وهيأ هدية حسنة، وأتى إلى زوجته فسلم عليها؛وقال لها :
قومي إلى زيارة بيت أبيك.
قالت : وما ذاك ؟
قال : إن الملك أنعم علينا وأريد أن تظهري لأهلك ذلك.
قالت : حبّاً وكرامة.
ثم قامت من ساعتها وتوجهت إلى بيت أبيها ففرحوا بها وبما جاءت به معها ..
فأقامت عند أهلها شهراً ،فلم يذكرها زوجها ولا ألم بها.
فأتى إليه أخـوها وقال له :
يا فيروزإما أن تخبرنا بسبب غضبك؛وإما أن تحاكمنا إلى الملك ..
فقال : إن شئتم الحكم فافعلوا فما تركت لها علي حقاً ..
فطلبوه إلى الحكم فأتى معهم وكان القاضي إذ ذاك عند الملك جالساً إلى جانبه .
فقال أخو الصبية : أيد الله مولانا قاضي القضاة .. إني أجرت هذا الغلام بستانا سالم الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة فأكل ثمره، وهدم حيطانه وأخرب بئره.
فإلتفت القاضي إلى فيروز وقال له : ما تقول يا غلام ؟
فقال فيروز :
أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن مما كان.
فقال القاضي : هل سلم إليك البستان كما كان؟
قال : نعم ولكن أريد منه السبب لرده .
قال القاضي : ما قولك ؟
قال : والله يا مولاي ما رددتُ البستان كراهة فيه وإنما جئت يوماً من الأيام فوجدت فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني؛فحرمت دخول البستان إكراما للأسد.
وكان الملك متكئا .. فاستوى جالسا فقال : يا فيروز إرجع إلى بستانك آمناً مطمئنا فوالله إن الأسد دخل البستان ولم يؤثر فيه أثراً ولا إلتمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئاً ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة وخرج من غير بأس .. والله ما رأيت مثل بستانك ولا أشد إحترازا من حيطانه على شجره .
قال : فرجع فيروز إلى داره ورد زوجته، ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك !!!
ما أجمل كتمان سر أهلك فلا يعلم الناس عنه فيعيبوك ما بقي من العمر،حتى لو لم تكن أنت المخطئ فالناس سيقولون ﻻبد أنه بفعله كان سبباً ..
(فاحفظوا أسرار بيوتكم).. وأسعد الله أوقاتكم وحفظكم في أنفسكم وأهلكم وأموالكم



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسماؤنا ..سفراؤنا
- طوي المشاعر..
- مناقشة دكتوراه/1
- كلاهما خرافة..
- في بوستان الشيرازي ..
- مندلي متى تنهض؟
- من شعر الحكمة
- مذكرات حذاء عبر التاريخ /2
- الخانات في مندلي
- (كورديةٌ فيليةٌ أميرةْ)
- مقهى تعباني ..
- تنهدات إنسان خارج الزمن
- المختار فاضل
- مندلي .. فردوس سياحي مفقود
- حياة شعراء مندلي /2
- حياة شعراء مندلي/1
- `من ذاكرة مندلي /1
- قاسم الساعدي..يطوف العالم على براق شعره
- مندلي الفردوس المفقود
- مذكرات حذاء عبر التاريخ /1


المزيد.....




- واشنطن تطالب بالتحقيق في إعدام إسرائيل مدنيين اثنين بغزة
- 60 مليون دولار إغاثة أميركية طارئة بعد انهيار جسر بالتيمور
- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد الحمد المندلاوي - فيروز و الأسد