رسالة الي كارل ماركس

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 12:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

شيوعيون بؤدون الصلاة .. خلف حماس وحزب الله ..(!!)
بلاغ الي روح كارل ماركس :
أدي شيوعيون من أتباعك في مصر ولبنان ، صلاة الجهاد والاستشهاد ! وكان يؤمهم في تلك الصلاة منظمة حماس الدينية الاسلامية الاخوانية الوهابية ، وحزب نصر الله اللبناني الديني الاسلامي الشيعي ..، وأصدروا بيانات تأييد واشادة بهما ، وفي وقت واحد يا عم ماركس.. ( ! )
وقد اتخذوا من حزب الله وحماس ، وكيلا لمكافحة الصهيونية والامبريالية العالمية ، وقالوا : حسبنا حماس وحسن نصر الله ، ونعم الوكيل..
صحيح أن سيطرة الصهيونية والامبريالية العالمية علي منطقة الشرق الأوسط هي مصيبة في شريعتك ..
ولكننا متأكدون أيضا من أن سيطرة أحزاب دينية مثل حماس وحزب الله علي الشرق الأوسط أو احدي دوله أو أية دولة بالعالم هي مصيبة أيضا في شريعتك .. !
فتري يا عم ماركس لو خيرت بين احدي المصيبتين – كفاك انجلز شر المصائب - أيهما أهون عندك وأخف وطأة لكي تتلقاها فوق رأسك ، فيما لوخيرت ؟!
قل لأتباعك فانهم لا يعرفون ..
قل لهم انه لو سيطرت الصهيونية علي مصر مثلا – لا قدر الله – فان الصهاينة لن يهدموا الأهرامات ، فاليهود عموما صهاينة وغير صهاينة يعتقدون بأن أجدادهم شاركوا في بناء الأهرامات ، لذا سيحافظوا علي ما يعتقدون أن أجدادهم قد تعبوا في بنائه ولن يهدموه ، أيا كانت الطريقة التي يعتقدون أنهم بنوه بها ..
أما اذا سيطرت حماس المصرية الاسلامية أو حماس الاسلامية الفلسطينية الاخوانية – اذ لا فرق بينهما – فان هؤلاء الصهاينة المسلمين أغلي وأعز أحلامهم هو : هدم الأهرامات وتدمير كل آثار وتماثيل حضارة مصر الخالدة ، مثلما فعل أشقاؤهم الصهاينة المسلمين – أعداء الحضارة - بأفغانستان – طالبان – عندما آلت اليهم السلطة ، اذ قاموا بتدمير تماثيل بوذا الأثرية ..
هل يرضيك يا عم ماركس ؟
أي الصهيونيتين أخف وطأة ؟
لصهيونية اليهودية ؟ أم الصهيونية الاسلامية ؟
لو حكمت الصهيونية والامبريالية العالمية فلسطين ولبنان أو سوريا أو مصر أو كل تلك الدول ، فانهم لن يقتلوا الشيوعيين ولن يجرموا أو يحرموا أنشطة أحزابهم ، حسبما تقضي ديموقراطيتهم – النسبية علي أقل تقدير – أما اذا حكم حزب الله ، أو حماس و فرعها الرئيسي في مصر – جماعة الاخوان المسلمين - ، فانهم سوف يقيموا علي أتباعك الشيوعيين حد الردة – القتل – استنادا الي قولك " الدين أفيون الشعوب " ، ولتأكيد لينين علي ذلك بقوله : " هذا هو حجر الزاوية في الفلسفة الماركسية " ..
فأي المصيبتين سقوطها أخف علي رأسك يا عم ماركس ؟!
الصهيونية الاسلامية أم الامبريالية والصهيونية اليهودية ؟!
لو سيطرت الامبريالية العالمية والصهيونية علي دول الشرق الأوسط أو احداها فانهم سوف يعطون للمرأة كافة حقوقها ..
أما اذا سيطر حزب نصر الله الشيعي الاسلامي ، أو حماس الاخواني الاسلامي الوهابي أو كلاهما معا فسوف يمنعوها حتي من قيادة السيارة - كما في السعودية – رغم أن المرأة أكثر حذرا وأقل تهورا في القيادة من الرجل وأكثر تفاديا للحوادث (!!) ،
وسيحجبوهن وينقبوهن ويحبسوهن بالبيوت ويقولوا لهن " قرن في بيوتكن " و .. و .. ومظالم وبشاعات كثيرة ..(!) الله هو الذي أمر بذلك الظلم للنساء (!) وأنه ليس ظلما من الله وانما هو شيء آخر اسمه :" تكريم ..! " وليس لنا سوي أن نقول لله " يا سيدي أمرك أمرك يا سيدي " ! ونقولها له منغمة ، ومن يخالف فهو كافر و له السيف ..!!..
فما قولك يا عم ماركس ؟!
لو سيطرت الامبريالية العالمية والصهيونية علي الشرق الأوسط ، فسوف يدخلون بدوله العلاج بأحدث الطرق العلمية كأشعة الليزر و..ربما الفمتو ..
أما اذا سيطر حزب حماس والاخوان المسلمون ، أو حزب الله أو كلاهما معا فانهم سوف يدرسون بكيات الطب العلاج ب "بول البعير " السام (!) ، والعلاج بالحجامة المتخلفة الشديدة في بشاعتها (!!!!) وأشياء أخري من نفس نوعية ذلك الخبل والدجل والجهل ( الشريف !!!) .
فأي الكارثتين سقوطها أخف علي قبرك يا عم ماركس ؟!
لو سيطرت الامبريالية العالمية والصهيونية علي الشرق الأوسط أو احدي دوله فانهم سوف يدخلون نظام منح تعويض بطالة لأبناء الطبقة العاملة في حالة تعطلهم عن العمل ، وللخريجين الجامعيين حتي يلتحقوا بوظيفة ، أما حماس والاخوان المسلمين الوهابيين وحزب الله الاسلامي الشيعي فانهم لن يعطوهم سوي أقوال اسلامية مثل :
" رزقكم في السماء وما توعدون " ..! ..! و :
" من كان رزقه علي الله فليتوكل " ...(!) ..(!)
واما يقولوا لهم :
تعالوا لتشاركوا في غزوات جهادية اسلامية ضد ألمانيا الكافرة ( بلدك يا عم ماركس ) ففبها خير كثير ، وغزو باقي دول الكفار في الصين وروسيا والهند ، وكافة فسطاط الكفرة بأوربا وأمريكا ، ولنستعيد الأندلس ، وسيعدكم الله بغنائم كثيرة تأخذونها وجواري وغلمان ..أو : تظفروا بالشهادة وتدخلوا الجنة .. .. (!)
أو يقولوا لهم : عليكم بغزو أهل الأديان الأخري ببلادكم فهم كفرة ، وتفيئوا بالغنائم فقد أحلها الله لكم (!) فيقوموا بالاعتداء علي الأقليات الدينية ، وهات يا حرق ونهب وسلب وخطف وغصب (!)
فما رأيك يا عم ماركس ؟!
أي الكارثتين تستخف وقوعها فوق قبرك ؟
حكم حماس والاخوان وحسن نصر الله وايران ؟ أم حكم الامبريالية والصهيونية – ان كان لابد من اختيار - أي الكارثتين أهون ؟!
أدرك أتباعك يا عم ماركس في مصر ولبنان وفلسطين ..
انهم يريدون لشعوبهم أن تسلم راياتها - وتسير وراء – أعداء الحياة ، أعداء المرأة ، أعداء حقوق الانسان ، أعداء الحضارة والتاريخ والآثار ، ، أعداء اشتراكيتك العلمية ، أعداء العلم ، أعداء الانسانية ..

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل