|
شافيز : قذافي أمريكا اللاتينية
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1637 - 2006 / 8 / 9 - 10:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم الدمار والموت الذي حل بشعب لبنان المسكين علي أيدي ايران واسرائيل ومعهما سوريا / وبمساعدة آية الله اللبناني الشيعي الشيخ حسن نصر الله .. لم تسحب دولة واحدة بالعالم سفيرها من ايران لأنها وراء دمار لبنان وقتل مئات المدنيين من أبنائه ولم تسحب دولة واحدة بالعالم سفيرها من اسرائيل لأنها قتلت المئات من أطفال ونساء لبنان ودمرت البنية التحتية بسبب اختطاف جندي من جنودها ... ( طبعا لا أحد يكاد يتكلم سوريا ، فهي تبدو كما لو كانت خارج ما يحدث للبنان من الدمار والقتل ! ) لم يسحب زعيم أجنبي سفير بلده بأي من الدولتين اللتين تسببتا في الدمار والقتل للبنان وشعب لبنان سوي زعيم واحد فقد هو شافيز الرئيس الفنزويلي الذي أدخل البهجة في قلوب كثيرين العرب عندما سحب سفير بلاده من اسرائيل .. فلماذا يا تري ؟؟! هل لأن كل دول ورؤساء العالم كانوا دون مستوي الاحساس بالكارثة الانسانية التي أوقعها علي رأس لبنان وشعبه كل من ايران واسرائيل وسوريا ؟ ولم يرق الي هذا المستوي من الاحساس الانساني سوي دولة واحدة وزعيم واحد فقط هو : شافيز رئيس فنزويلا ؟؟! كلا .. لا نري القضية علي ذاك النحو : لأن عملية سحب السفير عملية كبيرة ، أكبر من أن يعبر بها رئيس دولة عن أسفه لاعتداء دولة علي دولة أخري كلاهما يفصل بينهما وبين بلاده قارتان كاملتان .. بلده يقع في أمريكا اللاتينية بينما الحرب دائرة بقارة آسيا .. وأن هناك طرقا أخري للتعبير والاحتجاج تتناسب مع الحدث ومع علاقة الدولة المحتجة بأطراف الحدث ، وفوق كل ذلك : الحرص علي ألا تتضرر مصالح بلده بهذا المستوي من الرفض أو الاحتجاج علي العدوان ، فمصالح البلاد تختلف عن المصالح الشخصية لرؤسائها أو أن هذا ما يجب أن يكون.. واستخفاف الحاكم بمصالح بلده تضامنا مع بلاد أخري .. ليس واردا في العلاقات السياسية الا في حالة اذا كانت مصالح بلاده وأمنه وطنه هو طرف فيما يجري فحسب ، وفيما عدا ذلك فتصرف الحاكم علي ذاك النحو هو تصرف غير مسئول .. يصدر فقط من الحكام الذين لا يفصلون بين مصالح أوطانهم وعواطفهم الشخصية . ونذكر من الحالات النادرة التي تصرف فيها رئيس دولة بهذه الطريقة الشافيزية ، انسياقا وراء عاطفته أو مصلحته الشخصية – التي منها التطلع نحو تحقيق قدر من الزعامة العالمية والمنفعة الشخصية ربما - علي حساب مصالح بلاده .. أنه بعد سقوط نظام شاه ايران وتسلم الخميني للسلطة في ايران طالب بتسليمه واعادته للبلاد – وكان قد فر منها - لمحاكمته عما اقترفه في حق الشعب وفي حق ايران وحذر الخميني من أن ايران سوف تقطع علاقاتها مع الدولة التي تأوي الشاه أو تمنحه لجوءا دون تسليمه للمحاكمة .. وهنا خاف أقرب الحكام للشاه بالغرب علي مصالح بلادهم .. حتي من كان الشاه حليفهم الاستراتيجي بالمنطقة وتخلوا عنه حاكما تلو حاكم خوفا علي مصالح بلادهم التي ستتضرر اذا قطعت ايران علاقاتها معها .. وهكذا اتخذ كافة حكام العالم نفس الموقف حرصا علي مصالح بلادهم ، حتي المتعاطفين انسانيا مع الشاه جعلوا الأولوية لمصالح بلادهم وأحجموا عن استقباله أو ايوائه سرا أو منحه اللجؤ فيما عدا رئيس واحد فقط هو الذي لم تكن تعنيه مصالح بلاده وقبل قطع ايران للعلاقات مع بلده وهو رئيس مصر : العسكري الديكتاتور المصري السادات الذي ورث الحكم من زميله العسكري الديكتاتور السابق له : عبد الناصر ... ويومها ألبس العمامة لمصر اذ قال ان منحه اللجؤ والاقامة للشاه انما هو لعراقة مصر وقيم مصر وحضارة مصر (!!!) بنفس القدر الذي أثلج به شافيز صدور الناصريين والبعثيين والقذافيين العرب والمتعوربين وأشعرهم بالبهجة ، وراحوا يعيرون به كل الحكام العرب ويصبون عليهم اللعنات ، ويقولون أن شافيز أكثر منهم عروبة وكأن العروبة تلك هي غار وفخار وليست عار وشنار ، بقدر ما أحسسني شافيز بالدهشة لأنه فعل مثلما فعل السادات مالم يفعله حاكم بالعالم ، خروجا علي مقاييس ومعايير السياسة والدبلوماسية التي تعطي لكل حدث بقدر ما يستحق وبقد ما لا يتعارض ومصالح بلاده .. لذا فقد رأيت أن قرار " شافيز " هو مؤشر يشير الي أن رئيس فنزويلا هو من نفس عينة القذافي ، عبد الناصر ، صدام ، والأستاذ حافظ الأسد ( مضيع الجولان ، ومكتشف الصمود ) وولده الدكتور بشار الذي سيحرر الجولان وكامل فلسطين من فوق جثة لبنان وشعبه ، والزعيم المصري حسني طواريء ( 26 سنة حكم بقانون طواريء !!) ، وامام اليمن : الصالح " علي عبد الله صالح " - 28 سنة بالحكم لا تكفي ولا تشبع ..- كل هؤلاء مصالح بلادهم هي في المقام الأول بعد مصالحهم الشخصية وبقائهم في السلطة : بعدها مباشرة .... ولا يهم هؤلاء الحكام دمار بلادهم أو وخرابها أو فقر شعوبهم وجوعها وانما يهم أن تبقي تلك الشعوب صامدة ومتصدية .. أمام مكائد الاستعمار والصهيونية والامبريالية العالمية : صمود وتصدي ... (!) وكذلك يبقي هؤلاء الزعماء صامدين حتي الموت أو القتل : فوق كراسي السلطة .. لا أستبعد أن يدعو السيد عمرو موسي ، لمنح فنزويلا عضوية جامعة الدول العربية وأن يقوم الأخ العقيد معمر أبو منيار القذافي بالسعي لاقناع " شافيز " باقامة الوحدة الفورية بين ليبيا وفنزويلا.. شكرا للأخ شافيز .. ان الذي يدمر لبنان يا أخ شافيز ، ويقتل شعبه ثلاث دول هي : ايران واسرائيل وبينهما سوريا ..
نحن نرجح أن الأخ " شافيز " سوف يكون هو كاسترو فنزويلا ... وسيسير علي خطي الرفيق كاسترو الذي عمم الاشتراكية في كل شيء بين أبناء شعب كوبا ، في كل شيء اشتراكية ، فيما عدا السلطة فقط ، حيث لا يصلح لها أحد علي الاطلاق من بين ملايين الكوبيين سوي اثنين فقط هما : كاسترو أو شقيقه ... (!) المهم هو الصمود والتصدي لمكائد الاستعمار والصهيونية و الامبريالية العالمية (!) (!) وانها لثورة ثورة : حتي الفقر .. .. (!) كما في مصر وسوريا واليمن وكوبا ... ثورة ثورة : حتي الدمار ...(!) كما في العراق ولبنان وفلسطين والصومال ... والمجد للمقاومة الباسلة (!!) لقد نهضت اليابان المحتلة من أمريكا ! ونهضت سنغافورة المستقلة ! ونهضت الصين الرأسمالية ( تايوان ) ! ونهضت الصين الشيوعية ! ( الصين المعادية لأمريكا نهضت والصين المنحازة لأمريكا أيضا نهضت ! ) ونهضت ماليزيا ! ونهضت كوريا الجنوبية ! ونهضت الهند ونهضت السند ، وبلاد تركب الأفيال ..! أما نحن دول الشرق الأفسد ( ومن هم علي شاكلتنا بافريقيا أو بأمريكا اللاتينية ) : فانها لثورة ثورة : حتي الفقر ، والدمار معا... (!) ، والمجد للمقاومة الباسلة (!) وعاش صمود الزعماء الأحرار الثوار : تربعا فوق كراسي الحكم . !. (!)
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قانا اليهودية وقانا الاسلامية / مذابح دينية
-
تأميم قناة السويس/ بين الثرثرة والمحاضرة
-
حزب العفريت / وسيناريو بعد الانتصار
-
صهاينة الداخل أولا ، امبريالية الداخل أولا .. ( 2/2 )
-
صهاينة الداخل أولا ، امبريالية الداخل أولا .. 1/ 2
-
نداء الي أطباء ايران
-
الله يؤسس له حزبا في لبنان
-
اختلاط الحابل بالنابل في مصر المتنبي
-
الي نواب الفلاحين بالبرلمان المصري
-
الأديان الأرضية .. والأديان السماوية ..
-
من مذكراتي في كندا - احتجاج طلابي
-
دولة للأذكياء جدا جدا - الفصل الثاني-
-
الذكري الأليمة لنكبة 23 يوليو 1952
-
الله أصغر .. الله أصغر
-
جهاد ؟؟ أم شعب يباد ؟؟؟
-
اليمن سعيد بالعقيد : وضاعت أرواح أبناء مصر..
-
فخامة الرئيس نبيل الهلالي
-
مسرحية رئيس اليمن ، ودماء أبناء مصر ..
-
سيدة تهدد أمن مصر ..
-
دولة للأذكياء ..جداجدا
المزيد.....
-
ترامب يناور بالغواصات النووية.. مما يتألف الأسطول الأميركي ت
...
-
أوكرانيا تضرب العمق الروسي وتكشف عن فساد واسع يستهدف قطاع ال
...
-
الأطفال الجائعون وتفشي البلادة الأخلاقية
-
أسير إسرائيلي جائع يحفر قبره.. المقاومة تزلزل العالم
-
إدانة ماليزية شعبية ورسمية لجرائم التجويع في غزة
-
مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس
...
-
فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب
...
-
رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا
...
-
ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي
...
-
-واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|