مسرحية رئيس اليمن ، ودماء أبناء مصر ..

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 1593 - 2006 / 6 / 26 - 11:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

أخيرا أسدل الستار علي مسرحية ألفها وأخرجها ومثلها رئيس اليمن علي عبد الله صالح ، الذي مكث في السلطة 28 سنة ، وال-ي سبق أن أعلن ببراعة تمثيل لم يصل اليها يوسف وهبي.. بأنه لن يجدد لنفسه فترة رئاسية أخري ولن يورث السلطة لابنه ، كما فعل البعثي الاشتراكي / ولاحظوا كلمة اشتراكي تلك / رئيس سوريا حافظ الأسد الذي ترك مخططا وسنة بعثية يستن بها لتقتدي بها أمته العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة في توريث السلطة للأبناء علي طريقة معاوية وابنه يزيد ..
أعلن "علي عبدالله صالح " عن لعبة جديدة / مسرحية / من مسرحيات العسكر الديكتاتوريين حكام منطقتنا الموبوءة بأسوأ الحكام ، عن رفضه لتجديد الرئاسة.. تفعيلا للديموقراطية ..
ورفض الحزب الحاكم الذي يرأسه التنازل عن رئيسه الميمون لأن هذا الحزب اليمني الحاكم شأنه شأن باقي الأحزاب الحاكمة بالمنطقة لا تقبل برئيس غير الرئيس .. .. ويصر الرئيس اليمني علي عدم قبول ترشيح نفسه وعدم التجديد تفعيلا للديموقراطية ... ويصر حزبه علي : ألا بديل له .. رئيسا مدي الحياة .. ويصر الرئيس اليمني .. / امعانا منه في الاندماج في الدور ولاجادة التمثيل .. فالتمثيل كما سمعت من أحد دارسيه الأكاديميين هو : أن تمثل أنك لا تمثل ...
ومضي رئيس اليمن يمثل أنه لا يمثل تمثيلا ادعائه الاصرار علي تنفيذ الديموقراطية عمليا بترك منصب الرئاسه لغيره ..
ويمضي حزبه في الاصرار علي رئاسة الزعيم ... فلا زعيم الا الزعيم / انها نفس الطريقة الناصرية الشاذلية الأحمدية الزعامية الرئاساوية ../ ...
وتقوم المظاهرات باليمن / طبعا بمعية حزب الرئيس اليمني / مطالبة الرئيس باكمال المشوار .. والاستجابة لنداء الجماهير بعدم ترك الشعب من يده كي لا يضيع في السوق ، وعدم ترك الوطن بعيدا عن حضن قيادته الحكيمة كي لا تخطفه الحدأة ..
وأخيرا تختتم المسرحية باعلان الزعيم أنه : رضخ لارادة الشعب ولبي نداء الجماهير لصالح الشعب ولأجل الوطن
كيف لا تتذكر مصر دماء أبنائها الذين راحوا في اليمن في أوائل الستينيات ؟؟ ودفاعا عن أي شيء يا تري ألقي بهم عبد الناصر في حرب لا شأن لمصر بها ؟ وما هو الهدف ؟
لقد كان الهدف الذي روجه لنا اعلام عبد الناصر هو : القضاء علي النظام الرجعي " نظام الامامة " باليمن .. لأجل تقدم ورخاء اليمن المرتبط بتقدم ورخاء المنطقة ككل بما فيها مصر
وها هو امام اليمن ونظام الامامة قد ذهبا منذ ما يقرب من خمسين عاما .. فكيف حال اليمن الآن ؟ أتراه أسعد من حال مصر الشديد البؤس ؟
كلا .. فكل التقارير والاحصائيات الدولية والمحلية تؤكد أن اليمن / ومعه مصر/ هو في ذيل قائمة شعوب الأرض من كافة النواحي ابتداء من الناحية الاقتصادية وحتي الديموقراطية وحقوق الانسان..
واتضح بعد مرور خمسين عاما علي سقوط نظام الامامة باليمن .. أن الامام لا يزال موجودا واسمه الآن : ليس الامام البدر ولا الامام أحمد وانما اسمه : " الامام علي عبد الله صالح "
واتضح أن نظام الامامة باليمن لا يزال موجودا حتي الآن وأصبح يدعي " نظام جمهوري " الاسم فقط هو الذي تغير ، تماما كما هو حال مصر..
والفرق بين النظام الامامي والنظام المسمي جمهوري ، والفرق بين الامام البدر ، وبين " الامام علي عبد الله صالح " هو : أن الامام الأول لليمن كان واضحا وصريحا في الاسم والفعل ، أما الامام الحالي فهو يكذب علي الشعب ويتخفي في ثياب نظام جمهوري ويلبس ملابس رؤساء الجمهوريات بدلا من ملابس الامام اليمني .. ويؤلف مسرحيات متقنة للايهام بوجود ديموقراطية في اليمن ، ولكنها مسرحيات سخيفة وفاشلة ، تضحك العالم كله سخرية واستهزاء من مسرحية الامام اليمني العسكري ، مثلما ضحك العالم من مسرحية التنحي عن الحكم ومسرحيات الاستفتاء علي رئاسة الجمهورية التي كان يؤلفها ويمثلها الملك العسكري عبد الناصر ، وكما ضحك العالم علي مسرحية الانتخابات المزورة للملك المصري العسكري حسني مبارك .....
فان كان هذا هو حال اليمن الآن .. فتري لأي هدف أهدرت أرواح وسفكت دماء الآلاف من أبناء مصر في حرب اليمن علي يد عبد الناصر ؟؟؟ لأي شيء ؟ ولأي هدف ؟؟؟
عوضك الله خيرا في أولادك يا مصر

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل