أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى البحري - الحكومة حكومة أرباب عمل برئاسة رجل أعمال: لا معارضة حقيقية لها غير الحركة النقابية















المزيد.....

الحكومة حكومة أرباب عمل برئاسة رجل أعمال: لا معارضة حقيقية لها غير الحركة النقابية


مصطفى البحري

الحوار المتمدن-العدد: 7022 - 2021 / 9 / 17 - 13:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الفريق الحكومي الناتج عن انتخابات 8 سبتمبر 2021، والذي سيقوم بتنفيذ سياسة الدولة مكوَّن من أحزاب كلها برجوازية، أي أحزاب رجال أعمال وأموال ويرأسها أحد كبارهم.

ومعظم تلك الأحزاب سبق أن شارك في حكومات من هذا القبيل، تنفذ برامج سببت للطبقة العاملة وللجماهير الشعبية الكثير من العذاب، بدءا من البطالة المتزايدة، والعمل المؤقت، وبشركات الوساطة، وأجور البؤس، والموت في أماكن العمل، وضعف الحماية الاجتماعية، وحتى انعدامها لدى قسم كبير من الأجراء، وتدهور الخدمات العمومية بسبب تشجيع الخواص للمتاجرة في التعليم والصحة، الخ.

ويكفي النظر إلى أعضاء مجلس النواب الـ ـ395، كم عدد المنتمين منهم الى منظمات الطبقة العاملة؟ وما علاقتهم بها؟ لفهم ما سيفعلون، وما يمكن انتظاره منهم.

إنها حكومة أرباب عمل، ونحن العمال والعاملات نعرف أرباب العمل حق معرفة. هم مسببو العذابات التي يقاسيها الأجراء يوميا، وقد رأينا كيف واجهوا الصعوبات الاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا بحل مشاكلهم على حساب العمال والعاملات، بالطرد من العمل، والاغلاق، وتشديد الاستغلال، وضرب المكاسب والحقوق العمالية.

رب العمل، البرجوازي، تهمه أرباحه، ومستقبل “مقاولته”، وليس خبز العامل ومدرسة أبنائه أو مرضهم. عندما يتباكي العامل أمام رب العمل يكون الجواب: “ما عندي خيرية”. وغير واعٍ ذلك العامل الذي ينتظر رحمة أرباب العمل.

كذلك ناقص الوعي هو ذلك العامل أو العاملة الذي ينتظر من هذه الحكومة أن تنظر اليه بعين الرحمة والشفقة. وناقص الوعي أيضا من ينتظر من أحزاب من نفس النوع البرجوازي أن تعارض هذه الحكومة وتفرض عليها تحسينا لحالة الطبقة العاملة، من أجور لائقة وحماية اجتماعية شاملة، وخدمات صحة وتعليم جيدة ومجانية.

حكومة أرباب المال والأعمال لن تخدم سوى مصالح طبقتها، اي البرجوازية، وطبعا ستكذب على الشغيلة والجماهير الشعبية بالوعود، وببعض الفتات لا يسمن ولا يغني من جوع.

ليس داخل الحكومة الحالية أصدقاء أو حلفاء للطبقة العاملة، لأنه ليس هناك حزب خاص بالطبقة العاملة في الحكومة، كما لا يوجد خارجها مع الأسف.

لن يعارض حكومةَ أرباب العمل معارضةً حقيقية غير من تتعارض مصالحهم مع مصالح أرباب العمل، أي طبقة العاملين- ات بأجر، الطبقة العاملة.

يعارض العمال- ات رب عملهم في المقاولة عندما يحرمهم من حقوقهم، ويستغلهم، ويدفعهم للموت بحوادث الشغل وأمراضه. هذه المعارضة يجب أن تكون جماعية، على صعيد وطني، أي أن تعارض الطبقة العاملة كلها هذا الممثل الجماعي لأرباب العمل الذي هو حكومتهم.

هناك قضايا كبرى تهم الشغيلة كلهم كطبقة، وليس فقط في هذه المقاولة أو تلك، إنها الحد الأدنى للأجور، والحماية الاجتماعية، والضريبة على الأجور، وخدمات الصحة والتعليم، والحرية النقابية وحرية الإضراب… إلخ، وهي قضايا لا تُحل داخل المقاولة، بل تقررها الدولة بقوانين، تمر عبر البرلمان، وتنفذها الحكومة. لا تكفي فيها معارضة رب العمل داخل أماكن العمل، بل تحتاج الى معارضة للحكومة.

لهذا فان المعارضة الحقيقية اليوم لحكومة أرباب العمل لن تكون غير النقابات العمالية، وعليها أن تقوم بهذه المعارضة كما يجب، أي بالدفاع عن مصلحة الطبقة العاملة.

ويجب أن تكون هذه المعارضة فعالة، قادرة على رد التعديات البرجوازية القادمة حتما، من قبيل تكريس واقع البطالة والعمل المؤقت وأجور البؤس، وقمع النقابيين- ات، وتقييد تأسيس النقابة (ما يسمى قانون النقابات)، ومعاملة المضربين- ات كمجرمين- ات (ما يسمى قانون الإضراب).

وكي تكون المعارضة فعالة يجب أن توحد النقابات العمالية مطالبها، ونضالها من أجل هذه المطالب. لا يعنى هذا توحيد الأجهزة النقابية فورا، بل التعاون من أجل أهداف موحدة: أهداف معارضة حكومة أرباب العمل بمطالب الطبقة العاملة.

ستعرض حكومة أرباب العمل برنامجها في الأيام المقبلة، وطبعا سيكون كسابقيه، في عهد حكومات أخرى من هذا النوع، مُركِّزا على تنمية أرباح البرجوازيين المغاربة والأجانب، وفتح مجالات جديدة للرأسمال، بتعميم خوصصة المؤسسات والخدمات العمومية، وبمزيد مما يسمى “التدبير المفوض”، والتسهيلات الضريبية للرأسماليين واستمرار الثقل على الجماهير الشعبية بالضرائب على الأجور والضرائب غير المباشرة، وتكريس البطالة والعمل المؤقت، وفرض العمل بالعقود في التعليم ومجمل الوظيفة العمومية، وغير هذا كثير مما عهدنا من هذه الطينة من الحكومات. وطبعا سيتم تغليف هذا كله بكلام معسول عن الحقوق الاجتماعية، وكرامة المواطن، وتقدم البلاد، وما شابه من الكذب الرسمي المألوف منذ 60 سنة.

هذا البرنامج الحكومي يجب أن نعارضه، نحن في الحركة النقابية، ببرنامج مطالب تضمن للطبقة العاملة حياة لائقة وحريات عامة. التشغيل والاستقرار في العمل، وظروف عمل صحية، وأجور قادرة على مواجهة غلاء المعيشة، وسلم متحرك للأجور و الأسعار، وضمان اجتماعي للجميع، وتعليم وصحة جيدين ومجانيين للجميع، وحقوق المرأة العاملة كاملة، وحق تأسيس النقابة بدون قيد ولا شرط، وحق الإضراب غير المنقوص، وحرية التعبير، والحرية السياسية، فبدون حريات لا يمكن بناء منظمات النضال، وبدون هذه المنظمات لا يمكن حماية الحقوق والمكاسب و لا تحقيق مزيد منها.

برنامج المطالب هذا يجب أن تتوحد حوله جهود النقابات، وأسهل ما يمكن أن تتوحد فيه هو القاعدة، فالنقابات أهرام، المسافة بينها كبيرة في القمم، وصغيرة كلما اقتربنا من القواعد.

لهذا يجب البدء فورا في التعاون بين القواعد العمالية، التعاون على نشر الفكر العمالي المعارض لحكومة أرباب العمل، والتعاون في النضالات بتجسيد التضامن الطبقي، وتبادل كل أشكال المساعدة اليومية. فقوة الحكومة البورجوازية مستندة الى المال والمؤسسات، وقوة الطبقة العاملة في وحدة صفوفها ببرنامج النضال والتعبئة من أجل مطالب تحسن مقدرتها على النضال، سيرا نحو تغيير عميق وشامل.

هذه المعارضة العمالية ستتسع بجهود العمال والعاملات الواعين، وستصبح قوة يحسب لها حساب، قوة ستخاف منها حكومة أرباب العمل، وستضطر للتنازل لها لما فيه مصلحة الطبقة العاملة.



#مصطفى_البحري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنناضل لإسقاط ما يسمى “قانون تنظيمي للإضراب”
- لماذا يجب على نقابتنا، الاتحاد المغربي للشغل، الانضام الى ال ...
- الحركة النقابية المغربية والنضال الشعبي عامة، وبالريف خاصة
- الساحة العمالية راهنا، ومهامنا
- مكامن ضعف الحركة النقابية و أزمتها الذاتية
- لا لإستئصال النقابة العمالية بمناجم بوازار، الحرية فورا للمن ...
- طرد اليسار الجذري من الاتحاد المغربي للشغل: إلى أين؟
- القيادات النقابية تضيع ثمار قوة الضغط التي خلقتها حركة 20 فب ...
- في أسباب غياب نقاش يساري حول الحركة النقابية
- -الحوار الاجتماعي- بعد المسيرة العمالية الملغاة: تلاعب في ال ...
- مخاض نقابة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل في الجماعات المحلية ...
- انتفاضة القواعد بالنقابة الوطنية للجماعات المحلية -كدش
- ملاحظات على حالة الحركة النقابية على ضوء مظاهرات فاتح مايو 2 ...
- الساحة العمالية: هجوم برجوازي كاسح ...وقيادات نقابية سائرة إ ...
- هجوم جديد على التنظيم النقابي للعمال الزراعيين
- التكوين النقابي: العمال فقراء الى وعي فقرهم الفكري
- مشاكل الضمان الاجتماعي والبديل العمالي


المزيد.....




- شاهد.. كيف تبدو تايوان لحظة ورود تنبيه رئاسي تدريبي عن غزو ص ...
- مصر.. بيان لمرشح رئاسي سابق بعد ضجة قوله إن -اسم حزب الوفد ذ ...
- ما الذي يدور في ذهن طفلك عند بلوغه سن السادسة، وكيف يتغير دم ...
- للمرة الأولى: نتفليكس تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في مس ...
- نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي: التطبيع مع السعودية ممكن من ...
- إردوغان يصف إسرائيل بـ-دولة إرهابية بلا قانون ولا انضباط ولا ...
- السويداء في زمن النار والثأر.. تجدد الاشتباكات الدامية والعش ...
- الولايات المتحدة تدرس إعادة النظر في العلاجات الهرمونية لانق ...
- مخيم اليرموك: ماذا بعد الأسد؟
- مجلس النواب الأمريكي يوافق على خطة ترامب لخفض تمويل المساعدا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى البحري - الحكومة حكومة أرباب عمل برئاسة رجل أعمال: لا معارضة حقيقية لها غير الحركة النقابية