أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - مصطفى البحري - لنناضل لإسقاط ما يسمى “قانون تنظيمي للإضراب”














المزيد.....

لنناضل لإسقاط ما يسمى “قانون تنظيمي للإضراب”


مصطفى البحري

الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 16 - 15:21
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


طيلة عشرات السنين ظل حق الإضراب هدفا لهجمات عديدة، بعنف قوات القمع ضد المضربين واعتصاماتهم، وبتلفيق التهم للنقابيين لزجهم في السجن، وبقوانين قاتلة للحريات، منها الفصل 5 من مرسوم فبراير 1958 الذي يجرم إضراب الموظفين، حيث ينص على أن ” ” كل توقف عن العمل بصفة مدبرة وكل عمل جماعي أدى إلى عدم الانقياد بصفة بينة يمكن المعاقبة عليه علاوة على الضمانات التأديبية ويعم هذا جميع الموظفين”. وكذلك الفصل 288 من القانون الجنائي حول ما يسمى عرقلة حرية العمل” [المعرقل الحقيقي لحرية العمل هي الدولة التي تفرض البطالة بسياستها الخادمة لمصلحة الرأسمال].

رغم هذا كله، لا يزال حق الإضراب عرضة لمضايقات منها اقتطاع أجور أيام الإضراب بالوظيفة العمومية( بعد أن كانت مكسبا تاريخيا طيلة عشرات السنين)، وهدفا لمحاولات المنع، آخرها ما يسمى “مشروع القانون التنظيمي للإضراب”.

مشروع قانون الإضراب مشروع قمعي يهدف إلى تقييد الأجراء ليفعل فيهم أرباب العمل والدولة ما يشاؤون بسيف سياسات صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، لا غير.

لا حاجة إلى ما يسمى “تقنين ممارسة حق الإضراب”

ليس الإضراب سوى تعبير عن حرية الأجير/ة في رفض العمل في ظروف لا يتحملها، وبأجور غير لائقة وحقوق مهضومة. وليس حق الإضراب بحاجة إلى أي قانون، فإن وقعت مخالفة للقانون أثناء الإضراب [ كسر، تخريب، ضرب وما يمكن تصوره…] فثمة قوانين تعاقب كل تلك الأفعال.

إن السعي إلى تقنين الإضراب ليس إلا قمعا لأن لدى الدولة خططا تريد تنفيذها تحطم مكاسب الشغيلة، منها ما تبقى مما يسمى “إصلاح التقاعد” وفرض الهشاشة في التشغيل [العقود…]، و مزيد من استغلال اليد العاملة بدعوى المردودية والكفاءة ، وتطبيق سياسة تدبير اليد العاملة السائدة في القطاع الخاص على الوظيفة العمومية، ومزيد من تخريب ما تبقى من المكاسب الشعبية الطفيفة في الخدمات العامة من تعليم وصحة، ومواصلة تطبيق نظام ضريبي ظالم لذوي الدخل المحدود، … وغير هذا كثير.

الحاجة، كل الحاجة إلى حريات تنظيم واحتجاج ومطالبة بالحقوق

ليس قانون إضراب مزعوم هو ما يحتاجه معظم شعب المغرب، عماله وكل الفئات الشعبية، بل حريات تتيح لهم تنظيم أنفسهم في نقابات حقيقية، مستقلة عن الدولة وأرباب العمل، وجمعيات حقيقية مستقلة، غير تلك التي تصنعها الجهات الموالية للسلطة بقصد “تأطير” المجتمع أي التحكم فيه، وتوجيه المواطن وفق ما يبتغيه الماسكون بالثروة وبالسلطة، هاذين الوجهين للعملة الواحدة: سيطرة البرجوازية.

المطلوب حرية تنظيم في أحزاب سياسية لها مشاريع بديلة لما سطرته الطبقة السائدة في دساتيرها الممنوحة منذ مطلع الاستقلال الشكلي. المطلوب حرية تنظيم أحزاب ليس وفق قيود ما سيسمى قانون الأحزاب الذي لا يترك خيارا غير الولاء للاختيارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المفروضة. المطلوب أحزاب تعبر عن إرادة الناس بمختلف توجهاتهم، وليس أحزاب تدجين لمصلحة الرأسماليين.

أغلبية الشعب بحاجة إلى حرية التظاهر، وحرية التجمع، وحرية التعبير. نريد صحافة متحررة من ضغوط السلطة، ومن ضغوط أصحاب المال والأعمال، وحرية تعبير كاملة بلا مقدسات مزعومة: حرية التعبير وحدها مقدسة.

الموقف السليم مما يسمى قانون تنظيمي للإضراب: الرفض المبدئي الحازم

تدور معظم المواقف المعبر عنها، لحد الآن، من مشروع قانون الإضراب، حول فكرة أنه مرفوض لأن الدولة وضعته بمفردها. هذا موقف قيادات النقابات التي تريد أن يتم إشراكها في وضع قانون قمعي.

نعم قيادات نقابية تريد المشاركة في وضع القيود القانونية في أيدي وأرجل وأعناق العمال و العاملات. كل قبول لما يسمى تقنين الإضراب هو مشاركة في قمع الطبقة العاملة. وهذا موقف شائع لدرجة سقوط بعض أدعياء الراديكالية فيه.

إنه أحد أوجه المصير البائس الذي أوصلت إليه تيارات سياسية غير عمالية حركة العمال النقابية بالمغرب.

بيروقراطية النقابات تريد المشاركة في تقييد حرية الإضراب لأن لها مصالح مع البرجوازية ودولتها، بوصفها وسيطا بينهما وبين الطبقة العاملة. ذلك موقفها وهو لا يعني مناضلي الطبقة العاملة الحقيقيين.

إن الدفاع عن حق العمال في التنظيم و النضال من أجل مصالحهم الخاصة، بوجه مصالح الرأسمال ودولته، يقتضي رفض أي مساس بحرية الإضراب مهما كانت مبرراتها. فقد مارس العمال الإضراب بالمغرب منذ عشرات السنين، وكانوا مراعين لعدم الإضرار بالمستفيدين من الخدمات العامة [مستشفيات، مدارس …]، وتأتي الدولة اليوم، بكل نفاق، لتستعمل مبرر “الحد الأدنى من الخدمة ” لتمنع الإضراب، وهي التي لا تكف عن تخريب ما تبقى من خدمات عمومية، بالخصخصة وفتح كل الأبواب لتجار التعليم والصحة.

إن كل مفاوضة حول تقنين الإضراب خيانة لمصلحة الطبقة العاملة. واجبنا أن نعمل في هذا المنعطف الخطير، منعطف استهداف ما تبقى من حريات، كي تتحرك قوى طبقتنا لصد عدوان “قانون الإضراب”، دون انتظار. فبالحملة المنظمة سنجبر البيروقراطيات على وقف التواطؤ مع العدو، وسنرغم هذا الأخير على سحب نهائي لكل محاولة لمنع الإضراب بمبرر تنظيم ممارسته.

لقد أبانت طبقة الأجراء ، هنا وبكل مكان بالعالم، على مقدرتها فرض احترام حرياتها، ودكت قلاع استبداد عديدة، وانتزعت مكاسب حمتها من همجية الرأسمال ودولته.

من هنا نستمد الثقة التامة في مقدرة الطبقة العاملة على إفشال مؤامرة “قانون الإضراب”، فإلى أمام بكل عزم وإصرار حتى إسقاط “قانون الإضراب”.



#مصطفى_البحري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يجب على نقابتنا، الاتحاد المغربي للشغل، الانضام الى ال ...
- الحركة النقابية المغربية والنضال الشعبي عامة، وبالريف خاصة
- الساحة العمالية راهنا، ومهامنا
- مكامن ضعف الحركة النقابية و أزمتها الذاتية
- لا لإستئصال النقابة العمالية بمناجم بوازار، الحرية فورا للمن ...
- طرد اليسار الجذري من الاتحاد المغربي للشغل: إلى أين؟
- القيادات النقابية تضيع ثمار قوة الضغط التي خلقتها حركة 20 فب ...
- في أسباب غياب نقاش يساري حول الحركة النقابية
- -الحوار الاجتماعي- بعد المسيرة العمالية الملغاة: تلاعب في ال ...
- مخاض نقابة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل في الجماعات المحلية ...
- انتفاضة القواعد بالنقابة الوطنية للجماعات المحلية -كدش
- ملاحظات على حالة الحركة النقابية على ضوء مظاهرات فاتح مايو 2 ...
- الساحة العمالية: هجوم برجوازي كاسح ...وقيادات نقابية سائرة إ ...
- هجوم جديد على التنظيم النقابي للعمال الزراعيين
- التكوين النقابي: العمال فقراء الى وعي فقرهم الفكري
- مشاكل الضمان الاجتماعي والبديل العمالي


المزيد.....




- “موقع الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz“ تجديد منحة البطالة 20 ...
- فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية ...
- تِلك هي خطوات تسجيل في منحة البطالة 2024 للحصول على مبلغ 15 ...
- رابط التقديم على منحة البطالة للسيدات المتزوجات في دولة الجز ...
- “صندوق التقاعد الوطني بالجزائر عبـــــر mtess.gov.dz“ موعد ت ...
- الآن من خلال منصة الإمارات uaeplatform.net يمكنك الاستعلام ع ...
- بشكل رسمي.. موعد الزيادة في رواتب المتقاعدين بالجزائر لهذا ا ...
- شوف مرتبك كام.. ما هو مقدار رواتب الحد الأدنى للأجور بالقطاع ...
- احتجاجا على الخريطة .. انسحاب منتخب الجزائر لكرة اليد من موا ...
- “18 مليون دينار سلفة فورية” مصرف الرافدين يُعلن عن خبر هام ل ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - مصطفى البحري - لنناضل لإسقاط ما يسمى “قانون تنظيمي للإضراب”