أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الهوية المجتمعية وإشكالية التنوع والتعدد ح2














المزيد.....

الهوية المجتمعية وإشكالية التنوع والتعدد ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7018 - 2021 / 9 / 13 - 06:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فلكل مجتمع معين خصوصيته ،ولكل مجتمع عموميته وما من مجتمع يشبه غيره بحذافيره، بل ما من مجتمع يشبه نفسه قبل قرن او قرنين إلا في حدود ضيقة قابلة للتجديد كما هي قابلة للحذف، الذي لا يمكن أن يدركه الكثيرون اليوم من أنصار وعاشقي فكر الوردي، أنهم يناقضون مدرسته عندما لا زالوا يصرون على مقولات الخمسينات والستينات من القرن الماضي، ويعتبرون أن التمسك بها هو وصف صحيح لا يمكن ان يخطئ الآن، ونحن في نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، ولا يرون بأسا أن يطلق على الهوية العراقية نفس تلك اوصاف التي تبناها الوردي بناءا على قراءته المقرونة بزمنها وزمنه هو.
نعود لدور الهوية في رسم ملامحها نتيجة الصراع البدوي الحضري عند الوردي، فهو لا يرى في البداوة نمط اقتصادي أو مرحلة تكوينية لها اشتراطاتها في موضوع الصراع، بل يعرفها إنها قيمة حضارية واجتماعية مفرقا بينها وبين مرحلة الرعي البدائي، فالبدوي ليس راعيا عند الوردي وليس همجيا أو غير متمتع بثقافة خاصة، بل أنه يحتفظ للبدوي بمعايير فرضتها النشأة التعصبية (الأنا) المعتدة بنفسها أكثر من اعتدادها بالأنا الجماعية (الأنوية) أو الــ (نحن)، فبرغم أن البدوي يعيش لأجل الجماعة وفي وسطها لكن الفضاء المفتوح وعدم وجود القيود السيادية المتمثلة بسلطة الدولة هي التي منحته الاعتزاز المتضخم بالأنا وليس بالأنوية.
هذه الشخصية البدوية بتحررها الطبيعي من قيود المدينة ومن حدود السلطة نصبت لنفسها حق أن تكون خصما وحكما في النزاع، فهي تقيس الأمور وفق مقياسها الخاص وتعد كل ما هو خارجها ليس أصيلا ولا منحازا للحق، لذا فإن البدوي عندما يؤمن بالدين لا يؤمن به حاكما له وعليه، بل يجعل من إيمانه بالدين سلطة له لا تقارن مع أي قراءة أخرى لأنه يرى في نقسه المثال للنقاء والصفاء، وأنه بهذه الصورة يكون أقدر على أن يفهم الدين من أبن المدينة التي تؤثر في قناعاته المؤثرات الحسية والشهوية، مما يلوث عنده صورة الله وحقيقة الدين، لذا فإن ابن المدينة مهما أظهر من تدين لا يمكن أن يكون على مثل دين النبي محمد صل الله عليه وأله وسلم البدوي كما يعتقد هو.
إذا البداوة في فكر الدكتور علي الاجتماعي هو أسلوب ثقافي واجتماعي أرتبط بقيم الصحراء وبأصالتها المحافظة، ولكنه لا ينتمي لنمط معيشي أو اقتصادي مميز عن غيره، وهذه القيم لها قابلية التوارث والانتقال بين الأجيال التي تتحرك وتتوالد ضمن نفس المؤثرات الإرثية المتوارثة دون أن تتحرر من الأنا والأنوية، كما أنها لا يمكن التخلص منها بسهولة بمجرد أن تنتقل من البدو الى حاضرة المدينة في مواجهة واقع مختلف، كما أن البداوة هذه لا يختص بها العرب وحدهم بل أشار الدكتور الوردي على أن غالبية المجتمع الإيراني مثلا هو مجتمع بدوي،
حتى المجتمع الريفي الذي يمتهن الزراعة والصيد والرعي يعد مجتمعا بدويا في نظر الوردي لأن صبغته الثقافية لا تقل تمسكا بالقيم البدوية من مجتمع الصحراء وأطرافها، وحتى سكان المدن الذين هاجروا من مواطن الريف والبادية برغم مرور العشرات من السنين وتوالد اجيال منهم داخل المدينة لا زالوا يحملون الإرث البدوي ويجاهرون بالحفاظ عليه، فهم بدو بالوراثة ما لم يتخلوا عن قيمهم القديمة ويؤمنوا أن المدنية والمدينة تختلف في قيمها وتقاليدها وحركتها وجوهر علاقاتها على مفهوم الأنوية قبل حكم الأنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأنوية.... يرى الوردي ان الانسان ليس أنانيا وإنما هو أنوي.. فالأنانية هي حب الذات وهي إحساس فردي، بينما الأنوية إحساس اجتماعي، أي الشعور بالذات التي تجعل الانسان دائم السعي لإشباع غرائزه على حساب الآخرين وتبرير ذلك بحجج عقلية ونقلّية. والانسان ليس حيوانا عاقلا كما اعتبره الفلاسفة القدماء، وإنما هو أنوي يحب الأنا ولا يحب الحق والحقيقة. والعقل قاصر عن الإمساك بالحقيقة المطلقة لنقص في بنيته ومحدودية قدراته ولذلك لا يمكن الثقة فيه. وقد ابتكر العقل مكيدة أبشع من مكيدة العقل والحقيقة، لأن هدفه ليس اكتشاف الحقيقة والتمييز بين الخير والشّر، وإنما هو اكتشاف كل ما ينفع في الحياة ويضّر الخصم. (المصدر السابق)



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف لنا ان نفهم العلاقات الإنسانية الطبيعية؟ ج 3
- كيف لنا ان نفهم العلاقات الإنسانية الطبيعية؟ ج1
- كيف لنا ان نفهم العلاقات الإنسانية الطبيعية؟ ج2
- الوردي .... عالم أجتماع وفقيه النقد الديني ج 2
- الوردي .... عالم أجتماع وفقيه النقد الديني ج1
- منطق الصراع الاوربي ... تاريخ الحدث والدلالات
- الشخصية العراقية في نظرية الوردي النقدية ج 3
- الشخصية العراقية في نظرية الوردي النقدية ج 4
- الشخصية العراقية في نظرية الوردي النقدية
- الشخصية العراقية في نظرية الوردي النقدية ج2
- الإيمان بين الاصل والصورة
- حروب العقيدة
- السيادينية الإسلامية السلفية تشويه للدين وأعتداء على الإنسان
- إسلام سلام وإسلام حرب
- الأسس الفكرية لثقافة التطرف والأصولية التكفيرية
- الإرهاب الديني والإرهاب الأجتماعي
- الإرهاب وجذره الديني
- ظاهرة الإرهاب بين الحلول والرؤى
- ما لا تعرفه عن واقعة كربلاء أو نهضة الإمام الحسين تاريخيا... ...
- داعش ووهم الخلافة المتستجدة


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الهوية المجتمعية وإشكالية التنوع والتعدد ح2