أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنجار عادل - الشباب والأحزاب في المغرب : عزوف أم موقف نقدي














المزيد.....

الشباب والأحزاب في المغرب : عزوف أم موقف نقدي


أنجار عادل
طالب

(Adel Anejjar)


الحوار المتمدن-العدد: 7004 - 2021 / 8 / 30 - 02:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما اقتراب موعد الانتخابات باختلاف أنواعها والمستويات المعنية بها (التشريعية، الجهوية والجماعية)، تطفو على السطح من جديد مجموعة من النقاشات حول " ظواهر " وسلوكيات عدة أصبحت ملازمة للعملية الانتخابية، لدرجة دخول بعضها ضمن الاستراتيجيات المعتمدة من قبل الأحزاب في المنافسة والتعبئة والتسويق الانتخابي. فإلى جانب الانتقالات الصيفية والشتوية للمرشحين (أحصنة السباق الانتخابي) بين الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها (يمينية، وسطية، يسارية حكومية و غير حكومية ...)، والتبادل المعهود بين الأحزاب لتهم استعمال الأساليب الغير المشروعة في المنافسة مثل المال الحرام والقول بإنحياز الإدارة لهذا الطرف أو ذاك، وغير ذلك مما يدخل ضمن أساليب صراع الأحزاب على الأوراق الانتخابية ومقاعد المجالس المنتخبة، و هو الأمر الخادع بدوره لطبيعة السياقات وما تتيحه من فرص وتطرحه من تحديات في تفاعل تام مع رهانات اللعبة الانتخابية وقواعدها.
في هذا السياق، يثير حديت الزعماء السياسيين عن الشباب وعلاقتهم بالسياسة خلال الحملات الانتخابية الكثير من التساؤلات الغير المفهومة إن لم نقل التعجب والاستغراب، كيف لا ويكاد يلاحظ أي متتبع للشأن السياسي العام والحزبي خاصة، أن هناك شبه إجماع بين هؤلاء الزعماء الحزبيين باختلاف انتماءاتهم ومرجعياتهم السياسية والأيديولوجية، على حكم قيمة مفاده أن الشباب عازف عن السياسة وقليل الاهتمام بالشأن العام الوطني والمحلي. في الوقت الذي نجد هذه الفئة حاضرة وفاعلة بقوة في مختلف الأحداث السياسية الكبرى التي عرف المغرب. بداية بمعركة الإستقلال التي شهدت إنخراط كفاحي للشبيبة المغربية في الحركة الوطنية، ثم إنخراط النخبة المتعلمة الشابة في الأحزاب المنبتقة عنها (الإستقلال، الإتحاد الوطني للقوات الشعبية، الإتحاد الإشتراكي..)، خاصة من تحصلوا على تكوينهم الأكاديمي خارج المغرب أو بمدارس الحركة الوطنية، وصولا إلى مختلف الحركات الإجتماعية ذات البنية العمرية الفتية والجمعيات الشبابية النشيطة بمختلف إهتماماتها، مرورا بالحركة الطلابية والتلاميذية إبان توهجهما.

من الواضح أن المعيار أو المقياس المعتمد من طرف الزعماء الحزبيين لقياس مدى مشاركة الشباب سياسيا هو معيار الإنخراط في التنظيمات الحزبية، مما يفسر حكم العزوف السياسي للشباب المستنتج والذي ليزال الى يومنا هذا موضوعا لأنشطة الأحزاب وشبيباتها. إلا أن الذي قد يغيب أو يتجاهله من يصدرون هذا الحكم السلبي والقاسي على فئة تشكل نبض المجتمع ومن يقولون أن هذا الجيل غير مسيس وقليل الإهتمام بالشأن العام قياسا بالأجيال السابقة له وأن ثقافته الفكرية والسياسية ضحلة، هو حجم التغير الذي طرأ على أنساق القيم والمعايير عند هذه الفئة. كما فاتهم أن قياس المشاركة عن طريق الإنتماء إلى الأحزاب والمنظمات السياسية معيار ” قديم “لم يعد يساير البيئة الشبابية الرافضة للجمود ولمنطق الوصاية الأبوية. وهو ما يلاحظ في إبداع الشباب لأساليب جديدة للمشاركة في الشأن العام والرهان عليها على أنقاض الأساليب التعاقدية التقليدية كالمنظمات والأحزاب والنقابات. ولنا في مجموعات الإلتراس ( Ultras ) وما ترفعه من خطاب إحتجاجي وتنامي ظاهرة التنسيقيات المستقلة للدفاع عن الحقوق الفئوية لأعضائها وتزايد عدد الجمعيات الشبابية التي تجعل من المشاركة والديمقراطية والشأن العام موضوعا لها، مقابل تراجع الفصائل الطلابية المرتبطة بلأحزاب السياسية والتي كانت تشكل إمتدادا لها والضعف الحاد لإنخراط الشباب في الأحزاب والشبيبات الحزبية …خير برهان على ذلك.
أليس إذن من المفروض على من يصدرون تلك الأحكام القاسية على جيل بكامله أن يحددوا لنا ماذا يقصدون بالسياسي (le politique) وبالسياسة (la politique) ؟ والمعيار الذي إعتمدوه لقياس حجم المشاركة السياسية للشباب قبل إطلاق حكم العزوف السياسي عليهم ؟
لعل مما يمكن إستخلاصه من الدراسات العديدة التي تناولت الظاهرة الحزبية في المغرب، إما بشكل خاص أو ضمن أبحاث تناولت: المجتمع المغربي، السلطة، النسق السياسي...، كأعمال (عبد الله حمودي، نور الدين الزاهي، محمد شقير، محمد ضريف، عبد الإله بلقزيز...) هو أن أسباب عزوف الشباب عن الإنتماء الحزبي وليس السياسي تقع داخل هياكل وأجهزة الأحزاب أساسا وليس خارجها. إذ تكاد تسود داخل التنظيمات الحزبية بمختلف توجهاتها الفكرية والسياسية علاقات تستمد أصولها خارج المرجعيات المؤسسة " للحزب الأداة " و" الحزب المؤسسة "، أي من منطق الانصياع والوصاية وعلاقة الجد بالأب والأب بالحفيد، لتصبح الأحزاب بذلك أماكن مهجورة تنعدم فيها الحياة وإن تسابق ورثتها لتغطية ما أصابها من خراب في فترات العملية الانتخابية التي تفرض إظهار الحد الأدنى من التماسك.

إن من الصعوبة بمكان فهم هذا العزوف والإمتناع عن الإنتماء الحزبي من طرف شباب مسيس إلا كموقف نقدي تجاه منظومة حزبية مغشوشة وتحت المراقبة وتنظيمات فقدت جاذبيتها وكل مبررات وجودها.



#أنجار_عادل (هاشتاغ)       Adel_Anejjar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد الثورة أو بين الأدواتية والداروينية السياسية ( محاولة فه ...
- هل تعوض الدكتورة نبيلة منيب ابن كيران على خشبة الشعبوية؟
- الشباب مسيس والأحزاب عازفة عن السياسة : بعد مرورعقد من الزما ...
- مفهوم الإيديولوجيا
- ما الثورة؟ ( قراءة في كتاب : في الثورة والقابلية للثورة للدك ...
- « الإسلام و أصول الحكم » وعلي عبد الرزاق
- في التأصيل الثقافي لحقوق الإنسان عند المفكر محمد عابد الجابر ...


المزيد.....




- أمريكا تعلق على اتفاق جديد لوقف القتال بين تايلاند وكمبوديا ...
- شخص يهاجم بسكين نجاة ومادة سائلة.. ويصيب 15 شخصا بينهم خمسة ...
- تايلاند وكمبوديا تتفقان على -وقف فوري- لإطلاق النار بعد أساب ...
- السعودية - شريفة الغوينم: كان حلمي أن أبتكر روبوتا يكشف اكتئ ...
- لبنان: باريس تندد بإطلاق نار إسرائيلي أصاب أحد عناصر اليونيف ...
- نيويورك تايمز: هدى طفلة غزية كافحت المرض لتحيا لكن الحصار قت ...
- دراما الجامعة في -ميد تيرم- طموح الفكرة وسطحية التنفيذ
- باكستان: مستعدون للذهاب لغزة ولا نسعى لنزع سلاح حماس
- إيران: الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل تشن حربا شاملة علين ...
- هجوم مكثف على كييف وزيلينسكي يبحث جهود السلام مع الأوروبيين ...


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنجار عادل - الشباب والأحزاب في المغرب : عزوف أم موقف نقدي