أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - صفحات مطوية من التاريخ














المزيد.....

صفحات مطوية من التاريخ


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6995 - 2021 / 8 / 21 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف استدرج الفرنسيون الجيش المصري الى حرب المكسيك
من يصدق ان مصر أرسلت كتيبة من جيشها للمشاركة في الحرب في بلاد المكسيك ، وتم ذلك عندما حكم مصر الخديوي سعيد ، وما يثير الدهشة ان كتب التاريخ خاصة في مصر كتبت عن هذه الحرب بخجل وعلى صفحات شبه منسية رغم ما تحمله من عبر ودروس ، ورغم أن هذه الحرب استمرت اربع سنوات وسبعة عشر يوما
قدم الخديوي سعيد هذه الخدمة تلبية لطلب صديقه امبراطور فرنسا نابليون الثالث، وهناك من يؤكد انها جردت إرضاء للامبراطورة اوجيني التي كانت تربطها علاقات خاصة بالخديوي سعيد
كانت الحملة تهدف مواجهة الثورة الوطنية في المكسيك ضد الاستعمار الاسباني المدعوم من كل من فرنسا وبريطانيا، اتهمت الحكومة المكسيكية المحلية بانها لم تسدد الديون المستحقة عليها، لذلك قررت اسبانيا بدعم كل من فرنسا وبريطانيا قمع الثورة وإقامة حكومة موالية لسياستها، حاولت فرنسا الاستعانة بأصدقائها لدعمها في هذه الحرب فلجأ زعيمها نابليون الثالث الى صديقه الخديوي سعيد الذي لبى طلبه وقد حدث ذلك سنة 1863
بعد أربعة شهور من القتال، سحبت كل من اسبانيا وبريطانيا قواتهما من القتال تاركة فرنسا وحدها متورطة في القتال، هذا ما جعل فرنسا تبحث لها عن شركاء كان الهدف اذن القتال ضد ثورة تهدف الى التحرر ومساندة دولة استعمارية، انتهت الثورة بالانتصار وتولى زعيمها الوطني جواريز رئاسة اول جمهورية في المكسيك
وقد نشر الأمير عمر طوسون كتاباً في اول الثلاثينات كتاباً روى فيه قصة هذه الحملة منذ مغادرتها الإسكندرية وحتى عودتها يوم الثامن من يتاير عام 1867
بلغ عدد جنودها عندما غادرت 453 ضابطاً وجنديا، غادرت الكتيبة المصرية ميناء الإسكندرية على متن الباخرة الفرنسية لاسين في طريقها الى ميناء طولون الفرنسي، هناك شاهد الجنود المصريون لأول مرة مدينة أوروبية، في طولون انضم اليهم جنود وصلوا من المستعمرات الفرنسية، خاصة من المغرب العربي، استقل الجميع سفينة فرنسية ثانية أبحرت بهم اتجاه المكسيك، وقد وصلوها يوم 23 فبراير، وخلال الطريق توفي سبعة من الجنود المصريين، ومع وصول الجنود المصريين الى العاصمة مكسيكو أقيمت الاحتفالات وقامت الكتيبة المصرية باستعراض عسكري في ميادين العاصمة المكسيكية، ومنح كل جندي علاوة مالية متواضعة

واجهت الحملة منذ مراحلها الأولى مشكلة التواصل مع بقية الجنود، تمكنوا من حلها عن طريق الجنود الجزائريين الذين قاموا بالترجمة، كانت التقارير تصل الى القاهرة تصف ما يعانيه الجنود المصريون وهم يخوضون حربا ليست حربهم في بلاد بعيدة عن بلادهم، كان سوء المناخ اهم أعداء الحملة بما يسببه من امراض،
فقدت الكتيبة المصرية قائدها بعد فترة قصيرة من وصولها ويدعى جبر الله محمد بعد ان أصيب بالحمى الصفراء .
وذكر احد التقارير أن الوحدة المصرية تميزت بالشجاعة والبراعة في الرماية وقوة التحمل ، لذلك أوكل لها دعم المواقع المتقدمة وتولي اصعب المهام وهي صد الغارات التي كان يشنها الثوار على قوافل الامدادات والذخيرة وذكر كتاب " مصر في عهد الخديوي إسماعيل " أكد شجاعة جنود الوحدة المصرية كما اعترف بشجاعتهم القائد الفرنسي في المكسيك واثنى على هذه الشجاعة ايضاً الخديوي اسماعيل فكتب لهم : " وردت على مسامعنا ما قمتم به من ثبات واقدام وما ابديتموه من شجاعة ومهارة ".
وتمضي الأيام وتكمل الحملة المصرية سنتها الرابعة ويتعرف جنودها على أهالي المكسيك ويتعاطفون معهم وقد تعلم المكسيكيون صنع الخبز المصري من الجنود المصريين ، وفي عام 1867 تقرر سحب القوات الفرنسية وتبعها ايضاً قرار سحب القوات المصرية تاركةً وراءها ذكريات مرة وقد عاد جنود الحملة المصرية على ظهر السفينة الفرنسية وعندما وصلوا الى ميناء الإسكندرية استقبلوا استقبال الابطال رغم الخسائر الفادحة التي وقعت داخل صفوفهم، وبعد مضي عدة سنوات تتكرر مأساة المكسيك بمصر ففي زمن الخديوي إسماعيل عجزت عن دفع مستحقاتها المالية فتقرر عزله عن السلطة وكانت فرنسا اول دولة وافقت على ذلك عام 1879 رغم ما قدمه لها من مساعدة في حرب المكسيك . وفي النهاية وقعت مصر فريسة للدول الاستعمارية عندما احتلتها بريطانيا عام 1882 .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم التين في الفلكلور الفلسطيني
- ايدينا في النار دائماً
- رسائل صهيونية لم تصل الى اصحابها
- صفقة الاسلحة التي غيرت ميزان القوى عام 1948
- كيف حاولت الأحزاب الصهيونية أسرلة المواطنين العرب
- المعنى التاريخي الصهيونية
- هس ... الشعوب العربية نائمة
- لا تتم حماية أهل السنة بالعمالة الامريكية
- نتنياهو وحزامه الأسود
- سلام بدون سلام (2) الأخيرة
- سلام بدون سلام
- لماذا أغفل العرب دور العراق في حرب تشرين 1973 - 4 -
- لماذا أغفل العرب دور العراق في حرب تشرين 1973 - 3 -
- لماا أغفل العرب دور العراق في حرب تشرين عام 1973 ( 2)
- لماذا أغفل العرب ور العراق في حرب تشرين 1973
- لا يوجد للسياسة مقياس ، يوجد مصالح
- السنة التي امتدت سنوات طويلة - 3 - الاخيرة
- قانون جديد يضاف الى كومة قوانين العنصرية
- السنة التي امتدت سنوات طويلة
- الانتخابات الاسرائيلية بين القديم والجديد


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - صفحات مطوية من التاريخ