أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - الابن لمن يربيه !!!














المزيد.....

الابن لمن يربيه !!!


فاضل خليل

الحوار المتمدن-العدد: 6991 - 2021 / 8 / 17 - 22:01
المحور: الادب والفن
    


من أجمل ما يروى من سير الإمام علي (رض) ، حكاية أخذها الكاتب الألماني الشهير برتولد بريخت وكتب منها اجمل نصوصه وهو مسرحية [ دائرة الطباشير القوقازية ] . محتوى النص أن الحق حق ، حتى لو لم يرض الآخرين ، ومنطق العقل هو الذي يجب أن يسود ولا يسود المنطق التقليدي المتداول .
الحكاية الأصل تقول : أن امرأتان احتكمتا عند سيدنا الإمام على (رض) بأحقية ابن ادعت كلتاهما انه لها ، وكل منهما أعطت براهينها التي تثبت أحقية امتلاكها للولد عن الأخرى ، وطال الحديث وكثر الادعاء ، وكل منهن متشبثة بابنها كما تدعي . فما كان من الإمام (رض) إلا أن يطلب من كل منهن أن تمسك بذراع منه ، ففعلتا . فرفع سيفه لقسم الولد نصفين بسيفه كل منهن تأخذ نصفا ، وكانتا مصغيتين لحله . فرفع سيفه ليهوي على رأس الولد حتى صرخت إحداهن برفضها الحل قائلة :
- لا يا مولاي لا تفعل ، لتأخذه هي _ تقصد المرأة المدعية الأخرى - .
فقال لها الإمام (رض) :
- ألم تدعي أنه ابنك ؟
- نعم ابني ، لكني لا أريد له التقسيم ، سيموت يا مولاي .
فما كان إلا أن يأمر به لها ، مكافأة لها عن خوفها عليه وحرصها على حياته ، في حين أن الأخرى لم تحرك ساكنا وكانت راضية عن الحل الذي اقترحه لهما .
أما التصرف الذي ابتدعه برتولد بريخت فيذهب ابعد منها ، حين يحتكمان إلى ابسط الناس في ابن تتركه أمه في أحلك اللحظات وأدقها ، فتهتم بجمع ملابسها وحليها وتترك ابنها في ظرف الحرب لتهتم به خادمتها تضمه وتعتني به حتى تهدأ الأمور وتعود الأوضاع إلى سابق عهدها ،فتعود ألام لتدعي بابنها . فيقرر الحاكم أن تضعا الابن وسط دائرة طباشير رسمها هو ، لتمسك كل واحدة منهما بذراع فتجذبانه وأي منهما تستطيع سحبه من الدائرة يكون لها . وهكذا تبدأان بالشد حتى تتركه المربية خوفا على قطع ذراع الطفل الغضه ، صارخة :
- - لتأخذه لا أريده ، فقط أن يظل سالما .
فيحكم القاضي بالطفل لها . ومن هنا قالوا : أن الطفل لمن يحسن تربيه .
والعربة لمن يقودها .
والأرض لمن يزرعها .
والسؤال هنا : من منا يرضى بنصف وطن ؟ هل بإمكان الطير أن يحلق بجناح واحد ؟ من المؤكد لا وكما يدعو كونفوسيوش : [ لا ترسم عصفورا ناقصا ] . وعليه فمن كان بإمكانه أن يرعى مكانا من الوطن افضل من غيره فليرعاه ، وليأخذ كل من استطاع موقعا من الوطن ليرعاه ويجعله بأهمية الأجزاء الأخرى غيره . فما معنى أن تكون مسؤولا عن كل المكانات ولا تستطيع الاعتناء إلا بواحد فقط ، والعاقل يفهم .



#فاضل_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفن قوة
- المخرج .. قائد للفريق في المسرح
- المخرج ودينامية الحياة في المسرح
- طرق الاخراج
- * المنظور * السرعة الايقاعية * التشكيل الحركي في عمل الممثل
- الديكور، نبض العرض الأول في المسرح
- كتاب (منهج الاخراج)
- أهمية الثقافة و الديمقراطية في تطوير وعي الإنسان العراقي [ال ...
- شارع المعارف CITY CENTER العمارة
- الميزانسين ... التشكيل الحركي
- حين تغيب العافية عن المسرح
- التمثيل والصوت
- تماثل التجربة
- الاختلاف يطور المسرح
- بعض من بدايات تاريخ الدمى ومسرح الاطفال في ماضي العراق القري ...
- نقد التلقي السلبي في المسرح
- للمسرح قيادة حكيمة ... [ أمارة الشارقة أنموذجا ]
- في المسرح ... فن الفرجة أولا
- الدكتاتورية في المسرح
- حدث في المسرح عام 1975


المزيد.....




- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - الابن لمن يربيه !!!