أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - التمثيل والصوت















المزيد.....

التمثيل والصوت


فاضل خليل

الحوار المتمدن-العدد: 6981 - 2021 / 8 / 7 - 17:07
المحور: الادب والفن
    


الممثل الذي لايستطيع توجيه صوته والقاءه كلما يريد مثلما يريد . يعاني كما يعاني الاخرس .
ثمة ممثلون تعتبر حالتهم الطبيعية حالة عدم الانسجام مع الصوت ...... ومن جاء ذلك يبح صوتهم ، ويتكلمون بنبرة تشوه مايريدون التعبير عنه بينما روحهم تغني بعذوبة .
تصوروا ممثلا يريد التعبير عن مشاعره الرقيقة الشفافة التي يكنها لمحبوبته . بيد ان (صاصأة) كريهة تخرج بدلا من الصوت فتشوه ذلك الشعور الرائع الذي يعتمد في داخله . وكثيرا ما يحدث ان يكون للممثل صوتا جميلا في وكثيرا ما يحدث ان يكون للممثل صوتا جميلا في حريته ، مرنا في تعبيره ، الا ان قوته ضعيفة بحيث لايمكن سماعه من الصف الخامس في الصالة الا بصعوبة .
هذا سوف يضطر الممثل الى قسر صوته الجميل ، ولن يفسد هذا القسر الصوت واللفظ والنطق فحسب بل سيتعدى ذلك الى المعاناة ذاتها .
هناك اصوات تسمع جيدا في المسرح اذا كانت مقاماتها(1) عالية او منخفضة بينما تغيب عنها المقامات المتوسطة تماما ، لهذا نجد بعضهم يرفع صوته عاليا فينكتم هذا الاخير ويتوتر الى درجة الزعيق ، ان بعضهم فيدندن جرس الصوت بينما يخفف المقام المؤلف من خمس نوتات قي ان يكون معبرا .
ومن المؤسف اننا نرى احيانا فنانا جيدا من كل النواحي ، ذا صوت قوي مرن معبر ومدى واسع ، ويفضل صوت كهذا يمكنه التعبير عن دقائق الرسم الداخلي وتعرجاته كلها الا ان المصيبة تكمن في ان (جرس الصوت) غير مستحب ويخلو من كل جاذبية .
يحدث احيانا ان تكون عيوب الصوت الفنية هذه مستعصية لا يمكنها اصلاحها . اما لان خاصيتها الطبيعية على هذه او نحلل مرضي في الصوت نفسه ولكن على الاغلب تكون العيوب المذكورة غير مستعصية ويمكن تلافيها بتدريب الصوت تدريبا صحيحا يقضي على ما يعانيه الصوت من (انكماش / توتر / قسر / خطا / في التنفس / او اخطاء في عملية اللفظ) .
لهذا من الضروري ان نحقق بانتباه كامل من سلامة جهازي الصوت والنفس لدينا ، على الممثل ان يظهر على الخشبة وهو مستعد تماما حيث يعتبر الصوت جزءا مهما مهما من وسائله الابداعية . يجب ان ينجز بناء الصوت خلال السنوات الاولى للعمل والدراسة والتدريب .
ان صوتي هوا رأسمالي
هذا ماقاله الممثل الالماني الشهير (ارنست بوسارت) في احدى الولائم حين راح يغطي ميزان الحرارة في الحساء والخمر والمشروبات الاخرى . فقد كان اهتمامه بصوته يدفعه للتاكد من حرارة كل شيء يتناوله الى هذا الحد بلغ درجة على واحدة من افضل هبات الطبيعة الخلاقة الا وهي الصوت الجميل الجهوري ، المعبر ، القوي .
علينا ان نتدرب من اجل الجمال في الصوت على :
1. الصوائيت : هي اصوات المد ، واللين ، وهي في العربية الالف – الواو – الياء – الفتحة – الضمة – الكسرة ... الخ .
2. الصوامت : هي الاصوات الساكنة .
تتلخص المسألة في ان العمل على تدريب الصوت ينحصر قبل كل شيء :
1. في تطوير التنفس واداء النوتات .
2. وتعتبر النوتات هي ما نعني في الكلمة من صوائت . وصوامت .
3. علينا ان ندرب حتى الاصوات الجيدة في طبيعتها على الالقاء الجيد .
على الالقاء ان يتصل عبر الكلمات المشاعر السامية في المسرحية التراجيدية ، مثلما عليه ان ينقل الحديث البسيط الودي النبيل في المسرحيات الدرامية والكوميدية .
علينا ان نعرف قبل واثناء التدريب ان نفرق بين الصوت الحنجري والصوت الانفي والصوت الرأسي والصوت الصدري والصوت الخلفي والصوت البلعومي .
وعلينا ان ندرك افضلية الاصوات التي تنطيق عن الواجهة اي – من مقدمة الرأس – حيث يقع (الحنك الصلب – والتجويف الانفي – ومنطقة هايمر " منطقة الجيوب الانفية" )
يقول المغنون : ( ان الصوت الذي "تضعه بين اخداسك " او ترسله الى "العظم" اي الى الجمجمة يكتسب قوة ويصبح كالمعدن) .
اما الصوت الذي يقع على الحنك اللين او الحبل الصوتي فتخرج كأن مرنانه قطني .
يقول ستانسلافسكي : (لقد تعلمت من مغني الاوبرا سرا من اسرار تدريب الصوت وهو يجب ان نشعر عند الزفير ، اثناء الغناء بخروج تيارين من الهواء احدهما من الفم والاخر من الانف .
وان يبدو اثناء خروجهما انهما يتحدان امام وجه المغني او الملقي في موجة صوتية واحدة . لابد لكل ممثل ان يتقن اتقانا تاما ورائعا النطق واللفظ ، وان يحس تماما لا بالكلمة والجملة فحسب بل بكل مقطع صوتي وحرف ايضا .
الكلمة والالقاء على خشبة المسرح مازالا في اسوأ مما هي عليه في الحياة اليومية . وفي اغلب الاحيان يقرأ نص المسرحية على المتفرجين في المسرح قراءة نقدية شرطية فضة .
عندما سئل الممثل الايطالي توماس سالفيني : ( مالذي يحتاجه الممثل كيف يصبح ممثلا تراجيديا ؟ ) أجاب : ( الصوت .. الصوت ، ثم الصوت) .
ان ينسجم الفنان مع صوته
تلك متعة عظيمة للمغني والممثل الدرامي على السواء وهي :
- القدرة على التحكم بالصوت ... وبأمتثاله للاوامر التي يوجهها له الممثل . وبتعبيره على ادق تفاصيل الابداع ، والوانه وظلاله تعبيرا قويا وجهوريا .
- وعندما (لاينسجم الفنان مع جسمه وصوته) فذلك يعني عذاب المغني والممثل الدرامي .
ستانسلافسكي أكد على ضرورة البيانو في عملية التدريب على الالقاء والصوت . عندما سئل توماس سالفيني : عن " ماهو الضروري للترجيديا " . قال : " الصوت ، والصوت ، والصوت ايضا " . اكمل ستانسلافسكي : ( وللان لم استطع ان اوضح لكم ، وانتم لم تستطيعوا الفهم في المرحلة العميقة الوافية ، لمعنى التدريب لهذه التاثيرات على فنان عظيم . لم يستطيع فهم معنى هذه الكلمة الا وبعد التمرين وبعد محاولة طويلة ) .
- ان تكون جيدة الصوت .
- ان تكون غير جيدة الصوت .
مالذي يخرج للمغني والفنان الدرامي ؟
ان يتحسسا ان فهم الصوت لايصل الى الصالة ، لايشبع المستمعين . ليس لديه القدرة ان يقول هذه الصعوبة ، والعمق والعطاء النوعي للابداع الداخلي . فقط الفنان يعرف هذه الصعوبات . فقط هو يستطيع ان يرى ماذا نضج داخله في روحه ، وماذا وبأي نوع يخرجه للخارج في شكل الصوت . فقط هو يعرف مقارنة ذلك ، مالذي سيولد " سيولد " في روحه ، مع هذا الذي يوضح للخارج ، ماذا وكيف يعبر من خلال الصوت والظروف ، اذا كان الصوت مزيف ، شعور الفنان كان هزيلا مهنيا لان عطاء المعايشة الداخلية عند تجسيده مشوها للخارج .
(2) وفي مسـرح ضخم كمسرح ديونيسوس بامكان الممثل غير المقنع ان يرى المشاهدين جميعا . لكن الممثل المقنع (...) يتحول الى ما يشبه قطعة النحت التي يساهم كل خط فيها وانحناءه في التعبير عن الانفعال الاساسي . الفارق الوحيد بينه وبين قطعة النحت هي ان خطوطه الخارجية رجراجة . ووضع التجمد ثمين للممثل كالنغمة الطويلة في الموسيقى . وليس تحميلا زائدا للتشبيه اذا قلنا ان الممثل المقنع والراقص المقنع يؤلفان عروضهما .

الهوامش
(1) المقام :جراء من صدى صوت المغني او الالة الموسيقية يتميز بجرس واحد .
(2) المفهوم الاغريقي للمسرح (ص72) .



#فاضل_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تماثل التجربة
- الاختلاف يطور المسرح
- بعض من بدايات تاريخ الدمى ومسرح الاطفال في ماضي العراق القري ...
- نقد التلقي السلبي في المسرح
- للمسرح قيادة حكيمة ... [ أمارة الشارقة أنموذجا ]
- في المسرح ... فن الفرجة أولا
- الدكتاتورية في المسرح
- حدث في المسرح عام 1975
- الجهود الاخراجية في تأليف العرض المسرحي
- فن التكوين
- في المسرح .. ورحم الله حقي الشبلي
- ازدهار الفن في ازدهار البنى
- أنف اللوحة ...
- (انتيجون – بروت مار) ... مسرحية كلاسيكية معاصرة
- المسرح التجاري، من افرازات الحرب
- الخطة الاخراجية
- الجو العام
- (سردنبال) ... مسرحية الخراب البديل عن الحرب
- إبراهيم جلال[*] .. وسينوغرافيا النحت الفكري في شكل المسرح ال ...
- ما تيسر من سفر الطيبة البصرية .. “ جبار صبري العطية ”


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - التمثيل والصوت