مودة تغيير إسم الحزب الشيوعي ..!

أمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 6983 - 2021 / 8 / 9 - 16:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما أن تبدأ ملامح انعقاد مؤتمر جديد للحزب الشيوعي العراقي , حتى تفاجئنا بعض الكتابات من رفاق لا زالوا في التنظيم او من آخرين خرجوا عنه , يقترحون تغيير إسم الحزب الشيوعي العراقي الى حزب آخر هم يضعون له إسم حسب رؤيتهم الحاضرة والمستقبلية حتى أصبحت هذه القضية مودة المؤتمر والتي يتصدى لها عدد من خيرة الشيوعيين العراقيين بمقالات وكتابات تدحض الافكار التي قاموا بسردها كحجة لتغيير إسم حزبنا الشيوعي العراقي الذي نحمل شرف عضويته ونعتز به ونحرص عليه كحدقات عيوننا ..هذه المرة جاءت من رفيق نحبه ونحترمه ونعتز به وهو يحمل عمر حزبي يفوق عمرنا الزمني /على الرغم من أنني شخصياً تجاوزت سن الستين ! / يقترح الرفيق تغيير إسم حزبنا ولا تهمه للأسف مشاعرنا إتجاه إسم حزبنا الخالد والرفيق المشار اليه يعتبر تغيير الاسم لا يغير في الامر شيء ويضرب مثلاً الحزب الشيوعي البلغاري الذي غير إسمه الى الاشتراكي وفاز في الانتخابات ولم ينهار او يضعف ..! انا كنت في ذلك الزمان أحضّر للدبلومة في حقل الاعناب لنيل شهادتي الجامعية وحدث الانهيار أواخر عام 1989 وتم تبديل إسم الحزب الشيوعي البلغاري الى الاشتراكي وغير حتى إسم صحيفته وصار مسخرة للجماهير وكانوا يقولون عنه الاشتراكي اي الشيوعي سابقاً وخسر ثلثي قوامه التنظيمي وكانت مدن بكاملها مقفلة له كالمدينة التي كنت أدرس فيها وهي ثانى مدينة بعد العاصمة وإسمها بلوفديف تحولت بليلة وضحاها الى مقفلة لما كان يسمى س د س / أي المعارضة للشيوعيين ! او الديمقراطيين فمتى فازوا وهل إستمروا بنفس قوتهم للآن أم أصابهم الهزال والتشتت ! / ممكن انهم فازوا لمرة واحدة ..! / وهناك أحزاب غيرت إسمائها مثل الحزب الشيوعي السويدي الى حزب اليسار ومنذ مدة طويلة والنتيجة بقيت نفسها .. وهل صار الحزب الشيوعي الفلسطيني أقوى حينما غير إسمه الى حزب الشعب.. لا بل ضعف كثيراً وخرج من صفوفه عدد من الكوادر حافظوا على إسم حزبهم السابق وصار لهم كيان تنظيمي واقعي يتم التعامل على أساس كونه حزب شيوعي .. ونحن في الحزب الشيوعي العراقي لو تم بشكل قسري ودون استفتاء حزبي يشمل جميع الشيوعيين حول تغيير الاسم الى الحزب الاشتراكي كما يقترح الرفيق الذي أشرت اليه فإننا نبقى في نفس الحزب الشيوعي وننظم انفسنا ونهتدي بمؤسس حزبنا الشهيد الخالد يوسف سلمان فهد حتى لو كنّا الاقلية الباقية ..ولو فرضنا جدلاً تم في المؤتمر الحادي عشر تغيير إسم الحزب الى الحزب الاشتراكي العراقي ..فماذا سنكتب عن تسمية للرفيق فهد ..! هل سنقول الرفيق فهد مؤسس الحزب الاشتراكي العراقي ..! وهو الشيوعي سابقاً ! وحول مقولته الشهيرة وهو يعتلي حبل المشنقة أيضاً سنقول أنه قال ..الاشتراكية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق وسنقوم ببعض التغييرات أيضاً فمثلاً إسم العيادة الطبية الشيوعية سنغيرها الى العيادة الطبية الاشتراكية ومقبرة شهداء الحزب الشيوعي في أربيل سنغيرها الى مقبرة الشهداء الاشتراكيين ويوم الشهيد الشيوعي سنغيره الى يوم الشهيد الاشتراكي ورابطة الانصار الشيوعيين العراقيين سنغيرها الى رابطة الانصار الاشتراكيين وهكذا.. وحتى القصائد والاغاني سنقوم بتغييرها فمثلاً قصيدة قالوا شيوعيين ..قلت أحبتي نغيرها الى قالوا إشتراكيين .. وكذلك نقوم بتغيير تهمة استشهاد رفاقنا في السجون والمعتقلات في جميع الحقب التاريخية الى انهم استشهدوا بتهمة الاشتراكية فمثلاً لو سألني سائل ..لماذا تم اعدام أختك سحر وزوجها صباح ! سأقول له لانهما اشتراكيان وكذلك استشهاد اختي موناليزا بتهمة الاشتراكية وكل رفاقنا ورفيقاتنا .. لكن حينما نثقف رفاقنا بكتاب فهد ..حزب شيوعي لا اشتراكية ديمقراطية !! ماذا سنقول لهم ! حزب اشتراكي لا اشتراكية ديمقراطية ..أم نخفي هذا الكتاب الهام عن متناول أياديهم ..! أن من حق أي رفيق شيوعي لا زال في التنظيم أن يبدي أراءه بكل حرية حتى أن له الحق بتقديم مقترح لتغيير إسم الحزب لكن يجب عدم إقحام المؤتمر الحزبي بهذه الافكار غير الهادفة التي يطمح لها حزبنا والتي تنصب في تعزيز بنيانه التنظيمي والسياسي وتعزيز صلته بحيوية مع جماهير الشعب العراقي , وأعتقد ان تصحيح المسار لا يتم بتغيير إسم الحزب , وإنما بتغيير وتحسين وسائل وطرق عمله في المجالات التنظيمية والسياسية والفكرية وغيرها بحيث تتلائم مع الظروف الموضوعية المعاشة في عصرنا الراهن ..ونحن جمهرة واسعة جداً من كوادر الحزب وأعضاءه وجماهيره لا نرتضي تغيير إسم حزبنا ونعتبر ذلك إستهانة بتاريخ الحزب وإهانة صارخة لشهداءه الابرار ..الشيوعية ستبقى في العراق أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق وسيبقى الشعراء الشيوعيون بابلوا نيرودا وناظم حكمت ولويس اراغون وأميل حبيبي وغيرهم نمجد ذكراهم ونعتز بشيوعيتهم والذين غادرونا وهم يحملون راية الشيوعية الخفاقة ..لآخر نفس في حياة كل منهم ..

#أمير_أمين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل