أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - مظاهرة الحزب الشيوعي العراقي يوم اعلان الجبهة الوطنية !















المزيد.....

مظاهرة الحزب الشيوعي العراقي يوم اعلان الجبهة الوطنية !


أمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 6958 - 2021 / 7 / 14 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت قد مضى على ترشيحي في الحزب الشيوعي العراقي بضعة شهور حينما جاء لبيتنا خالي الاصغر الذي يكبرني بحوالي اربعة شهور في الاسبوع الاول من تموز عام 1973 ليخبرني بأنه يستطيع اصطحابي معه الى بغداد مع مجموعة صغيرة من أصدقاءه المقربين الذين كنت اعرفهم وهم جميعاً كانوا طلاباً في اعدادية الناصرية ..حينذاك كنّا نترقب اعلان الجبهة بين الشيوعيين والبعثيين والتي ستصاحبها احتفالات كبرى في بغداد وكان علينا السفر الى هناك والاستمتاع بالاجواء المفرحة , كان خالي يعرف تماماً وضعنا المادي الصعب لكنه أشار لي بالقول ..عليك فقط دفع إجرة السيارة من الناصرية الى بغداد وبالعكس وهي دينار واحد وأضاف أما اجرة الفندق والاكل فأنا سأدفعها لك , كانت والدتي تستمع لكلامه فوافقت وبدون تردد قائلةً ..روح سافر واتونس وانا سأعطيك الدينار , فرحت كثيراً وتمت الموافقة من قبلي على العرض الذي كان مغرياً تلك الحقبة من الزمن ..وقلت لنفسي لأرى بغداد ثانية بعد ان زرتها في نيسان من نفس العام للمشاركة في اوبريت جذور الماء..وصلنا الى بغداد وكان تموز يغلي كما في كل سنة..سخونة الجو بالاضافة لسخونة الوضع السياسي وترقب جماهير الشعب لاعلان ميثاق العمل الجبهوي بين الشيوعيين والبعثيين خصوصاً بعد القضاء على ما سمي حينها بمؤامرة ناظم كزار في 30 حزيران عام 1973 ..مكثنا في فندق صغير في جانب الرصافة كان إسمه كوكب الفرح وكان سعر الليلة للفرد الواحد ثلاثة دراهم..كان شارع الرشيد يزهو ببنات وابناء العراق الشبيبة الذين تبدو على محياهم الوسامة والفرح وكان شارع ابو نؤاس باشجاره النظرة وعبق الزهور ورائحة السمك المشوي ورواده المنتشرين في عدة أماكن وخاصة الجالسين في الكازينوات يضفون للشارع نظارة وجمال فتّان ..جلسنا في أحد الكازينوات وكنّا شباباً صغار السن وخبرتنا كانت محدودة في السياسة لكننا كنا نناقش الوضع المرتقب وعلى مقربة من مكان جلوسنا كان الفقيد المخرج والممثل حازم ناجي يتأمل بزهو انبثاق الجبهة مما حدى به ان يضرب الميز بقبضة يده صارخاً راح يعلنها البكر ويقول ..جبّهنا ..! طبعاً كانت الكلمة على وزن أممنا ..! حينما اعلنها رئيس الجمهورية الاسبق أحمد حسن البكر في الاول من حزيران عام 1972 بتأميم شركات نفط العراق ..ضحكنا من توصيف الفقيد حازم ونظر الينا وأكد أن البكر راح يقول جبهنا ..!! ضحكنا مجدداً ونحن على أحر من الجمر لاعلان الجبهة من اذاعة وتلفزيون بغداد ..! في اليوم التالي وعند المغرب أعلن عن توقيع ميثاق الجبهة بين ما سمي حينها بالحزبين الحليفين الشيوعي وحزب البعث ووقع عليها من جانب الشيوعيين السكرتير العام للحزب الفقيد عزيز محمد وبحضور عضو المكتب السياسي للحزب الفقيد زكي خيري ومن جانب حزب البعث وقع عليها الرئيس أحمد البكر وبحضور نائبه صدام حسين .. وما هي إلاّ دقائق معدودة حتى غمرت شوارع بغداد جموع الشيوعيين رجالاً ونساءً ومن مختلف الاعمار وخاصة الشبيبة رافعين لافتات ملونة تهتف للحزب الشيوعي وتحيي جماهير الشعب وتشيد بما تم التوقيع عليه بين الحزبين المتحالفين ..إنطلقنا نحن مجاميع الناصرية مع شبيبة بغداد ورفعنا معهم عدداً من اللافتات والتي كانت بالمئات ....كان على أحد الارصفة يقف الفقيد الشاعر كاظم الركابي وكان الفرح بادياً على محياه ويقول لصديق له يقف على مقربة منه ..شوف ..شوف كم هي لافتات الشيوعيين وكم هو عددهم ..إنهم بعشرات الالوف ..إنظر لهم !..وكأنه لم يصدق جماهير الحزب الشيوعي ورفاقه والذين خرجوا فجأة يحملون لافتاتهم تحميهم قوة من سياج لشيوعيين آخرين كانوا يمسكون أيادي بعضهم البعض ويحيطون بالتظاهرة حتى لا يدخل أحد المغرضين لايقاع الاذى بها ..وقف سائق تاكسي وأخرج قبضة يده وهتف بقوة ..يعيش الحزب الشيوعي العراقي ..هتفنا معه وكنا نتوجه لملعب الشعب الدولي ننتظر كلمات الاحزاب ..لم يسع الملعب للجميع وبقي غالبية المتظاهرين يسترقون السمع من خارج الملعب ..ثم بدأ ممثل البعثيين بالقاء كلمته ..وحينما بدأ الرفيق كريم أحمد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بالقاء كلمة الحزب ..إهتز الملعب بالتصفيق والهتاف له وللحزب الشيوعي لعدة دقائق وبقوة هائلة ..أزعجت خصوم الشيوعيين ثم عادت التظاهرات للانطلاق مجدداً في شوارع بغداد في مسيرة ليلية صاخبة..كانت رفيقاتنا وجموع الشابات تصدح حناجرهن بالاغاني الثورية والهتافات وكن سافرات بالطبع حيث لم يكن الحجاب قد دخل للعراق وكانت غالبيتهن من طالبات المدارس الثانوية والمعاهد والجامعات فكن يرتدين بنطلونات الجنس الزرقاء والقمصان التي كانت غالبيتها باللون الاحمر او الابيض مما أضفى على تظاهرة الشيوعيين الجمال والاناقة ..لقد مرت التظاهرة وانتهت دون تسجيل حوادث اعتداء على اي من المتظاهرين ولكن حينما عدنا بعد منتصف الليل الى الفندق للاستراحة والنوم أخبرنا عامل الفندق بالقول ..لقد سمعت ان اعتداءً حصل لرفاقكم في الناصرية ..! تألمنا كثيراً وقال بعضنا ..إشتغلت رحمة الله ..!! كان فرح الشيوعيين غامراً بعقد بنود الجبهة لتخليص الشعب من مآسي وجراحات الماضي البعيد والقريب ولذلك أعتبر الشيوعيين الجبهة حلقة مركزية في نضال الحزب على العكس من البعثيين الذين كانوا غير صادقين في العمل الجبهوي وكانوا يناصبون الحزب الشيوعي العداء السافر وقد أغلقوا عليه كل منافذ العمل وأعدوا خطط منذ اليوم الاول لاعلان الجبهة في كيفية تدمير اللحمة الوطنية وتهديم تنظيمات الحزب الشيوعي في كافة محافظات العراق ضاربين بعرض الحائط ما تم الاتفاق عليه ولم يحترموا الحزب وجماهيره والقوى المناصرة له وخاصة بلدان ما كان يسمى بالمعسكر الاشتراكي وإمتازت خططهم ضد الحزب بالوقاحة والشراسة والكذب والافتراء من أجل التخلص من تبعات الجبهة ولكي ينفردوا بقيادة العراق دون أن يسمعوا اية ملاحظة عن ذلك سواء كانت سلباً او ايجاباً بينما كان الحزب الشيوعي العراقي قد طوى بألم وحزن مآسي وجرائم 8 شباط عام 1963 وكان يسعى لديمومة التحالف خدمة لمصالح جماهير شعبنا بكافة قومياته واديانه من زاخو حتى الفاو وعمل الحزب الشيوعي بكل طاقته وبشفافية وبحرص شديد واضعاً نصب عينيه المصاعب التي يمر بها شعبنا ومن اجل وضع حد للاحتراب والعداوات بين ابناء الوطن الواحد ..لكن البعث انتهج سياسة ديماغوجية وكان يعمل بالضد مما يبطن وتبين بغضه وعداوته للشيوعيين ولم يشبع من دمائهم المسالة ايام 8 شباط 1963 بل زاد على ذلك بشن حملات هستيرية قاسية ومدمرة ضد الشيوعيين وعوائلهم في كافة مدن العراق واغرقوا بلادنا بحمامات الدم التي سالت من خيرة الشابات والشباب الوطنيين البواسل وبهذا فقد انكشفت اللعبة التي خطط لها البعثيين وقيادتهم في اعلان الجبهة وكشف ركائز الشيوعيين وتنظيماتهم ومن ثم الاجهاز عليها وتصفيتهم بشتى الوسائل وخاصة الخسيسة والتي لا تخطر على بال أحد ..لكن الشيوعيين ما لبثوا ان ضمدوا جراحاتهم وتحولوا لمعارضة النظام متخذين ارقى وسائل الكفاح لذلك الا وهو الكفاح المسلح في جبال ووديان وقرى كردستان العراق في بهدينان وسوران ..ستبقى الجبهة الوطنية بين الشيوعيين والبعثيين درساً قاسياً كلف حزبنا أنهاراً من الدماء على العكس مما كنّا نطمح اليه بأنها ستكون ميداناً للفرح والسلام الدائم .



#أمير_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهات جوقد وجود وجك , تجارب وعبر..!
- شخصيات من أنصار الحزب الشيوعي , النصير أبو شاكر .
- شخصيات بارزة من أنصار الحزب الشيوعي , الرفيق أبو عامل .
- كاظم الركابي الشاعر الذي مات حزناً ..!
- مرور سنة على رحيل الفنان المبدع صالح البدري ..!
- حول تجربة نصيرات الحزب الشيوعي العراقي
- الشهيد الشيوعي وائل ..قلب يمشي على الارض ..!
- ستون عام على رحيل الشاعر العربي بيرم التونسي
- عراقيون..غير شكل ..!
- فقيد وشهيد ..!
- وشم في ذاكرة الانصار ..!
- إنتخابات عراقية مبكرة ..أم عادلة ونزيهة !
- الجزء الثالث من شهداء الحزب الشيوعي العراقي
- ذكرى مرور نصف قرن على إستشهاد محمد الخضري !
- عائلة عراقية غالبية شبابها شهداء ..!
- حول مواقف الحزب الشيوعي العراقي من إنتفاضة تشرين 2من2
- حول مواقف الحزب الشيوعي العراقي من إنتفاضة تشرين.. 1من 2
- ذكرى مرور مئة عام على ميلاد أمينة الرحّال
- حول موقف كريم احمد عند أسره في أحداث بشتاشان ..!
- قناة الفلوجة تلتقي الشيوعية السابقة نصيرة القيسي ..!


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - مظاهرة الحزب الشيوعي العراقي يوم اعلان الجبهة الوطنية !