أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد هاشم الحبوبي - كيف تصبح إماماً محتالاً دون معلم














المزيد.....

كيف تصبح إماماً محتالاً دون معلم


احمد هاشم الحبوبي

الحوار المتمدن-العدد: 6967 - 2021 / 7 / 23 - 16:16
المحور: كتابات ساخرة
    


اشترى صديق لي سيارة مستعملة من شخص ما. وفي يوم تحويل السيارة في دائرة المرور، جاء صاحب السيارة مرتديا زياً دينياً لا يشبه الزي الذي كان عليه يوم توقيع عقد بيع السيارة. حدّثني صديقي إن ذلك الزي «سهّلَ من إجراءات التسجيل بشكل لا يصدّق، فالأبواب مُشرعةٌ والوجوه باسمة وصفوف الانتظار الطويلة تحت اشعة الشمس أو بجوار عادم أجهزة التبريد تم تجاوزها برمش العين دون أن ينبس أحد ببنت شفة». وأضاف (صديقي): «بعد أن أنهينا معاملة تحويل ملكية السيارة، الححتُ على "فضيلة الشيخ" أن أوصله إلى حيث يريد. فاستجاب لطلبي وجلس في المقعد الامامي بعد أن خلع عمامته وجبّته وعباءته ووضعها على المقعد الخلفي. وبعد أن اوصلته للمكان الذي أراد، شكرني وتمنى لي التوفيق. وبعد بضع كيلومترات في ازدحام بغداد الذي لا نهاية له، استدرت إلى الوراء واكتشفتُ أن "الشيخ" نسيَ أغراضه، فاتصلتُ به هاتفياً قائلاً:
- «شيخنا. نسيتَ اغراضك في المقعد الخلفي، أين أنت لأجلبها لك؟»
- «لا تتعب لذلك. فهي رخيصة ولدي منها الكثير. احتفظ بها لك. فربما تحتاج لها في مراجعاتك القادمة».
وأضاف محدثي: «ولمتطلبات النظافة الشخصية والأخلاقية والمبدئية، لم احتفظ بعدة عمل "الشيخ" منتحل الشخصية، ورميتها في مكب النفايات». وحسناً فعل.

تزخر معروضات باعة الأرصفة بكتب تحمل عنوان «تعلم الإنكليزية بسبعة أيام»، «تعلّم الفرنسية بدون معلم»، «تعلم تصليح التلفزيون في البيت» و«كيف تصبح كهربائياً بدون معلم». وقد اشتريت الكتاب الأول يوماً، على أمل تعلم الإنكليزية بدون معلم بسبعة أيام، ثم بعد بضع صفحات اكتشفت أن الأمر لا يعدو عن خدعة كبيرة، فالكتاب مليء بالأخطاء الاملائية والنحوية بكلتا اللغتين.

تذكرتُ ذلك وانا بصدد كتابة وصفة توضّح «كيف تصبح إماماً محتالاً دون معلم». وعاهدتُ نفسي أن أقدم وصفة عملية مجربة مضمونة النجاح. ولتعزيز مصداقيتي، ورغم أن وصفتي مجانية فأنا مستعد لإعادة ثمن عمامتك في حال عدم النجاح. وسأدرج الوصايا العشرة بصورة مختصرة وواضحة ليسهل فهمها وتطبيقها:
1) اذهب الى السوق واشتر ثوباً وعباءة وعمامة. انصح بالحرص عند اختيار لون العمامة، فاللون الأسود خاص بأحفاد النبي محمد (ص).

2) إذا لم تكن من الاحفاد وترى أن ارتداء العمامة السوداء ضروري لأغراض الوجاهة والتأثير، فأنصحك بالتوجّه إلى أحد النسّابة الذين بلا ضمير (وما أكثرهم) فتدفع له المقسوم ليغيّر لك نسب أسرتك ويجعلكم من أحفاد الرسول محمد بنفس اليوم. وبذلك تكون قد أنجزت خطوة مهمة نحو هدفك لتصبح إماما نصّاباً.

3) تمرّن على التحدث باللغة العربية الفصحى، على الأقل عند ذكر الأحاديث النبوية الشريفة وأقوال الأئمة الأطهار. وإذا وجدت ذلك صعباً، فاحرص على متابعة حلقات «أبو علي الشيباني» الذي ابتلانا فيصل الياسري. إنّ "فصاحة" «أبو علي الشيباني» أفضل بكثير من فصاحة الذين سيستمعون اليك. لذلك لا تُجهد نفسك في تعلم ما لا يلزم جمهورك البائس.

4) احرص على تكرار أكاذيب ومبالغات سابقيك من الأئمة المزيفين. إن «اليوتيوب» يزخر بتلك الأكاذيب والخزعبلات. ولمزيد من اللؤم والخسة والنذالة والصفاقة اوصيك بالتعلّم جيداً من «ياسر الحبيب» الذي يحظى برعاية كريمة من حكومة «صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث» في لندن تحت باب حرية التعبير عن الرأي. أما كنز الأكاذيب فتجده عند «حميد المهاجر».

5) لا تتحدث في المشتركات التي توحِّد أبناء وطنك. واستخدم ثنائية «نحنُ - هُم» التي تعزز الفرقة بينهم.

6) أكثِر من البكاء متى أمكنك ذلك، بمناسبة ومن دون مناسبة. فالبكاء يشد جمهورك إليك.

7) إذا ما اتهمك أحدهم بالكذب والتخريف والدجل وإثارة النعرات الطائفية، فاتهمه أنت بالنصب (= كره آل البيت عليهم السلام) أو العلمانية.

8) ابدأ من الوهلة الأولى بحملة جمع تبرعات لبناء جامع أو ملحق بجامع أو مرفق خدمة عامة لخدمة أبناء حيِّك أو مدينتك. تجنّب توثيق تفاصيل التبرعات التي تتحصل عليها. وأودعها في حسابك الشخصي تحديداً لتصبح من ملكك الخاص بالتقادم. ولا تنسَ أن الأعمار بيد الله، و«ما تَدْرِي نَفْسٌ ماذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ». فإذا توفّاك الله، ستختلط التبرعات بأموالك الشخصية فيستفيد ورثتك من مالك "الحلال الزلال"، عسى أن يقيموا صدقة جارية على روحك النتنة القميئة.

9) تقرَّب من أحد الأحزاب المتنفذة واشتم الأحزاب الأخرى. إن هذا الأمر يمنحك حصانة مؤكدة ومريدين جهلة سهلي القياد.

10) نكّل بالمواطن وصوّره على أنه كتلة متحركة من الخطايا والذنوب والالام وأنك باب خلاصه، فيصبح سهل القياد توجهه حيث تشاء.



#احمد_هاشم_الحبوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق في خضم تسريبات محمد جواد ظريف
- اختيار الحليف، مقارنة بين العراق وسوريا
- الإعلام العراقي يفتح ملف المنافذ الحدودية مع الإقليم
- صدام حسين ومسعود برزاني؛ «من خلّف ما مات»
- تكاليف منح الوحدات السكنية للمشمولين بقانونيْ مؤسسة السجناء ...
- نحو إلغاء تام لتعدد الرواتب والامتيازات المجحفة في قانوني مؤ ...
- المخفي من قانون السجناء السياسيين «قانون رواتب رفحاء»
- أسبوع مقتل قاسم سليماني
- رسالة السيستاني في 29/11/2019، ثمة انقلاب على الأبواب
- حين يكذب رئيس الوزراء
- نفط الإقليم والحكومة المركزية المتخاذلة
- المخبر السري؛ رفيق حميم للحكم الجمهوري
- بندر بن سلطان .. سفير دمار سوريا
- سمسرة وبغاء في بغداد
- أزمة طاقة في محطات توليد الطاقة الكهربائية في العراق
- معضلة النظافة في مطار بغداد الدولي
- معاناةٌ مِن وإلى مطار بغداد الدولي
- التحصيل الدراسي لرئيس وزراء السويد ستيفان لوفين ورؤساء وزارا ...
- هتك الحرمات في انتخابات العراق
- كمبريدج أنالتيكا في العراق


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد هاشم الحبوبي - كيف تصبح إماماً محتالاً دون معلم