أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أمريكا ترحل وتدير المنطقة عبر الوكلاء















المزيد.....

أمريكا ترحل وتدير المنطقة عبر الوكلاء


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6967 - 2021 / 7 / 23 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وسائل اعلام امريكية تحدثت عن خروج للقوات الأمريكية من العراق في نهاية عام 2021،وتحويل دور القوات الأمريكية هناك الى دور استشاري وتقديم خدمات امنية ولوجستية واستخبارية،وكذلك دعم جوي...وسبق ذلك الإعلان عن خروج القوات الأمريكية من افغانستان،والإبقاء على عدد محدود من قواتها، وتحت نفس المبررات المطروحة بالخروج من العراق، ولا شك بأن فشل المشروع الأمريكي المتراكم ،وا ل م ق ا و م ة التي واجهتها وتواجها امريكا في تلك البلدان،هي عجلت بخروجها،وكذلك تعمق أزمتها الإقتصادية في الداخل الأمريكي وارتفاع مديونيتها التجارية الى أكثر من 29ترليون دولار،هي من العوامل التي تدفع وتعجل بخروجها من المنطقة والبحث عن وكلاء للإدارة مكانها،والوكيل التركي لديه خبرة وتجربة طويلة في هذا الجانب،فهو عضو في حلف الناتو وحليف موثوق،وجرب في أكثر من منطقة بدايتها في حرب الكوريتين....ودوره في تدمير سوريا والعراق وليبيا وحتى الإمتداد الى اليمن ولبنان...وإدخال مئات الألاف من المرتزقة من الجماعات الإرهابية و"الداعشية" الى تلك الدول بهدف تدميرها وتفكيك جغرافيتها ونهب خيراتها وثرواتها خدمة وارضاء للقوة الإستعمارية،وتطور أهداف تلك التدخلات للسيطرة على مناطق في الشمال السوري والجنوب العراقي لبعث ما يسمى بالخلافة العثمانية...
الوكيل التركي جاهز للقيام بدور الوكيل الأمريكي في حماية مطار كابول، فالخمسمائة جندي تركي الموجودين في إطار قوات حلف الناتو،غير قادرين على حماية مطار كابول من قبل حركة طالبان،التي تتقدم بشكل كبير نحو استعادة السيطرة بشكل كبير على الجغرافيا الأفغانية،وهروب المرتزقة والمتعاونين معها والذين تريد نقلهم الى قواعد لها في قطر والكويت ،بالبحث عن دور ومهام لهم في المنطقة استخباري ولوجستي وخاصة المترجمين منهم،ونقل جزء منهم الى أمريكا.... ولذلك سيعمل الأتراك على نقل جزء من المرتزقة والعصابات الذين تديرهم وتشرف عليهم من سوريا والعراق الى افغانستان،للقيام بمهمة الوكالة عن أمريكا،ويبدو بأن التركي لم يتعلم من التاريخ،فبريطانيا عندما كانت عظمى ولا تغيب الشمس عن مستعمراتها هزمها الأفغان،وكذلك هزم فيها الإتحاد السوفياتي ومن بعد خروجه منها تفكك،وأمريكا بعد حرب واحتلال لمدة عشرين عاماً،تهزم وتخرج مهزومة بعد خسارة 3500 جندي وأكثر من 2 ترليون دولار،وكل الدول التي احتلت افغانستان وأجبرت على مغادرته،يعلم التاريخ بأنها تفسخت وتفككت.
دولة الإحتلال الصهيوني أنشئت لكي تكون وكيلاً للقوى الإستعمارية في المنطقة،لمنع انبعاث أي مشروع قومي عربي وحدوي،ولكي تقوم بضرب أي حركة تحرر أو دولة تنادي بالخروج على إرادة القوى الإستعمارية...وفي حرب تموز/2006 على لبنان و ح ز ب ا ل له و ا ل م ق ا و م ة اللبنانية، استخدمت أمريكا اسرائيل للقيام بحرب بالوكالة عنها،من أجل تدمير قدرات ح ز ب ا ل ل ه العسكرية وبالذات الصاروخية منها وتحقيق إقامة ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به وزير خارجية امريكا الأسبق انذاك كونداليزا رايس،حيث كان مصير هذا المشروع الفشل الذريع...ودولة الإحتلال والعديد من المشيخات الخليجية تطرح نفسها كوكيل لأمريكيا في محاربة ايران وتدمير قدراتها وبرامجها النووية والصاروخية،ولكن هؤلاء الوكلاء لم ينجحوا في تدمير اليمن ولا بالسيطرة عليه،بل نجد جماعة أنصار الله " الحوثية" انتقلت من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم ومن ثم امتلاك زمام المبادرة،وقصف أهدافا استراتيجية اقتصادية وأمنية وعسكرية وحيوية في عمق الأراضي السعودية...وباتت السعودية تستجدي الحل بعد ان كانت تريد فرض شروطها وإملاءاتها على اليمن والحوثيين.
دولة الإحتلال المسألة بالنسبة لها متعلقة بالوجود تكون او لا تكون،ولذلك هي مارست كل اشكال الضغوط والتحريض والخداع والتضليل على الإدارات الأمريكية المتعاقبة من عهد بوش ومرورا بعهد اوباما ولتزيد من حدة ضغوطها في عهد الرئيس الجمهوري الغوغائي والحليف الأقرب لها ترامب من أجل شن حرب عدوانية على ايران ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً في مسعاها....وليعمق هذا الفشل من أزمتها بعد قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن،والتي تعلن عن خطهها ومشاريعها وقرارتها بسحب القوات الأمريكية من المنطقة،ونقل جزء كبير من اسلحتها ومعداتها الثقيلة من دبابات ومدرعات واليات الموجودة في ثلاثة قواعد عسكرية لها في منطقة السيلة القطرية الى الأردن،وكذلك سحب 8 بطاريات دفاع جوي باتريوت من العراق والأردن والكويت والسعودية.
أمريكا لا تستخدم الوكلاء في المجال العسكري فقط،بل وتستخدمهم في الجوانب السياسية ،فشعور الإدارة الأمريكية من بعد معركة " سيف القدس" والتي تهشمت فيها دولة الإحتلال عسكرياً وسياسياً،وتراجع الثقة بدور السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس عباس،والتي باتت أقرب الى السقوط والإنهيار بعد سلسلة الأخطاء التي ارتكبتها،سواء على صعيد الغاء الإنتخابات التشريعية مروراً بقضية اللقاحات منتهية الصلاحية،ومن ثم جريمة اغتيال وقتل المعارض السياسي نزار بنات،وتشكيل لجان التحقيق من داخل مؤسسات السلطة،والتي ليس فقط لا ثقة بنتائجها او الأطراف المشكلة منها،بل لأن كل لجان تحقيقها السابقة من اغتيال القائد ابو عمار الى اغتيال وقتل نزار بنات،لم تعلن عن أي نتيجة ولم يجر إدانة أي شخص او طرف من خلال تلك اللجان،بل كان تشكيل تلك اللجان يأتي كردود فعل على الغضب الشعبي والجماهيري والإحتقان ضد السلطة ،من أجل تنفيس الحالة الجماهيرية والشعبية وتبريدها واستقطاع الوقت وتمويت القضية والرهان على قصر ذاكرة الجماهير..وبالتالي خلصت الإدارة الأمريكية الى أن السلطة الفلسطينية قد أفلست وطنياً وسياسياً وشعبياً،وهي تقترب من الهاوية،وقد عبر عن ذلك نائب وزير الخارجية الأمريكي هادي عمرو،والذي طلب في زيارته الأخيرة للمنطقة ولقائه مع قيادات اسرائيلية ومن السلطة الفلسطينية من اسرائيل أن تعمل على مساعدة السلطة الفلسطينية من أجل البقاء والإستمرار،وشبهها بالغابة الجافة، وأي عود ثقاب قد يشعل النار فيها.
من بعد ما نجح الأمريكان في تطويع وترويض فتح العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية،ونجاح مشروعها في جعل مشروع التنسيق الأمني جوهر عمل المؤسسة الأمنية الفلسطينية،ومن بعد معركة " سيف القدس" وضمن الرؤيا والسياسة الأمريكية القائمة على ادارة الصراع وليس حله،ومن بعد 27 عاماً من التفاوض والدوران في نفس الحلقة المفرغة،يأتي دور تطويع وترويض ح م اس وبقية القوى لكسب 27 عاماً اخرى من التفاوض ..والتي عليها أن تتنبه جيداً الى الخباثة الأمريكي والاعيبها السياسية في إدارة الصراع،وأن لا تعود ل " تجريب المجرب" الذي جربته فتح والمنظمة ...ولذلك هناك شيء يجري لا يوحي بالثقة والإطمئنان،وهي الجولة التي قام بها رئيس المكتب السياسي ل ح ر ك ة ح م ا اسماعيل هنية بعد معركة" سيف القدس" الى قطر ومصر والمغرب وتركيا ، الى دول هي تعتبر الوكيل الأمريكي وعراب مشاريعها السياسية في المنطقة.
والأيام القادمة ستجيب عن طبيعة الخطط والمشاريع السياسية التي تطبخ للمنطقة والقضية الفلسطينية.

فلسطين – القدس المحتلة
23/7/2021
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما -تتبلطج- اثيوبيا على مصر والسودان
- اقتحامات الأقصى و-تطويع- العقل العربي والفلسطيني
- في الذكرى السنوية الرابعة لهبة البوابات الألكترونية
- سقوط قانون- المواطنة- - بند منع لم الشمل- لا يغير من واقع ال ...
- دائماً سلوان وجعنا وألمنا
- حظر الحسابات والقمع الممنهج لن يحجب الحقيقة المغتالة
- في ايران - الجمهورية تنتصر ....الثورة تنتعش ورئيسي رئيساً-
- الشعوب الحية لا يهزمها تخاذل القيادات،فهي ت ق ا و م وتنتصر
- مسيرة المهزومين
- تحليل أولي برحيل نتنياهو ،انتهي زمن ملوك-بني اسرائيل-
- حوار وطني سيطول تأجيله
- أزمة دولة الإحتلال تتعمق
- نتنياهو يقترب من السجن ولكن ...؟؟
- هل اقترب فرض الحكم العسكري على شعبنا واهلنا في الداخل الفلسط ...
- ماذا سيحمل -بلينكن- في جعبته..؟؟؟
- تحليل اولي غزة تبتلع نتنياهو
- كل فلسطين تستل -سيف القدس - من غمده
- فلسطين من نهرها لبحرها قالت كلمتها لا نكبة بعد اليوم
- القدس تفرض المعادلات
- في ذكرى يوم القدس العالمي ....القدس تنتصر والنظام الرسمي الع ...


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أمريكا ترحل وتدير المنطقة عبر الوكلاء