أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مشعل يسار - شلومو زاند: يهود أوروبا أحفاد الخزر، أما اليهود الحقيقيون فهم العرب الفلسطينيون















المزيد.....


شلومو زاند: يهود أوروبا أحفاد الخزر، أما اليهود الحقيقيون فهم العرب الفلسطينيون


مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)


الحوار المتمدن-العدد: 6963 - 2021 / 7 / 19 - 20:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



سمعت لأول مرة عن البروفيسور شلومو زاند عندما كنت أدرس في جامعة تل أبيب في كلية السينما والتلفزيون. ثم بعد ذلك كتب كتابا عن العلاقة بين السينما والتاريخ وألقى لنا محاضرة في هذا الموضوع. لكن سرعان ما تحول انتباه الجمهور إلى عمله الفاضح "من وكيف اخترع الشعب اليهودي"، فنسي الجميع السينما. الآن، بعد سنوات عديدة، قررت إجراء مقابلة مع الدكتور زاند وطرح الأسئلة التي لم أستطع طرحها في ذلك الوقت. لقد تواصلنا عبر برنامج Zoom لأن الأستاذ زاند يقضي استراحة الصيف في فرنسا.
- دائما ما تسبب خطاباتك وكتبك ومقابلاتك الكثير من الجدل والنقد. هل تتعمد الاستفزاز؟
- لفترة طويلة حاولت الجلوس بهدوء وعدم الخروج على الملأ. إلى أن حصلت على منصب أستاذ جامعي في جامعة تل أبيب، ما يعني أنه لم يعد بإمكاني الانفصال عن العمل. وقررت أيضًا أن أبدأ بطرح أسئلة لم يسألها أحد من قبل. من أهم الأسئلة التي أقلقتني: هل صحيح أن الشعب اليهودي طرد من هذه الأرض؟ إذا فتحت نص إعلان الاستقلال، فإن أول ما تراه هو البيان الذي صاغه ديفيد بن غوريون: "لقد انتزع اليهود بالقوة من أرضهم". لكن عندما بدأت البحث في هذا الموضوع، اتضح أنه لا يوجد دليل على النفى المزعوم. لا يوجد كتاب واحد مكتوب حول هذا الموضوع! لماذا ا؟ لماذا حتى جوزيفوس لم يكتب عنه؟ لطالما اشتبهت في أن ثمة شيئا لم يتم إخبارنا به، وفي بعض الحالات كانوا يكذبون ببساطة. بالمناسبة، كان بن غوريون نفسه على علم بهذا. أسطورة النفي هي عقيدة لم يتم التشكيك فيها، تمامًا مثل الولادة العذرية في المسيحية. كان ينظر إليه على أنه حقيقي. لكنني اكتشفت أنه لم يكن يوجد أي نفي.
- وإلى أي مدى يمكنك الوثوق بالتاريخ كعلم؟ هناك نظريات مختلفة موثوق بها إلى حد ما. لكن إلى أي مدى تتوافق مع الواقع؟
- لا، بالطبع، التاريخ ليس علمًا دقيقًا. هو ليس حتى قصة مبنية على الحقائق والأدلة. إنه علم تنجيم أكثر مما علم الفلك. يجمع المؤرخ المعلومات من مصادر مختلفة ويبني منها حبكة. بطبيعة الحال، هذا ليس فيزياء أو كيمياء، لأن من المستحيل إجراء تجربة مماثلة وتحقيق نتيجة مماثلة. التاريخ ليس هو الحقيقة، إنه محاولة للاقتراب من الحقيقة. إلى جانب ذلك، تتم إعادة كتابة التاريخ طوال الوقت. على سبيل المثال، قبل خمسين عامًا كان يجري في فرنسا، في دروس التاريخ، تعليم الأطفال أنهم ينحدرون من بلاد الغال. اليوم، بالطبع، هذا لم يعد ينظر إليه كحقيقة أكيدة، لأن من المعروف الآن أن الأمة الفرنسية هي نتيجة اختلاط لا نهاية له بين مختلف الشعوب والقبائل. بالمناسبة، كان الأمر نفسه مع الألمان، الذين قرروا في مرحلة معينة من تاريخهم أنهم من نسل الآريين. لكن اليوم، من خلال دراسة تاريخ الهنود الأمريكيين، هناك فرصة أفضل للوصول إلى الحقيقة من خلال دراسة التاريخ اليهودي في إسرائيل. لأن "الأسطورة الصهيونية" تقوم على "أسطورة المطرودين"، ولا يمكن أن توجد إحداهما بدون الأخرى.
يثبت شلومو زاند في كتابه الشهير "من وكيف اخترع الشعب اليهودي" باستمرار أن اليهود كشعب لم يعد لهم وجود منذ ألفي عام. ولكن ليس نتيجة النفي، بل ببساطة لأنهم اختفوا عمليًا من على وجه الأرض. فقد تم استعباد بعضهم ونفيهم، وغادر البعض الآخر بحثًا عن حياة أفضل، وتحول آخرون إلى المسيحية ولم يعودوا يهودًا.
- من المنطقي إذن طرح السؤال: من أين أتى هذا الكم الكبير من اليهود في العالم؟
- منذ مائتي عام، لم تكن هناك شعوب على الإطلاق كما في فهمنا لها اليوم. اليوم نسمي عددًا معينًا من الناس شعبًا موحدًا بلغة وثقافة وتقاليد واحدة. وبالمناسبة، لا يوجد في التناخ (الكتاب المقدس اليهودي) إشارة واحدة إلى "شعب إسرائيل" أو "الشعب اليهودي".
- إذن ما الذي وحد هؤلاء الناس الذين أطلقوا على أنفسهم اسم يهود لمدة ألفي عام؟
لقد توحدوا بقوة هائلة لا تتزعزع تسمى "الإيمان". وليس الإيمان فقط، بل الإيمان بإله واحد. هؤلاء الناس تحولوا إلى "شعب منفي" ليس بسبب المنفى، ولكن لأن المسيحيين أطلقوا عليهم هذا الاسم. ترى المسيحية في اليهودية خصمها الرئيسي، وفي أتباع هذا الدين - أعداءها الذين لا يمكن التوفيق بينهم. لذلك، يتم عمل كل شيء لشيطنة هؤلاء الناس، ونزع الشرعية عن إيمانهم. وهكذا، تم إنشاء أسطورة حول طرد اليهود من الأرض المقدسة كعقاب لهم على صلبهم يسوع المسيح.
- أي اتضح أن الأسطورة المسيحية حول طردهم من الأرض المقدسة عقاباً لهم على "قتل السيد المسيح" تتزامن مع الأسطورة اليهودية حول الطرد من الجنة كعقاب على "العصيان"؟
- قولك رائع! لم يكن يخطر في ذهني! لم أفكر حتى في مدى عمق الجذور. على الرغم من أن هذا يشبه إلى حد بعيد المنفى البابلي، والذي بفضله ولدت فكرة التوحيد. ومع ذلك، فقد ترسخت أسطورة النفي في التاريخ، وأصبح اليهود "شعباً متجولاً". أؤكد أنه لا يوجد "شعب يهودي". هناك ديانة يهودية.
- إذن هذا غير مفهوم، وكتابك لا يشرح هذا: كيف نجا هؤلاء الذين لم يُطردوا، بل أطلقوا على أنفسهم اسم يهود منذ ألفي عام؟ لماذا لم يذوبوا ويختفوا كما اختفت مئات القبائل الأخرى؟
- لأن هناك شيئًا ما في هذا الدين لا يزال يجمع هؤلاء الناس معًا. من المهم أن نفهم شيئًا آخر لا يتحدث عنه أحد أيضًا. اليهودية دين تبشيري. لذلك، انتشر على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في وقت أبكر بكثير من انتشار المسيحية. يكتب المؤرخون الرومان أيضًا عن هذا. إنهم كانوا يرون في اليهودية خطرًا على أنفسهم لأنها تشكل تهديدًا لوثنيتهم. اليهودية هي أول ديانة توحيدية تبشيرية. علاوة على ذلك، فإن النساء أكثر استعدادًا لاعتناق اليهودية من الرجال. تجذبهم فكرة "طقوس الوضوء". في الوقت نفسه، يعزف الرجال عن هذا بسبب ضرورة الختان عند التحول إلى هذه العقيدة الجديدة. بالمناسبة، أعتقد أن السبب الرئيسي لانتصار المسيحية على اليهودية هو بالتحديد أنها تخلت عن طقوس الختان. أن تصبح مسيحياً صار أسهل بكثير من أن تصبح يهودياً. وفي هذا كانت المسيحية هي الأفضل. المسيحية هي الشقيق الأصغر لليهودية، والذي يكرهها، لكنه يعرّف نفسه من منظور اليهودية. انظر إلى ما هو مكتوب في العهد الجديد: يتحدر والد يسوع يوسف من "نسل إبراهيم"، أي أنه سليل مباشر حقيقي للسلف. فكرة "الأصل الصحيح" هذه لا تزال مهمة للغاية بالنسبة للبشر.
"كان في" منطقة الشفق " ما بين الوثنية المتذبذبة، والالتزام الجزئي باليهودية واستيعابها بالكامل، شقت المسيحية طريقها. على الموجة الواسعة من التوحيد اليهودي والطوائف التوفيقية المتنوعة التي ازدهرت حولها، تم تشكيل عقيدة مرنة قادرة على ان تكون مقبولة من لدن كل من التفت إليها ". (من كتاب "من وكيف اخترع الشعب اليهودي")
- ألا يوجد حظر على النشاط التبشيري في التناخ؟
- لا يوجد مثل هذا الحظر. بأي حال من الأحوال. فرض الإمبراطور الروماني قسطنطين أول حظر على النشاط التبشيري في القرن الأول الميلادي. كان هو الذي قدم مفاهيم مثل حظر الزواج من غير اليهود، وحظر جذب غير اليهود إلى اليهودية، وحظر يهودية العبيد، وما إلى ذلك. ومع ذلك، فقد انخرط اليهود طوال تاريخهم في العمل التبشيري، وليس بالكلمة فحسب، بل أيضًا بالسيف. تم تحويل دول بأكملها بالقوة إلى اليهودية. خذ كتاب استير وسترى ما الذي فعله الحشمونيون. يصف كيف خاف الجميع من اليهود وبالتالي تحولوا إلى اليهودية. هذا هو أول ذكر في قصة تبشيرية: "إذا لم تختن القلفة، فاخرج من هنا!"
- حسنًا، لقد فهمنا الآن أن المسيحيين اخترعوا أسطورة النفي، واستخدمها الصهاينة بنشاط لتبرير سياسة الاستيطان. لكنك ما زلت لا تجيب على سؤال: من أين أتى ها الكم الكبير من اليهود؟
- هذا سؤال مهم. ألف الكاتب آرثر كويستلر كتابًا رائعًا بعنوان "القبيلة الثالثة عشرة" عن كهانة الخزر Khazar Kaganate. لقد ترك هذا الكتاب انطباعًا قويًا عندي. وهذا ليس من باب الخيال. ثم لا تنسوا أنني مؤرخ، فقد بدأت في دراسة هذا الموضوع وسألت نفسي سؤالاً: كم كان عدد الممالك اليهودية في العصور القديمة؟ كتب جوزيفوس فلافيوس (يوسف فلاوي) الذي، بالمناسبة، لم يقرأه اليهود أنفسهم، وبفضل الكنيسة المسيحية فقط تم حفظ كتاباته ونشرها) أن هناك مملكة يهودية في منطقة كردستان الحالية. في إسرائيل، يحاولون التقليل من أهمية هذا الحدث ويقولون إن "العائلة المالكة والأرستقراطيين فقط هم من اعتنقوا اليهودية". نعم، بالطبع، لم يتحول كل الناس إلى اليهودية. لكن لماذا حدث هذا بالذات؟ واصلت بحثي واكتشفت أن هناك ممالك يهودية أخرى، وفي أجزاء مختلفة من العالم. إسرائيل تحاول بكل وسيلة ممكنة إخفاء هذه المعلومات. لماذا ا؟ لأنها تناقض الأسطورة الرئيسية لليهودية حول "الناس المشتتين"!
- هذا يعني أنك تريد أن تقول إن اليهود حولوا أمماً بأكملها إلى دينهم ...
- بالأحرى سكان أقاليم مختلفة.
- حسنًا، فليكن. في رأيك، حول اليهود سكان مناطق مختلفة إلى اليهودية، بما في ذلك شمال إفريقيا، ومن أين إذن جاء اليهود - سكان الدول العربية، وإريتريا، ومن أين أتى اليهود الإثيوبيون، وحتى يهود كييف أم الروسيا؟
- نعم، نعم، هذا صحيح. لكن في إثيوبيا، انتصرت المسيحية، وأصبح اليهود أقلية، وفي اليمن، التي كانت دولة كبيرة جدًا في شمال إفريقيا، انتصر الإسلام. لا يوجد تفسير آخر لانتشار اليهودية في العالم، إلا بمساعدة تهويد ممالك وأقاليم بأكملها. من أين يأتي مليون ونصف مليون يهودي في روسيا؟ هل تعتقدين أنهم يعاملون معاملة حسنة لدرجة أنهم يتكاثرون بمعدل هائل؟ بالطبع لا. أين يظهر "حي الخزر" في كييف؟ من أين يأتي التحيز ضد الخزر الذين يُزعم أنهم يهددون الدولة الروسية؟ من أين تأتي كل هذه الأساطير؟ من هناك، من كهانة الخزر Khazar Kaganate، التي كانت ذات يوم يهودية وحكمت أراضي روسيا الحديثة وأوكرانيا جزئيًا. حتى اليديشية لها أساس سلافي.
"للخزر تاريخ مثير. بدأ في القرن الرابع الميلادي مع العديد من القبائل البدوية التي رافقت الهون في هجرتهم الضخمة إلى الغرب. والمرحلة التالية هي إنشاء إمبراطورية سهوب عملاقة في منطقة الفولغا وشمال القوقاز، انتهت في القرن الثالث عشر، عندما دمر هجوم المغول آخر بقايا هذه المملكة المهيبة ذات يوم". (من كتاب "من وكيف اخترع الشعب اليهودي(.
- هل تريد أن تقول إننا نحن يهود الاتحاد السوفيتي السابق، وكل يهود أوروبا، من نسل الخزر القدماء؟
- نعم بالضبط. لذلك، ظاهريًا نحن نشبه الأتراك أكثر من شبهنا السلاف. بالإضافة إلى ذلك، أجبر الغزو المغولي في القرن الثاني عشر الخزر على الرحيل إلى الغرب، وعلى الاختلاط بالسلاف. التاريخ هو عدد لا حصر له من الخلطات من مختلف الشعوب. بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن الخزر كان لديهم العديد من العبيد - ممثلي الشعوب الشمالية. وكانوا يهودًا أيضًا. وهكذا انتشرت هذه البدع في جميع أنحاء أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، كان الإيمان اليهودي قويًا لدرجة أنه تم إنشاء مجتمعات دُعي إليها أشهر الحاخامات وأكثرهم سلطة في ذلك الوقت.
- لنقدم ملخصًا أوليًا. لذلك، وفقًا لنظريتك، لم يكن هناك نفي لليهود أبدًا. انتشرت اليهودية في جميع أنحاء العالم بمساعدة المبشرين اليهود وحولت سكاناً وممالك بأكملها إلى اليهودية. من هناك، من هذه الممالك المتلاشية، انتشر اليهود في أجزاء مختلفة من الكوكب حتى جاء هتلر وقرر ترتيب الأمور.
- نعم، كل شيء حتى الآن صحيح.
- ثم يبرز السؤال الرئيسي: من هم هؤلاء اليهود "الحقيقيون" الذين لم يتم طردهم إلى أي مكان، ولم ينخرطوا في أي عمل تبشيري وعاشوا في أراضي يهودا وإسرائيل طوال آلاف السنين؟
- الفلسطينيون أيضا في الحقيقة لا يحبون ما أقوله. إنهم يعتبرون أنفسهم عربًا لا يهودًا بأي حال من الأحوال. لكن احتمال أن يكون الفلسطيني الذي يعيش في هذه المنطقة اليوم هو من نسل اليهود القدماء الذين اعتنقوا الإسلام في القرن السابع، أعلى بألف مرة من احتمال أن تكون أنت أو أنا من نسل اليهود القدماء.
- إذن نحن العائدين repatriates ليست لدينا حقوق في هذه الأرض؟
- بالطبع لا! وحتى لو كان هناك نفي، فسيكون من السخف بكل بساطة أن نتحدث عن بعض "الحقوق" بعد ألفي عام! لا توجد "حقوق تاريخية"، هذا اختراع ملبق من قبل الصهاينة الذين، بالمناسبة، يعرفون جيداً أنه لم يكن يوجد أي طرد. بالمناسبة، لقد استخدمت كلمة "إعادة إلى الوطن" (repatriation)- وهذا منتج آخر من الميثولوجيا الصهيونية. لا وجود لشيء اسمه عودة إلى الوطن (repatriation)، هناك مجرد هجرة عادية (إلى فلسطين)
- لكن أي شخص قد يخترع أسطورة لنفسه، فهذا طبيعي. لقد سبق أن تحدثت عن فرنسا وعن أصل الفرنسيين "الغاليّ. Gauls
" ومثل هذه الأساطير يؤدي دائما إلى كارثة.

شلومو زاند ليس فقط ينكر دائماً وجود "الشعب اليهودي". كما ينفي بشكل قاطع أي صلة وراثية بين أولئك الذين يسمون أنفسهم يهودًا. في رأيه أن مفهوم "اليهود بالدم" هو من اختراع التأريخ الصهيوني. في الوقت نفسه، يتجاهل حقيقة أنه يوجد اليوم تحليل للحمض النووي، الذي بموجبه يمكنك الحصول على تحليل كامل لانتمائك الجيني إلى شعب أو آخر.

- هذا هراء بهراء، فلا يوجد دليل علمي على هذا في علم الوراثة. يحاول علماء الوراثة الحمقى هؤلاء إثبات وجود "جين يهودي". هذا محض هراء، حتى أنني كنت سأكتب رواية كاملة عنه. لقد قلنا بالفعل إن التاريخ ليس علمًا. لذا فإن علم الوراثة الذي يحاول إيجاد "دليل علمي" على الانتماء إلى هءلاء أو أولئك من الناس هو أسوأ من "علم زائف"، إنه تدنيس. علاوة على ذلك، هذا تدنيس خطير للغاية. لا ينبغي الوثوق بهم بأي شكل من الأشكال!
- في رأيك، إذن، علم الوراثة هو الفتاة العاطلة للإمبريالية. بالمناسبة، هل ما زلت شيوعيًا؟
- لا، لقد توقفت عن أن أكونه في السنة الثامنة والستين، بعد غزو القوات السوفيتية لبراغ. لكن قضايا المساواة والإنصاف هي دائمًا مهمة جدًا بالنسبة لي.
- تماما. ولكن مهما يكن من أمر، فإن إسرائيل كدولة موجودة منذ أكثر من سبعين عامًا. والشعب الإسرائيلي موجود واللغة والثقافة الواحدة أيضا. وقد تم كسب الحق في هذه الأرض ودفع ثمنه بالدم وبالمال. ألا يكفي الاعتراف بوجود دولة إسرائيل كأمر واقع؟
- أنا لم أشكك قط في واقع وجود إسرائيل. الروايات التاريخية والأكاذيب الصريحة تخلق أيضًا شعوبًا ودولًا. لقد فشلت الصهيونية في إنشاء شعب يهودي لأن معظم اليهود لا يريدون العيش في "الدولة اليهودية". بشكل قاطع لا يريدون ذلك. هل تعلم أن لدينا هجرة سلبية؟ أي أن عدد اليهود الذين يغادرون إسرائيل أكثر من الذين يأتون إليها؟ الخطر الدائم من نشوب حرب جديدة لا يعطي شعوراً بالهدوء والأمان، لذا فهم يتركون إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، أوجدت الصهيونية هنا شعبين: الإسرائيلي والفلسطيني. سأقول لكم أكثر، لو كان الشعب الفلسطيني موجودًا في عام 1948، لما وجدت إسرائيل. ولكن بفضلها أصبح الفلسطينيون شعباً في نهاية المطاف، وقد نشأ هذا الشعب رداً على الاستعمار والاستيطان اليهودي. جاء الإسرائيليون إلى الوجود نتيجة للنشاطات الصهيونية والفلسطينيين نتيجة لاحتلال مناطق عيشهم. علاوة على ذلك، نواصل هذا النشاط العدواني، ونستمر في تسميم حياتهم وهم بدورهم يسممون حياتنا. كمؤرخ، أعلم أن الوضع يميل إلى التغيير، ولا شيء يدوم إلى الأبد. اليوم لا أؤمن بصيغة دولتين لشعبين بسبب تطور المستوطنات وضعف العالم العربي. أرى الوضع كمتشائم.
- وما الحل الذي تقترحه؟
- أرى حلا واحدا فقط: كونفدرالية على أساس مبدأ تنظيم كندا.
- أي حكم ذاتي عربي داخل دولة إسرائيل؟
- لا، أولاً، أقترح التخلي عن مفهوم "دولة إسرائيل". اليوم، يعيش سبعة ملايين عربي وسبعة ملايين يهودي في المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط. أرى سيناريوهين: إما أن يستمروا في تقتيل بعضهم البعض الآخر، أو أن يبدأوا في البحث عن طرق لحل هذه المشكلة. أرى الحل في إنشاء كونفدرالية. أي، حكمين ذاتيين، يحترم كل منهما الآخر، ويحافظ على الحياد العسكري. مثل كندا، إنها مثال رائع. من ناحية أخرى، هناك يوغوسلافيا، وهذا مثال سيئ. وكلما كان العرب يعيشون بشكل أفضل في إسرائيل، زاد شعورهم بـ"الكبرياء القومي". وهذا أدى إلى الانفجار الذي رأيناه قبل شهرين. يجب ألا تنتمي دولة إسرائيل إلى اليهود. يجب أن تصبح دولة كل المواطنين.
- أي أممية كاملة، حسب أفضل تقاليد الماركسية اللينينية.
- لا، لماذا هكذا. وفق مبدأ الدول الرائدة في العالم. فرنسا ليست ملكًا للفرنسيين، إنها ملك للمواطنين الفرنسيين. وبريطانيا ليست ملكًا للبريطانيين بل للرعايا البريطانيين. إلخ. إن الهيمنة الثقافية اليهودية هي الموجودة اليوم، وقد حان الوقت لوضع حد لها.
- من ناحية أخرى، نرى حركة قوية لفصل اسكتلندا عن بريطانيا، وحركة لفصل الباسك والكتالونيين عن إسبانيا . لذلك لا يوجد حديث عن أي "وحدة وتوحد" في "الدول المتقدمة".
- نعم، تاريخيا كان القشتاليون Castilians هم الشعب المهيمن في إسبانيا، وأنشأوا دولة. لكن الحكومة اليسارية اليوم تعلن بشكل لا لبس فيه: لم نعد قشتاليين، نحن إسبان. ورد الكتالونيون على هذا قائلين: لقد فات الأوان. لقد حكمتمونا وظلمتمونا وتسلطتم علينا فترة طويلة لدرجة أننا لم نعد نريد أن يكون لنا أي شيء مشترك معكم. آمل ألا يحدث هذا في إسرائيل، وسيأتي وقت نستطيع أن نقول فيه للجميع: "نحن إسرائيليون".
"لقد فات الأوان لمحاولة تحويل إسرائيل إلى دولة قومية متماسكة ومتجانسة. ولكن إذا كان من الحماقة مطالبة اليهود الإسرائيليين بإلغاء دولتهم، فلا يجوز وحسب، بل من الضروري للغاية الإصرار على التوقف عن التفكير في أنها دولتهم وحدهم لا يشاركهم فيها أحد غيرهم والتخلي عن الفصل العنصري. المجحف صراحة في حق جزء كبير من المواطنين الذين يعتبرونهم غرباء غير مرغوب فيهم ... "(من كتاب" من وكيف اخترع الشعب اليهودي ).
- قل لي، هل أنت معاد للصهيونية؟
- أنا أفرق بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية، ولا أعتقد أنهما نفس الشيء. لا أعرّف نفسي على أنني معاد للصهيونية، ولكن كغير صهيوني. إنه لأمر مضحك فعلا: قبل مائة عام، كان المعادي للسامية هو الذي يدعى أن هناك "شعبًا يهوديًا". اليوم المعادي للسامية هو الذي يعتقد أنه غير موجود.. أؤكد أنه لا يوجد "شعب يهودي" أو "نسل يهودي".
- ولكنك بهذه الطريقة تعطي ذريعة وتبريرا لجميع المعادين للسامية والمعادين للصهيونية. بتصريحاتك وآرائك أنت تدعم كراهية اليهود في العالم. ألا تشعر بالمسئولية عن كلامك؟
- هذا مصير أي كاتب. كتبه بعد النشر لا تعود ملكه. لا يمكن أن أتحمل المسؤولية عن كيفية استخدام وتفسير كلماتي. وكتبي. لقد تمت ترجمة كتبي إلى عشرات اللغات، ولا يمكنني تتبع كل العواقب. تلقيت ذات مرة كتابًا من طبيب نفسي يهودي أمريكي كتب لي: "لو كان كتابك قد نُشر قبل أربعين عامًا، لكان عدد زبائني أقل بكثير". أفهمت؟ كتابي يقضي على كل مشكلة "الهوية اليهودية"، لأنه لا يوجد شعب بهذا الاسم، لا يوجد يهود. وبالتالي، كان بإمكان الكثير من الناس تجنب مشاكل عقلية كبيرة لو كانوا قد علموا بهذا من قبل.
ينهي شلومو زاند كتابه "من وكيف اخترع الشعب اليهودي" بحماس جياش: "إذا كان ماضي الأمة في الأساس حلماً في المنام، فلماذا لا نحلم الآن بمستقبل جديد مختلف - قبل أن يتحول الحلم إلى كابوس؟ " في رأيه، لا يزال الشعب الإسرائيلي "نائمًا" وغير مدرك لكون الصهاينة هم من ابتكر اليهود. لكن زاند، كمتمرد ومستفز حقيقي، لم يتوقف عند هذا الحد. فكتابه الجديد هو بعنوان "كيف توقفت عن كوني يهودياً".
- وماذا صرت عندما لم تعد يهوديًا؟
- أولا وقبل كل شيء، إنساناً. وثانيًا، إسرائيليا من أصل يهودي بولندي. أنا لا أريد أن أنتمي إلى "طبقة مغلقة". هذا لا يؤدي إلا إلى الدمار والمأساة.
https://www.9tv.co.il/item/32117?utm_referrer=https%3A%2F%2Fzen.yandex.com



#مشعل_يسار (هاشتاغ)       M.yammine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زعيما تنزانيا وهايتي لم يعترفا بالوباء فاغتيلا
- بروفسور أمريكي: لقاح COVID-19 يقتل الناس أكثر من الفيروس
- إحياء النظام العالمي الفاشي الجديد من خلال الإرهاب الصحي
- قضم الحريات الشخصية سمة عصر -مكافحة- الإرهاب الدولي والإرهاب ...
- التدريب على الطاعة والخضوع هدفهم الأول
- ما تخافوا من الكورونا
- وعد السكرانة
- الهدف من تسويق الكوفيد- 19 إعادة توزيع الملكية لصالح القلة ع ...
- اختر بين الكمامة والبقاء على قيد الحياة!!! ارتداء الكمامة يس ...
- محور موسكو – بكين ... والتهديد ب -ثورة ملونة- في الصين
- إلى أين سيقود -كسوف- عقل بيل غيتس البشرية؟
- رئيسا تنزانيا والبوروندي وقفا في وجه مشعلي حرب الكوفيد فصارا ...
- كمامة العبيد ليست لي!
- عالمة الأحياء الجزيئية إيلينا كالّيه: 90 ٪--- من الناس ...
- طلقة الغدر الأولى: في ذكرى تقرير خروشوف -السري-
- ما يسمى -جائحة الكورونا- عملية خاصة في حرب هجينة
- المغني الإسباني بابلو هاسيل يُسجن على مدحه ستالين والاتحاد ا ...
- لا يمكن إجراء اختبارات PCR (تفاعل البوليميراز المتسلسل) على ...
- الاقتصادي الروسي المعروف فالنتين كاتاسونوف حول مشاركة بوتين ...
- عالم وراثة يتوقع عواقب وخيمة لفيروس كورونا: -سوف نعود إلى ال ...


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مشعل يسار - شلومو زاند: يهود أوروبا أحفاد الخزر، أما اليهود الحقيقيون فهم العرب الفلسطينيون