أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكمة اقبال - الديمقراطية ومجالس المحافظات














المزيد.....

الديمقراطية ومجالس المحافظات


حكمة اقبال

الحوار المتمدن-العدد: 6945 - 2021 / 7 / 1 - 01:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من جديد أثير النقاش حول مجالس المحافظات، بقائها أو الغائها على خلفية قرار المحكمة الإتحادية بعدم دستورية استمرار عمل المجالس على خلفية قرار البرلمان في تشرين الثاني 2019 الذي أنهى عمل هذه المجالس تحت ضغط إنتفاضة تشرين، وكُلف أعضاء البرلمان بمهمة مراقبة عمل المحافظ ونائبيه في المحافظات. وطعنت مجموعة من أعضاء مجالس المحافظات بقانون إلغاء المجالس الذي اقره مجلس النواب أمام المحكمة الاتحادية، إلا أن تعطل المحكمة تسبب بعدم البت بهذا الموضوع، وبعد تشكيلها الجديد أقرت المحكمة الاتحادية بعدم دستورية استمرار عمل مجالس المحافظات والأقضية غير المنتظمة بإقليم.
الجديد في موضوع مجالس المحافظات ان أصوات مثقفة هوائها متحضر ومتمدن، وأفكارها محسوبة على المدنية والديمقراطية بدأت تطالب "بالتخلص" من مجالس المحافظات معتبرين "أنَّ العراقيين يجمعون على أن قانون مجالس المحافظات والأقضية هو الحلقة الزائدة في البناء الإداري"، ولا أدري من اين جاء اجماع العراقيين هذا؟
أين هي المشكلة؟؟؟
في الإطار الدستوري العام فان مجالس المحافظات هي نموذج مصغر عن مجلس النواب بصلاحيات أقل واعضاء منتخبين من ابناء المحافظة لإدارة شؤونها، والمطالبة بالتخلص من مجالس المحافظات لسوء عملها وانتشار الفساد فيها وتكلفتها المادية على الميزانية، يجب ان يتشابه مع المطالبة بالتخلص من البرلمان الذي لم يقم بما يخدم الشعب والوطن وال سنواته منذ 2005، وآخرها عدم اكتمال النصاب لحضور الجلسات.
الديمقراطية لاتتجزأ بل يجب تعزيزها على كل المستويات وفي كل مجالات العمل والحياة، وفي تجارب الديمقراطيات الناجحة والعميقة فان مجالس المحافظات حلقة مهمة في ادارة الحياة السياسية اليومية المحلية والوطنية، والديمقراطية هي ممارسة يومية في مجالات العمل والتعليم والحياة الأسرية أيضاً. والشعب العراقي الذي ابتلى بدكتاتوريات طويلة الوقت، يحتاج وبشدة الى ديمقراطية حقيقية حقاً، وليست زائفة كما هو موجود الآن.
لقد نصت الفقرة رابعاً من المادة 122 من الدستور على ان "يُنظم بقانون انتخاب مجلس المحافظة وصلاحياته"، وهنا هي المشكلة. المشكلة في قانون مجالس المحافظات ذاته، ومشكلة العراق مع مجالس المحافظات وقانونها هي ان القانون منح الأعضاء المنتخبين تفرّغ لدرجة وظيفية بمستوى عالِ وبراتب عالِ وامتيازات للسكن ومكاتب وحمايات وسيارات وتقاعد عالٍ وحتى خط كهربائي خاص لاتنقطع عنه الكهرباء، إضافة الى فرص الفساد المالي في المشاريع المطروحة في المحافظة، ويشمل ذلك مجالس الأقضية والنواحي أيضاً. وتُتهم مجالس المحافظات بانها "أحد بوابات الفساد والهدر المالي في البلاد"، فهناك 15 مجلس محافظة و120 مجلس بلدي (قضاء) و 400 مجلس محلي (ناحية) تستهلك ما يقارب 180 مليون دولار أمريكي كرواتب وحمايات ونفقات اخرى سنوياً، بحسب تقارير صحفية.

في التجربة الدنماركية:
- تجري انتخابات المدن كل أربع سنوات في شهر تشرين الثاني، ويبدأ عمل المجلس الجديد منذ اليوم الأول للسنة التالية.
- تنتخب كل مدينة مجلساً لها حسب عدد السكان، وينتخب المجلس المُنتخب محافظاً للمدينة يكون المسؤول التنفيذي للمجلس بصفة موظف.
- باقي اعضاء المجلس فيكون عملهم تطوعي ولاياخذون عليه اجور أو رواتب، ولا أية امتيازات اخرى.
- يحق لكل من أقام لمدة ثلاث سنوات متواصلة في الدنمارك الترشح والتصويت في الانتخابات، دون شرط التجنس في الدنمارك.
- نسبة المشاركة في انتخابات مجالس المدن هي الأعلى في اوربا.
- في الإنتخابات الأخيرة عام 2017 كانت أصغر من فازت بمنصب محافظ بعمر 24 عاماً، وأصغر عضو مجلس مدينة بعمر 18 عاماً.

في محافظات العراق كان في الغالب تعيين ضباط بمنصب المحافظ، وبعد 2003 نلاحظ صراع الأحزاب المتنفذة على المنصب، وكثيرا ما يختلف المحافظ مع رئيس مجلس المحافظة حول من يسرق أكثر، (في البصرة اختلف رئيس مجلس المحافظة صباح البزوني مع المحافظ ماجد النصراوي، الأول حُكم وسُجن والثاني هرب بالجمل الى استراليا).
وتأتي المطالبة بالتخلص من مجالس المحافظات لتبدو وكأنها دعوة لإعادة التعيين المركزي للمحافظين، ومن قبل من؟ وزير الداخلية أو رئيس الوزراء او مجلس النواب عن طريق التحاصص؟
وفي نفس الإتجاه يجب التصدي لطروحات تحويل نظام الحكم من برلماني الى رئاسي بدعوى فساد مجلس النواب، فهو يحمل نفس المخاطر، لذلك يجب العمل على تطهير مجلس النواب من الامتيازات، ليترشح من يريد ان يخدم الشعب حقاً وبقدر مقبول من الراتب.
عندما نريد ان يكون العراق بلد ديمقراطي علينا أن نبدأ بخطوات ولو بطيئة لبنائها على اساس صحيح، وهذا ما لن يتحقق في جيلنا الحالي وثلاثة أجيال قادمة على الأقل. وعلى الأحزاب المدنية والديمقراطية وشباب تشرين المطالبة بإلغاء الرواتب والامتيازات الباهظة الكلفة، ويكون الأعضاء متطوعين لخدمة ابناء محافظاتهم مجاناً، واقدر ان هذه المطالبة لن تتحقق الآن، ولكن المحافظة على الهيكلية الديمقراطية وتشذبيها من فرص الفساد، هوالطريق نحو ديمقراطية حقيقية لإجيال المستقبل.



#حكمة_اقبال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاطعة خيار نضالي
- يوميات دنماركية 200+64
- يوميات دنماركية 200+63
- حول المثلية الجنسية
- يوميات دنماركية 200+62
- يوميات دنماركية 200+61
- يوميات دنماركية 200+60
- يوميات دنماركية 200+59
- يوميات دنماركية 200+58
- يوميات دنماركية 200+57
- يوميات دنماركية 200+56
- يوميات دنماركية 200+55
- يوميات دنماركية 200+54
- في أربيعينية الرفيق آشتي، شهادة للتاريخ
- يوميات دنماركية 200+53
- التيار الديمقراطي العراقي و إعادة تنشيطه
- يوميات دنماركية 200+52
- يوميات دنماركية 200+51
- يوميات دنماركية 200+50
- بومبات دنماركية 200+49


المزيد.....




- صور تكشف ما حل بكهوف قريبة من جبال -أفاتار-الشهيرة بالصين بع ...
- سياحة ريفية بالأردن..هكذا تُقدم أطباق الأجداد في بيوت ضيافة ...
- شاهد كيف يعيش سكان إيران وسط فرارهم من الغارات الجوية الإسرا ...
- ضربة إيران في سوروكا.. ما قد لا تعلمه عن الهدف القريب من غزة ...
- طهران: ننصح واشنطن بأن تختار بين وقف العدوان أو أن تبقى متفر ...
- الولايات المتحدة تراجع موقفها من الكحول: الدعوة للاعتدال بدل ...
- ثوران بركاني هائل في إندونيسيا يُطلق سحابة من الرماد بارتفاع ...
- القناة 12: إصابة منزل وزير إسرائيلي سابق بصاروخ إيراني (فيدي ...
- روسيا تسلم المغرب مطلوبا في قضية احتيال وتزوير
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي ينوي تحويل الأصول الروسية المجم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكمة اقبال - الديمقراطية ومجالس المحافظات